saali
28/01/2008, 11:56
شن عدد من كتاب الأعمدة في الصحف الرسمية المصرية هجوما علي حركة حماس في قطاع غزة غداة الدعوة التي وجهتها القاهرة لممثلين عن الحركة والرئاسة الفلسطينية للبحث في ازمة معبر رفح .
فتحت عنوان "تأدبوا فكرامة مصر أولا" كتب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية محمد علي إبراهيم مقالا قال فيه: ان مصر لا تعايرأو تمن بما تقدمه للفلسطينيين انطلاقاً من أن هذا واجبها القومي الذي ارتضته واختارته منذ ..1948 ونحن لا ننتظر شكراً ولا نتوقع امتناناً من أشقائنا.
وتابع يقول: غير أنهم منذ أن حملوا السلاح ضد بعضهم.. وانقسموا وضحوا بالهدف الأسمي من أجل مصلحة وقتية أو غنيمة زائلة. حرصنا علي أن نكون لهم ناصحين ألا يغلبوا صراعهم الداخلي علي مصلحتهم العليا.
وأمس الأول سمحت قوات الأمن المصرية للفلسطينيين في قطاع غزة بالدخول لشراء مواد غذائية علي أن يعودوا مرة أخري.. كان قرار الرئيس مبارك لأسباب إنسانية بحتة فالطفل الجائع والعجوز المريض والأم الحائرة لا يمكن أن نصدهم بجفاء.. لكننا لم نكن ننتظر من عناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تهاجم قوات الأمن المصرية وتقذفهم بالأحجار بقسوة وضراوة ووحشية.
قوات الأمن المصرية تعبر عن كرامة مصر وسيادتها. والاعتداء عليها يمثل انتهاكاً للكرامة والعزة والرفعة لأرض الكنانة.
إن ما قدمته مصر للفلسطينيين لا يمكن التعبير عنه في هذه المساحة المحدودة. لكننا لم نكن نتوقع أبداً هذا السلوك غير الأخلاقي منهم.
للأسف الشديد فإنه في الوقت الذي يبذل فيه الرئيس مبارك جهوداً مستمرة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد غزة. كما يبذل المهندسون المصريون جهوداً حثيثة لإعادة الكهرباء لغزة التي يكاد الحصار يخنقها. رغم هذا كله ينفلت رجال من "حماس" ويعتدون علي قوات الأمن المصرية. ويتحرشون بنساء فلسطينيات أرغموهن علي التظاهر في الجانب المصري من رفح في أبشع تدهور خلقي وأحط سلوك بشري يمكن أن يقدم عليه آدميون.
واختتم الكاتب مقاله بالقول:لقد فتحت مصر أبوابها للمحتاجين إنسانياً تخفيفاً عليهم من واقع أزمة اشتدت وعصفت بهم في غزة. ونحن نواجه أيضاً بكل شجاعة انتقادات أمريكية عنيفة من جراء ما يقولون إنه عدم التزام بضبط الحدود مع غزة.. لكن لن تكون مساعداتنا أبداً علي حساب كرامة مصر.. لن نوافق علي اقتحام عنيف لبواباتنا وضرب لقوات الأمن وصيحات "الله أكبر" كما لو كانوا يستردون أرضهم المحتلة.. كرامة مصر وأبنائها وقوات أمنها أولاً وقبل كل شيء.. وعفواً فإننا نرفض أن نقدم مساعدات ونتلقي صفعات.. فنحن قادرون وبمنتهي البساطة أن نغلق منفذ الأمل الذي فتحناه لدواع إنسانية. ونغلقه لأنه لا شيء يسبق كرامتنا.
وتحت عنوان غزة وما بعدها كتب صلاح منتصر في صحيفة الأهرام يقول :
أكاد أجزم بأن الذين خططوا لاقتحام الفلسطينيين معبر رفح المصرية يوم الاربعاء23 يناير, فاجأتهم السماحة المصرية وسياسة دعه يمر وعدم التعامل بالقوة مع الفلسطينيين المقتحمين ليتحول المشهد ـ كما كان التصور أو المخطط ـ إلي مجزرة تتهم فيها اليد المصرية بإسالة الدم الفلسطيني وبما يستفز الشعور الداخلي ويبرر خروج مظاهرات الغضب إلي الشارع المصري.
أجهض القرار المصري ذلك كله وتأكد أن الدم الفلسطيني الذي سال كثيرا علي يد الفلسطينيين أنفسهم, لم تجرحه رصاصة أو عصا مصرية, مع ذلك خرجت المظاهرات تمارس مهمتها المرسومة, وبدلا من أن تؤيد القرار المصري وتباركه بدا أنها تحاول افتعال صدام مع الشرطة في يوم الاحتفال بعيدها ليتغير معني العيد وذكراه!
الاسرائيليون بدورهم يتحدثون اليوم عن رغبتهم في أن تتولي مصر شئون قطاع غزة معيدين للاذهان الوضع الذي كان عليه القطاع طوال19 سنة من48 الي67 عندما احتلت اسرائيل سيناء! وهو اقتراح بالغ الخطورة لأنه يفك البقية الباقية من فلسطين.. فهو يحرر اسرائيل من مسئوليتها الانسانية تجاه القطاع, ويفصل القطاع عن الضفة, ويوجد خلية جديدة في الارض المصرية تشغلها وتثير المتاعب, ويهدد أمن مصر داخليا وخارجيا.. بالإضافة إلي تأثير ذلك علي القضية الفلسطينية الأساسية, وأخشي ما أخشاه أن تتحالف حماس مع اسرائيل, بغير اتفاق مكتوب, علي تنفيذ المخطط تحت دواع انسانية..
وختم بالقول : اسرائيل طبعا مسئولة عما حدث ولكن حماس مسئوليتها أيضا واضحة بسبب صواريخها الهزيلة التي أطلقت منها في الفترة الاخيرة150 صاروخا جرحت اثنين من المدنيين لكنها أطلقت يد اسرائيل في ذبح الفلسطينيين في غزة وتجويعهم, ورفض مجلس الأمن اصدار قرار بإدانة اسرائيل علي أساس أنها تدافع عن نفسها, ومازالت الاحداث في حالة سيولة وخطورة!
و من جهته وفي صحيفة الاخبار كتب ابراهيم سعده مقالا تحت عنوان وانكشف الهدف الرخيص كتب يقول :
عندما قرر 'أمراء جماعة حماس' استغلال المأساة الإنسانية التي يعيشها مليون ونصف المليون فلسطيني تحت الحصار داخل قطاع غزة في تحقيق أي كسب سياسي هم في أشد الحاجة إليه، لم يجد هؤلاء الأمراء غير الدفع بعشرات الألوف من الجوعي، والمرضي، والخائفين والمرعوبين من ويلات القصف الإسرائيلي، لمحاولة اختراق بوابة الحدود مع مصر. كل المعابر من وإلي قطاع غزة مغلقة منذ أن تمرد أمراء حماس في يونيو2007 علي القانون والشرعية واحتلوا القطاع وقتلوا، وسجنوا، وطردوا، كل من وقف ضدهم.. ثم أعلنوا القطاع دولة داخل الدولة التي لم تقم لها قائمة حتي اليوم.. ومنذ هذه اللحظة وسكان القطاع يعيشون كابوسا رهيبا، ونقصا في الغذاء والدواء، وبطالة ازدادت عما كانت عليه، إلي جانب انقسام السكان بين مؤيدين لحماس أو عملاء لفتح!
وعندما تسأل إسرائيل عن أسباب وحشيتها وهجماتها وقتلاها وحصارها.. تتحجج وتتمسكن بأنها مضطرة لحماية سكانها من 'صواريخ القسام'، وإنها لن تتوقف إلاٌ إذا توقفت 'حماس' عن إطلاق صواريخها. أمريكا وباقي حلفاء إسرائيل يقولون: 'إن من حق الإسرائيليين الدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ'،ولا بأس من إبداء قلقهم وتخوفهم من احتمالات كارثة إنسانية لسكان القطاع!
واستمر الوضع علي ماهو عليه.. فلا إسرائيل وافقت علي فتح المعابر ووقف قصف غزة، ولا 'حماس' أوقفت إطلاق القسام لإنقاذ المرضي والشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين مما يعانون منه!
إسرائيل وجدت في هذا الوضع ما يريحها ويمنعها من تحريك عملية السلام، لأنها لا تستطيع مع استمرار قصف مستوطناتها بصواريخ القسام التفاوض مع الفلسطينيين. و'أمراء حماس' وجدوا في الإبقاء علي هذا الوضع فرصة عمرهم لنقل المشكلة برمتها إلي غيرهم من العرب خاصة الذين ضحوا ويضحون بكل شيء وأي شيء من أجل 'القضية' الفلسطينية..علي امتداد العقود الماضية!
ولتنفيذ هذه المؤامرة.. قامت 'حماس' بتفجير العديد من مواقع الحائط الحدودي مع مصر، ليتدفق منها عشرات أو مئات الآلاف من الفلسطينيين البؤساء. بالطبع.. لم تجرؤ 'حماس' علي الاقتراب من أي معبر آخر خوفا من رد فعل الإسرائيليين، وإنما اختاروا معبر رفح لثقتهم في أن مصر لن تتعرض للأشقاء الفلسطينيين بأي أذي وإنما سترحب بهم وتزودهم باحتياجاتهم ثم إعادتهم إلي أرضهم.. وهو الحدث الإعلامي العالمي الذي انشغلنا به ولا نزال خلال اليومين الماضيين .
ببراءة الأطفال في عيونهم.. استمعنا لكل من زعيم حماس المقيم متنقلا بين دمشق والدوحة خالد مشعل وقائد الإنقلاب علي القانون والدستور والشرعية في قطاع غزة إسماعيل هنية يوجهان الدعوة لإجتماع ثلاثي طاريء يعقد في القاهرة بحضور ممثلي: 'حماس'، و'فتح'، ومصر.. بهدف التوصل إلي إجراءات تتيح الالتزام بفتح معبر رفح والمطالبة بفتح باقي المعابر الأخري!
واسمعوا ما جاء علي لسان منفذ الانقلاب علي الشرعية:إسماعيل هنية: 'نحن لا نريد أن نكون المسئولين وحدنا عن هذا الأمر'، وأيده في ذلك خالد مشعل الذي قال:'نحن علي استعداد للعمل مع مصر ومع حركة فتح حول مسألة الحدود'!
يا سلام علي تواضع أمراء جماعة حماس. فبعد أن لفتوا أنظار العالم إلي آلام وأوجاع 1.5مليون فلسطيني، وقاموا باستغلالها لتقديم أنفسهم وحركتهم كحاكم وحيد، ومتحدث أوحد باسم الشعب الفلسطيني، وليست السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله التي رفضت أي لقاء معهم منذ اختطافهم قطاع غزة في يونيو الماضي!
ولم يكن هذا الهدف الرخيص خافيا علي الرئيس الفلسطيني الشرعي 'أبو مازن'. وسارعت حكومته في رام الله باستبعاد اقتراح مشعل وهنية لعقد الاجتماع الثلاثي في القاهرة.. الذي لا هدف لهما من ورائه غير إجبار السلطة الفلسطينية علي التعامل مع حركتهما 'حماس' علي مستوي: الرأس بالرأس. وليس باعتبارها عصابة قامت بالإنقلاب علي السلطة الشرعية والوحيدة لفلسطين.
2008-01-28 00:26:36
فتحت عنوان "تأدبوا فكرامة مصر أولا" كتب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية محمد علي إبراهيم مقالا قال فيه: ان مصر لا تعايرأو تمن بما تقدمه للفلسطينيين انطلاقاً من أن هذا واجبها القومي الذي ارتضته واختارته منذ ..1948 ونحن لا ننتظر شكراً ولا نتوقع امتناناً من أشقائنا.
وتابع يقول: غير أنهم منذ أن حملوا السلاح ضد بعضهم.. وانقسموا وضحوا بالهدف الأسمي من أجل مصلحة وقتية أو غنيمة زائلة. حرصنا علي أن نكون لهم ناصحين ألا يغلبوا صراعهم الداخلي علي مصلحتهم العليا.
وأمس الأول سمحت قوات الأمن المصرية للفلسطينيين في قطاع غزة بالدخول لشراء مواد غذائية علي أن يعودوا مرة أخري.. كان قرار الرئيس مبارك لأسباب إنسانية بحتة فالطفل الجائع والعجوز المريض والأم الحائرة لا يمكن أن نصدهم بجفاء.. لكننا لم نكن ننتظر من عناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تهاجم قوات الأمن المصرية وتقذفهم بالأحجار بقسوة وضراوة ووحشية.
قوات الأمن المصرية تعبر عن كرامة مصر وسيادتها. والاعتداء عليها يمثل انتهاكاً للكرامة والعزة والرفعة لأرض الكنانة.
إن ما قدمته مصر للفلسطينيين لا يمكن التعبير عنه في هذه المساحة المحدودة. لكننا لم نكن نتوقع أبداً هذا السلوك غير الأخلاقي منهم.
للأسف الشديد فإنه في الوقت الذي يبذل فيه الرئيس مبارك جهوداً مستمرة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد غزة. كما يبذل المهندسون المصريون جهوداً حثيثة لإعادة الكهرباء لغزة التي يكاد الحصار يخنقها. رغم هذا كله ينفلت رجال من "حماس" ويعتدون علي قوات الأمن المصرية. ويتحرشون بنساء فلسطينيات أرغموهن علي التظاهر في الجانب المصري من رفح في أبشع تدهور خلقي وأحط سلوك بشري يمكن أن يقدم عليه آدميون.
واختتم الكاتب مقاله بالقول:لقد فتحت مصر أبوابها للمحتاجين إنسانياً تخفيفاً عليهم من واقع أزمة اشتدت وعصفت بهم في غزة. ونحن نواجه أيضاً بكل شجاعة انتقادات أمريكية عنيفة من جراء ما يقولون إنه عدم التزام بضبط الحدود مع غزة.. لكن لن تكون مساعداتنا أبداً علي حساب كرامة مصر.. لن نوافق علي اقتحام عنيف لبواباتنا وضرب لقوات الأمن وصيحات "الله أكبر" كما لو كانوا يستردون أرضهم المحتلة.. كرامة مصر وأبنائها وقوات أمنها أولاً وقبل كل شيء.. وعفواً فإننا نرفض أن نقدم مساعدات ونتلقي صفعات.. فنحن قادرون وبمنتهي البساطة أن نغلق منفذ الأمل الذي فتحناه لدواع إنسانية. ونغلقه لأنه لا شيء يسبق كرامتنا.
وتحت عنوان غزة وما بعدها كتب صلاح منتصر في صحيفة الأهرام يقول :
أكاد أجزم بأن الذين خططوا لاقتحام الفلسطينيين معبر رفح المصرية يوم الاربعاء23 يناير, فاجأتهم السماحة المصرية وسياسة دعه يمر وعدم التعامل بالقوة مع الفلسطينيين المقتحمين ليتحول المشهد ـ كما كان التصور أو المخطط ـ إلي مجزرة تتهم فيها اليد المصرية بإسالة الدم الفلسطيني وبما يستفز الشعور الداخلي ويبرر خروج مظاهرات الغضب إلي الشارع المصري.
أجهض القرار المصري ذلك كله وتأكد أن الدم الفلسطيني الذي سال كثيرا علي يد الفلسطينيين أنفسهم, لم تجرحه رصاصة أو عصا مصرية, مع ذلك خرجت المظاهرات تمارس مهمتها المرسومة, وبدلا من أن تؤيد القرار المصري وتباركه بدا أنها تحاول افتعال صدام مع الشرطة في يوم الاحتفال بعيدها ليتغير معني العيد وذكراه!
الاسرائيليون بدورهم يتحدثون اليوم عن رغبتهم في أن تتولي مصر شئون قطاع غزة معيدين للاذهان الوضع الذي كان عليه القطاع طوال19 سنة من48 الي67 عندما احتلت اسرائيل سيناء! وهو اقتراح بالغ الخطورة لأنه يفك البقية الباقية من فلسطين.. فهو يحرر اسرائيل من مسئوليتها الانسانية تجاه القطاع, ويفصل القطاع عن الضفة, ويوجد خلية جديدة في الارض المصرية تشغلها وتثير المتاعب, ويهدد أمن مصر داخليا وخارجيا.. بالإضافة إلي تأثير ذلك علي القضية الفلسطينية الأساسية, وأخشي ما أخشاه أن تتحالف حماس مع اسرائيل, بغير اتفاق مكتوب, علي تنفيذ المخطط تحت دواع انسانية..
وختم بالقول : اسرائيل طبعا مسئولة عما حدث ولكن حماس مسئوليتها أيضا واضحة بسبب صواريخها الهزيلة التي أطلقت منها في الفترة الاخيرة150 صاروخا جرحت اثنين من المدنيين لكنها أطلقت يد اسرائيل في ذبح الفلسطينيين في غزة وتجويعهم, ورفض مجلس الأمن اصدار قرار بإدانة اسرائيل علي أساس أنها تدافع عن نفسها, ومازالت الاحداث في حالة سيولة وخطورة!
و من جهته وفي صحيفة الاخبار كتب ابراهيم سعده مقالا تحت عنوان وانكشف الهدف الرخيص كتب يقول :
عندما قرر 'أمراء جماعة حماس' استغلال المأساة الإنسانية التي يعيشها مليون ونصف المليون فلسطيني تحت الحصار داخل قطاع غزة في تحقيق أي كسب سياسي هم في أشد الحاجة إليه، لم يجد هؤلاء الأمراء غير الدفع بعشرات الألوف من الجوعي، والمرضي، والخائفين والمرعوبين من ويلات القصف الإسرائيلي، لمحاولة اختراق بوابة الحدود مع مصر. كل المعابر من وإلي قطاع غزة مغلقة منذ أن تمرد أمراء حماس في يونيو2007 علي القانون والشرعية واحتلوا القطاع وقتلوا، وسجنوا، وطردوا، كل من وقف ضدهم.. ثم أعلنوا القطاع دولة داخل الدولة التي لم تقم لها قائمة حتي اليوم.. ومنذ هذه اللحظة وسكان القطاع يعيشون كابوسا رهيبا، ونقصا في الغذاء والدواء، وبطالة ازدادت عما كانت عليه، إلي جانب انقسام السكان بين مؤيدين لحماس أو عملاء لفتح!
وعندما تسأل إسرائيل عن أسباب وحشيتها وهجماتها وقتلاها وحصارها.. تتحجج وتتمسكن بأنها مضطرة لحماية سكانها من 'صواريخ القسام'، وإنها لن تتوقف إلاٌ إذا توقفت 'حماس' عن إطلاق صواريخها. أمريكا وباقي حلفاء إسرائيل يقولون: 'إن من حق الإسرائيليين الدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ'،ولا بأس من إبداء قلقهم وتخوفهم من احتمالات كارثة إنسانية لسكان القطاع!
واستمر الوضع علي ماهو عليه.. فلا إسرائيل وافقت علي فتح المعابر ووقف قصف غزة، ولا 'حماس' أوقفت إطلاق القسام لإنقاذ المرضي والشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين مما يعانون منه!
إسرائيل وجدت في هذا الوضع ما يريحها ويمنعها من تحريك عملية السلام، لأنها لا تستطيع مع استمرار قصف مستوطناتها بصواريخ القسام التفاوض مع الفلسطينيين. و'أمراء حماس' وجدوا في الإبقاء علي هذا الوضع فرصة عمرهم لنقل المشكلة برمتها إلي غيرهم من العرب خاصة الذين ضحوا ويضحون بكل شيء وأي شيء من أجل 'القضية' الفلسطينية..علي امتداد العقود الماضية!
ولتنفيذ هذه المؤامرة.. قامت 'حماس' بتفجير العديد من مواقع الحائط الحدودي مع مصر، ليتدفق منها عشرات أو مئات الآلاف من الفلسطينيين البؤساء. بالطبع.. لم تجرؤ 'حماس' علي الاقتراب من أي معبر آخر خوفا من رد فعل الإسرائيليين، وإنما اختاروا معبر رفح لثقتهم في أن مصر لن تتعرض للأشقاء الفلسطينيين بأي أذي وإنما سترحب بهم وتزودهم باحتياجاتهم ثم إعادتهم إلي أرضهم.. وهو الحدث الإعلامي العالمي الذي انشغلنا به ولا نزال خلال اليومين الماضيين .
ببراءة الأطفال في عيونهم.. استمعنا لكل من زعيم حماس المقيم متنقلا بين دمشق والدوحة خالد مشعل وقائد الإنقلاب علي القانون والدستور والشرعية في قطاع غزة إسماعيل هنية يوجهان الدعوة لإجتماع ثلاثي طاريء يعقد في القاهرة بحضور ممثلي: 'حماس'، و'فتح'، ومصر.. بهدف التوصل إلي إجراءات تتيح الالتزام بفتح معبر رفح والمطالبة بفتح باقي المعابر الأخري!
واسمعوا ما جاء علي لسان منفذ الانقلاب علي الشرعية:إسماعيل هنية: 'نحن لا نريد أن نكون المسئولين وحدنا عن هذا الأمر'، وأيده في ذلك خالد مشعل الذي قال:'نحن علي استعداد للعمل مع مصر ومع حركة فتح حول مسألة الحدود'!
يا سلام علي تواضع أمراء جماعة حماس. فبعد أن لفتوا أنظار العالم إلي آلام وأوجاع 1.5مليون فلسطيني، وقاموا باستغلالها لتقديم أنفسهم وحركتهم كحاكم وحيد، ومتحدث أوحد باسم الشعب الفلسطيني، وليست السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله التي رفضت أي لقاء معهم منذ اختطافهم قطاع غزة في يونيو الماضي!
ولم يكن هذا الهدف الرخيص خافيا علي الرئيس الفلسطيني الشرعي 'أبو مازن'. وسارعت حكومته في رام الله باستبعاد اقتراح مشعل وهنية لعقد الاجتماع الثلاثي في القاهرة.. الذي لا هدف لهما من ورائه غير إجبار السلطة الفلسطينية علي التعامل مع حركتهما 'حماس' علي مستوي: الرأس بالرأس. وليس باعتبارها عصابة قامت بالإنقلاب علي السلطة الشرعية والوحيدة لفلسطين.
2008-01-28 00:26:36