*Marwa*
23/01/2008, 21:13
:hart: ثلاث وصايا نبوية تنظم حياتك :hart:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:
“اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”.
لقد تضمن هذا الحديث ثلاث وصايا جامعة انتظمت جميع المعاملات التي يستقيم بها أمر الدين والدنيا.
فأما حق الله تعالى فهو أن يتقى حق تقاته بأن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، يحمد على السراء والضراء كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
وأما حقوق العباد فأولها حق الإنسان على نفسه بتحقيق أشواق الروح ومطالب الجسد في إطار من مراقبة الله في ما يأتي وما يذر، وثانيها حق العباد عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت”: توجيه نبوي كريم إلى ما يجب أن تتجه إليه الهمة ويتخذ منه الإنسان درعا تقيه وحصنا يؤويه انه التقوى جماع الخير، ومناط الفلاح.
معاني التقوى
وقد وردت التقوى في القرآن بعدة معان، منها الخوف من الله عز وجل وخشيته ومنه قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا” (الأحزاب: 70).
ومخافة الله لا تكون إلا بمعرفته قال تعالى: “إنما يخشى الله من عباده العلماء” (فاطر: 28).
ذلك أن من عرف ربه لم يعصه ومن خشيه اخذ بفعل الخير نفسه وأمن الناس شره، ومنها مراقبة الله قال تعالى: “واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير”.
ويعني ذلك أن على المرء أن يعلم أن الله يراه ويعلم كل ما يفعله في سره وعلانيته وانه يحصي عليه كل تصرفاته ويسجل عليه أو له كل حسناته وسيئاته، والمؤمن الذي يراقب الله لا يرى سلطانا عليه لما عداه، ولا يعبد مخلصا الا اياه ولا يخشى في الحق سواه، وكذلك طاعة الله سبحانه وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها امتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.
وقد يراد بالتقوى الحفظ والوقاية من غضب الله وعذابه قال تعالى: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 21).وقال: “وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته” (غافر: 9).وتقوى الله مراتب، وفي مقدمتها الإيمان بالله عز وجل وانه الأحد الفرد الصمد وتأتي بعد ذلك ارفع درجات التقوى واسماها وهي الاشتغال بالله عما سواه.يقول الحق سبحانه: “وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة” (المدثر: 56).ويقول صلى الله عليه وسلم: “أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله عز وجل وحسن الخلق”.
والمتقون بمنجاة من الهم والحزن والضيق قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2-3).وقال: “من يتق الله يجعل له من أمره يسرا” (الطلاق: 4).
الحسنة بعد السيئة
وقوله صلى الله عليه وسلم “وأتبع السيئة الحسنة تمحها”: إشارة إلى انه مهما كان الإنسان حريصا على تقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله والاستمساك بالذي أوحي إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو معرض لأن تزل به القدم، ويجرفه تيار الهوى ويتردى في حمأة الرذيلة، ولقد كان من فضل الله -وهو الغني عن عباده- أن فتح لهم أبواب القبول إذا عادوا إليه وذكروه فاستغفروا لذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا، يرجون رحمته ويخشون عذابه قال تعالى: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” (آل عمران: 135).
وقال: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم”.
كما أعلن سبحانه أن الحسنات يذهبن السيئات قال تعالى: “وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين” (هود: 114).
معاملة الناس
وقوله صلى الله عليه وسلم: “وخالق الناس بخلق حسن”: تنبيه إلى أن أهم خصال التقوى حسن الخلق، فهو ركن عظيم من أركانها، بل إن التقوى لا تتم إلا به، ولقد أفرده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر لمزيد الحاجة إليه ودفعا لما قد يتوهمه بعض الناس من أن التقوى هي القيام بحقوق الله فقط، وأن ذلك وحده كاف في الوفاء بحق التقوى.. والقرآن الكريم يوضح في ما جاء به الإطار الذي تتسم به هذه العلاقة في قوله تعالى: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
وما أفاده به جبريل بما علمه حين قال له: “إن الله يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك”.
كما أن به تمام رسالات الرسل وكمال الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وقال صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا”.
لللأمانة.. محمد حماد-الامارات
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:
“اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”.
لقد تضمن هذا الحديث ثلاث وصايا جامعة انتظمت جميع المعاملات التي يستقيم بها أمر الدين والدنيا.
فأما حق الله تعالى فهو أن يتقى حق تقاته بأن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، يحمد على السراء والضراء كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
وأما حقوق العباد فأولها حق الإنسان على نفسه بتحقيق أشواق الروح ومطالب الجسد في إطار من مراقبة الله في ما يأتي وما يذر، وثانيها حق العباد عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت”: توجيه نبوي كريم إلى ما يجب أن تتجه إليه الهمة ويتخذ منه الإنسان درعا تقيه وحصنا يؤويه انه التقوى جماع الخير، ومناط الفلاح.
معاني التقوى
وقد وردت التقوى في القرآن بعدة معان، منها الخوف من الله عز وجل وخشيته ومنه قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا” (الأحزاب: 70).
ومخافة الله لا تكون إلا بمعرفته قال تعالى: “إنما يخشى الله من عباده العلماء” (فاطر: 28).
ذلك أن من عرف ربه لم يعصه ومن خشيه اخذ بفعل الخير نفسه وأمن الناس شره، ومنها مراقبة الله قال تعالى: “واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير”.
ويعني ذلك أن على المرء أن يعلم أن الله يراه ويعلم كل ما يفعله في سره وعلانيته وانه يحصي عليه كل تصرفاته ويسجل عليه أو له كل حسناته وسيئاته، والمؤمن الذي يراقب الله لا يرى سلطانا عليه لما عداه، ولا يعبد مخلصا الا اياه ولا يخشى في الحق سواه، وكذلك طاعة الله سبحانه وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها امتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.
وقد يراد بالتقوى الحفظ والوقاية من غضب الله وعذابه قال تعالى: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 21).وقال: “وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته” (غافر: 9).وتقوى الله مراتب، وفي مقدمتها الإيمان بالله عز وجل وانه الأحد الفرد الصمد وتأتي بعد ذلك ارفع درجات التقوى واسماها وهي الاشتغال بالله عما سواه.يقول الحق سبحانه: “وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة” (المدثر: 56).ويقول صلى الله عليه وسلم: “أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله عز وجل وحسن الخلق”.
والمتقون بمنجاة من الهم والحزن والضيق قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2-3).وقال: “من يتق الله يجعل له من أمره يسرا” (الطلاق: 4).
الحسنة بعد السيئة
وقوله صلى الله عليه وسلم “وأتبع السيئة الحسنة تمحها”: إشارة إلى انه مهما كان الإنسان حريصا على تقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله والاستمساك بالذي أوحي إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو معرض لأن تزل به القدم، ويجرفه تيار الهوى ويتردى في حمأة الرذيلة، ولقد كان من فضل الله -وهو الغني عن عباده- أن فتح لهم أبواب القبول إذا عادوا إليه وذكروه فاستغفروا لذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا، يرجون رحمته ويخشون عذابه قال تعالى: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” (آل عمران: 135).
وقال: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم”.
كما أعلن سبحانه أن الحسنات يذهبن السيئات قال تعالى: “وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين” (هود: 114).
معاملة الناس
وقوله صلى الله عليه وسلم: “وخالق الناس بخلق حسن”: تنبيه إلى أن أهم خصال التقوى حسن الخلق، فهو ركن عظيم من أركانها، بل إن التقوى لا تتم إلا به، ولقد أفرده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر لمزيد الحاجة إليه ودفعا لما قد يتوهمه بعض الناس من أن التقوى هي القيام بحقوق الله فقط، وأن ذلك وحده كاف في الوفاء بحق التقوى.. والقرآن الكريم يوضح في ما جاء به الإطار الذي تتسم به هذه العلاقة في قوله تعالى: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
وما أفاده به جبريل بما علمه حين قال له: “إن الله يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك”.
كما أن به تمام رسالات الرسل وكمال الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وقال صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا”.
لللأمانة.. محمد حماد-الامارات