ما بعرف
18/10/2007, 12:48
على حافة مجرى النهر الجاف المتحدر من الجهة الأامامية لجبل حرمون ومباشرة اسفل تلك النقطة الحدودية العسكرية التي يتلصص من خلالها الجنود الاسرائيليون على أعدائهم السوريين، يطلق افرام ايزوف نحلاته الاسرائيليات يومياً لتطوف داخل الفضاء السوري وتجني عسلاً قاتم اللون تمتزج فيه جنسيتان لبلدين خبرا حروباً باردة وساخنة بين بعضهما البعض على مرّ ستة عقود من الزمن مع نكهة تلك العشبة المقوية للفحولة.
ايزوف الذي يرتدي بزّة النحال التي تغطيه من وجهه وحتى اخمص قدميه يقول "الحدود نظام انساني، أما النحل فلا يعرف حدوداً".
كان الهواء يعج بالحشرات المخططة بالأصفر والأسود التي راحت تئز وهي تتنقل بين خلاياها الخشبية في الأراضي الاسرائيلية والأزهار المليئة بحبات الطلع المنتشرة على الخط الحدودي الذي يبعد 457 متراً عن الحاجز الممنوع تجاوزه من قبل الأشخاص.
في الوقت الذي ينهمك فيه هذا النحّال في ترتيب ممتلكاته من خلايا النحل في اراض اسرائيلية تطل على الاراضي السورية، تتصاعد التوترات بين البلدين بسبب ما اقترفته اسرائيل من اختراق مجهول السبب للأجواء السورية.
ولكن ذلك التوتر لم يمتلك أي مؤشرات تدل عليه في جبل حرمون الذي تواجه فيه القوات السورية والاسرائلية بعضها البعض.
ويعتبر جبل حرمون منطقة تتقاسمها كل من سوريا، لبنان ومرتفعات الجولان التي اغتصبتها اسرائيل من سوريا عام 1967. وفي عام 1973 نشبت حرب بين البلدين مرة ثانية ومنذ ذلك الحين وحتى الأن والأوضاع هادئة على كلا الجبهتين.
ايزوف اختار جبل حرمون مقراً لعمله في خلايا النحل نظرا لبعده عن الازدحام السكاني والزراعي الذي تلحق المواد المستخدمة فيه من مبيدات حشرية واسمدة الضرر بتلك الكائنات، ولأن جبل حرمون يعتبر موطناً لنحو 250 نوع من النباتات الغير موجودة في أي مكان أخر.
ومن خلال خبرته يقول ايزوف إن الرحيق الذي تنضح به هذه النباتات حصراً يعطي عسله ذلك المذاق والصفاء الفريد.
تعتبر زهرة فيرولا هيرمونيز ، المعروفة باسم نبتة الزلوع، الزهرة الاساسية في صنع ذلك العسل المتميز.
ويقول ستيفين فولدرالاستاذ في الكيمياء الحيوية والصيدلانية والمختص في التداوي بالأعشاب، أن نبات الزلوع هذا معروف لدى قدماء الأاطباء الاغريق وفي العالم الاسلامي بتأثيره المتفوق في تدعيم الليبيدو (الحاثات الجنسية) ورفع الخصوبة .
ولكن وعلى الرغم من نتائج الدراسات التي أجريت على هذا النبات شهدت بعض النجاح على الحيوانات المخبرية الا أن أياً من الدرسات لم تتم على الانسان وليس من دليلي حصري يؤكد ميّزات الزلوع تلك.
ولكن هذا لم يؤثر اطلاقاً على سمعة وانتشار النبات وخاص في لبنان الذي يطلق عليه اسم "الفياغرا اللبنانية".
هذا الزلوع يشكل مشكلة لاسرائيل وذلك لأنه ينمو حصراً في الأجزاء اللبنانية والسورية من جبل حرمون. وقد تمكن افينون دانين وهو من أشهر الخبراء الاسرائليين في هذ المجال من رؤية ودراسة هذه النبتة.
يقول دانين أن حرب عام 1973 انتزعت من اسرائيل السيطرة على الأجزاء السورية من جبل حرمون، ولكنه حصل مع بعض زملائه على اذن من الجيش بولوج بعض المنحدرات السورية والقيام بزيارة حقلية فريدة هناك، والتقاط صور فوتوغرافية وجمع عينات قبل أن تنتقل تلك الأراضي مع نباتاتها من الزلوع للقبضة السورية.
ولكن النحل يستطيع التجول في الفضاء على بعد أكثر من نصف ميل بين خلاياه وتلك الحدود. وفي أيام الصيف المزهرة تنطلق نحلات ايزوف التي يصل عددها الى نحو 1.5 مليون نحلة داخل الحدود السورية لتجمع رحيق الزلوع.
وبعد ذلك يقوم ايزوف بقطف عسله وبيع النصف كيلو الواحد بــ 7 دولارات تحت اسم اعلاني "عسل بنكهة الجليل".
يقول حسين عجمية، 60 عاماً، وهو عربي اسرائيلي وأحد زبائن ايزوف " كثير من الناس يعرفون أن الزلوع يرفع من القوة الجنسية. وعسل جبل حرمون معروف منذ القدم بأنه من أفضل انواع العسل بل هو الصنف رقم واحد".
الأسوشيايتد برس
ترجمة : هدى شبطا
ايزوف الذي يرتدي بزّة النحال التي تغطيه من وجهه وحتى اخمص قدميه يقول "الحدود نظام انساني، أما النحل فلا يعرف حدوداً".
كان الهواء يعج بالحشرات المخططة بالأصفر والأسود التي راحت تئز وهي تتنقل بين خلاياها الخشبية في الأراضي الاسرائيلية والأزهار المليئة بحبات الطلع المنتشرة على الخط الحدودي الذي يبعد 457 متراً عن الحاجز الممنوع تجاوزه من قبل الأشخاص.
في الوقت الذي ينهمك فيه هذا النحّال في ترتيب ممتلكاته من خلايا النحل في اراض اسرائيلية تطل على الاراضي السورية، تتصاعد التوترات بين البلدين بسبب ما اقترفته اسرائيل من اختراق مجهول السبب للأجواء السورية.
ولكن ذلك التوتر لم يمتلك أي مؤشرات تدل عليه في جبل حرمون الذي تواجه فيه القوات السورية والاسرائلية بعضها البعض.
ويعتبر جبل حرمون منطقة تتقاسمها كل من سوريا، لبنان ومرتفعات الجولان التي اغتصبتها اسرائيل من سوريا عام 1967. وفي عام 1973 نشبت حرب بين البلدين مرة ثانية ومنذ ذلك الحين وحتى الأن والأوضاع هادئة على كلا الجبهتين.
ايزوف اختار جبل حرمون مقراً لعمله في خلايا النحل نظرا لبعده عن الازدحام السكاني والزراعي الذي تلحق المواد المستخدمة فيه من مبيدات حشرية واسمدة الضرر بتلك الكائنات، ولأن جبل حرمون يعتبر موطناً لنحو 250 نوع من النباتات الغير موجودة في أي مكان أخر.
ومن خلال خبرته يقول ايزوف إن الرحيق الذي تنضح به هذه النباتات حصراً يعطي عسله ذلك المذاق والصفاء الفريد.
تعتبر زهرة فيرولا هيرمونيز ، المعروفة باسم نبتة الزلوع، الزهرة الاساسية في صنع ذلك العسل المتميز.
ويقول ستيفين فولدرالاستاذ في الكيمياء الحيوية والصيدلانية والمختص في التداوي بالأعشاب، أن نبات الزلوع هذا معروف لدى قدماء الأاطباء الاغريق وفي العالم الاسلامي بتأثيره المتفوق في تدعيم الليبيدو (الحاثات الجنسية) ورفع الخصوبة .
ولكن وعلى الرغم من نتائج الدراسات التي أجريت على هذا النبات شهدت بعض النجاح على الحيوانات المخبرية الا أن أياً من الدرسات لم تتم على الانسان وليس من دليلي حصري يؤكد ميّزات الزلوع تلك.
ولكن هذا لم يؤثر اطلاقاً على سمعة وانتشار النبات وخاص في لبنان الذي يطلق عليه اسم "الفياغرا اللبنانية".
هذا الزلوع يشكل مشكلة لاسرائيل وذلك لأنه ينمو حصراً في الأجزاء اللبنانية والسورية من جبل حرمون. وقد تمكن افينون دانين وهو من أشهر الخبراء الاسرائليين في هذ المجال من رؤية ودراسة هذه النبتة.
يقول دانين أن حرب عام 1973 انتزعت من اسرائيل السيطرة على الأجزاء السورية من جبل حرمون، ولكنه حصل مع بعض زملائه على اذن من الجيش بولوج بعض المنحدرات السورية والقيام بزيارة حقلية فريدة هناك، والتقاط صور فوتوغرافية وجمع عينات قبل أن تنتقل تلك الأراضي مع نباتاتها من الزلوع للقبضة السورية.
ولكن النحل يستطيع التجول في الفضاء على بعد أكثر من نصف ميل بين خلاياه وتلك الحدود. وفي أيام الصيف المزهرة تنطلق نحلات ايزوف التي يصل عددها الى نحو 1.5 مليون نحلة داخل الحدود السورية لتجمع رحيق الزلوع.
وبعد ذلك يقوم ايزوف بقطف عسله وبيع النصف كيلو الواحد بــ 7 دولارات تحت اسم اعلاني "عسل بنكهة الجليل".
يقول حسين عجمية، 60 عاماً، وهو عربي اسرائيلي وأحد زبائن ايزوف " كثير من الناس يعرفون أن الزلوع يرفع من القوة الجنسية. وعسل جبل حرمون معروف منذ القدم بأنه من أفضل انواع العسل بل هو الصنف رقم واحد".
الأسوشيايتد برس
ترجمة : هدى شبطا