-
دخول

عرض كامل الموضوع : بلاك ووتر في سوريا والحرب من الداخل.!!


dot
12/11/2007, 15:46
"بلاك ووتر" Blackwater (الماء الأسود) منظمة أمنية سرية أمريكية صنعتها المخابرات الأمريكية. وتضم الشركة قوات من المرتزقة والمجرمين المدربين والمحترفين المتعطيش للدماء والمال. تقوم "بلاك ووتر" بحماية كبار المسؤولين الأمريكيين والكثير من العمليات الامنية والعسكرية السرية في أفغانستان والعراق وخاصة الفلوجة وعدد من الدول وحتى داخل الولايات المتحدة الامريكية. وتضم خيرة القتلة الذين ينفذون الاغتيالات الخاصة.
جرائم "بلاك ووتر" في العراق
ارتكبت بلاك ووتر العشرات من الجرائم في العراق بهدف تقويض أي جهود لتحقيق الأمن، واغتالت الآلاف من علماء العراق لافراغ العراق من قدراته البشرية، وهدفها خدمة أعداء العراق وخلق التوتر الأمني واستمراره في العراق بواسطة عناصرها من أجل تمديد فترة بقائها وضمان المزيد من الأرباح، فهي تجارة رابحة بالفعل، وتصاب بالكساد فقط في حالة القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق. حيث تقوم بدس المتفجرات في صناديق السيارات عند التفتيش وتقوم بتفجيرها عن بعد عند نقاط الهدف مما يسبب خسائر كبيرة في الارواح بين الابرياء العراقيين ويسبب الهلع والخوف للمواطنين العراقيين ويؤدي ذلك إلى خلق الفتن بين أبناء الشعب الواحد من خلال اتهام الأطراف المختلفة بهذه العمليات. وبالتالي يستمر مسلسل القتل والخوف وتستمر "بلاك ووتر" بجني الأرباح والمال وبحيث يبقى العراق مرتعاً خصباً لعصابات الجريمة المنظمة.
كان أخر جرائم "بلاك ووتر" قتل 17 مدنياً وجرح 24 آخرين في بغداد يوم 16 أيلول الماضي دون أي مبرر. وبلغ استهتارهم واستهانتهم بحياة العراقيين إلى حد أنهم قتلوا حتى أحد أفراد حماية رئيس الجمهورية أيضاً. مما دعى رئيس الوزراء العراقي على اصراره على محاسبة الجناة ووقف عمل الشركة في العراق.
منظمة "بلاك ووتر" في سوريا
أما في سوريا فقد فشلت جهود أعدائها في تغيير موقفها الخارجي الصلب والرافض للاحتلال الامريكي للعراق وفي تفكيك المقاومة اللبنانية البطلة الطاهرة في لبنان وفي التطبيع مع العدو وفي التخلي عن القضية الفلسطينية وطرد زعماء المقاومة منها. وكان موقفهم الدائم التهديد والوعيد بتفتيت البلد ونظامه. لكنهم فشلوا من الخارج فالتفوا وحاولو من الداخل و وبعد غزو العراق وفشلهم في اخضاع سوريا جاء دور "بلاك ووتر" وأعوانها من المرتزقة المحليين والمقيمين في الخارج. وتحركوا في عام 2004 وفكروا ماذا يفعلون؟ فبدؤا بتحريك أطرافهم وكتابة المقالات وهم في الخارج وبدؤا أولاً بمدح مؤسسات المجتمع المدني من خلال كتاباتهم بشهادتهم على العصر، ثم انتقلوا لدور القطاع الخاص والاصلاح الاقتصادي، والعولمة واقتصاد السوق، وناقوس الخطر واقتناص الفرص الذهبية في السلام، وصراع البقاء وخطره على سوريا، ودور سوريا الاقليمي، وقدرتها على القيام بالاصلاح. وحققوا ما أرادوا وتمكنوا من رش الرماد في العيون وتمكنوا من التغلغل والعودة لصفوف الشعب السوري وتخطي كافة الحواجز والوصول لمستويات عليا.
هدفها تدمير مجتمع المعلومات
ونسأل ماهو الهدف؟ الهدف ببساطة كيف ندمر سوريا من الداخل، وكيف نحقق مافشلت الدول الكبرى في تحقيقه من الخارج خاصة أن سوريا لاتخوض حرباً عسكرية معهم ولاتغزوها الجيوش العدوة ولم يفلح الحظر الخارجي عليها. فكروا وفكروا ووجدوا أن الحل هو التدمير الداخلي الشامل، لكن كيف؟
إن معيار التقدم في هذا العصر هو مجتمع المعلومات والمعرفة ومقوماته في انتشار المعلوماتية والاستخدام الواسع لها وتوفر بنيتها التحتية بشكل رخيص لكافة فئات الشعب اضافة لوجود قطاع اقتصادي معلوماتي يعمل ويطور ويقوم بالبحث العلمي المعلوماتي. فكان الحل بإرسال "بلاك ووتر" لتعمل من الداخل وتجند الأقلام المرتزقة من الداخل وبشكل مختلف عن عملها في الدول الأخرى لكنها ستصل للنتيجة نفسها وهي العودة لعصر الانحطاط المعلوماتي. وكانت اولى تصريحات أزلام "بلاك ووتر" في مطلع عام 2006 أنهم يريدون تجميد عمل الجمعية السورية للمعلوماتية وتجفيف مصادر دخلها لأنها قد ترهلت ولم يعد هناك حاجة إليها وقد كبر نفوذها في المجتمع السوري ويجب أن تتوقف. كان هذا ماقالوه ظاهراً لكن هدفهم الذي نجحوا فيه على مدى عامين ماضيين هو ادخال سوريا في عصر الانحطاط المعلوماتي كما ذكرت "أبيض وأسود" مؤخراً.
لماذ الجمعية المعلوماتية
لماذا انتقوا الجمعية المعلوماتية؟ الجواب بسيط، جمعية رعاها ودعمها كبار المسؤولين في البلد ومن مستويات متعددة، وشريحة كبيرة من القطاع الخاص، سمعتها طيبة، انتشارها واسع، تضم عدداً من خيرة مثقفي سوريا من اساتذة الجامعات وأعضاء مراكز البحث العلمي ومهندسين ومثقفين معلوماتيين من كافة شرائح المجتمع السوري. تنمي مجتمع المعلومات في سوريا
جرائم الجمعية المعلوماتية في سوريا من وجهة نظر "بلاك ووتر"
الجمعية السورية للمعلوماتية هي جمعية نشيطة تقود بنظر "بلاك ووتر" بأعمال إجرامية في المجتمع السوري تستحقق الاغتيال عليها. فقد قامت بحملة لمحو الامية المعلوماتية بالتعاون مع وزارة التربية ودربت مايزيد عن نصف مليون مواطن سوري خلال الأعوام العشرة الماضية من خلال البرنامج الوطني لنشر المعلوماتية. وأقامت معرض شام للمعلوماتية والاتصالات على مدى اثني عشر عاماً استقطبت فيه الشركات العاملة في قطاع المعلوماتية والاتصالات والشركات الخارجية لاطلاع السوريين مواطنيين وأصحاب قرار على أحدث التطورات في المعلوماتية والاتصالات. تعاونت مع الاذاعة والتلفزيون في تقديم برامج التوعية المعلوماتية وبشكل اسبوعي، أنشأت منتدى صناعة البرمجيات لتطوير هذه الصناعة في سوريا صناعة رأسمالها الفكر البشري، أشادت الابنية لفروعها في كافة المحافظات السورية على نفقتها لتكون منارة لاستقطاب الشباب وتعليمهم بدلاً من تركهم لقمة سائغة لمنظمات التطرف، نظمت المؤتمرات والندوات والمحاضرات والدورات التدريبية في كافة فروعها في المحافظات، عملت على إدخال المعلوماتية في التعليم الأساسي والثانوي وفي الجامعات السورية وأصبحت مادة اساسية في التعليم ولكافة التخصصات. أقامت حاضنة للأعمال والمشاريع المعلوماتية لتشجيع رواد الاعمال الصغار على بناء شركاتهم وتأهيلهم للدخول في قطاع الأعمال.
جريمة كبرى للجمعية المعلوماتية
أما جريمة الجمعية الكبرى فكانت في إنشاء مزود خدمة انترنت عام 2000 الذي وفر الانترنت لأعضاء الجمعية أولاً ومن ثم لشرائح المجتمع السوري المثقف من مهندسين وأطباء ومحامين وصيادلة وفنانيين وصحفيين وأدباء وكتاب. وقدمت الخدمة للسفارات الدبلوماسية وعدد من الجهات العامة والجامعات ومراكز البحث العلمي وغيرهم من شرائح المجتمع المثقف في وقت كانت فيه الانترنت في سوريا محصورة ومقتصرة على أصحاب الفعاليات التجارية وبعض الجهات العامة، مما ساهم في فتح مصادر المعلومات العالمية للمجتمع السوري وربطه مع مصادر المعرفة والعلم والثقافة العالمية ووفر له الوسيلة الهامة ليبدأ في التحول نحو مجتمع المعلومات. وانظرو اماذا فعلت أيضاً من جرائم فقد أعطت الانترنت لألف مدرسة سورية.
جريمة مساعدة المعوقين لدمجهم بالمجتمع !
ولم تكتفى الجمعية بهذه الجرائم الكبيرة بل انفلتت ولم يعد يستطيع أحد أن يكبح جماحها فقد تطاولت ومنحت حسابات انترنت مجانية غير محدودة لشرذمة منبوذة في المجتمع السوري تضم حوالي عشرة آلاف من المعوقين في كافة انحاء سوريا بغرض التقليل من مصابهم ومحاولة دمجهم بالمجتمع السوري واطلاعهم على الثقافة والنتاج العالمي. وزادت الجمعية في غيها وتطرفها وجرائمها حيث قامت بشراء تجهيزات وبتجهيز محطات عمل حاسوبية خاصة للعميان (من خلال مشروع ابصار) وقدمتها هدية لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وقدمت حواسيب لعدد من دور الايتام والجمعيات الخيرية.
الجريمة التاريخية للجمعية المعلوماتية التي أثارت "بلاك ووتر" وأربابها
وتطاولت الجمعية أكثر فأكثر وارتكبت جريمة كبرى بمرحلة مبكرة باتجاه بناء مجتمع المعلومات، فجريمتها يسطرها التاريخ حيث حشدت قوتها وضغطت باتجاه إحداث كليات للمعلوماتية في الجامعات السورية الأربعة وقام أعضائها من اساتذة الجامعات ومراكز البحث العلمي بوضع المناهج وتأليف الكتب خلال فترة قياسية ومجاناً لانجاح هذه الكليات لترفد المجتمع السوري بمختصين معلوماتيين يساهموا في التطوير والتحديث في سوريا وصولاً لمجتمع المعلومات والمعرفة. حتى أن عدد من أعضاء الجمعية من غير الكادر التدريسي في الجامعات قد تطوعوا لتدريس المواد في الكليات المعلوماتية الجديدة. يالهم من أغبياء في جمعية مجرمة يجب مكافحتها واغتيالها.
جمعية متطاولة تمنح شهادة سواقة !
ولم تعد تستحي الجمعية المعلوماتية فقد ازداد فجورها، تريد ان تسرق العمل حتى من مدراس السواقة، فقامت الجمعية المعلوماتية في عام 2003 بتوقيع عقد مع مكتب اليونسكو بالقاهرة يجعل منها الوكيل الممثل (كونها جهة محترمة وموثوقة) لهذا المكتب في سوريا فيما يتعلق بمنح شهادات ICDL (رخصة القيادة الدولية للحاسوب) والمعترف بها عالمياً والتي تمكن المواطن السوري بالعمل أينما ذهب في أي مكان في العالم.
جرائم على المستوى الدولي
واستمرت الجمعية في أعمالها الشيطانية التي لاتحتمل، فقد بدأت بالعمل على المستوى العربي والدولي، فقد ساهم بعض اعضائها المتهمين بجرائم تنمية مجتمع المعلومات في سوريا، عملوا جاهدين لاعتماد جمعيتهم كنقطة ارتكاز لرابطة مراكز أبحاث المعلوماتية في الوطن العربي، التابعة لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وذلك في نيسان 2005 والتي تهدف إلى التعريف عن مشاريع البحث في مجال المعلوماتية في الوطن العربي, وتكوين قاعدة بيانات بذلك, وعقد الندوات واللقاءات لتشجيع الحوار بين مختلف مراكز البحث العربية في مجال المعلوماتية.‏‏‏
وتطاولت الجمعية اكثر فأكثرفي طغيانها ولم تعد تستحي في أعمالها فأرسلت خبراء من أعضائها للمساعدة وتقديم الاستشارات في عدد من المشاريع المعلوماتية الكبيرة الحكومية والهامة وقاد هؤلاء الخبراء عدد من المشاريع الوطنية إلى بر الأمان .
تجفيف مصادر تمويل الجمعية اقتدءاً بمنهج العم بوش
لكن من أين للجمعية مواردها، من هي الجهة المخربة التي تمولها؟ إن موارد الجمعية تأتي من اشتراكات أعضائها ومن المنح القليلة التي كانت تقدم لها في الماضي من بعض جهات القطاع الخاص ومن ريع الدورات التدريبية ومن ريع اقامة معرض شام للمعلوماتية. لكن دخلها الوحيد اليوم هو من ايرادات مزود خدمة الأنترنت الخاص بها. فهي جمعية غير ربحية لأعضائها لكنها تقدم خدمة للمجتمع تتقاضى اجراً عليها وتحقق هامش ربح تعيده بشكل أو باخر للمجتمع ، فهي تبني وتؤسس للمستقبل وفي كل المحافظات السورية وبالأخص النائية منها وهذا أكبر خطرها. لذلك قررت "بلاك ووتر" تجفيف مصادر دخلها أسوة بالعم بوش الذي نادى بتجفيف منابع ومصادر دخل المنظمات التي تناضل لتحرير فلسطين. وبالتالي أخذ القرار بتفتيتها وازاحة كل الشرفاء منها واستلام ممثلي "بلاك ووتر" مهامها والبدء بتخريب مصادر تمويلها الواحد تلو الأخر.
عمليات اعتيال "بلاك ووتر"
بدأت "بلاك ووتر" ومرتزقتها بعمليات الاغتيال. فقالوا لماذا تنشأ الجمعية موقعاً على الانترنت لتقديم المعلومات للمواطنيين السوريين عن الحكومة وخدماتها وعن النشاطات العلمية والثقافية والمهنية في كل المحافظات باسم esyria وباسم كل محافظة (مثلاً edamascus"" ) وماعلاقة الجمعية ومزود خدمة الانترنت فيها بمثل هذه المواقع، قرارهم أغلقو esyria ومواقعها وأوقفو مزود خدمة الجمعية عن العمل (فهؤلاء يتطهرون كما فعل لوط وبناته بابتعاده عن قومه)، هذه جمعية متعاونة حيث يتعاون أعضائها من القطاعين العام والخاص، ماهذه العلاقة المريبة؟ قطاع خاص وعام يعملون معاً هؤلاء يقلدون الدول المتقدمة يقومون بشراكات مشبوهة، اضربوهم فلديهم مصالح خاصة ويعملون معاً لمصلحة البلد؟ اضربوهم دمروهم ونحن "بلاك ووتر" باقون دون رقيب وكأن المعنيين أصبح بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فهم لايبصرون الحقيقة.
عامين مضى على نشاطاتها التخريبية
"بلاك ووتر" عطلت مجتمع المعلومات في سوريا منذ عامين، شلل حقيقي، لاتطوير ولاتحديث بل تهديم مستمر ووشايات وتقارير سوداء مليئة بالاتهامات الباطلة عن الجمعية المعلوماتية ومجلس إدارتها وبعض موظفي القطاع العام في مؤسسات محترمة واتهامهم بأنهم هم يؤخرون البلد وهم يعيقون العمل وهم وهم. . . . . وكأن مشاكل التخلف في سوريا كلها أسندت للجمعية المعلوماتية بينما بقيت "بلاك ووتر" هي صانعة المحبة والسلام وهي الساعية إلى التطوير والتحديث أما الجمعية المعلوماتية فهي مصدر الفساد وتعيقها عن عملها وبالتالي هي، أي "بلاك ووتر" ، فشلت في كل محاولاتها كما تدعي للتطوير الملغوم.
أقلام "بلاك ووتر" المأجورة
جندت "بلاك ووتر" الكثيريين من الأقلام الفارغة من صحفيي الدرجة العاشرة وكتاب الفضائح وكتبوا في صحف ومجلات رخيصة وتكتب النساء والأزياء والخلاعة والتي لا أثر لها في المجتمع السوري والتي غرها المال والصعود على ظهر الاغتيالات. وبدؤا جميعاً بعمليات الاغتيال العشوائي وبالجملة.
يريدون إطفاء النور بأفواههم فهل سيتدخل أحد لاتمام النور وابقاء الشمعة مشتعلة؟
هل ستتدخل الحكومة السورية كما فعلت العراقية لايقاف "بلاك ووتر" عن عملها وطردها وإعادتها من حيث أتت محملة بغشها وخداعها وارتباطاتها المشبوهة وايقاف أقلامها ومرتزقتها عن العمل؟
هل لازال هناك أمل بتطوير مجتمع المعلومات وصولاً لمجتمع المعرفة في سوريا؟
هل لازال للحق مكان ؟ هل سيزهق الباطل في سوريا؟
اللهم اشهد بأني قد بلغت.

د. طارق أسعد محمود - كلنا شركاء

محمد عزت رياض محمود
12/11/2007, 18:07
"إن معيار التقدم في هذا العصر هو مجتمع المعلومات والمعرفة ومقوماته في انتشار المعلوماتية والاستخدام الواسع لها وتوفر بنيتها التحتية بشكل رخيص لكافة فئات الشعب اضافة لوجود قطاع اقتصادي معلوماتي يعمل ويطور ويقوم بالبحث العلمي المعلوماتي."

من كل عقلك

أبو قمحة
30/11/2007, 02:50
هذا ما يقوله أي إنسان عن بلاك ووتر. ولكن ما لا يقوله أحد هو أن غالبية جنودها هم من الذين تربيهم وزارة الدفاع في مناطق معزولة عن العالم منذ طفولتهم. والسر هنا ليس في مجرد عزلهم، بل في سبب عزلهم. إنه بكل بساطة الدين الذي تؤمن فئة القادة والفاعلين منهم به، وكذلك فئة المواجهين على الخطوط الأولى. نعم الدين! هؤلاء يؤمنون بقدسية اسرائيل وبضرورة التضحية لأجل إقامة دولة المسيح المخلص. هذه ليست مسيحية أو يهودية عادية. إن المسيحية واليهودية العادية تؤمن بالسيرورة الطبيعية لقيام دولة اسرائيل، ولا تشرع بالضرورة القتل والفتك لإقامة هذه الدولة (أتحدث هنا عن الديانة الصرفة وليس السياسة). ولكن هؤلاء الناشئين في بلاك ووتر هم أناس أصوليون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وهم يعادلون في تمسكهم بإيمانهم الأعمى الإرهابيين المتأسلمين وتنظيم القاعدة نفسه.

لقد علمت أمريكا أنه لا يمكنها مواجهة الإرهاب الإيماني إلا بإرهاب إيماني مقابله. وقد عجزت مخابراتها عن صناعة إرهاب إيماني مضاد للإرهاب الإيماني الإسلامي من داخل الإسلام. فلجأت إلى إرهاب إيماني خليط يحمل ظاهره المسيحية واليهودية، بينما لا تنطوي حقيقته إلا على إرهاب أعمى يتعطش لدماء الأبرياء في سبيل الرب (!!!) وهو إيمان ليس له دين أو مذهب.

لا يكمن سر القوة الكبيرة التي يتمتع بها مقاتلو بلاك ووتر في معداتهم أو تدريباتهم، فهم كالمارينز الأمريكي العادي من ناحية المعدات والتدريبات. ولكنهم يفرقون عن الجيش الأمريكي العادي وعن المارينز بما في عقولهم وقلوبهم. إنهم أناس مستعدون للموت في سبيل قتل من يتسلطون عليه من قبل قادتهم، ومن يقول لهم مرشدوهم أنه عدو للرب يستحق القتل. وقد كشف موقع intelligence.com العديد من التحيقيات السرية التي كانت تجريها المخابرات الفرنسية والروسية سراً على عقلية هؤلاء المتقاتلين في العراق بعد أن فاجأوا العالم بشجاعتهم في دخول الفلوجة ودحر العديد من معسكرات ومعاقل التنيظمات المتأسلمة المسلحة في العراق، التي لم يكن يتخيل أي جيش في العالم أن يهزمها. لقد لاحظت هذه المخابرات أن مثل هذه القدرات جديدة تماماً على أي جيش محترف منظم، وأنه لا بد وأن يكون في المقاتلين شيء غير عادي. وقد كشفوا معظمه بطبيعة الحال.

تحياتي