ليندا
03/02/2008, 22:24
يستيقظ الحب فيها ويعانق مساءات قديمة ، يشد الضياء فيها بدائرة لا تنتهي عند حزنها ، عندما تنام دمشق يغرق ظلها في الحنين تارة وتارة في الرحيل ، تسافر الاضواء ، يحترق الضجيج ، يصحو المطر الصاخب في شوارعها ويغفو ألف ياسمين مرتين قبل أن يقبل أرصفة الصالحية ، تترك الأشياء عبقها ، تغرق الفراشات في بحر من نار ويولد النرجس مرتين على أهداب أمي التي تركتها خلف مدفأة باردة توقد عمرها ، تتحسس بدمعها فراقنا وبعضٌ من خطانا ، الدرج القديم وأرجوحة البيت نخيل انتظارانا ، تحدق في البعاد ولا أقمار تنام بجانبها ولا صغار ، ويبقى العمر حزيناً معلقاً بين زمنين وحب لا يغادر المكان ، هنا ركضنا وهنا اشترينا تفاح الفرح وآخر الأقلام ، وها هنا بكى الورد ليلة وكان الوداع دمعاً امتلأت به عيني أمي وعجبت كيف لا يزال ، ألا يكون هناك مطر عندما تحتبس الأنفاس طويلاً في السجن البعيد ؟! لماذا تبقى أعين أُمهاتنا تفيض بدمع يستعصي على أن ينهمر مرة ويبقى يترقرق كماء نهر يفيض ويرجع لعيني أمي ..
عندما تنام دمشق لا تنام أمي فأجمل أحلامها أن ترانا في صحوها تعد أحزانها ، أسرارها ، تشهق لفجر جديد ، وتلقي بقهرها خلف حديقة البيت فلا ترى إلا سوانا أطفالاً نعبر بين شارع وعمر بكف صغيرة وحقائب أحلام
إذا غمر المطر بيتنا اذكريني أُمي فذاك الماء المنساب من أعلى سلالم سطحه هو قلبي الذي تدحرج يوماً ليعانق مناديلك ورائحة النار فيك ، عندما تنسكب قهوتك فإنها روحي التي بقيت في انتظار طويل تعبث في قمر وتسقط بين نافذتين لتكتب عناويناً لعصفور لا يطير ..
عندما تنام دمشق تصحو أحلامها ، تفتح أبوابها لنوارس مهاجرة ، تورق أشجارها وتنكسر الأقلام والأعلام ، يُدمي حبرها وتنام بجانبه طفلة وأوهام ، مسافة من برد تغطيه أمي وتغلق خلفه الابواب
عندما تنام دمشق يسقط من يدها مشطها ، ينساب شعرها موجاً في الأوجاع ويصمت فيها الهواء ليُرثي في دمع أمي نداء ، أنا هنا خلف الحائط ظلاًمن حصار
عندما تنام دمشق يكبر بحرها وسحرها ويبسم ليلها ويرتمي نجمها عند أول باب لينام على صدر أمي فيغترب الاخضر باليباس .هل هذا كان بيتك ، هل عرفت فلسطين ظلك ؟ وهل تركت هنا أنفاساً وأضلاعاً لمدن ترحل خلف اليمام ؟ هل فكرت أن تعودي يوماً وأنت تتحسسين بين أصابعك أمطارها لآخر مرة وعندما صعدت لقاربك هل تمنيت أن ينكسر المجداف لتعودي ؟ وهل توشح ثوبك وقدماك ببعض ترابها وعندما غسلته هل بكيت ؟أنتِ تجلسين هناك وأنا هنا أمام بحرها أعد أمواجه للريح ولا أرى فيها إلا الفرار ، لماذا عندما ينبض القلب على صخرةٍ غارقةٍ في الرمال لا يغطيها إلا العراء لماذا لا ينام ؟!هنا كان ظلك الجميل وهنا مدرستك ، وهنا بكت الروح مرة وهي تشد سنابل القمح ونامت وحيدة في الرحيل ، أرى في الرمال خُطا أمي أعرفها من لون دمعها ، ومن اكتمال الاخضر في برعم ملقاً على جرح عتيق .أعرفها في انكسار حزنها في بلادي ، للخطا قلب ودم وأشلاء ، انتظار وطعم ، كتعب المسافر حين يصل نصف الطريق ظمآناً ليستريح .عندما تنام دمشق رائحة خبز أمي تملاً المكان فيجتاحني الأنين عند أول منزل بكى الحب فيه مرة فارتمى القلب بنفسجاً في عيني أُمي .عندما تنام دمشق يموت كل مكان ويرحل كل هواء لم يشهد عطرها ، يتلاشى السرمدي ، ولا يبقى إلا وجه أُمي ودمعها وبلاد مقفلة لا تعرف إلا الأحزان .
بقلم /بثينة رفيع
عندما تنام دمشق لا تنام أمي فأجمل أحلامها أن ترانا في صحوها تعد أحزانها ، أسرارها ، تشهق لفجر جديد ، وتلقي بقهرها خلف حديقة البيت فلا ترى إلا سوانا أطفالاً نعبر بين شارع وعمر بكف صغيرة وحقائب أحلام
إذا غمر المطر بيتنا اذكريني أُمي فذاك الماء المنساب من أعلى سلالم سطحه هو قلبي الذي تدحرج يوماً ليعانق مناديلك ورائحة النار فيك ، عندما تنسكب قهوتك فإنها روحي التي بقيت في انتظار طويل تعبث في قمر وتسقط بين نافذتين لتكتب عناويناً لعصفور لا يطير ..
عندما تنام دمشق تصحو أحلامها ، تفتح أبوابها لنوارس مهاجرة ، تورق أشجارها وتنكسر الأقلام والأعلام ، يُدمي حبرها وتنام بجانبه طفلة وأوهام ، مسافة من برد تغطيه أمي وتغلق خلفه الابواب
عندما تنام دمشق يسقط من يدها مشطها ، ينساب شعرها موجاً في الأوجاع ويصمت فيها الهواء ليُرثي في دمع أمي نداء ، أنا هنا خلف الحائط ظلاًمن حصار
عندما تنام دمشق يكبر بحرها وسحرها ويبسم ليلها ويرتمي نجمها عند أول باب لينام على صدر أمي فيغترب الاخضر باليباس .هل هذا كان بيتك ، هل عرفت فلسطين ظلك ؟ وهل تركت هنا أنفاساً وأضلاعاً لمدن ترحل خلف اليمام ؟ هل فكرت أن تعودي يوماً وأنت تتحسسين بين أصابعك أمطارها لآخر مرة وعندما صعدت لقاربك هل تمنيت أن ينكسر المجداف لتعودي ؟ وهل توشح ثوبك وقدماك ببعض ترابها وعندما غسلته هل بكيت ؟أنتِ تجلسين هناك وأنا هنا أمام بحرها أعد أمواجه للريح ولا أرى فيها إلا الفرار ، لماذا عندما ينبض القلب على صخرةٍ غارقةٍ في الرمال لا يغطيها إلا العراء لماذا لا ينام ؟!هنا كان ظلك الجميل وهنا مدرستك ، وهنا بكت الروح مرة وهي تشد سنابل القمح ونامت وحيدة في الرحيل ، أرى في الرمال خُطا أمي أعرفها من لون دمعها ، ومن اكتمال الاخضر في برعم ملقاً على جرح عتيق .أعرفها في انكسار حزنها في بلادي ، للخطا قلب ودم وأشلاء ، انتظار وطعم ، كتعب المسافر حين يصل نصف الطريق ظمآناً ليستريح .عندما تنام دمشق رائحة خبز أمي تملاً المكان فيجتاحني الأنين عند أول منزل بكى الحب فيه مرة فارتمى القلب بنفسجاً في عيني أُمي .عندما تنام دمشق يموت كل مكان ويرحل كل هواء لم يشهد عطرها ، يتلاشى السرمدي ، ولا يبقى إلا وجه أُمي ودمعها وبلاد مقفلة لا تعرف إلا الأحزان .
بقلم /بثينة رفيع