أسير التشرد
06/01/2008, 10:18
على مدى أيام طوال كانت وكالات الأنباء العالمية والعربية والإسلامية تتناقل أخبار الحجاج الفلسطينيين الذين أوقفوا على الأراضي المصرية بعد عودتهم من فريضة الحج بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية دخولهم غزة من بوابة رفح التي يسيطر عليها قوات حماس وطلبت من الحكومة المصرية تحويلهم نحو منفذ كرم أبو صالح الخاضع لوصايتهم بغرض إخضاعهم لعملية التفتيش بعد ورود معلومات إستخباراتية تقول بأن بعض الحجاج يحملون معهم مبالغ مادية نقدية وعينية كبيرة لتنظيم حماس حصلوا عليها من قبل المتبرعين أثناء تواجدهم في المملكة العربية السعودية..
شاهدنا من على شاشات تلفزيونات العالم وقرأنا في صحفها معانات الحجاج ونداءآت إستغاثاتهم للسماح لهم بدخول ديارهم من منفذ رفح تحاشياً من إستيلاء الإسرائيلين على ما ( حُملوا ) إن صدقت الأخباريات الواشية بهم , إذا ما اُجبروا بالولوج من نقطة كرم أبو صالح...
الحمد لله فقد أثمرت الصور التي بثتها فضائيات العالم والكتابات الصحف عن حالتهم وأوضعاهم بالمكان الذي عُلقوا عليه في نيل غايتها بإثارة الرأي العام الإنساني , لذلك سمحت الحكومة المصرية للحجاج بدخول غزة من المنفذ الذي أرادوه الحجاج, فحرم الإسرائيليين من ( الجباية )!!!
في صدر المقالة , قلنا تناقلت وكالات الأنباء العالمية والعربية والإسلامية قضية الحجاج الفلسطينيين مع الإسرائيليين لأكثر من إسبوع ولكن هل شاهدتم او قرأتم أو حتى سمعتم من تلفزيون محلي أوحتى جريدة ( مستقلة ) ما يحدث للمسلمين في دول ( الشتات ) في مطارات بعض الدول العربية ( المسلمة ) عندما تكون ترانزيت توجههم نحو مكة لغرض إداء فريضة الحج , من عملية إبتزاز لهم من قبل موظفي المطار ( الدولي ). والأنكى عند إيابهم وهم يحملون هدايا الحج المباركة لعوائلهم وأحبتهم!!
موظفو مطار دمشق ( الدولي ) العسكريون ( برتب أكتافهم ) العالية و ( نياشين صدورهم ) الزاهية المدنيون بوظائفهم ( الاُوبهة ) ( وببدلاتهم ) الراقية يستحقون وبكل جدارة أن يقال فيهم مثل المنشار ( رايح واكل , راجع واكل )..
(تعليق بسيط.. بصراحة انو الواحد بس يدخل ع مطار دمشق الدولي بحس حالو كأنو داخل ع شي مركز أمني او مركز مخابرات.. من كتر مافي عنا وجوه شاحبة لشخوص الموظفين شيت الهجرة والجوزات ببدلاتهم العسكرية.. وكمان ما ننسى هدول جماعة القصمان الزرق..انو ع باب الطايرة بينزلوا عليك تلميس وتلحيس بجسمك..وبذات الوقت بتسمع من تمو كلمة شو معك عملة سورية بدك تطلعها...وكأنو هالعملة نادرة او شي قطعة اثرية يعني..)
كنت أسمع قصص كثيرة عن الإبتزاز من قبل الموظفين في مطار دمشق ( الدولي ) من أفواه المسلوبين الذين مروا بصالته ( الدميمة) التي تكشف لك بكل وضوح وجه نظام البعث خارجها وتأكدت بنفسي من تلك حين صرت رقماً في عداد الضحايا عند مروري به متوجهاً لبلدي العراق بعد سقوط النظام ( الساقط ) وكذلك إيابي عن طريقه. وسأخص لحكايتي مع مطار دمشق مقال آخر في وقت آت.
أما اليوم فأنقل لكم على لسان واحدة من الحجيات والحجاج الذين زرتهم للمباركة بعد عودتهم إلى السويد من مكة المكرمة عن طريق مطار ( نبض العروبة الصامد ) سوريا.. بالمناسبة. ألا تلاحظوا معي بأن في جملة ( نبض العروبة الصامد ) أصدق من ( قلب العروبة النابض ) التي تصف ماكنة الإعلام البعثية بها سوريا. حيث أن ( الصامد ) تعني الثبات والجمود والوقوف والصمت. و ( صموتها ) في الجولان دليل على ذلك إذن حقيقة الجملة سيكون كالآتي. سوريا ( قلب العروبة الميت )..
أكون مخطئاً لو عممت شعار مفهوم ( سوريا. نبض العروبة الصامت ). إنصافاً للذمة فإن طواقم مطارها عسكريوه ومدنيوه هم شعلة من ( النبض النابض ) هم متوهجون. متوقدون. ترى واحدهم يكسر فرحة مجموعة كبيرة من غزاة مطارهم. ( المسافرون ) لم يقدر زملاؤهم في جبهة الجولان على مافعله بخصومهم رغم كثرة عددهم قياساً للعدو!!!
كيف ذلك. سأدع أولا الحجية اُم حيدر أن تصف لكم ساعة إنتصار السوريين عليها ورفاق حملتها في مطار دمشق ( الدولي )..
قالت.. لقد غسلت في مكة المكرمة الحقد الذي حملته في داخلي لموظفي مطار سوريا يوم مررنا به في طريقنا للسعودية حيث ( زكوا ) لأنفسهم قسماً من المال الذي حوشته منذ أعوام لغرض إداء فريضة الحج. بحجة الإسراع في إنجاز إجراءآت الدخول والخروج وكذلك حملهم للأمتعة التي أخذوها مني عنوة و هي عبارة عن حقيبة لا تزن السبعة كيلو غرامات. فيها كسوة الحج وبعض اللوازم الضرورية. كل ذلك بالدولار ( الأمريكي ) فخربوا بذلك حساباتي الإقتصادية التي خططتها لمصاريف الحج..
بدءاً قلت لقد غسلت حقدي عليهم في مكة ونسيت فعلتهم. عند عودتنا مررنا بهم ثانية وهذه المرة أنكى من سابقتها حيث المفتش فتح الحقيبة وأخذ يقلب بمحتوياتها التي كانت غالبيتها عبارة عن سبح وعطور وبعض الأحذية والملابس كهدايا لأخواتي وعائلتي والمعارف الذين سيزورونني للمباركة. لقد قترت كثيراً على نفسي بسبب إستقطاع السوريين ( للزكاة ) عند الذهاب الذي لم أحسب له حساب فلذلك صارت مشترياتي أقل مما قدرت لها لرد جمائل المهنئين بكوني صرت حجية..
قال المفتش. الحمد لله على سلامتك وحج مبرور..
بإبتسامة فرحة أجبته. شكراً لك. وأنشاء الله تناله أنت في العام القادم..
قال. أنا حجي لعدة مرات وأضاف. يبدو أنك قد صرفت كل ( فلوسك ) هناك على هذه البضائع التي أعرف بأنها هدايا, فهل حسبتِ حسابنا؟!
كظمت غيضي لأنه ذكرني بالذي ( غسلته ). فليس كل المبلغ الذي حملته معي من السويد أنفقته في السعودية بل هنا إستقطع السوريون قسماً كبيراً منه ( خاوة او اتاوة) أثناء مرورنا بهم في الذهاب..
بإبتسامة ممتعضة أجبته. والله يا حاج الذي تراه لا يكفي المتوقع قدومهم لتهنئتي هناك في السويد..
أجاب. هل تعلمين بأن من غير المسموح به إخراج هكذا كمية من العطور والسبح من سوريا؟!!!
قلت. ولكني ما إشتريتها من سوريا بل من مكة المكرمة!؟
أجاب. ولكنها الآن على الأراضي السورية.!
قلت. ما الحل؟
أجاب. الحل بيدك وإلا سأرسلك لدائرة الكَمارك وهناك. أما يصادرون محتويات جنطتك او تدفعين ( لتحريرها ) رسومات كبيرة..!!!
قلت. كيف الحل بيدي؟
أجاب. أن تسمحي لي بأخذ هديتي!!.. ( لاحظوا نفسيته ) وهو حجي مثلها وقارنوها مع موظفي مطارات الدول ( الكافرة ) التي ينطلق منها مسلميها للحج وكيفية أحترامهم لمثل هذه المناسبة حيث لا يتعرضون لأية عملية تفتيش!!!!! )..
قلت. إتفضل وخذ!
وإذا به يحمل من الحقيبة ثلاث قناني عطور من القناني الست التي جلبتها معي وكمية غير معلومة من السبح. ضمنها واحدة أشتريتها مخصوص لزوجي العزيز..
قلت له بالعافية عليك كل الذي أخذته ولكن إترك هذه السبحة لأنها هدية لزوجي..
أجاب. هل تعتقدين بأن السبح التي أخذتها ستكون لي وحدي؟ بل أني سأوزعها على زملائي وتبقى هذه الوحيدة ملكي!!!
تركت أمري لله وذهبت بحقيبتي نحو كابينة. شيك - إن لإرسالها إلى الطائرة وإستلام بوردن كارت.
تبدو المطبات في سوريا لا تختصر على شوارعها بل مطارها أيضا مليء بها. وها موظف الشيك - إن يقول عندكِ زيادة في الوزن عشرة كيلوات ويجب أن تدفعي 30 دولار على الكيلو الواحد والمجموع 300 دولار.!
صدمت فأنا لا أملك ( قمرياً ) معي. فقلت له.
إنها نفس الحقيبة التي وزنت على ميزان مطار جدة في السعودية ولم يجدوا فيها زيادة فكيف حدثت الزيادة هنا؟ هل تختلف ( الموازين ) من دولة إلى اُخرى. وفي قرارة نفسي قلت. بل نقص وزنها هنا عندما أخذ مفتش الكَمرك بعض ما في داخلها!!
بإبتسامة خبيثة أجاب.
لكل دولة ( ميزانها ).
قلت. ولكني لا أملك ولا دولار واحد. ماذا أفعل؟
أجاب. سنضعها في الأمانات وتسافرين أنت. ومن دولتك تستطيعين دفع قيمة الوزن عن طريق البنك وسنبعثها لك عنئذ!!!!
قلت باللهجة العراقية. لا قيمنا. هو آني يمهة وسرقتوها , إشلون لو أخليهة ( أمانة ) يمكم؟؟!!!!
قال. ماذا تقولين؟
قلت. لا شيء سأبحث عن أحد من الذين معي في حملة الحجاج وأرجو أن أجد واحداً معه 300 دولار.
لقد جمعت ال 300 دولار. خمسة خمسة عشرة عشرة من بعض الركاب الذين وجدتهم جمعياً مروا بعملية الإبتزاز و( تطهير ) الجيوب من قبل موظفي مطار دولة الصمود والتصدي..!!!
عدت إلى موظف الشيك - إن وسلمته الحقيبة والمبلغ وإستلمت منه بوردن كارت وركضت مسرعة نحو الطائرة وإذا بموظفين. لا أدري ما هي شغلهما. لعلهما من رجال أمن المطار حيث أوقفاني أمام بوابتها طالبين مني البوردن كارت وجواز سفري.. قلت مع نفسي. هذه إجراءآت أمنية تحدث في غالبية مطارات العالم.. أعادوا لي الجواز والبوردن كارت وبإبتسامة عريضة سألوني بعد أن قالوا. حج مبرور. ألا تحملي معك شيئاً من بركات مكة؟
قلت. كلها في الحقيبة التي بعثتها للشحن.
وإذا بأحدهم نظر في الحقيبة النسائية التي أحملها وهو يقول.
ألا تعلمين بتعليمات عدم السماح بصعود الحقائب إلى الطائرة..؟؟!!
قلت. ولكني لا أحمل حقيبة!
قال. ماذا تسمين هذه التي تحملينها على كتفك؟!
قلت. أنها حقيبة نسائية عادية.!
قال. هاتيها لنبعثها إلى الشحن.!
قلت. دعوني اُفرغها من محتوياتها التي فيها بعض مصوغاتي الذهبية وساعتين إشتريتهما لولديّ..
لم يسمح لي بذلك وأخذوها مني عنوة. ولم أجدها مع الحقائب المشحونة عند وصولنا إلى إستكهولم. وها مر أكثر من إسبوع على عودتنا ولم إستلمها رغم تبليغي للخطوط الجوية السورية بذلك بإملاء الإستمارة..
قلت لها. أني سأكتب كل ماذكرتيه على الأنترنيت. بس أخاف حجيج يطلع جذب؟!
بقسم غليض قالت. بالحج اللي حجيته. كل أللي كَلتة أقل من الحقيقة. وإذا ما تصدق روح وإسأل بقية الحجاج
إثناء حديث اُم حيدر معي رن جرس التلفون. وبعد إنتهائها منه قالت باللهجة العراقية الحبيبة. ها شفت. هاي اُم جاسم الجانت تحجي بالتلفون. جانت ويايا بالحج. دتكَول المسكينة هي مالكّت كل جنطها وجنط زوجها بالشحن. وإشتكت. ودتسألني إذا آني إستلمت جنطتي لو لا..
أي. إن التي إتصلت بها تلفونياً هي اُم جاسم التي كانت معها في فريضة الحج. أنها لم تجد حقائبها وحقائب زوجها الذي كان معها في مكة ضمن الحقائب التي وصلت إلى مطار إستكهولم من سوريا. وقدمت شكوى بذلك وهي الآن إتصلت بيّ لتستفسر عما إذا إستلمت أنا حقيبتي أم لا!!!!
بالمشمش.
صدكَ لو كَالوا. الموظفين إبمطار سوريا مثل المنشار.. رايح واكل راجع واكل..
ألم أقل لكم. لقد إستطاعت سوريا الإنتصار على إسرائيل في قضية الحجاج...!!!!
كاتب المقال..حسن أسد
شاهدنا من على شاشات تلفزيونات العالم وقرأنا في صحفها معانات الحجاج ونداءآت إستغاثاتهم للسماح لهم بدخول ديارهم من منفذ رفح تحاشياً من إستيلاء الإسرائيلين على ما ( حُملوا ) إن صدقت الأخباريات الواشية بهم , إذا ما اُجبروا بالولوج من نقطة كرم أبو صالح...
الحمد لله فقد أثمرت الصور التي بثتها فضائيات العالم والكتابات الصحف عن حالتهم وأوضعاهم بالمكان الذي عُلقوا عليه في نيل غايتها بإثارة الرأي العام الإنساني , لذلك سمحت الحكومة المصرية للحجاج بدخول غزة من المنفذ الذي أرادوه الحجاج, فحرم الإسرائيليين من ( الجباية )!!!
في صدر المقالة , قلنا تناقلت وكالات الأنباء العالمية والعربية والإسلامية قضية الحجاج الفلسطينيين مع الإسرائيليين لأكثر من إسبوع ولكن هل شاهدتم او قرأتم أو حتى سمعتم من تلفزيون محلي أوحتى جريدة ( مستقلة ) ما يحدث للمسلمين في دول ( الشتات ) في مطارات بعض الدول العربية ( المسلمة ) عندما تكون ترانزيت توجههم نحو مكة لغرض إداء فريضة الحج , من عملية إبتزاز لهم من قبل موظفي المطار ( الدولي ). والأنكى عند إيابهم وهم يحملون هدايا الحج المباركة لعوائلهم وأحبتهم!!
موظفو مطار دمشق ( الدولي ) العسكريون ( برتب أكتافهم ) العالية و ( نياشين صدورهم ) الزاهية المدنيون بوظائفهم ( الاُوبهة ) ( وببدلاتهم ) الراقية يستحقون وبكل جدارة أن يقال فيهم مثل المنشار ( رايح واكل , راجع واكل )..
(تعليق بسيط.. بصراحة انو الواحد بس يدخل ع مطار دمشق الدولي بحس حالو كأنو داخل ع شي مركز أمني او مركز مخابرات.. من كتر مافي عنا وجوه شاحبة لشخوص الموظفين شيت الهجرة والجوزات ببدلاتهم العسكرية.. وكمان ما ننسى هدول جماعة القصمان الزرق..انو ع باب الطايرة بينزلوا عليك تلميس وتلحيس بجسمك..وبذات الوقت بتسمع من تمو كلمة شو معك عملة سورية بدك تطلعها...وكأنو هالعملة نادرة او شي قطعة اثرية يعني..)
كنت أسمع قصص كثيرة عن الإبتزاز من قبل الموظفين في مطار دمشق ( الدولي ) من أفواه المسلوبين الذين مروا بصالته ( الدميمة) التي تكشف لك بكل وضوح وجه نظام البعث خارجها وتأكدت بنفسي من تلك حين صرت رقماً في عداد الضحايا عند مروري به متوجهاً لبلدي العراق بعد سقوط النظام ( الساقط ) وكذلك إيابي عن طريقه. وسأخص لحكايتي مع مطار دمشق مقال آخر في وقت آت.
أما اليوم فأنقل لكم على لسان واحدة من الحجيات والحجاج الذين زرتهم للمباركة بعد عودتهم إلى السويد من مكة المكرمة عن طريق مطار ( نبض العروبة الصامد ) سوريا.. بالمناسبة. ألا تلاحظوا معي بأن في جملة ( نبض العروبة الصامد ) أصدق من ( قلب العروبة النابض ) التي تصف ماكنة الإعلام البعثية بها سوريا. حيث أن ( الصامد ) تعني الثبات والجمود والوقوف والصمت. و ( صموتها ) في الجولان دليل على ذلك إذن حقيقة الجملة سيكون كالآتي. سوريا ( قلب العروبة الميت )..
أكون مخطئاً لو عممت شعار مفهوم ( سوريا. نبض العروبة الصامت ). إنصافاً للذمة فإن طواقم مطارها عسكريوه ومدنيوه هم شعلة من ( النبض النابض ) هم متوهجون. متوقدون. ترى واحدهم يكسر فرحة مجموعة كبيرة من غزاة مطارهم. ( المسافرون ) لم يقدر زملاؤهم في جبهة الجولان على مافعله بخصومهم رغم كثرة عددهم قياساً للعدو!!!
كيف ذلك. سأدع أولا الحجية اُم حيدر أن تصف لكم ساعة إنتصار السوريين عليها ورفاق حملتها في مطار دمشق ( الدولي )..
قالت.. لقد غسلت في مكة المكرمة الحقد الذي حملته في داخلي لموظفي مطار سوريا يوم مررنا به في طريقنا للسعودية حيث ( زكوا ) لأنفسهم قسماً من المال الذي حوشته منذ أعوام لغرض إداء فريضة الحج. بحجة الإسراع في إنجاز إجراءآت الدخول والخروج وكذلك حملهم للأمتعة التي أخذوها مني عنوة و هي عبارة عن حقيبة لا تزن السبعة كيلو غرامات. فيها كسوة الحج وبعض اللوازم الضرورية. كل ذلك بالدولار ( الأمريكي ) فخربوا بذلك حساباتي الإقتصادية التي خططتها لمصاريف الحج..
بدءاً قلت لقد غسلت حقدي عليهم في مكة ونسيت فعلتهم. عند عودتنا مررنا بهم ثانية وهذه المرة أنكى من سابقتها حيث المفتش فتح الحقيبة وأخذ يقلب بمحتوياتها التي كانت غالبيتها عبارة عن سبح وعطور وبعض الأحذية والملابس كهدايا لأخواتي وعائلتي والمعارف الذين سيزورونني للمباركة. لقد قترت كثيراً على نفسي بسبب إستقطاع السوريين ( للزكاة ) عند الذهاب الذي لم أحسب له حساب فلذلك صارت مشترياتي أقل مما قدرت لها لرد جمائل المهنئين بكوني صرت حجية..
قال المفتش. الحمد لله على سلامتك وحج مبرور..
بإبتسامة فرحة أجبته. شكراً لك. وأنشاء الله تناله أنت في العام القادم..
قال. أنا حجي لعدة مرات وأضاف. يبدو أنك قد صرفت كل ( فلوسك ) هناك على هذه البضائع التي أعرف بأنها هدايا, فهل حسبتِ حسابنا؟!
كظمت غيضي لأنه ذكرني بالذي ( غسلته ). فليس كل المبلغ الذي حملته معي من السويد أنفقته في السعودية بل هنا إستقطع السوريون قسماً كبيراً منه ( خاوة او اتاوة) أثناء مرورنا بهم في الذهاب..
بإبتسامة ممتعضة أجبته. والله يا حاج الذي تراه لا يكفي المتوقع قدومهم لتهنئتي هناك في السويد..
أجاب. هل تعلمين بأن من غير المسموح به إخراج هكذا كمية من العطور والسبح من سوريا؟!!!
قلت. ولكني ما إشتريتها من سوريا بل من مكة المكرمة!؟
أجاب. ولكنها الآن على الأراضي السورية.!
قلت. ما الحل؟
أجاب. الحل بيدك وإلا سأرسلك لدائرة الكَمارك وهناك. أما يصادرون محتويات جنطتك او تدفعين ( لتحريرها ) رسومات كبيرة..!!!
قلت. كيف الحل بيدي؟
أجاب. أن تسمحي لي بأخذ هديتي!!.. ( لاحظوا نفسيته ) وهو حجي مثلها وقارنوها مع موظفي مطارات الدول ( الكافرة ) التي ينطلق منها مسلميها للحج وكيفية أحترامهم لمثل هذه المناسبة حيث لا يتعرضون لأية عملية تفتيش!!!!! )..
قلت. إتفضل وخذ!
وإذا به يحمل من الحقيبة ثلاث قناني عطور من القناني الست التي جلبتها معي وكمية غير معلومة من السبح. ضمنها واحدة أشتريتها مخصوص لزوجي العزيز..
قلت له بالعافية عليك كل الذي أخذته ولكن إترك هذه السبحة لأنها هدية لزوجي..
أجاب. هل تعتقدين بأن السبح التي أخذتها ستكون لي وحدي؟ بل أني سأوزعها على زملائي وتبقى هذه الوحيدة ملكي!!!
تركت أمري لله وذهبت بحقيبتي نحو كابينة. شيك - إن لإرسالها إلى الطائرة وإستلام بوردن كارت.
تبدو المطبات في سوريا لا تختصر على شوارعها بل مطارها أيضا مليء بها. وها موظف الشيك - إن يقول عندكِ زيادة في الوزن عشرة كيلوات ويجب أن تدفعي 30 دولار على الكيلو الواحد والمجموع 300 دولار.!
صدمت فأنا لا أملك ( قمرياً ) معي. فقلت له.
إنها نفس الحقيبة التي وزنت على ميزان مطار جدة في السعودية ولم يجدوا فيها زيادة فكيف حدثت الزيادة هنا؟ هل تختلف ( الموازين ) من دولة إلى اُخرى. وفي قرارة نفسي قلت. بل نقص وزنها هنا عندما أخذ مفتش الكَمرك بعض ما في داخلها!!
بإبتسامة خبيثة أجاب.
لكل دولة ( ميزانها ).
قلت. ولكني لا أملك ولا دولار واحد. ماذا أفعل؟
أجاب. سنضعها في الأمانات وتسافرين أنت. ومن دولتك تستطيعين دفع قيمة الوزن عن طريق البنك وسنبعثها لك عنئذ!!!!
قلت باللهجة العراقية. لا قيمنا. هو آني يمهة وسرقتوها , إشلون لو أخليهة ( أمانة ) يمكم؟؟!!!!
قال. ماذا تقولين؟
قلت. لا شيء سأبحث عن أحد من الذين معي في حملة الحجاج وأرجو أن أجد واحداً معه 300 دولار.
لقد جمعت ال 300 دولار. خمسة خمسة عشرة عشرة من بعض الركاب الذين وجدتهم جمعياً مروا بعملية الإبتزاز و( تطهير ) الجيوب من قبل موظفي مطار دولة الصمود والتصدي..!!!
عدت إلى موظف الشيك - إن وسلمته الحقيبة والمبلغ وإستلمت منه بوردن كارت وركضت مسرعة نحو الطائرة وإذا بموظفين. لا أدري ما هي شغلهما. لعلهما من رجال أمن المطار حيث أوقفاني أمام بوابتها طالبين مني البوردن كارت وجواز سفري.. قلت مع نفسي. هذه إجراءآت أمنية تحدث في غالبية مطارات العالم.. أعادوا لي الجواز والبوردن كارت وبإبتسامة عريضة سألوني بعد أن قالوا. حج مبرور. ألا تحملي معك شيئاً من بركات مكة؟
قلت. كلها في الحقيبة التي بعثتها للشحن.
وإذا بأحدهم نظر في الحقيبة النسائية التي أحملها وهو يقول.
ألا تعلمين بتعليمات عدم السماح بصعود الحقائب إلى الطائرة..؟؟!!
قلت. ولكني لا أحمل حقيبة!
قال. ماذا تسمين هذه التي تحملينها على كتفك؟!
قلت. أنها حقيبة نسائية عادية.!
قال. هاتيها لنبعثها إلى الشحن.!
قلت. دعوني اُفرغها من محتوياتها التي فيها بعض مصوغاتي الذهبية وساعتين إشتريتهما لولديّ..
لم يسمح لي بذلك وأخذوها مني عنوة. ولم أجدها مع الحقائب المشحونة عند وصولنا إلى إستكهولم. وها مر أكثر من إسبوع على عودتنا ولم إستلمها رغم تبليغي للخطوط الجوية السورية بذلك بإملاء الإستمارة..
قلت لها. أني سأكتب كل ماذكرتيه على الأنترنيت. بس أخاف حجيج يطلع جذب؟!
بقسم غليض قالت. بالحج اللي حجيته. كل أللي كَلتة أقل من الحقيقة. وإذا ما تصدق روح وإسأل بقية الحجاج
إثناء حديث اُم حيدر معي رن جرس التلفون. وبعد إنتهائها منه قالت باللهجة العراقية الحبيبة. ها شفت. هاي اُم جاسم الجانت تحجي بالتلفون. جانت ويايا بالحج. دتكَول المسكينة هي مالكّت كل جنطها وجنط زوجها بالشحن. وإشتكت. ودتسألني إذا آني إستلمت جنطتي لو لا..
أي. إن التي إتصلت بها تلفونياً هي اُم جاسم التي كانت معها في فريضة الحج. أنها لم تجد حقائبها وحقائب زوجها الذي كان معها في مكة ضمن الحقائب التي وصلت إلى مطار إستكهولم من سوريا. وقدمت شكوى بذلك وهي الآن إتصلت بيّ لتستفسر عما إذا إستلمت أنا حقيبتي أم لا!!!!
بالمشمش.
صدكَ لو كَالوا. الموظفين إبمطار سوريا مثل المنشار.. رايح واكل راجع واكل..
ألم أقل لكم. لقد إستطاعت سوريا الإنتصار على إسرائيل في قضية الحجاج...!!!!
كاتب المقال..حسن أسد