مالك الحلبي
07/02/2008, 23:07
يعني ما بيكفي أني الراعي
طرقو سكينة وسرق القصيدة
صرنا نحنا نسرق القصيدة كمان
القصيدة اليتيمة
هل بالطلول لسائل رَدّ … أم هل لها بتكلّم عهدُ ؟
درس الجديد جديد مَعْهَدِها … فكأنّما هي رّيْطة جَرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على … عَرَصاتها ويُقهقهُ الرعدُ
وتُلثُّ ساريةٌ وغاديةٌ … ويَكرُّ نحس خلفه سعد
تلقاء شاميةٍ يمانيةٌ … لهما بمَوْرِ تُرابها سَردُ
فكست بواطنُها ظواهرَها … نَوراً كأنَّ زَهاءَه بُرد
تندى فيسري نسجها زردا … واهي العرى و يغره عقد
فوقفتُ أسألها وليسَ بها … إلا المها ونقانقٌ رُبدُ
فتناثرت دِرَرٌ الشؤون على … خدّي كما يتناثرُ العقد
أو نَضْجُ عزلاءِ الشّعيب وقد … راح العسيفُ بِمِلئِها يَعدو
لهفي على دَعد وما حفلت … بالا بحرِّ تلهّفي دعدُ
بيضاء قد لبس الأديمُ بَهاء الحُسن فهو لجلدها جلد
ويزين فَوْدَيها إذا حَسرت … ضافي الغدائر فاحمٌ جَعدُ
فالوجه مثلَ الصبح مبيضٌ … والشعر مثلَ الليل مسودّ
ضدّان لما استجمعا حَسنا … والضدّ يُظهر حُسّنهُ الضِدّ
وجبينها صَلْتٌ وحاجبها … شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ ممتد
وكأنها وسنى إذا نظرتْ … أو مُدنَفٌ لما يُفِقْ بعدُ
بفتور عينٍ ما بها رَمَدُ … وبها تُداوى الأعينُ الرُّمد
وتُريك عِرنيناً يزيّنه … شَمَمٌ و خدَّاً لونُهُ الورد
وتجيل مسواكَ الأراك على … رَتلٍ كأن رُضابه الشَهدُ
والجيد منها جيدُ جازئة … تعطو إذا ما طالها المرْد
و الصدر واد زانه جبل … يعلوه حق العاج اذ يبدو
وامتدّ من أعضادها قصبٌ … فَمْمٌ تلته مَرافق دُرْد
والمِعصَمان فما يُرى لهما … من نَعمة وبضاضةٍ زند
ولها بنان لو أردتَ له … عَقداً بكفّكَ أمكن العقد
وكأنما سُقيت ترائبُها … والنحر ماءَ الورد إذ تبدو
وبصدرها حُقّان خِلتهما … كافورتين علاهما نَدُّ
والبطن مطوىّ كما طُويتْ … بيضٌ الرياط يصونها المَلْد
وبخصرها هَيفٌ يزيّنه … فإذا تنوء يكاد ينقدُّ
و لها هن راب مجسته … وعر المسالك حشوه وقد
فاذا طعنت طعنت في لبد … و اذا نزعت يكاد ينسد
والتفّ فَخذاها وفوقهما … كَفَل يجاذب خصرها نَهد
فقيامُها مثنى إذا نهضت … من ثقله وقعودها فَرد
والساق خَرعبة منعّمةٌ … عَبِلتْ فطَوق الحَجل منسدّ
والكَعب أدرمُ لا يبين له … حَجم وليس لرأسه حَدُّ
ومشت على قدمين خُصرَتا … وألينتا ، فتكامل القدّ
ما عابَها طول ولا قِصْرٌ … في خَلْقها فقِوامُها قَصدُ
إن لم يكن وصل لديكِ لنا … يشفي الصبابةَ فليكنْ وعد
قد كان أورق وصلُكم زمناً … فذَوى الوصال وأورق الصَدّ
لله أشواقي إذا نَزحتْ … دارٌ بنا ونأى بكم بُعدُ
إنْ تُتْهمي فتهامةٌ وطني … أو تُنجِدي يكن الهوى نجد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنا … ودّاً , فهلاّ ينفع الوُدّ ؟
وإذا المحبّ شكا الصدودَ و لم … يُعطَف عليه فقتله عَمْد
نختصّها بالودّ وهي على … مالا نحبُّ ، فهكذا الوجد
أو ما ترى طِمريَّ بينهما … رجلٌ ألحَّ بهزله الجِدُّ
فالسيف يقطَع وهو ذو صَدأ … والنصل يعلو الهام لا الغِمد
هل تنفعنّ السيفَ حليته … يوم الجلاد إذا نبا الحَدُّ ؟
ولقد علمتِ بأنني رجل … في الصالحات أروح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنى ومَرحمةٌ … وعلى الحوادث هادِنٌ جَلْدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفاف وقد … غفل الرقيب وأمكن الورد
ومُجانبٌ فعلَ القبيح وقد … وصل الحبيبُ وساعد السعدُ
منع المطامع أن تُثلّمني … أني لمعوَلِها صفاً صلدُ
فأروح حُراً من مذلتها … والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليتُ أمدح مُقرفاً أبدا … يبقى المديح ويَنفدُ الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سَلفٌ … خَمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندةُ والبنون همُ … فزكا البنون وأنجبَ الجدّ
فلئن قفوتُ جميل فعلهم … بذميم فعلى إنني وَغْد
أجملْ إذا حاولتَ في طلب … فالجِدّ يغني عنك لا الجَدّ
ليكنْ لديك لسائلٍ فَرجٌ … إن لم يكن فَليَحْسُنِ الردُّ
وطريد ليل ساقَه سَغَبٌ … وَهْناً إليَّ وقادَه بَرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِرى … وعلى الكريم لضيفه الجُهد
فتصرّمَ المثُني ومنزله … رَحْبٌ لديّ وعيشه رَغْد
ثم اغتدى ورداؤه نعَمٌ … أسأرتُها وردائي الحمد
يا ليت شِعري بعد ذالكُمُ … ومصيرُ كلّ مؤملٍ لحد
أصريعُ كَلْمٍ أم صريع ضَناً … أودَى فليس من الرَدى بُدّ
طرقو سكينة وسرق القصيدة
صرنا نحنا نسرق القصيدة كمان
القصيدة اليتيمة
هل بالطلول لسائل رَدّ … أم هل لها بتكلّم عهدُ ؟
درس الجديد جديد مَعْهَدِها … فكأنّما هي رّيْطة جَرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على … عَرَصاتها ويُقهقهُ الرعدُ
وتُلثُّ ساريةٌ وغاديةٌ … ويَكرُّ نحس خلفه سعد
تلقاء شاميةٍ يمانيةٌ … لهما بمَوْرِ تُرابها سَردُ
فكست بواطنُها ظواهرَها … نَوراً كأنَّ زَهاءَه بُرد
تندى فيسري نسجها زردا … واهي العرى و يغره عقد
فوقفتُ أسألها وليسَ بها … إلا المها ونقانقٌ رُبدُ
فتناثرت دِرَرٌ الشؤون على … خدّي كما يتناثرُ العقد
أو نَضْجُ عزلاءِ الشّعيب وقد … راح العسيفُ بِمِلئِها يَعدو
لهفي على دَعد وما حفلت … بالا بحرِّ تلهّفي دعدُ
بيضاء قد لبس الأديمُ بَهاء الحُسن فهو لجلدها جلد
ويزين فَوْدَيها إذا حَسرت … ضافي الغدائر فاحمٌ جَعدُ
فالوجه مثلَ الصبح مبيضٌ … والشعر مثلَ الليل مسودّ
ضدّان لما استجمعا حَسنا … والضدّ يُظهر حُسّنهُ الضِدّ
وجبينها صَلْتٌ وحاجبها … شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ ممتد
وكأنها وسنى إذا نظرتْ … أو مُدنَفٌ لما يُفِقْ بعدُ
بفتور عينٍ ما بها رَمَدُ … وبها تُداوى الأعينُ الرُّمد
وتُريك عِرنيناً يزيّنه … شَمَمٌ و خدَّاً لونُهُ الورد
وتجيل مسواكَ الأراك على … رَتلٍ كأن رُضابه الشَهدُ
والجيد منها جيدُ جازئة … تعطو إذا ما طالها المرْد
و الصدر واد زانه جبل … يعلوه حق العاج اذ يبدو
وامتدّ من أعضادها قصبٌ … فَمْمٌ تلته مَرافق دُرْد
والمِعصَمان فما يُرى لهما … من نَعمة وبضاضةٍ زند
ولها بنان لو أردتَ له … عَقداً بكفّكَ أمكن العقد
وكأنما سُقيت ترائبُها … والنحر ماءَ الورد إذ تبدو
وبصدرها حُقّان خِلتهما … كافورتين علاهما نَدُّ
والبطن مطوىّ كما طُويتْ … بيضٌ الرياط يصونها المَلْد
وبخصرها هَيفٌ يزيّنه … فإذا تنوء يكاد ينقدُّ
و لها هن راب مجسته … وعر المسالك حشوه وقد
فاذا طعنت طعنت في لبد … و اذا نزعت يكاد ينسد
والتفّ فَخذاها وفوقهما … كَفَل يجاذب خصرها نَهد
فقيامُها مثنى إذا نهضت … من ثقله وقعودها فَرد
والساق خَرعبة منعّمةٌ … عَبِلتْ فطَوق الحَجل منسدّ
والكَعب أدرمُ لا يبين له … حَجم وليس لرأسه حَدُّ
ومشت على قدمين خُصرَتا … وألينتا ، فتكامل القدّ
ما عابَها طول ولا قِصْرٌ … في خَلْقها فقِوامُها قَصدُ
إن لم يكن وصل لديكِ لنا … يشفي الصبابةَ فليكنْ وعد
قد كان أورق وصلُكم زمناً … فذَوى الوصال وأورق الصَدّ
لله أشواقي إذا نَزحتْ … دارٌ بنا ونأى بكم بُعدُ
إنْ تُتْهمي فتهامةٌ وطني … أو تُنجِدي يكن الهوى نجد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنا … ودّاً , فهلاّ ينفع الوُدّ ؟
وإذا المحبّ شكا الصدودَ و لم … يُعطَف عليه فقتله عَمْد
نختصّها بالودّ وهي على … مالا نحبُّ ، فهكذا الوجد
أو ما ترى طِمريَّ بينهما … رجلٌ ألحَّ بهزله الجِدُّ
فالسيف يقطَع وهو ذو صَدأ … والنصل يعلو الهام لا الغِمد
هل تنفعنّ السيفَ حليته … يوم الجلاد إذا نبا الحَدُّ ؟
ولقد علمتِ بأنني رجل … في الصالحات أروح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنى ومَرحمةٌ … وعلى الحوادث هادِنٌ جَلْدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفاف وقد … غفل الرقيب وأمكن الورد
ومُجانبٌ فعلَ القبيح وقد … وصل الحبيبُ وساعد السعدُ
منع المطامع أن تُثلّمني … أني لمعوَلِها صفاً صلدُ
فأروح حُراً من مذلتها … والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليتُ أمدح مُقرفاً أبدا … يبقى المديح ويَنفدُ الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سَلفٌ … خَمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندةُ والبنون همُ … فزكا البنون وأنجبَ الجدّ
فلئن قفوتُ جميل فعلهم … بذميم فعلى إنني وَغْد
أجملْ إذا حاولتَ في طلب … فالجِدّ يغني عنك لا الجَدّ
ليكنْ لديك لسائلٍ فَرجٌ … إن لم يكن فَليَحْسُنِ الردُّ
وطريد ليل ساقَه سَغَبٌ … وَهْناً إليَّ وقادَه بَرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِرى … وعلى الكريم لضيفه الجُهد
فتصرّمَ المثُني ومنزله … رَحْبٌ لديّ وعيشه رَغْد
ثم اغتدى ورداؤه نعَمٌ … أسأرتُها وردائي الحمد
يا ليت شِعري بعد ذالكُمُ … ومصيرُ كلّ مؤملٍ لحد
أصريعُ كَلْمٍ أم صريع ضَناً … أودَى فليس من الرَدى بُدّ