أحمد العجي
20/07/2005, 08:15
عاماً بعد عام، تشهد فعاليات مهرجان قرطاج الدولي "العريق"، حالة ترد وتراجع كبيرين، إن لجهة عدد الحضور او مستوى الفنانين المشاركين، بعد ان اعتاد ان يعتلي هذا المسرح كبار الفنانين والكبار فقط، وذلك لحساسية هذا المهرجان بالذات تجاه الفن الراقي وعدم قبول جمهور تونس بأي كان...
فقد كان مستغربا الى حدّ كبير ان يشهد حفل المطربة التونسية لطيفة حضور 3000 شخص فقط رغم غيابها عن قرطاج منذ حوالي 4 سنوات، وهي التي تمتلك الصوت القدير والحضور الجماهيري المميز، كما ينطبق الحال ذاته على الحفل الثاني الذي جمع ما بين المطربة الجزائرية فلة والفنان اللبناني معين شريف، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين الـ 2000 شخص، رغم ان فلة ومعين مشهود لهما بالحضور والصوت القوي والفن الأصيل وقد قدما وصلة رائعة ومميزة في تلك الليلة، يسهل معها القول "حرام الّا يكون المدرج يعجّ بالحاضرين"....
إذا ثمة ما هو غريب، ويطرح بالفعل تساؤلات كبرى حول مصير مثل هذه المهرجانات التي باتت مادة دسمة تنهشها كبريات الفضائيات وشركات الإنتاج، الأمر الذي أفقدها رونقها وأهميتها، بعد كان القسم الأكبر من الفنانين لا يعتبر نفسه قد توّج نجما الا بعد الغناء في قرطاج.
والحال المذري بدأ تحديدا العام الماضي عندما حصلت شركة روتانا على الحق الحصري بعرض الحفلات الغنائية في قرطاج، وبفرض لائحة أسماء فنانيها، حيث اعتلى المسرح التاريخي وللأسف، فنانون لا يدركون اساسا قيمة هذا المهرجان (والا لما غنوا فيه)، ولا اصول الوقوف على الخشبة التي احتضنت العمالقة، وكانت الكارثة الكبرى مع حفلات لم يتجاوز خلالها الحضور الـ 1000 شخص واحيانا 500 وأقل في مدرّج يتّسع لـ 14 الف متفرج، وكان ذلك في صيف 2004 رغم ان ذلك الموسم شهد نجاح حفلات مدوية مع جورج وسوف وفضل شاكر وكاظم الساهر واليسا ونجوى كرم ووائل كفوري ونانسي عجرم وغيرهم من النجوم.
وأتى موسم صيف 2005 الذي استبشرنا معه خيرا عندما قيل ان روتانا تنوي تغيير سياستها تجاه المهرجان وعدم استحضار أي كان، وبالفعل قسم مهم من الأسماء المشاركة هذا العام مثل فلة واصالة، يمكن ان يكون له الوقع البارز والمميز في استنهاض حركة الحضور الجماهيري في قرطاج...
ولكن هل كان احد ليتوقع هذه النسبة في الحضور (وحفل اصالة لم يحصل بعد)، لدرجة ان كاميرا روتانا وخلال النقل المباشر لم تمرّ ولا مرة واحدة لالتقاط صور للجمهور الحاضر... بينما في الدفة الأخرى عادت روتانا لتفرض اسماء تطرح عليها استفهام كثيرة؟؟
فهل هذا يجوز؟ وهل يمكن ان نتخيل مثلا مهرجان قرطاج دون ماجدة الرومي او فضل شاكر او جورج وسوف او هاني شاكر او كاظم الساهر او ... او ... او ....؟
اما الكارثة الأكبر فهو ما شاهدناه في الحفل الأول لروتانا (فلة ومعين شريف) حيث اعتقدنا للوهلة الأولى ان روتانا تنقل حفلا آخر وليس قرطاج، حيث بدا المسرح مختلفا وغريبا تملاؤه الأضواء والديكورات والألوان لدرجة انه كان أشبه بمسرح في ملهى ليلي "نايت كلوب" وليس على مدرج تاريخي هو مدرج قرطاج... ما أعادنا بالذاكرة الى مهرجان جرش 2003 عندما غنت في حفل الختام المغنية شيرين وجدي التي فرضت تغيير الديكور في تلك الليلة التي كانت فاشلة بكل المقاييس....
فإلى متى الإستهتار؟ ومن المسؤول عما يحصل؟
البعض يقول ان الجمهور التونسي ضاق ذرعا وبدأ يشعر بالإشمئزاز لدرجة انه لم يعد يلتفت او يكترث للمهرجان بأكمله رغم ان في بعض فنانيه اسماء تستحق الثناء والتقدير، وهو ما يلعب دورا مهما في تقليص نسبة الحضور التي تحطم عراقة قرطاج.
هذا بالإضافة الى ضعف العلاقة التي تربط بين جمهور تونس وشركة روتانا بشكل عام التي لا تضم في لائحة فنانيها سوى مطرب تونسي واحد هو صابر الرباعي... كما أشارت بعض الصحف التونسية الى الإرتفاع الواضح لأسعار تذاكر الدخول ما أثر بدوره على مجريات الأمور، وما دفع بإدارة المهرجان الى اعلان تخفيض الأسعار في خطوة لتدراك خطورة الوضع.
ومن هنا يطرح السؤال مرة اخرى؟ من المسؤول؟
هل هي روتانا التي يهمها بالدرجة الأولى ان تشهر اسماء فنانيها (لكنها لا تدرك انها تحطمهم بجعلهم يقفون على مدرجات كبرى خالية من الحضور)، وأن تؤمن صورة جميلة لحفلات مصورة تمر عبر شاشتها؟ ام على المسؤولين التونسيين الذين وافقوا على هذه الشروط وجعلوا من قرطاج ارضا مستباحة؟؟!
فقد كان مستغربا الى حدّ كبير ان يشهد حفل المطربة التونسية لطيفة حضور 3000 شخص فقط رغم غيابها عن قرطاج منذ حوالي 4 سنوات، وهي التي تمتلك الصوت القدير والحضور الجماهيري المميز، كما ينطبق الحال ذاته على الحفل الثاني الذي جمع ما بين المطربة الجزائرية فلة والفنان اللبناني معين شريف، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين الـ 2000 شخص، رغم ان فلة ومعين مشهود لهما بالحضور والصوت القوي والفن الأصيل وقد قدما وصلة رائعة ومميزة في تلك الليلة، يسهل معها القول "حرام الّا يكون المدرج يعجّ بالحاضرين"....
إذا ثمة ما هو غريب، ويطرح بالفعل تساؤلات كبرى حول مصير مثل هذه المهرجانات التي باتت مادة دسمة تنهشها كبريات الفضائيات وشركات الإنتاج، الأمر الذي أفقدها رونقها وأهميتها، بعد كان القسم الأكبر من الفنانين لا يعتبر نفسه قد توّج نجما الا بعد الغناء في قرطاج.
والحال المذري بدأ تحديدا العام الماضي عندما حصلت شركة روتانا على الحق الحصري بعرض الحفلات الغنائية في قرطاج، وبفرض لائحة أسماء فنانيها، حيث اعتلى المسرح التاريخي وللأسف، فنانون لا يدركون اساسا قيمة هذا المهرجان (والا لما غنوا فيه)، ولا اصول الوقوف على الخشبة التي احتضنت العمالقة، وكانت الكارثة الكبرى مع حفلات لم يتجاوز خلالها الحضور الـ 1000 شخص واحيانا 500 وأقل في مدرّج يتّسع لـ 14 الف متفرج، وكان ذلك في صيف 2004 رغم ان ذلك الموسم شهد نجاح حفلات مدوية مع جورج وسوف وفضل شاكر وكاظم الساهر واليسا ونجوى كرم ووائل كفوري ونانسي عجرم وغيرهم من النجوم.
وأتى موسم صيف 2005 الذي استبشرنا معه خيرا عندما قيل ان روتانا تنوي تغيير سياستها تجاه المهرجان وعدم استحضار أي كان، وبالفعل قسم مهم من الأسماء المشاركة هذا العام مثل فلة واصالة، يمكن ان يكون له الوقع البارز والمميز في استنهاض حركة الحضور الجماهيري في قرطاج...
ولكن هل كان احد ليتوقع هذه النسبة في الحضور (وحفل اصالة لم يحصل بعد)، لدرجة ان كاميرا روتانا وخلال النقل المباشر لم تمرّ ولا مرة واحدة لالتقاط صور للجمهور الحاضر... بينما في الدفة الأخرى عادت روتانا لتفرض اسماء تطرح عليها استفهام كثيرة؟؟
فهل هذا يجوز؟ وهل يمكن ان نتخيل مثلا مهرجان قرطاج دون ماجدة الرومي او فضل شاكر او جورج وسوف او هاني شاكر او كاظم الساهر او ... او ... او ....؟
اما الكارثة الأكبر فهو ما شاهدناه في الحفل الأول لروتانا (فلة ومعين شريف) حيث اعتقدنا للوهلة الأولى ان روتانا تنقل حفلا آخر وليس قرطاج، حيث بدا المسرح مختلفا وغريبا تملاؤه الأضواء والديكورات والألوان لدرجة انه كان أشبه بمسرح في ملهى ليلي "نايت كلوب" وليس على مدرج تاريخي هو مدرج قرطاج... ما أعادنا بالذاكرة الى مهرجان جرش 2003 عندما غنت في حفل الختام المغنية شيرين وجدي التي فرضت تغيير الديكور في تلك الليلة التي كانت فاشلة بكل المقاييس....
فإلى متى الإستهتار؟ ومن المسؤول عما يحصل؟
البعض يقول ان الجمهور التونسي ضاق ذرعا وبدأ يشعر بالإشمئزاز لدرجة انه لم يعد يلتفت او يكترث للمهرجان بأكمله رغم ان في بعض فنانيه اسماء تستحق الثناء والتقدير، وهو ما يلعب دورا مهما في تقليص نسبة الحضور التي تحطم عراقة قرطاج.
هذا بالإضافة الى ضعف العلاقة التي تربط بين جمهور تونس وشركة روتانا بشكل عام التي لا تضم في لائحة فنانيها سوى مطرب تونسي واحد هو صابر الرباعي... كما أشارت بعض الصحف التونسية الى الإرتفاع الواضح لأسعار تذاكر الدخول ما أثر بدوره على مجريات الأمور، وما دفع بإدارة المهرجان الى اعلان تخفيض الأسعار في خطوة لتدراك خطورة الوضع.
ومن هنا يطرح السؤال مرة اخرى؟ من المسؤول؟
هل هي روتانا التي يهمها بالدرجة الأولى ان تشهر اسماء فنانيها (لكنها لا تدرك انها تحطمهم بجعلهم يقفون على مدرجات كبرى خالية من الحضور)، وأن تؤمن صورة جميلة لحفلات مصورة تمر عبر شاشتها؟ ام على المسؤولين التونسيين الذين وافقوا على هذه الشروط وجعلوا من قرطاج ارضا مستباحة؟؟!