عاد الزعيم السابق للمتمردين الجنوبيين في السودان جون قرنق اليوم الجمعة إلى الخرطوم بعد غياب دام 22 عاما، تطبيقا لاتفاق السلام التاريخي الذي وقع في كانون الثاني/يناير الماضي بين السلطات السودانية والمتمردين الجنوبيين حيث من المقرر أن يقسم قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان اليمين الدستورية السبت كنائب للرئيس على أن يعمل جنبا إلى جنب مع عدو الأمس الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
ووصل قرنق ترافقه زوجته ربيكا إلي الخرطوم وضربت قوات الأمن طوقا حول المكان وأبعدت أنصار قرنق عن المطار وتوجه بعدها قرنق مع الوفد المرافق له إلى مقر الرئيس السوداني للالتقاء به وبقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وبعد لقائه البشير يتوجه قرنق إلى الساحة الخضراء في قلب العاصمة حيث سيلقي كلمة امام تجمع شعبي يضم مئات ألاف الأشخاص. وبث التلفزيون الرسمي دعوات إلى السكان للتجمع في الساحة المذكورة لاستقبال قرنق.
وتكرس عودة قرنق إلى الخرطوم بداية مرحلة جديدة في عملية السلام بعد حرب دامية أودت بحياة نحو مليون ونصف مليون شخص وأدت إلى نزوح نحو أربعة ملايين آخرين.
واكد نحو 12 رئيس دولة وحكومة مشاركتهم السبت في احتفال تأدية قرنق لقسم اليمين كنائب للرئيس والذي يتزامن مع رفع حالة الطوارىء في البلاد بعد فرضها طيلة 16 عاما وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
وبعد ان يتسلم قرنق مهامه كنائب للرئيس تبدا رسميا الفترة الانتقالية من ست سنوات حسب اتفاقات السلام الموقعة بين الطرفين في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي في نيروبي.