-
دخول

عرض كامل الموضوع : عن تحولات الجسد


Moonlights
25/11/2007, 23:54
عن تحولات الجسد ـ مازن كم الماز

يتحول الجنس أو العلاقة بين الجنسينبسرعة إلى علاقة عابرة مؤقتة زمانيا تقوم على عواطف سريعة الظهور والزوال على إشباعمؤقت آني للرغبة..



يختلف هذا النمط من العلاقات الذي يتحول نمطاسائدا عن الرؤية الوجودية التي رأى كامو نموذجها في كازانوفا الباحث أبدا عن متعةجديدة ضحية التجربة الوجودية العدمية إلى حد ما التي تفتقد لمغزى عقلاني وترى فيالاستغراق في الوجود المعنى الوحيد للتجربة الإنسانية..كما يختلف عن العلاقات التيكانت تنشأ على هامش الأسرة الأبوية في إطار المجتمعات الأبوية الذكورية..إن هذاالشكل للجنس أو الحب ينسجم بل وينتج غالبا عن سيطرة ثقافة الاستهلاك وعن تسليع ( تحويل كل شيء إلى سلعة ) الحياة الاجتماعية..
هذا في ذات الوقت يثير رعب قسم كبير منالبرجوازية الصغيرة المدينية والفلاحية التي تعود إلى الزمن الماضي لتستدعي قيموأخلاق المجتمع الأبوي وشكل الأسرة الأبوية في محاولة منها للحد من تأثير هذهالتحولات على محيطها..
كلا الطرفين يرى أنه يدافع عن أنسنة الجنسوالحب, فالفريق الأول يرى في أخلاق المجتمع الأبوي اضطهادا للمرأة أما الطرف الثانيفهو يرى في تسليع الجنس وجسد المرأة خاصة إهدارا لإنسانيةالمرأة..
إن كلا الفريقين على حق فتسليع الجنس والجسد يؤسسلحالة استلاب جديدة للجسد في اغتراب جديد عن إنسانية صاحبه وعن غاية تحقيق الإشباعالفعلي بأن يتحول الجسد إلى سلعة تخضع لقوانين السوق لقوانين العرض والطلب، كما أنأخلاق المجتمع الأبوي والأسرة الأبوية تكرس اضطهاد المرأة بالتأكيد والفارق هنا هوبين من يريد أن يحول جسد المرأة إلى سلعة في سوق العرض والطلب أو أن تباع كسلعةلزوج المستقبل تحديدا مع تكريس وضعيتها ك"بروليتاري" العائلةالأبوية..
يدعي الليبراليون أن تسليع الاقتصاد والمجتمع يقودإلى "تحرير" أفراده أن أفراده ينخرطون كأفراد أحرار لكن في الحقيقة فالبروليتارياتجر جرا لبيع قوة عملها للرأسمال..إن العلاقة في السوق لا تقوم بين "منتجين أحرار" كما يوهمنا الليبراليون فهذه "الحرية" تخضع لمنطق الصدفة منطق المنافسة ثم واقعالاحتكار..
و رغم أن هذا التسليع للحياة الاجتماعية يدعيأنسنة حياتنا نحو شكل استهلاكي للسعادة لكنه عمليا يؤدي إلى تغريبنا عنإنسانيتنا..فالجسد لا يكتسب حرية مع تسليعه-تحويله إلى سلعة مع "تحريره" من قيودالأسرة الأبوية أكثر من حرية البروليتاريا و"تحريرها" من قيود القنانةالإقطاعية..إنه استلاب جديد من طراز جديد للجسد مع تغريب الإنسان-الجسد عنحقيقته..
إن الخلاف هنا هو بين طرح الجسد "بحرية" في سوقالعرض والطلب أو الاحتفاظ به في حالة "طهرية" ليقوم بدور التابع المقهور في علاقةأبوية ذكورية بين الجنسين..
في كلا الحالتين سيبقى الجسد ( جسد المرأة هنا ) في حالة استثمار واستلاب..لا يمكن تحرير الجنس والجسد دون تحرير المجتمع من علاقاتالإنتاج التي تنتج القهر والاستلابعن موقع Aleftoday نقلاً عن موقع نساء سورية

Moonlights
26/11/2007, 00:05
هذه رؤية تتقاطع مع رؤيتي للموضوع "وردودي على الكثير من المواضيع المطروحة" وتعطي إضاءات للجدل الدائر حول عدد من القضايا المطروحة في المنتدى طبعاً لا تختصرها ولا أحاول ذلك من خلالها .
لكنها تصلح أرضية للنقاش حول مفاحيم عديدة مثل .

1 - مفهوم الجسد
2 - مفهوم أو مفاهيم الأخلاق
3 - تحرر المرأة "كل الصراعات تدور حولها فاين هي"



طبعاً نستطيع طرح مواضيع أعمق وأكثر تشعباً ولكن حالياً نتركها كبداية .

وشكراً