afrakosh
15/11/2007, 16:06
نحن نتبادل الكلمات و الحروف و العبارات كوسائل للتعبير عن المعانى و كادوات لكشف النفوس .ونتصور ان الحروف يوكن ان تقوم بداتها كبدائل للمشاعر ويمكن ان تدل بصدق على دواتها و مكنوناتنا .
و الحقيقة ان الحروف تحجب ولا تكشف و تضلل ولا تدلل.وتشوه ولا توضح .وهى ادوات التباس اكثر منها ادوات تحديد
يقول الحبيب لحبيبتة
احبك
وهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانبة خاصة جدا و ذاتية و جديدة علبه ، فلا يجد الا كلمة هى صك مستهلك تهراء من كثرة الاستعمال كلمة اصبحت ماركة مسجلة لارداء انواع البضائع كلمة حولتها الاغانى المبتذلة و الهزليات اغلمسرحية الى مبولة او بالوعة او فى احس الاحوال الى منشفة لتجفيف ما ينضح من العرق فى حالات فسيولوجية عديدة و متناقضة
و لكنه لا يجد غيرها
فإذا حاول ان يستخرج من قاموس الحروف و معجم العبارات كلمات اخرى فإنه لا يجد الا المجاز و الاستعارة و البيان و البديع و ضرب الامثلة فيقول لحبيبته انه يحبها كما تحب الوردة ندى الفجر او كما تحب ظلمة الليل شعاع الشمس او كما تحب صغار العصافير اعشاشها وهو كلام فارغ اخر يترجم الحالة الخاصة الفريدة الى سلسلة من البدائل المزورة و يحول الشعور البكر الى ثرثرة جوفاء لا تدل على شىء
و لو انه صمت لكان صمته ابلغ
و للصمت المفعم بالشعور حكم اقوى من حكم الكلمات و له اشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل و التاثير
و المحب الصامت يستطيع ان ينقل لغته و حبة للاخر اذا كان الاخر على نفس المستوى من رهافة الحس و اذا كان هو الاخر قادرا على السمع بلا اذن و الكلام بلا نطق
الانسان معجزة المخلوقات
وهو ليس آلة كاتبة ولا اسطوانة ناطقة
وهو اكثر من مجرد اليات جسدية
هو عقل و روح ووجدان
وذاته مستودع قوى و اسرار الهية
وهو يستطيع ان يتكلم بلا نطق و يسمع بلا اذن و يرى بلا عيون
ونحن نرى فى الحلم بلا عيون ونسمع بلا اذان و نجرى بلا سيقان
و قد راى المبصرون بعيون طه حسين ما لم يروا بعيونهم
و قد رؤى ابو العلاء و اشعاره ما لا تتطاول اليه عيون المبصرين اصحاب العيون
و الحقائق العالية تقصر دون بلوغها الحروف و العيون والاذان
و انما خلقت الحروف للتعبير عن اشتات العالم المادى و جزئياته و هى مجرد رموز و مصطلحات و نزائر لما نرى حولنا من شجر وحصى ورمل وبحر و تلال و وديان و جبال
اما عالمنا الداخلى و سمواتنا الداخلية و سرائرنا العميقة فتقتصر دونها الحروف ولا تصورها كلمات
و كلما كان شعورنا حميما و كلما كان حبنا يتغلغل فى شغاف القلب مالكا ناصية السر ساكنا لب الفؤاد عجز اللسان و تضعضعت الكلمات و تقطعت العبارات و الحقائق الهية اكثر استحالة على الالفاظ
هنا الالفاظ تتحول الى جلاميد صخر لا تصلح على الاطلاق لوصف ذات الله المطلقة
و الالفاظ فى رحاب الله استار و حجب و الكلمة حائل و العبارة عائق و الاصطلاحة عقبة
يقوا الله سبحانه فى مخاطباته القدسية للصوفى الصالح محمد بن عبد ىالجبار
" كل ما فوق و تحت و عن يمين و شمال وكل ما بدا ليس منى
الحروف لا تدل على الكلمات لا تدل على اوصافى
اوصافى التى تحملها العبارة هى اوصافك بمعنى
حينما اقول انى انا الرحيم فإنك تفهم رحمتى برحمتك و ما رحمتى يا عبدى كرحمتك
انما اوصافى من وراء العبارة
و من اوصافى انى ( الابد ) و لا عبارة فى الابد
انا الذى ليس كمثلة شىء
فيا مختلف لا تستدل على بمختلف فتخطىء الطريق الى معرفتى
اانما يكون تعرفى اليك بلا نطق و بلا عبارة
و اذا جائك وصفى بلا عبارة قد جائتك الحقيقة
و اذا وقفت فى حضرتى فسترى الحروف اصناما و العبارات اوثانا "
و يقول الصوفى الصالح فى دعائه و ابتهاله
( يا رب لا تذرنى بمذارة الحروف فى معرفتك )
فيشبة الحروف بالمذارة التى تذرو كل شىء فلا توصل الى معرفة حقة
هذا هو عالم السر و الطلسم الذى يتم الاتصال فيه بالروح بدون مواصلات المادة و بدون اداة الكلمة
يقول الله سبحانه فى مخاطباته الهية للصوفى محمد بن عبد الجبار
الحرف حجاب
الحرف يعجز عن ان يخبر عن نفسه فكيف يخبر عنى
انا خالق الحرف و ما يخبر عنه الحرف فانا من وراء الاثنان
اخرج عن الحرف ، اخرج عن نفسك ، اخرج عن اسمك ، اخرج عن كل ما بدا تكن فى حضرتى . اصمت منك الصامت ينطق الناطق بالضرورة (و الناطق هنا الروح )
و هذا هو عالم المطلقات الذى لا تحلق اليه كلمات ولا تسمو اليه الفاظ
و معدن الحب الشفيف العالى هو من نفس معدن هذه المطلقات و لغته من لغتها فهو من خصائص الروح وهو فى صميم انعطاف روح قبل ان يكون انعطاف جسد و حينما تبلغ المشاعر الى تلك المنطقة يسكت اللسان و تصبح اللغة صمتا
و لهذا احب الصمت و اوثر الصمت كلما شعرت بهذا القرب الحميم نحو انسان ذلك القرب الذى يتسلل الى الشغاف و يسكن الحنايا دونما صخط و دونما ضجيج و دونما اضطراب
فهنا لا وجود للانفعال المبتذل الذى تتكلم عنه الاغانى و لا وجود للاوجاع و البكائيات
ولا مكان لبلاهه قيس و اشعاره
و لو انى استعرت تلك الكلمات القديمة لاعبر بها عن ذلك القرب الحميم لكنت ثرثارا اجوف اتكلم عن رجل اخر غيري
فهنا شعور جديد تماما و خاص جدا و ذاتى
هنا حضور مؤنس يشيع الدفء و البهجة الهادئة و الاحساس بالمعية التى تطرد الوحشة و الوحدة
هنا كل شىء هامس خافت بلا صوت و بلا صورة و بلا لفظ و بلا غرض و بلا مأرب
فما ابلغ الصمت
و ما اقدره على التعبير
وما سبق هذا هو الجزءالمتعلق بالصمت من كتاب الروح و الجسد للكاتب الكبير مصطفى محمود
وهو معروف بكثرة صمته
و لكن رغم صمته ما ابلغ كتابتة وما سمو افكاره
ارجو ان اتقبل ردودكم و تصوركم عن الموضوع
و انتظروا منى قريبا الجزء المتعلق بالحب و الصراخ من نفس الكتاب
و الحقيقة ان الحروف تحجب ولا تكشف و تضلل ولا تدلل.وتشوه ولا توضح .وهى ادوات التباس اكثر منها ادوات تحديد
يقول الحبيب لحبيبتة
احبك
وهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانبة خاصة جدا و ذاتية و جديدة علبه ، فلا يجد الا كلمة هى صك مستهلك تهراء من كثرة الاستعمال كلمة اصبحت ماركة مسجلة لارداء انواع البضائع كلمة حولتها الاغانى المبتذلة و الهزليات اغلمسرحية الى مبولة او بالوعة او فى احس الاحوال الى منشفة لتجفيف ما ينضح من العرق فى حالات فسيولوجية عديدة و متناقضة
و لكنه لا يجد غيرها
فإذا حاول ان يستخرج من قاموس الحروف و معجم العبارات كلمات اخرى فإنه لا يجد الا المجاز و الاستعارة و البيان و البديع و ضرب الامثلة فيقول لحبيبته انه يحبها كما تحب الوردة ندى الفجر او كما تحب ظلمة الليل شعاع الشمس او كما تحب صغار العصافير اعشاشها وهو كلام فارغ اخر يترجم الحالة الخاصة الفريدة الى سلسلة من البدائل المزورة و يحول الشعور البكر الى ثرثرة جوفاء لا تدل على شىء
و لو انه صمت لكان صمته ابلغ
و للصمت المفعم بالشعور حكم اقوى من حكم الكلمات و له اشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل و التاثير
و المحب الصامت يستطيع ان ينقل لغته و حبة للاخر اذا كان الاخر على نفس المستوى من رهافة الحس و اذا كان هو الاخر قادرا على السمع بلا اذن و الكلام بلا نطق
الانسان معجزة المخلوقات
وهو ليس آلة كاتبة ولا اسطوانة ناطقة
وهو اكثر من مجرد اليات جسدية
هو عقل و روح ووجدان
وذاته مستودع قوى و اسرار الهية
وهو يستطيع ان يتكلم بلا نطق و يسمع بلا اذن و يرى بلا عيون
ونحن نرى فى الحلم بلا عيون ونسمع بلا اذان و نجرى بلا سيقان
و قد راى المبصرون بعيون طه حسين ما لم يروا بعيونهم
و قد رؤى ابو العلاء و اشعاره ما لا تتطاول اليه عيون المبصرين اصحاب العيون
و الحقائق العالية تقصر دون بلوغها الحروف و العيون والاذان
و انما خلقت الحروف للتعبير عن اشتات العالم المادى و جزئياته و هى مجرد رموز و مصطلحات و نزائر لما نرى حولنا من شجر وحصى ورمل وبحر و تلال و وديان و جبال
اما عالمنا الداخلى و سمواتنا الداخلية و سرائرنا العميقة فتقتصر دونها الحروف ولا تصورها كلمات
و كلما كان شعورنا حميما و كلما كان حبنا يتغلغل فى شغاف القلب مالكا ناصية السر ساكنا لب الفؤاد عجز اللسان و تضعضعت الكلمات و تقطعت العبارات و الحقائق الهية اكثر استحالة على الالفاظ
هنا الالفاظ تتحول الى جلاميد صخر لا تصلح على الاطلاق لوصف ذات الله المطلقة
و الالفاظ فى رحاب الله استار و حجب و الكلمة حائل و العبارة عائق و الاصطلاحة عقبة
يقوا الله سبحانه فى مخاطباته القدسية للصوفى الصالح محمد بن عبد ىالجبار
" كل ما فوق و تحت و عن يمين و شمال وكل ما بدا ليس منى
الحروف لا تدل على الكلمات لا تدل على اوصافى
اوصافى التى تحملها العبارة هى اوصافك بمعنى
حينما اقول انى انا الرحيم فإنك تفهم رحمتى برحمتك و ما رحمتى يا عبدى كرحمتك
انما اوصافى من وراء العبارة
و من اوصافى انى ( الابد ) و لا عبارة فى الابد
انا الذى ليس كمثلة شىء
فيا مختلف لا تستدل على بمختلف فتخطىء الطريق الى معرفتى
اانما يكون تعرفى اليك بلا نطق و بلا عبارة
و اذا جائك وصفى بلا عبارة قد جائتك الحقيقة
و اذا وقفت فى حضرتى فسترى الحروف اصناما و العبارات اوثانا "
و يقول الصوفى الصالح فى دعائه و ابتهاله
( يا رب لا تذرنى بمذارة الحروف فى معرفتك )
فيشبة الحروف بالمذارة التى تذرو كل شىء فلا توصل الى معرفة حقة
هذا هو عالم السر و الطلسم الذى يتم الاتصال فيه بالروح بدون مواصلات المادة و بدون اداة الكلمة
يقول الله سبحانه فى مخاطباته الهية للصوفى محمد بن عبد الجبار
الحرف حجاب
الحرف يعجز عن ان يخبر عن نفسه فكيف يخبر عنى
انا خالق الحرف و ما يخبر عنه الحرف فانا من وراء الاثنان
اخرج عن الحرف ، اخرج عن نفسك ، اخرج عن اسمك ، اخرج عن كل ما بدا تكن فى حضرتى . اصمت منك الصامت ينطق الناطق بالضرورة (و الناطق هنا الروح )
و هذا هو عالم المطلقات الذى لا تحلق اليه كلمات ولا تسمو اليه الفاظ
و معدن الحب الشفيف العالى هو من نفس معدن هذه المطلقات و لغته من لغتها فهو من خصائص الروح وهو فى صميم انعطاف روح قبل ان يكون انعطاف جسد و حينما تبلغ المشاعر الى تلك المنطقة يسكت اللسان و تصبح اللغة صمتا
و لهذا احب الصمت و اوثر الصمت كلما شعرت بهذا القرب الحميم نحو انسان ذلك القرب الذى يتسلل الى الشغاف و يسكن الحنايا دونما صخط و دونما ضجيج و دونما اضطراب
فهنا لا وجود للانفعال المبتذل الذى تتكلم عنه الاغانى و لا وجود للاوجاع و البكائيات
ولا مكان لبلاهه قيس و اشعاره
و لو انى استعرت تلك الكلمات القديمة لاعبر بها عن ذلك القرب الحميم لكنت ثرثارا اجوف اتكلم عن رجل اخر غيري
فهنا شعور جديد تماما و خاص جدا و ذاتى
هنا حضور مؤنس يشيع الدفء و البهجة الهادئة و الاحساس بالمعية التى تطرد الوحشة و الوحدة
هنا كل شىء هامس خافت بلا صوت و بلا صورة و بلا لفظ و بلا غرض و بلا مأرب
فما ابلغ الصمت
و ما اقدره على التعبير
وما سبق هذا هو الجزءالمتعلق بالصمت من كتاب الروح و الجسد للكاتب الكبير مصطفى محمود
وهو معروف بكثرة صمته
و لكن رغم صمته ما ابلغ كتابتة وما سمو افكاره
ارجو ان اتقبل ردودكم و تصوركم عن الموضوع
و انتظروا منى قريبا الجزء المتعلق بالحب و الصراخ من نفس الكتاب