الأندلسي
22/10/2007, 09:09
تخيـلوا معي لا قدر الله أن يستفيق المواطن السوري من نومه كي تدهمه حقيقة مفجعة , وكارثة خطيرة ومدمرة , ونكرر ( لا سمح الله ) ليـجد نفسه وقد فـقـد مادة ( العـلكـة ) الغذائية الأساسية الشهيرة والتي تعتبر مادة رئيسة هامة لحياة ومعيشة ورغد وهناء وبحبوحة وسعادة وخيــر كل شعوب العالم من جـزر سخالين في المحيط الهادي شرقا , إلى جـزر الكناري في المحيط الأطلسي غربا , ومن القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي , وفوق وتحت وما بين مداري السرطان والجدي والاستواء , لكن , تبقى أهم رقعـة و أعظم بقعـة فوق هذا الكوكب و التي يرتبط وجود مواطنيها كما وضحت وأثبتت الدراسات وكثير من الاقتراع والتصويت والاستبيانات المتلاحقة المتتالية وكما أثبتها التـلفزيون العربي السوري من خلال شهر رمضان الكريم المنصرم تحديدا ودون لبس ولا لغط ولا جدال وكأمر مطلق بتقديمه حالة توأمة ومحبة وتعلق وهيام وحب وعشق تقوم ما بين المواطن السوري وما بين مادة ( الـعـلـكة ) , ففي أي وقت وفي أية لحظة تقرر فيها أن تـختار لتـتابع وتشـــاهد قناة التلفزيون العربي السوري سـيـسـتـلمك وعلى الفور مسلسل الراعي الرسمي الرمضاني وربما قبله الشعباني الـ ( عــلـكوي ) فما بين إعلان دبـق ومطمطة ونفخ بوالين تلك العلكة , إلى دبق وطيلسة ومضغ وتمطيق وتمجيـق تلك العلكة , ستجد ما بينهما أيضا إعلانا للعلكة , هذه المادة التي لا أعلم حقيقة من الذي أطلق عليها تســميـة ( مادة غذائية ) استعمرت استوديوهات وكواليس وشاشات تلفزيوننا بكل قوة بل وبجموح أيضا , فهل تقلصت وتقزمت واختزلت صناعات بلادنا جميعها لتتلخص في منــتـج واحد أوحـد متفـرد متسـلط ملتصق مـدبـِّـق ( تـافـه ) هو الـعلكـة , وهل على الناس ربما أن يعملوا على تخزين وتموين العـلـكـة في أوقات الشدائد والملمات مخـافة أن تفـقد من الحوانيت والـ ( مولات ) , ولا يتم تداولها إلا من خلال السوق السوداء ......!؟ من الذي يمتلك الحق هنا بأن يبيع مساحات التلفزيون السوري الزمنية والتي من المفترض أن تكون أفضل أداة تحتـرم الفكر والعقل والإنسـان لتقدم له أجود الأجود من خلال مختارات منتقاة بعناية لتـترجم كعناوين خليقة ببلد كسـوريا , لا أن تقدم البلد من خلال العلكة والعلاكين ومن يسوق لهم ويسمسر لهم ويؤجر لهم تلك المسـاحات المهمة الإعلامية قبل الإعلانية ثم لتنقلب المعادلة إلى تجارة فاشلة فاسدة غريب بل وشـاذ هو أمرها , لماذا لا تشكل لجان تقرر كيفية التعامل العقلاني المنطقي الذي يقدم أمانة احترام المشاهد قبل كل شيء وكون تلفزيوننا ليس بتلفزيون ربحي , لماذا لا تطرح أفكار وقوانين تمنع هذا التسيب وذلك الغزو الرخيص حتى يعتقد أي متابع بأن البلد هو معمل وسوق ومتجر للعلكة فقط لا غيــر ....!! لا يحق لمنـتـِـج علكة ســهام ولا لمنطاد , لا لسعاد ولا لـ فؤاد ولا فوزية ولا إيــاد , ولا كــارمن ولا طارمـن , أن يستولي بماله على تلك الفسحة الكبيرة الزمنية الممتدة على طول فترات البث ليقصم ظهورنا ويـكر علينا بما يراه من حق ( عـلـكوي ) امتلكه بما دفع من بعض مال منطادي سهامي كارمني ليتربع فوق عرش النافذة الإعلامية الرئيسة ويرمي علينا نفاياته صباح مساء , سألت مستفسرا : هل يعقل أن مبيعات العلكة هذه قد وصلت لدرجات عالية عندنا في الأسواق ؟ لم أصدق بأن الشعب أساسا يقبل على أي منتج من هذه المنتجات البالية الرخيصة , ولم أصدق بأن هذه العلكة ودعايات العلكة تدر من المال ما يستطيع منتجها أن يغطي نفقات الإعلان الكبيرة تلك , بالفعل أمر مستغرب , حتى وإن كان كذلك , فلا حق أبدا في مد الحبل هكذا على الغارب , ويجب أن تسـن وتشرع قرارات توقف هذا الاحتكار وتحدد أطر جديدة لإعادة جدولة القوانين الناظمة لإدراج المواد الإعلانية في التلفزيون العربي السوري , لا أن يتحول التلفزيون لدكان إما للعلكة أو لمحارم القطة أو ديمة أو ريما وسهام , ربما ترابط منطقي هنا , فبعد أن تعـلـك عليك أن تضع علكتك الفاخرة اللذيذة الغذائية المهمة جدا في محرمة من تلك المحارم , بل الكارثة والمصيبة بأننـا تابعنا بعض البرامج التافهة كل التفاهة في رمضان هذا , حيث أن الراعي الرسمي لتلك البرامج كان هو ويا للأسف , المنـتـج الشهير العجيب ( العــلكــة ) ... فهل ســيأتي يوم نفتح فيه التلفاز لنـجد تسمية جديدة لتلفزيوننا تحت مسمى : ( أرضـيـة ســهام ) , و ( فضــائيـة منـطــــاد ) ( وقناة كارمن ) .....!!؟؟
champress.com
champress.com