*Marwa*
06/11/2007, 18:59
خلقنا من تراب!
الكاتب غادة العشا
خلقنا من تراب :
من وضع الحنان في الكائنات الحية ؟ من وضع الحنان في النفوس البشرية لاستمرار النسل ؟
من حث على الناحية الأسرية للحفاظ على النسل من الضياع ، وعلى الناحية الجماعية والاجتماعية ؟
فلو لم يضع الله تعالى الحنان في مخلوقاته ، ولو أن الدين لم يحث على الناحية الأسرية ،
وعلى روح الجماعة والتعاضد ، لرأيت المرأة تلد طفلها ، وتعطيه لأحد ٍ ما أو لمؤسسة ٍ،
و لرأيت الأب يتخلى عن ابنه .
وإذا كان الجميع هكذا ، وعلى هذا المبدأ ، لقلّ النسل شيئا ً فشيئا ً ، ومن ثمّ لانقرضت الحياة بأنواعها .
فإذا ما نزع الحنان من قلوبنا ، ولم نعد نلتزم بأبنائنا ، وكذلك فعل أبناؤنا بذرياتهم ، فسوف تتفشى اللامبالاة ، وتنعدم المسؤولية والرعاية ، وسوف يرث الأبناء ذلك من آبائهم ........وهكذا ، حتى
يقلّ النسل رويدا ً رويدا ً ، ومن ثم ّ تسير الكائنات الحية نحو الانقراض .
فلكي نحافظ على نسلنا و ذرياتنا ، نحن وكافة الكائنات الحية ، وضع ربنا تعالى المحبة والحنان في قلوبنا ، وجعلنا نتوارث ذلك ، وجعله من طبيعتنا وبرمجتنا .
عدا عن أن هذا الحنان موجود لإعمار الكون من ناحية النسل ، كذلك هو موجود لعلاقاتنا مع الآخرين ، فلو كنا ممن يلدون ويتخلون عن أبنائهم ، لقست قلوبنا ، و لتغيرت جميع تصرفاتنا
وجوانب حياتنا ،و لاتخذنا منحى آخر في تعاملنا مع الآخرين ، و لغلبت علينا الأنانية وحب الذات ، والظلم وعدم الرحمة . فإذا كنا نفعل هكذا مع أبنائنا ، فكيف يكون تعاملنا مع الآخرين ؟ .
من وضع الرحمة في قلوبنا ؟ ومن وضع فينا الحنان ؟ هل هي الطبيعة ؟
هل الطبيعة هي التي وضعت فينا الحنان ، وعلمتنا كيفية الحفاظ على أولادنا ومحبتهم ورعايتهم؟ هل هي فكرت لنا بكيفية علاقتنا مع ذرياتنا والآخرين ؟ .
يقول الله تعالى بأنه خلقنا من تراب :
( يا أيها النّاسُ إن كنتم في ريب ٍ مِن البعْث ِ فإنّا خلقناكم من تراب ٍ ) الحج : 5
فانتبه إلى طعامك ومكوناته مم تتألف ؟ فأنت عندما يصيبك فقر في الدم ، فيقولون لك بأنك بحاجة إلى الحديد ، والحديد أين يوجد ؟
ويقولون لك هذا الطعام مفيد فهو يحتوي على المعادن ، والمعادن أين توجد ؟
وجسمك بحاجة إلى الأملاح ، والأملاح أين توجد ؟
لاحظ غذاؤك ..... فأنت تتناول الخضار والفواكه ، وهذه الخضار والفواكه من أين امتصت غذاؤها ، فأنت تحصل على نصيبك من الفيتامينات والأملاح من خلالها .
اللحوم التي تتناولها ، فهذه الحيوانات التي تتناول لحومها من أين تناولت غذاؤها ؟
أليس من هذه التربة التي أنبتت الأعشاب والنباتات والحبوب ...........
فنحن ندور ، وندور ، ونعود إلى التربة ، فمنها نشأنا ، وإليها نعود .
قال الله تعالى :
( كلوا وارعوا أنعامَكُم ْ إنَّ في ذلك لآيات ٍ لأولي النّهى ، منها خلقناكمْ وفيها نعيدُكمْ
ومنها نخرجُكمْ تارة ً أخرى ) . صدق الله العظيم .
( طه : 54 ، 55 ) .
فبداية البشرية كانت من آدم ، وآدم خلقه الله تعالى من تراب .
ثم من نطفة ........ قال الله تعالى :
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ٍ من طين ٍ ، ثم ّ جعلناهُ نطفة ً في قرار ٍ مَّكين ، ثمَّ
خلقنا النطفة َ علقة ً فخلقنا العلقة َ مُضغة ً فخلقنا المضغة َ عظاما ً فكسونا العظام َ
لحما ً ثم َّ أنشأناه ُ خلقا ً آخر فتبارك َ الله ُ أحسَن ُ الخالقين َ) .
صدق الله العظيم . ( المؤمنون : 17 ) .
إذا ً أصبح خلقنا من النطفة التي كونت منا بشرا ً ، والبشر جميعهم يتناولون ما هو موجود في التربة ، ليمشوا في مراحل النمو التي حددها الله تعالى لنا في حياتنا : من الطفولة........
إلى الشباب ..........إلى الكهولة .......ثم إلى الموت .........ثم إلى الحساب .
قال الله تعالى :
( هو الذي خلقكم مِّن تراب ٍ ثمَّ من نطفة ٍ ثمَّ من علقة ٍ ثمَّ يُخرجُكمْ طِفلا ً ثمَّ لِتبلُغوا أشُدَّكمْ
ثمَّ لتكونوا شيوخا ً ومنكم مَّن يُتوفى من قبلُ ولتبْلغوا أجلا ً مّسَمّىً وَلعلكمْ تعقلونَ ) . صدق الله العظيم . ( غافر : 67 ) .
فأنت لو حللت ماذا تحتاج لبناء ونمو جسمك ، والحفاظ عليه سليما ً معافى ، لوجدت أنك تحتاج إلى الحديد ، والمغنزيوم ، والبوتاسيوم ..............
وإلى البروتين ، وإلى ..............
ارجع إلى مصادر هذه المعادن ، وهذه المأكولات ، ستجد بأنها أخذت من التربة التي أنت منها ،
وأنت بحاجة للماء لحياتك التي لا تكون بدونه ، وربنا جلّ جلاله يقول :
( وَجَعَلنا مِنَ الماء ِ كلَّ شيءٍ حَيّ ٍ أفلا يُؤمِنونَ ) .
( الأنبياء : 30 ) .
صدق الله العظيم .
الكاتب غادة العشا
خلقنا من تراب :
من وضع الحنان في الكائنات الحية ؟ من وضع الحنان في النفوس البشرية لاستمرار النسل ؟
من حث على الناحية الأسرية للحفاظ على النسل من الضياع ، وعلى الناحية الجماعية والاجتماعية ؟
فلو لم يضع الله تعالى الحنان في مخلوقاته ، ولو أن الدين لم يحث على الناحية الأسرية ،
وعلى روح الجماعة والتعاضد ، لرأيت المرأة تلد طفلها ، وتعطيه لأحد ٍ ما أو لمؤسسة ٍ،
و لرأيت الأب يتخلى عن ابنه .
وإذا كان الجميع هكذا ، وعلى هذا المبدأ ، لقلّ النسل شيئا ً فشيئا ً ، ومن ثمّ لانقرضت الحياة بأنواعها .
فإذا ما نزع الحنان من قلوبنا ، ولم نعد نلتزم بأبنائنا ، وكذلك فعل أبناؤنا بذرياتهم ، فسوف تتفشى اللامبالاة ، وتنعدم المسؤولية والرعاية ، وسوف يرث الأبناء ذلك من آبائهم ........وهكذا ، حتى
يقلّ النسل رويدا ً رويدا ً ، ومن ثم ّ تسير الكائنات الحية نحو الانقراض .
فلكي نحافظ على نسلنا و ذرياتنا ، نحن وكافة الكائنات الحية ، وضع ربنا تعالى المحبة والحنان في قلوبنا ، وجعلنا نتوارث ذلك ، وجعله من طبيعتنا وبرمجتنا .
عدا عن أن هذا الحنان موجود لإعمار الكون من ناحية النسل ، كذلك هو موجود لعلاقاتنا مع الآخرين ، فلو كنا ممن يلدون ويتخلون عن أبنائهم ، لقست قلوبنا ، و لتغيرت جميع تصرفاتنا
وجوانب حياتنا ،و لاتخذنا منحى آخر في تعاملنا مع الآخرين ، و لغلبت علينا الأنانية وحب الذات ، والظلم وعدم الرحمة . فإذا كنا نفعل هكذا مع أبنائنا ، فكيف يكون تعاملنا مع الآخرين ؟ .
من وضع الرحمة في قلوبنا ؟ ومن وضع فينا الحنان ؟ هل هي الطبيعة ؟
هل الطبيعة هي التي وضعت فينا الحنان ، وعلمتنا كيفية الحفاظ على أولادنا ومحبتهم ورعايتهم؟ هل هي فكرت لنا بكيفية علاقتنا مع ذرياتنا والآخرين ؟ .
يقول الله تعالى بأنه خلقنا من تراب :
( يا أيها النّاسُ إن كنتم في ريب ٍ مِن البعْث ِ فإنّا خلقناكم من تراب ٍ ) الحج : 5
فانتبه إلى طعامك ومكوناته مم تتألف ؟ فأنت عندما يصيبك فقر في الدم ، فيقولون لك بأنك بحاجة إلى الحديد ، والحديد أين يوجد ؟
ويقولون لك هذا الطعام مفيد فهو يحتوي على المعادن ، والمعادن أين توجد ؟
وجسمك بحاجة إلى الأملاح ، والأملاح أين توجد ؟
لاحظ غذاؤك ..... فأنت تتناول الخضار والفواكه ، وهذه الخضار والفواكه من أين امتصت غذاؤها ، فأنت تحصل على نصيبك من الفيتامينات والأملاح من خلالها .
اللحوم التي تتناولها ، فهذه الحيوانات التي تتناول لحومها من أين تناولت غذاؤها ؟
أليس من هذه التربة التي أنبتت الأعشاب والنباتات والحبوب ...........
فنحن ندور ، وندور ، ونعود إلى التربة ، فمنها نشأنا ، وإليها نعود .
قال الله تعالى :
( كلوا وارعوا أنعامَكُم ْ إنَّ في ذلك لآيات ٍ لأولي النّهى ، منها خلقناكمْ وفيها نعيدُكمْ
ومنها نخرجُكمْ تارة ً أخرى ) . صدق الله العظيم .
( طه : 54 ، 55 ) .
فبداية البشرية كانت من آدم ، وآدم خلقه الله تعالى من تراب .
ثم من نطفة ........ قال الله تعالى :
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ٍ من طين ٍ ، ثم ّ جعلناهُ نطفة ً في قرار ٍ مَّكين ، ثمَّ
خلقنا النطفة َ علقة ً فخلقنا العلقة َ مُضغة ً فخلقنا المضغة َ عظاما ً فكسونا العظام َ
لحما ً ثم َّ أنشأناه ُ خلقا ً آخر فتبارك َ الله ُ أحسَن ُ الخالقين َ) .
صدق الله العظيم . ( المؤمنون : 17 ) .
إذا ً أصبح خلقنا من النطفة التي كونت منا بشرا ً ، والبشر جميعهم يتناولون ما هو موجود في التربة ، ليمشوا في مراحل النمو التي حددها الله تعالى لنا في حياتنا : من الطفولة........
إلى الشباب ..........إلى الكهولة .......ثم إلى الموت .........ثم إلى الحساب .
قال الله تعالى :
( هو الذي خلقكم مِّن تراب ٍ ثمَّ من نطفة ٍ ثمَّ من علقة ٍ ثمَّ يُخرجُكمْ طِفلا ً ثمَّ لِتبلُغوا أشُدَّكمْ
ثمَّ لتكونوا شيوخا ً ومنكم مَّن يُتوفى من قبلُ ولتبْلغوا أجلا ً مّسَمّىً وَلعلكمْ تعقلونَ ) . صدق الله العظيم . ( غافر : 67 ) .
فأنت لو حللت ماذا تحتاج لبناء ونمو جسمك ، والحفاظ عليه سليما ً معافى ، لوجدت أنك تحتاج إلى الحديد ، والمغنزيوم ، والبوتاسيوم ..............
وإلى البروتين ، وإلى ..............
ارجع إلى مصادر هذه المعادن ، وهذه المأكولات ، ستجد بأنها أخذت من التربة التي أنت منها ،
وأنت بحاجة للماء لحياتك التي لا تكون بدونه ، وربنا جلّ جلاله يقول :
( وَجَعَلنا مِنَ الماء ِ كلَّ شيءٍ حَيّ ٍ أفلا يُؤمِنونَ ) .
( الأنبياء : 30 ) .
صدق الله العظيم .