ايمان صبحي
29/01/2008, 20:45
وداعا.. دوما تكمن فجائع الاشياء الكبيرة في صغر مرادفاتها .. تماما كما تكمن سادية الحزن في اشتهائك البكاء في احوج اللحظات اليه فاذا بك تضحك.. !
وداعا .. ايكفي ان نسبق الاشياء والاسماء بهذه الكلمة حتى تصبح من ابناء كان؟!.. موجعة هي الكلمات في عنفوانها القصير.. عابرة في حزنها ..ساخرة في افراحها البعيدة.. تظن انك تسرقها فتكتشف كم انك ساذج .. لقد كنت اعمى يثق بعماه .. وكانت هي تستخدم بصيرتها فتجعلك تقتل كل امل.. كل حب.. وترثيه !! كل ذلك بكلمة.. فقط كلمة.. ما كنت ادري ان الكلمات قاسية في حزنها الى هذا الحد!!...
كنت اعلم انه يرحل .. كنت اؤمن بالرحيل.. لكن كان ينقصني ان اؤمن ان الرحيل امر طبيعي كفاية لكي يحدث..! لو كنت ادركت هذه الحقيقة انذاك ما كنت تسمرت امام رحيله مجردة من الكلمات.. ما كنت اشتهيت البكاء انا التي تذوب الما من الاعماق..
تراني كنت اتالم لرحيله او هو وجع الرحيل ذاته؟!! .. تراني نسيت ان اودعه لحظة خانتني العبرات فجئت اودعه سرا بين السطور؟!!.. من كنت ارثي حينها ..حزني او حزنه.. رحيله او ربما رحيلي؟!!.. حتما كلانا كان راحلا .. لكنه وحده كان يعرف وجهته.. هو الرجل الحكيم الى حد السخرية.. الذكي الى عنفوان الغفلة..كان يدرك بغفلته الرحيل .. اراد ان يختبر رصيده في الحزن فاستنجد بالرثاء .. تراه كان يدري انه رجل الوقت سهوا .. يغافلك بين طيات النسيان فتكتشف انك تعيش على ذكراه.. وانه لفرط سعادته كان حزينا .. ولعمق ابتسامته كان شاكيا باكيا.. وانه من الكبرياء بحيث حفر في اعماقك دون ان تدري .. ودون ان تدري ايضا يترك بصمته داخلك.. تلك التي لا تكاد تحس بها الا حين الرحيل .. ومثله لا يرحل !!..
ما تمنيت ان ابكي احدا كما اشتهيت بكاءه .. ما استشعرت وجع الفراق كما فعلت يوم رحل .. فاجبني ايها الراحل كيف كانت رحلتك؟!!..مطمئن هذا القلب ايمانا ووجعا كما عهدته ام تراك تعثرت باحزانك في الطريق.. قاسية باكية تلك الابتسامة كما اعرفها ام ان برودة الفرح جمدت الشفاه.. لطالما كنت مذهلا حتى في رحيلك مذهلا الة حد الفجيعة.. لطالما كنت حانيا الى حد القسوة فرحلت دون كلمة وداع .. دون ان تمنحنا الحق او الوقت لنبكيك وكانك حتى في رحيلك كنت مكابرا.. متجاوزا افاق الحزن كل الحزن .. بدمعة..
كنت رجلا يصلح ان اسميه تاريخا لزمن لشد ما كان قاسيا وحزينا كان جميلا.. كابطال القصص الاسطورية كنت واقعا .. اجما من كل واقع .. واكثر جبروتا من اي واقع.. اما قلت لك انك جبار في حزنك كما في فرحك تماما.. اسفة علني نسيت .. ذاك لانك كنت من الجبروت يوم رحلت بحيث انسيتني ان اذكر ... وحين تنبهت اذ بي لفرط ما تالمت شل احساسي .. لفرط ما تاثرت بقيت غافلة..
ايها الراحل.. لم ترحل بعد!!.. بقيت رمزا لكل شيء وحيا في اي شيء.. فمثلم لا يرحل لانه برحيله يموت الرحيل ويموت الحزن حزنا..مثلك لا يرحل سيدي فما كان للكبرياء ان يرحل .. وما استطاع الحزن الشامخ في ابتسامتك ان يغادر الاذهان.. لا ترحل سيدي .. في رحيلك خيانة عظمى للحزن وللكبرياء..
ارايت كم كانوا معك.. اسفة ارايت كم كانوا انت؟! .. كثر هم من كنت في اعماقهم يوم الرحيل .. كثر هم من علت اكفهم على غفلة مكن الحزن تدعو لك .. ترجو لك الرحمة وتناجيك الا ترحل..! وحده جثمانك كان يوارى الثرى .. وبقيت روحك في الاعماق تشهد على وجعنا .. وكانت تدري انك كنت عظيما الى حد السقوط غفلة.. الى حد بكيناك فيه قهرا حتى القهقهة..!!!
أعتذر منك سيدي واعلم قد كثرت اعتذاراتي .. لكن عذرا على تعثر كلماتي وحثالة احزاني .. ولكنك تدري اكثر من اي وجع تدري.. ان لغة الحزن بلا احرف بلا كلمات..وحده مداد الصمت يتحدث وانت المترفع عن الكلام والاحزان..
مثقلة انا بالحزن متعبة الخطى هدني وجعك سيدي.. انت الذي كنت دوما لفرط غيابك حاضرا .. وكانوا لفرط حضورهم غياب.. فالترتح في رحيلك اذن .. ولتنعم برحمة من الله ومغفرة باذنه تعالى.. وداعا يا رجلا لا يزال حيا رغم الرحيل ولات يزال عظيما...
"مهداة الى روح بذاتها والى كل روح كانت بمقدار عظمتها .. اللهم ارحم كل شهداء المسلمين..."
ايمان صبحي...
وداعا .. ايكفي ان نسبق الاشياء والاسماء بهذه الكلمة حتى تصبح من ابناء كان؟!.. موجعة هي الكلمات في عنفوانها القصير.. عابرة في حزنها ..ساخرة في افراحها البعيدة.. تظن انك تسرقها فتكتشف كم انك ساذج .. لقد كنت اعمى يثق بعماه .. وكانت هي تستخدم بصيرتها فتجعلك تقتل كل امل.. كل حب.. وترثيه !! كل ذلك بكلمة.. فقط كلمة.. ما كنت ادري ان الكلمات قاسية في حزنها الى هذا الحد!!...
كنت اعلم انه يرحل .. كنت اؤمن بالرحيل.. لكن كان ينقصني ان اؤمن ان الرحيل امر طبيعي كفاية لكي يحدث..! لو كنت ادركت هذه الحقيقة انذاك ما كنت تسمرت امام رحيله مجردة من الكلمات.. ما كنت اشتهيت البكاء انا التي تذوب الما من الاعماق..
تراني كنت اتالم لرحيله او هو وجع الرحيل ذاته؟!! .. تراني نسيت ان اودعه لحظة خانتني العبرات فجئت اودعه سرا بين السطور؟!!.. من كنت ارثي حينها ..حزني او حزنه.. رحيله او ربما رحيلي؟!!.. حتما كلانا كان راحلا .. لكنه وحده كان يعرف وجهته.. هو الرجل الحكيم الى حد السخرية.. الذكي الى عنفوان الغفلة..كان يدرك بغفلته الرحيل .. اراد ان يختبر رصيده في الحزن فاستنجد بالرثاء .. تراه كان يدري انه رجل الوقت سهوا .. يغافلك بين طيات النسيان فتكتشف انك تعيش على ذكراه.. وانه لفرط سعادته كان حزينا .. ولعمق ابتسامته كان شاكيا باكيا.. وانه من الكبرياء بحيث حفر في اعماقك دون ان تدري .. ودون ان تدري ايضا يترك بصمته داخلك.. تلك التي لا تكاد تحس بها الا حين الرحيل .. ومثله لا يرحل !!..
ما تمنيت ان ابكي احدا كما اشتهيت بكاءه .. ما استشعرت وجع الفراق كما فعلت يوم رحل .. فاجبني ايها الراحل كيف كانت رحلتك؟!!..مطمئن هذا القلب ايمانا ووجعا كما عهدته ام تراك تعثرت باحزانك في الطريق.. قاسية باكية تلك الابتسامة كما اعرفها ام ان برودة الفرح جمدت الشفاه.. لطالما كنت مذهلا حتى في رحيلك مذهلا الة حد الفجيعة.. لطالما كنت حانيا الى حد القسوة فرحلت دون كلمة وداع .. دون ان تمنحنا الحق او الوقت لنبكيك وكانك حتى في رحيلك كنت مكابرا.. متجاوزا افاق الحزن كل الحزن .. بدمعة..
كنت رجلا يصلح ان اسميه تاريخا لزمن لشد ما كان قاسيا وحزينا كان جميلا.. كابطال القصص الاسطورية كنت واقعا .. اجما من كل واقع .. واكثر جبروتا من اي واقع.. اما قلت لك انك جبار في حزنك كما في فرحك تماما.. اسفة علني نسيت .. ذاك لانك كنت من الجبروت يوم رحلت بحيث انسيتني ان اذكر ... وحين تنبهت اذ بي لفرط ما تالمت شل احساسي .. لفرط ما تاثرت بقيت غافلة..
ايها الراحل.. لم ترحل بعد!!.. بقيت رمزا لكل شيء وحيا في اي شيء.. فمثلم لا يرحل لانه برحيله يموت الرحيل ويموت الحزن حزنا..مثلك لا يرحل سيدي فما كان للكبرياء ان يرحل .. وما استطاع الحزن الشامخ في ابتسامتك ان يغادر الاذهان.. لا ترحل سيدي .. في رحيلك خيانة عظمى للحزن وللكبرياء..
ارايت كم كانوا معك.. اسفة ارايت كم كانوا انت؟! .. كثر هم من كنت في اعماقهم يوم الرحيل .. كثر هم من علت اكفهم على غفلة مكن الحزن تدعو لك .. ترجو لك الرحمة وتناجيك الا ترحل..! وحده جثمانك كان يوارى الثرى .. وبقيت روحك في الاعماق تشهد على وجعنا .. وكانت تدري انك كنت عظيما الى حد السقوط غفلة.. الى حد بكيناك فيه قهرا حتى القهقهة..!!!
أعتذر منك سيدي واعلم قد كثرت اعتذاراتي .. لكن عذرا على تعثر كلماتي وحثالة احزاني .. ولكنك تدري اكثر من اي وجع تدري.. ان لغة الحزن بلا احرف بلا كلمات..وحده مداد الصمت يتحدث وانت المترفع عن الكلام والاحزان..
مثقلة انا بالحزن متعبة الخطى هدني وجعك سيدي.. انت الذي كنت دوما لفرط غيابك حاضرا .. وكانوا لفرط حضورهم غياب.. فالترتح في رحيلك اذن .. ولتنعم برحمة من الله ومغفرة باذنه تعالى.. وداعا يا رجلا لا يزال حيا رغم الرحيل ولات يزال عظيما...
"مهداة الى روح بذاتها والى كل روح كانت بمقدار عظمتها .. اللهم ارحم كل شهداء المسلمين..."
ايمان صبحي...