-
دخول

عرض كامل الموضوع : أفلام عربية وإسرائيلية في مهرجان لندن السينمائي


ما بعرف
16/10/2007, 15:12
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
أجواء المافيا القادمة إلى لندن من أوروبا الشرقية في فيلم الافتتاح



تفتتح بعد غد الأربعاء الدورة الحادية والخمسون من مهرجان لندن السينمائي الدولي، وتستمر حتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وينعقد المهرجان سنويا منذ عام 1956 دون أن يخصص مسابقة للأفلام، إلا أنه يمنح عددا من الجوائز المتخصصة.

هناك مثلا جائزة جريرسون (على اسم رائد السينما التسجيلية البريطاني) لأحسن فيلم تسجيلي طويل. وهناك جائزة كأس سوذرلاند لأحسن فيلم أول لمخرجه يتميز بالأصالة والخيال.

هذه الجائزة التي تمنح منذ عام 1958 ساهمت في تسليط الأضواء على مواهب شابة متوهجة في الماضي، فقد حصل عليها برناردو برتولوتشي وسميرة مخملباف وسليمان سيسي وغيرهم من السينمائيين الذين أصبحوا من "الكبار" حاليا.

وهناك الجائزة التي يمنحها الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي)، وجائزة أخرى لأحسن موهبة سينمائية بريطانية لتشجيع السينمائيين الجدد في بريطانيا.

الأهم من الجوائز والمسابقات في مهرجان لندن هي المناقشات التي تدور عادة بعد العروض مباشرة، بين المخرج والجمهور، ولا يقتصر حضورها على النقاد والصحفيين كما يحدث في المهرجانات الشهيرة الكبرى.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الفيلم الإسرائيلي "قنديل البحر" يتناول موضوعا جديدا تماما على السينما الإسرائيلية



وتعرض أفلام المهرجان في 16 قاعة، في وسط العاصمة البريطانية، وفي مركز السينما البريطانية على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، وكذلك في عدد من دور العرض بالضواحي.

الافتتاح والختام

يفتتح المهرجان بالفيلم الجديد "وعود شرقية" Eastern Promises للمخرج الكندي الشهير ديفيد كروننبرج. وتدور أحداث الفيلم في لندن، وهو يصور أجواء المافيا الوافدة من أوروبا الشرقية، حيث تختلط الجريمة بالخداع بالقسوة بالانتقام.

أما فيلم الختام فهو بعنوان "دراجيلينج ليمتد" Darjeeling Limited وهو كوميديا أمريكية جديدة للمخرج ويس أندرسون، وتدور أحداثه في الهند في سياق رحلة مليئة بالمغامرات.

وما بين الافتتاح والختام يعرض المهرجان عشرات الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية والقصيرة من 43 دولة، من الفيلم الكلاسيكي إلى أفلام الفن الرفيع والكلاسيكيات المعاصرة وأفلام الرسوم والأفلام التجربية.

وتعرض بالمهرجان 7 أفلام للمرة الأولى في العالم، كما يعرض 29 فيلما للمرة الأولى في أوروبا، و128 فيلما تعرض للمرة الأولى على الشاشات البريطانية.

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
مديرة مهرجان لندن ساره هبرون قالت إن الإنتاج السينمائي في العام 2007 شهد طفرة



وتصنف الأفلام في أقسام محددة هي: العروض الخاصة، وأفلام الساحة (التي تعرض في لستر سكوير في وسط لندن) والسينما البريطانية الجديدة والسينما الفرنسية وسينما أوروبا وسينما العالم والسينما التجريبية وكنوز من الأرشيف والأفلام القصيرة وأفلام الرسوم.

يتيح المهرجان الفرصة لجمهور العاصمة البريطانية لمشاهدة الكثير من الأفلام، سواء تلك التي سبق عرضها بالمهرجانات الأخرى، أو الأفلام الجديدة التي يسلط المهرجان الأضواء عليها ويصبح بعضها بمثابة اكتشافات.

أفلام عربية

يشهد المهرجان عرض عدد من الأفلام الناطقة بالعربية منها ما هو من إنتاج شركات سينمائية في العالم العربي أو في فرنسا أو بتمويل مشترك.

أهم هذه الأفلام فيلم "هي فوضى" للمخرج المصري يوسف شاهين، وهذه هي المرة الثانية لعرض الفيلم عالميا منذ عرضه في اليوم الأخير من مهرجان فينيسيا الأخير، وفيلم "سر حبة" The Secret of the Grain من الإنتاج الفرنسي ومن إخراج المخرج التونسي المقيم في فرنسا عبد اللطيف قشيش.

وهناك فيلم "سكر بنات" للمخرجة نادين لبكي الذي رشحته وزارة الثقافة اللبنانية لدخول مسابقة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، وفيلم آخر قصير من لبنان بعنوان "مرحبا إلى الاستعراض الأسود" للمخرجة ياسمين عبود.

ومن سورية يعرض فيلم "خيط الحياة" إخراج ديانا فارس وهو من أفلام الرسوم المتحركة على طريقة أفلام ديزني (83 دقيقة).

ويعرض المهرجان فيلم "وادي الدفوف" للمخرج الكردي هاينر سليم الذي يدور في قرية تركية بمنطقة كردستان قرب الحدود العراقية الايرانية. وقد نجح المخرج الذي سبق أن قدم فيلم "الكيلومتر صفر" في مهرجان كان، في الحصول على تمويل من ألمانيا وفرنسا لإنتاج فيلمه الجديد.

ويمثل هذا الفيلم منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق، وهو ناطق باللغة الكردية.

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الفيلم اللبناني "سكر بنات" ينتظر ان يلقى غقبالا كبيرا بعد الاصداء الجيدة التي حققها



أفلام إسرائيلية

أما إسرائيل فتشارك في المهرجان بخمسة أفلام: فيلمان قصيران وثلاثة أفلام طويلة، منها فيلم تسجيلي طويل وفيلمان روائيان.

الفيلم التسجيلي الطويل "جاسوس الشمبانيا" يسلط الأضواء على الجاسوس الإسرائيلي الشهير فولفجانج لوتز الذي زرعته المخابرات الإسرائيلية في مصر في الفترة من 1960 إلى 1964 تحت غطاء أنه ألماني متخصص في تربية الخيول، وافتتح ناديا للفروسية في ضاحية المعادي، ونجح في إقامة علاقات متينة مع عدد من كبار الضباط إلى أن انكشف أمره ثم سجن في مصر حتى تمت مبادلته مع إسرائيل بعد حرب 1967.

ويعرض المهرجان الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية" The Band'd Visit الذي أثار ضجة كبيرة مؤخرا بعد أن ترددت أنباء عن تلقي منتجيه دعوة من مهرجان سينما الشرق الأوسط الذي يقام حاليا في أبو ظبي، ثم رفض المهرجان عرضه بعد أن هدد سينمائيون مصريون بمقاطعة المهرجان.

وسبب الضجة هو أن الفيلم اتهم كثيرا من قبل نقاد مصريين بالدعوة إلى التطبيع بين العرب والإسرائيليين، من خلال موضوعه الذي يجمع بين شخصيات مصرية وإسرائيلية في سياق ملئ بالمفارقات.

أما الفيلم الإسرائيلي الثالث فهو بعنوان "قنديل البحر" Jellyfish وكان قد حصل على الكاميرا الذهبية في مهرجان كان الأخير ولا علاقة له بالصراع العربي الإسرائيلي بل يتناول قضايا داخلية باسلوب خاص.

محامي الإرهاب

يعرض المهرجان أيضا الفيلم التركي "حافة الجنة" للمخرج فتيح أكين، الذي يتناول تعقيدات العلاقة بين المهاجرين الأتراك في ألمانيا ووطنهم الأم.

ومن فرنسا يعرض فيلم "محامي الإرهاب" L'advocate de la Terreur وهو تسجيلي طويل (132 دقيقة) ويعتبر دراسة بالكاميرا في حياة جاك فيرجيه، المحامي الفرنسي المثير للجدل الذي يتولى عادة الدفاع عن شخصيات اعتبرت إرهابية وأصدر الرأي العام الفرنسي عليها حكمه بالإدانة مسبقا.

من هذه الشخصيات مثلا، المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيريد التي تزوجها فيرجيه بعد دفاعه عنها وانقاذها من الإعدام، وكلاوس باربي الضابط الفرنسي الذي اتهم بالتعاون مع النازيين، وكارلوس المصنف إرهابيا والسجين خاليا في فرنسا، وغيرهم.

ومن السينما الأمريكية يعرض فيلم "منقح" Redacted للمخرج الشهير بريان دي بالما، وهو يتناول اغتصاب عدد من الجنود الأمريكيين في العراق فتاة عراقية في الرابعة عشرة من عمرها ثم قتلها وحرق جثتها. إلا أن الفيلم يركز أساسا على طريقة التعتيم الإعلامي على ما يحدث في العراق، ويقارن بين ما يحدث في الواقع وما يصل إلينا إعلاميا.

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
فيلم الختام من الإنتاج الأمريكي ومن النوع الكوميدي



سينما العالم

وللباحثين عن الأفلام غير الأمريكية وغير الشائعة، يخصص المهرجان قسما يطلق عليه "سينما العالم" يعرض خلاله هذا العام 50 فيلما معظمها من القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينية.

وعادة ما تستقطب الأفلام الصينية والبرازيلية اهتمام الكثيرين من عشاق السينما الفنية، ولكن هناك أيضا أفلام من اليابان وجنوب إفريقيا ونيجيريا ورواندا وماليزيا والأرجنتين واندونيسيا والهند وكوريا الجنوبية وسيريلانكا وتايلاند والفليبين.

ملاحظتان

ولعل الملاحظة الأكثر مدعاة للتساؤل غياب السينما الإيرانية غيابا تاما عن كل برامج المهرجان، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما.

هناك فيلم واحد فقط من الإنتاج الفرنسي ومن إخراج السينمائية الايرانية مارجان ساترابي التي تعيش وتعمل في فرنسا وتحمل أيضا جنسيتها.

والفيلم بعنوان "بيرسبوليس" (95 دقيقة) وهو من أفلام الرسوم المتحركة، وتروي فيه المخرجة قصتها الشخصية قبل أن تهاجر من إيران، وتصف قمع النظام الإيراني للحريات.

أما الملحوظة الثانية السلبية على المهرجان فهي تجاهله الواضح عاما بعد عام، للسينما البريطانية الفنية الراسخة. فالملاحظ أن المهرجان يهتم فقط بالأفلام البريطانية الجديدة، ومعظمها عادة محدودة الطموح، ومن إنتاج التليفزيون، في حين يهمل أفلام المخرجين الذين رسخوا أقدامهم في سينما العالم مثل كن لوتش وبيتر جريناواي ومايك لي ونيل جيرمان وغيرهم.

وبينما تتهافت مهرجانات العالم على عرض أفلام هؤلاء "الكبار" يتجاهلهم مهرجان لندن بدعوى التركيز على أفلام الشباب.

غير أن المهرجان لا يطبق هذه السياسة فيما يتعلق بالسينما الأمريكية مثلا، التي لا يمانع في عرض أفلامها التجارية قبل بدء توزيعها في السوق البريطانية.

الأيام التالية ستظهر على أي حال ما إذا كنا سنعثر هذا العام، على كثير من الاكتشافات والمواهب الجديدة، أم أننا سنواصل الاحتفال بانجازات الماضي الذي كان!

ما بعرف
18/10/2007, 13:16
زياد الخزاعي- السفير


البريطانيون مولعون بالأرقام، كولعهم بدهاء اللعب بها. فسوقا المال والجنيه الاسترليني هما عصبان لا فكاك بينهما، والقرار السياسي الذي دفع برئيس الوزراء السابق توني بلير الى ركب موجة الحربين في أفغانستان والعراق بدا كأنه مرتهن، الى حد بعيد، بثقليهما وحركيتهما اللتين تبرّران «إعادة» الروح الامبريالية وهبتها الجماعية وسط العاملين في «وايت هول»، مقر حكومة بلاط سان جيمس العريق.

و«مهرجان لندن السينمائي»، الذي بدأ أمس الأربعاء، لم يغفل التصريفين المتلازمين: الأرقام والسياسة. للأولى، اشتملت العروض على 184 فيلماً روائياً طويلاً و133 قصيراً من 43 دولة؛ وللثانية، حضرت حديثة وكابول والقاهرة وبيروت وكردستان العراق وطهران والشيشان. فالقائمون عليه يحرصون على أن هذه الدورة الـ51 (17 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2007) لن تغفل الحرب على الإرهاب والولايات المتحدة وهجمات أيلول وتوابعها، مسوغاً سينمائياً للعديد من الإنتاجات، إما لتبرير ما يحدث، أو للانتقاص من القرار المتعجّل في استعمار بلدين دفعة واحدة.

حروب

في هذا المضمار، يجتمع جديدا الأميركي براين دي بالما «مُنقّح» عن فتاة المحمودية واغتصابها من قبل جنود أميركيين قبل التمثيل بجثتها وطمرها على عجل، وتبرير (لاحقاً) الجريمة بالمسلحين وهجماتهم، وهي الكذبة نفسها التي برّر جيش الاحتلال بها مجزرة حديثة، التي سلبت أرواح 24 مدنياً انتقاماً لمقتل جندي في القرية الصحراوية التي أعاد البريطاني نل برومفيلد، صاحب «أشباح» (2006) و«ألين حياة وموت سفاحة» (2003)، تمثيلها (صُوِّر الفيلم في الأردن) بتفصيلٍ دامٍ،

في حين ظلّ الممثل والمخرج روبرت ريدفورد في كاليفورنيا ليقتنص حكايتي ثنائيين إنسانيين: الشابين إريك وإرنست اللذين أرادا أن يقوما بعمل ذي معنى في حياتيهما الخاويتين (بتأثير من أستاذهما ريدفورد)، فالتحقا بالقتال في أفغانستان ووواجها موتيهما الرخيصين.

في المقابل، يسعى السناتور غاسبار إرفينج (توم كروز) في واشنطن الى استخدام جهود الإعلامية ميرل ستريب وتحقيقها التلفزيوني حول مصير الطالبين لكسب أصوات ناخبين.

بيد أن الجبهة الداخلية (العائلية تحديداً) كانت هاجس الفيلم الثاني للمخرج جيمس ستراوس «غريس رحلت»، عن معاناة أب (جون كوزاك) لا يجد تبريراً لمقتل زوجته المتطوّعة في حرب العراق، في مقابل إصرار شقيقه على ضرورة فضح الإدارة وكذبها.

هذه الأخيرة (الكذبة) هي مفتاح الخطاب السياسي لجديد المشاكس مايكل مور «سيكو»، حول النظام الصحي ومؤسّساته وضماناته التي تُنكَر على المواطن الأميركي، فيما تكون مبذولة بسخاء على معتقلي غوانتانامو السيئ الصيت.

ستكون القاهرة الحضن السينمائي كالعادة لجديد المخضرم يوسف شاهين «هي فوضى»، الذي سيشعّ على شاشات دور عرض قلب لندن «ليستر سكوير» (في العام الماضي، كان النجاح من نصيب مروان حامد وباكورته «عمارة يعقوبيان»)، شاداً هذه المرة من عزمه المسيس (بعد خيبات فيلميه في الأعوام الماضية) ضد إرهاب السلطة، عبر حكاية أحد مأموريها، الذي يمارس غلواً يصل الى حد التعذيب والاغتصاب.

بينما يستعير صاحب «المراوغة»، الحائز الـ«سيزار» الفرنسي عبد اللطيف كشيش، حكايات مهاجري الشمال الأفريقي الى مرسيليا، مسلّطاً اهتمامه على شؤون العائلة والصداقات وخيبة الأمل والاندماج والاستغلال في عمله الثالث «البذرة والبغل»، علماً بأن عنوانه الإنكليزي هو «سر الحبوب» (سأعود الى هذين الفيلمين بقراءة متأنية في مقالة لاحقة).

وقائع إنسانية

في بيروت، تُشبك اللبنانية نادين لبكي الطرافات والتهكّم حول الأنوثة والطائفية ونزعات الحب وخيباته (من بين أمور أخرى) في باكورتها «سكّر بنات» (راجع المقالة النقدية حول الفيلم في «السفير» في عددها الصادر بتاريخ 22 حزيران الفائت).

من ناحية أخرى، تعرض كردستان فتنتها الطبيعية في فيلم المخرج هونير سليم «دول»، الذي عُرض في بانوراما الدورة الأخيرة (شباط الماضي) لمهرجان برلين، وهو أضعف بكثير من سابقه «كيلومتر صفر»، مع غلّ عصابي أكبر ضد الأتراك هذه المرة، بعد أن شتم عرب بلده في «صفره». حكاية الفيلم الجديد تدور حول شاب كردي يهرب بعد محاولته الفاشلة لاغتيال القائد العسكري التركي، ويقيم علاقة مع فتاة من قومه صادفها وهي هاربة من أزلام صدام الذين خطفوها وحوّلوها الى جسد للاغتصابات الجماعية، ويصر على الزواج بها، على الرغم من اعتراض أهله.

طهران لن تطل بواقعها المتجاذب اجتماعياً على وقع كبار سينمائييها، كعباس كياروستامي ومحسن مخملباف وجعفر بناهي وغيرهم، بل برسوم متحركة من توقيع الإيرانية مرجاني ساترابي (مع فنسنت بارانو)، التي استعارت سلسلة كتبتها وبثّت فيها حياة من نوع مبتكر ضَمَن لها جائزة لجنة تحكيم في الدورة الأخيرة (أيار الفائت) لمهرجان «كان»:

اللعبة السينمائية هنا قائمة على سيرتها التي تقودها من محيط العائلة المتمركسة ونضالها ضد الشاه وتسلطه، لتنتهي سجينة شرطيات آداب الملالي، قبل أن تفلح في مغادرة البلاد الى أوروبا.
العمل أخّاذ بعوالمه، بيد أن سرديته تحمل تدليسها السياسي المباشر المنطلق من عداوة مسبقة الدوافع لنظام لا يختلف بتسلّطه عن سابقه، مرمية على الشاشة من دون أن تفسح لمتفرجها حيزاً للسجال الإيديولوجي، مع حقب تمرّ سريعاً أمامه، إذ إن عليه الاقتناع بأن حياة من هذا النوع لا تمت الى التفكيك بصلة.

إنها لعنة تدور بتواصل مدهش، تنتج كائنات مشلولة ومنكسرة الى الأبد (صوّرت ساترابي مشاهد إيران بالأسود والأبيض، ولوّنت بزهو المشاهد الأوروبية). هناك أيضاً مشاركة سورية بعد غياب طويل عبر فيلم الرسوم المتحركة «خيط الحياة» لرزام حجازي، عن رحلة افتراضية لصبي تتحقّق على يدي عجوز يعبر خلالها حاجز العمر كي يحقّق أحلامه، مكتشفاً أن خيط الحياة أجمل وأكثر غنى.

ويشارك الإسرائيلي يران كوليرين بكوميدياه «زيارة الفرقة الموسيقية»، التي أثارت اهتماماً نقدياً عاصفاً في مهرجان «كان» في أيار الفائت، تناول فيه ضياع فرقة الإسكندرية للموسيقى العسكرية سبيلها في اسرائيل وهي في طريقها الى حيفا، ليقع رئيسها في حب صاحبة مقهى.

رهان الجغرافيا

حربا الروس في أفغانستان والشيشان تُطرحان بزاويتين سينمائيتين متحاملتين بجرأة على عسفيهما المزدوجين: «ألكسندرا»، المرأة العجوز بطلة عمل أندريه سوكوروف (له العمل الانقلابي الشهير «الفُلك الروسي»)، ترسم خطاً أخلاقياً ضد الخراب الحاصل في غروزني، وتجادل العساكر أثناء زيارتها معسكر حفيدها، وتصادق نساء شيشانيات حوّلتهن الحرب الى مقايضات في كل شيء ، فيما يراهن مواطنه ألكسي بلابانوف (صاحب «شقيق» و«عن النزوات والرجال») على انعكاسات الاجتياح العسكري الفاشل لكابول، والضغوط التي يتعرّض لها أهل الداخل الروسي في «حمولة 200»، حول اختطاف شرطي فتاة مراهقة هي ابنة ضابطه، ويمارس عليها حقداً ومهانة نيابة عن السلطة التي لن يتمكّن من الوقوف أمام جبروتها. والعنوان يستعير التعبير العسكري عن شحنات جثث القتلى الروس القادمين من معارك جبال البلد البعيد.

اهتمّت ساندرا هيبرون، المديرة الفنية للمهرجان، بالجغرافيا، قائلة إنها تمثّل رهاناً مستحدثاً لدى مخرجين كثيرين، نقلوا اهتماماتهم المحلية وارتحلوا الى بقع متضاربة العادات والقيم والتواريخ، مقاربين حكايات ذات معان إنسانية متضاربة الهويات:
فالكندي ديفيد كروننبيرغ حرّك أبطاله القساة وسط لندن، في حكاية عن المافيا الروسية التي توطّنت في أكثر أحيائها رقياً لممارسة تصفيات قوة وإرهاب عائلي لا مثيل لدمويته، وذلك في جديده «وعود شرقية» (فيلم الافتتاح).

أما الأميركي وايس أندرسون (له «راشمور» في العام 1988 و«عائلة تيننباومر الملكية» في العام 2001) فيأخذ ثلاثة أخوة الى الهند في رحلة تجلّ دينية، تعرّفهم الى نواقص عواطفهم ومداركهم بالآخر في «الشراكة (دير جيلينغ)»، وهو فيلم الختام.

مخرج «فيتز غرالدو» و«غضب الرب» الألماني فيرنر هيرتزوغ، ذهب الى فيتنام في «فجر الإنقاذ»، وصوّر عملية هروب مجموعة طيّارين أميركيين أسرى بقيادة كريستيان بال. البريطاني من أصل هندي المخرج الشاب الموهوب أسيف كاباديا أخذ ممثلتيه الصينيتين ميشيل يو وميشيل كوسيك الى القطب الشمالي، في رحلة ملحمية لسيدة تتعرّض للاغتصاب، تنقذ رضيعة تربيها قبل أن تقتلها وهي شابة يافعة، والسبب تعلّقها برجل أبيض (البريطاني شون بين) ظهر من دون سابق دعوة وسط الجليد وعزلته.

ويُشارك هذا العمل سابقه «المحارب» بثيمة الانتقام. النمساوي ألدريش سيدل يخصّص القسم الأول من عمله الصادم «واردات وصادرات» بأوكرانيا، حيث نلتقي بالأم الشابة أولغا التي تهفو الى الهجرة الى فيينا فتمتهن الاستعراض الجنسي عبر شبكة «إنترنت». والإسباني أنتونيو مونوز دي ميسا يتهكّم على مفهوم الصداقة والخيانة في عمله «أصدقاء خيسوس» (يسوع بالإسبانية)، الذي يأخذ فيه أبطاله الموسيقيين الى نيويورك ليعالجوا محنة زميلهم الذي تركته حبيبته، ويكتشفوا لاحقاً علاقتها الآثمة بأحد أعضاء الفرقة.
(لندن)