khanfur
05/11/2007, 14:23
كتب ريمون جرجي في صحيفة سيريانيوز الالكترونية
"عند الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر يوم الخميس 1/11/2007، لحظتُ حركة تجمع كبيرة قرب حارتي، اقتربت محاولاً التعرف عما يحدث، فوقفت على الرصيف المقابل للعملية( حوالي 6 أمتار تقريباً) فلاحظت دورية مسلحة مجهولة الهوية، ظننت أنها من الجمارك تقوم بإفراغ محتويات محل من البيرة والويسكي ، وبعد عدة دقائق من وقوفي أشار لي عنصر آمراًً بالمغادرة وعندما هممت بالمغادرة مشياً لا ركضاً كما طالبني، حينها استدعاني رئيس الدورية صارخاً : تعا يا حمار مين أنت و شو شغلتك؟
فأخبرته بأنني من الصحافة الحرة، فما كان منه إلا أن شتم الصحافة الحرة بصوت عالي أمام جموع الناس والأهالي، فجاوبته بهدوء ولماذا تشتمها فأنا لم افعل شيئا مخالفاً، حينها هجم علي عنصر مسلح ببارودة روسية شاتما وضارباً إياي على رأسي وصافعاً وجهي من الخلف لأنني كنت في طريقي للمغادرة (أي أنني لم أكن في وارد ممانعته أو الرد عليه.... وكمان عم ترد يا...!!!!)، فسقطت نظارتي على الأرض، وتم احتجازها مع هاتفي النقال.
وخلال هذه المسرحية الطائشة، قرر رئيس الدورية الحكيم جداً، بأن يشحطني للفرع لكي يلقنني فلقة معتبرة وتم دفشي إلى عنبر السيارة " الستيشن" من الخلف كالنعجة التي تُساق إلى الذبح أو أكياس القمامة التي تؤخذ إلى الحاويات، وكل ذلك أمام مرأى الناس وأمام حضور أقاربي وعائلتي، رغم رجاء قريب لي طاعن في السن أراد رئيس الدورية إخلاء سبيلي، ولكن العنصر الذي ضربني وشتمني بلهجة ريفية، حلف بأنه سيطالب بتسريحه في حال تم إخلاء سبيلي..
ذلك الكهل ذو السبعون عاماً من عمره رجاهم قائلاً: "يا شباب بس خبرونا مين انتو و لوين آخدينوا حتى نبلغ أهله؟" حينها نطق أحدهم بأنهم من فرع .......، في السيارة كانت الشتائم البذيئة تنهال علي: ما بتفهم ، انت حمار كني؟ انت جحش شي؟، وغادرتْ الدورية وأنا معها إلى مقرهم ممدداً في صندوق السيارة، بعد أن تم تهديدي بالثبور والويل بسبب عدم حملي لهوية صحافية نظامية، بعدها تم نسياني في السيارة حوالي الربع ساعة لحين إنزالي وشتمي مرة أخرى في مكتب رئيس الدورية و من قبله، ولأول في مرة في حياتي أكون في وضع لا أستطيع نطق أية كلمة أو الدفاع عن آرائي مقابل حمم الشتائم والإساءات التي كيلت بحقي.
بعد ذلك استدعيت إلى مكتب الضابط المناوب الذي سمع مني بهدوء ما حصل لي وقدم اعتذاره لي عن الذي حصل، بعد أن أوضحت له أنني أنشر في مواقع الكترونية وبعد أن أوضحت له عدد وأسماء الوزراء والسفراء والأجانب الذين أخذت أحاديث صحفية منهم في اليوم السابق وأجريت مقارنة بينها وبين الواقع الأليم الذي تعرضت له أمام مرأى كل الناس، بما فيه احتقار للانسانية ولصاحبة الجلالة " الصحافة الحرة " التي أهينت من قبل عنصر ودورية أمام مرأى ومسمع العشرات.
مساء تم تقديم الاعتذار مني وأخبرتُ بشكل شفهي من قِبل نفس الضابط المناوب، بكلمتين اثنتين فقط: تم سجن العنصر المسيء بحقي 15 يوماً!! وإلى هنا انتهت القضية، ألا يُعد ذلك اعترافاً كافياً بخطأ العنصر ورئيس الدورية بحقي أنا المواطن المسالم الذي كفل دستور بلدي حقي في الكرامة والحرية والاحترام!، وضمن لي الأمن والاستقرار، فمنذ ثلاثون عاماً ونحن نردد سوريا يا حبيبتي وحماة الديار ويا شباب العرب هيا، نحن الشباب لنا الغد.... أهذا هو الغد المأمول !!!!!. "
قالوا ان كرامة الوطن من كرامة المواطن, كيف يطلب منا ان ندافع عن وطن نساق كالانعام فيه. القصة ممكن ان تكون اقل من عادية لكن جوهر الموضوع ان انساننا عند بلا كرامة.
"عند الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر يوم الخميس 1/11/2007، لحظتُ حركة تجمع كبيرة قرب حارتي، اقتربت محاولاً التعرف عما يحدث، فوقفت على الرصيف المقابل للعملية( حوالي 6 أمتار تقريباً) فلاحظت دورية مسلحة مجهولة الهوية، ظننت أنها من الجمارك تقوم بإفراغ محتويات محل من البيرة والويسكي ، وبعد عدة دقائق من وقوفي أشار لي عنصر آمراًً بالمغادرة وعندما هممت بالمغادرة مشياً لا ركضاً كما طالبني، حينها استدعاني رئيس الدورية صارخاً : تعا يا حمار مين أنت و شو شغلتك؟
فأخبرته بأنني من الصحافة الحرة، فما كان منه إلا أن شتم الصحافة الحرة بصوت عالي أمام جموع الناس والأهالي، فجاوبته بهدوء ولماذا تشتمها فأنا لم افعل شيئا مخالفاً، حينها هجم علي عنصر مسلح ببارودة روسية شاتما وضارباً إياي على رأسي وصافعاً وجهي من الخلف لأنني كنت في طريقي للمغادرة (أي أنني لم أكن في وارد ممانعته أو الرد عليه.... وكمان عم ترد يا...!!!!)، فسقطت نظارتي على الأرض، وتم احتجازها مع هاتفي النقال.
وخلال هذه المسرحية الطائشة، قرر رئيس الدورية الحكيم جداً، بأن يشحطني للفرع لكي يلقنني فلقة معتبرة وتم دفشي إلى عنبر السيارة " الستيشن" من الخلف كالنعجة التي تُساق إلى الذبح أو أكياس القمامة التي تؤخذ إلى الحاويات، وكل ذلك أمام مرأى الناس وأمام حضور أقاربي وعائلتي، رغم رجاء قريب لي طاعن في السن أراد رئيس الدورية إخلاء سبيلي، ولكن العنصر الذي ضربني وشتمني بلهجة ريفية، حلف بأنه سيطالب بتسريحه في حال تم إخلاء سبيلي..
ذلك الكهل ذو السبعون عاماً من عمره رجاهم قائلاً: "يا شباب بس خبرونا مين انتو و لوين آخدينوا حتى نبلغ أهله؟" حينها نطق أحدهم بأنهم من فرع .......، في السيارة كانت الشتائم البذيئة تنهال علي: ما بتفهم ، انت حمار كني؟ انت جحش شي؟، وغادرتْ الدورية وأنا معها إلى مقرهم ممدداً في صندوق السيارة، بعد أن تم تهديدي بالثبور والويل بسبب عدم حملي لهوية صحافية نظامية، بعدها تم نسياني في السيارة حوالي الربع ساعة لحين إنزالي وشتمي مرة أخرى في مكتب رئيس الدورية و من قبله، ولأول في مرة في حياتي أكون في وضع لا أستطيع نطق أية كلمة أو الدفاع عن آرائي مقابل حمم الشتائم والإساءات التي كيلت بحقي.
بعد ذلك استدعيت إلى مكتب الضابط المناوب الذي سمع مني بهدوء ما حصل لي وقدم اعتذاره لي عن الذي حصل، بعد أن أوضحت له أنني أنشر في مواقع الكترونية وبعد أن أوضحت له عدد وأسماء الوزراء والسفراء والأجانب الذين أخذت أحاديث صحفية منهم في اليوم السابق وأجريت مقارنة بينها وبين الواقع الأليم الذي تعرضت له أمام مرأى كل الناس، بما فيه احتقار للانسانية ولصاحبة الجلالة " الصحافة الحرة " التي أهينت من قبل عنصر ودورية أمام مرأى ومسمع العشرات.
مساء تم تقديم الاعتذار مني وأخبرتُ بشكل شفهي من قِبل نفس الضابط المناوب، بكلمتين اثنتين فقط: تم سجن العنصر المسيء بحقي 15 يوماً!! وإلى هنا انتهت القضية، ألا يُعد ذلك اعترافاً كافياً بخطأ العنصر ورئيس الدورية بحقي أنا المواطن المسالم الذي كفل دستور بلدي حقي في الكرامة والحرية والاحترام!، وضمن لي الأمن والاستقرار، فمنذ ثلاثون عاماً ونحن نردد سوريا يا حبيبتي وحماة الديار ويا شباب العرب هيا، نحن الشباب لنا الغد.... أهذا هو الغد المأمول !!!!!. "
قالوا ان كرامة الوطن من كرامة المواطن, كيف يطلب منا ان ندافع عن وطن نساق كالانعام فيه. القصة ممكن ان تكون اقل من عادية لكن جوهر الموضوع ان انساننا عند بلا كرامة.