farbella
17/02/2008, 14:59
إصطياد الرجل للزواج هي مهمة المرأة بإحتراف.. هكذا يعتقد كثير من الرجال
*** *** **** *
الخفة التي يتزوج بها الرجال تثير جنوني، لن أتحدث عن زيجات القطارات، ولا عن النت والشات، والمولات التي انتشرت –كالوباء- في أرجاء عواصمنا العربية، ولكني سأحكي فقط عما شاهدته بعيني
الموقف كما يلي (وهذه قصة حقيقية): أقود أنا السيارة وبجواري يجلس صديقي عابسا لائذا بالصمت، أحدثه عن ضرورة الزواج وأقترح عليه فتاة معينة، يرفض عابسا؛ لأنها قصيرة وبدينة، لكني أؤكد له أنها جيدة فيقول ببساطة: طيب
ولوهلة خيل إلي أني أخطأت السمع، فتوقفت بفرملة مفاجئة وسالته: قلت ماذا؟
طيب.. قالها صديقي في ضجر
سألته مرة أخرى: ماذا تقصد؟
سأتزوجها.. قالها في ملل
هل نذهب حالا لخطبتها؟..قلت منتهزا الفرصة
أجاب قائلاً: كما تحب
ولأنني أعلم أنها بالفعل جيدة، ذات خلق ودين يندر وجودهما في هذا الزمن، فقد أدرت مقود السيارة في صمت متجها إلى بيت العروس مأخوذا بالمفاجأة، خصوصا أني أعلم يقينا أن صديقي لا يمزح في مثل هذه الأمور
والمفاجأة وجدناها هناك؛ أبو العروس قد مات لتوه، وعوضا عن الزغاريد وكوب الشربات فقد جلسنا في مقاعد المعزين نستمع للبكاء المكتوم في الغرف المجاورة على خلفية من صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الشجي الذي يدفعك للبكاء لمجرد سماعه حتى بدون مأتم، بينما رحت أتبادل النظرات الصامتة مع صديقي المكتئب الذاهل، وهكذا فشلت الزيجة لهذا السبب القدري
*** *** **** *
ويبقى السؤال المهم: لماذا يتزوج الرجال بهذه السهولة؟
في اعتقادي أن ذلك يعود لأمور متضافرة: سرعة الملل، وسهولة الانقياد، وإلحاح الهرمونات القاسية
الرجل بطبعه سريع الملل، والدليل أنه إذا ذهب للتسوق فإنه يشتري من المحل الثالث على الأكثر، حرجا من البائع المتذمر، عكس المرأة التي لا تهتز لها شعرة إذا عاينت كل بضاعة المحل غير عابئة بالبائع المسكين الذي أنزل بضاعته كلها من الأرفف، ثم تترك المحل في شجاعة أسطورية دون أن تشتري شيئا، أو حتى تلتفت إلى الوراء لتشاهد البائع يعيد بضاعته إلى مكانها -وهو يلعنها- توطئة لإنزالها بعد دقائق على يد امرأة أخرى
نفس الشيء يحدث في الزواج، فإذا تعثرت للرجل خطبتان يتزوج في الثالثة حتى لو لم تعجبه؛ لأنه ببساطة: زهق
يتزوج الرجل بدافع الملل، ويتزوج لأن كل من حوله يطالبونه بذلك، ويتزوج لأنه لا يجد شيئا أفضل يفعله، أعرف صديقا أعزب كان يرد على تساؤلات سائليه بأنه لم يتزوج لأنه لم يستيقظ مبكرا بما يكفي!..وحينما تم المراد عرفنا كلنا أنه –أخيرا- قد فعلها واستيقظ مبكرا
*** *** **** *
كلنا حمادة
أما عن سهولة الانقياد فحدث ولا حرج؛ الرجل طفل أحمق يتصور أن اختياراته نابعة من ذاته، بينما هي –طيلة الوقت– اختيارات امرأة أخرى
تقول ماما: حمادة حبيبي يحب المدرسة، فيقول حمادة في هبل: صح يا ماما.. بحبها أوي، متناسيا العلقة التي يأخذها من المعلمة كل صباح توطئة لأن يقوم الأطفال الآخرون بإكمال المهمة في الفسحة
وتقول ماما: حمادة شاطر خالص، وبيحب البامية، هم يا جمل، فيفتح الجمل فمه رغم أنه يمقت البامية كالعمى
ويكبر حمادة ويروق في عين فتاة تريد أن تنجب منه حمادة آخر لتبدأ القصة المملة المكررة؛ عملية الصيد الآدمي بالنظرات الطويلة المشحونة بالمعاني، تتبعها الخطوات المتعثرة التي تتظاهر بالارتباك، ثم الهمسات الدافئة، بعدها توحي إليه -بطريقة عبقرية- أن هناك خاطبا يتعذر رفضه.. مهراجا هندي، يمتلك نهر الجانج نفسه، ومزارع شاسعة في كاليفورنيا، وشقة قانون إيجار جديد في شبرا، وعفش وارد دمياط.. هذا الرجل المعجزة رآها في حفل زفاف بنت أخت عم بنت خال صديقتها فجن جنونه، وأقسم برماد أمه المقدس الذي نثروه في نهر الجانج ليمهرنها بعشرة ملايين روبية، وسبت عاج أبيض، وفيل هندي، ولكني أحبك أنت يا أحمق! تقولها وهي تمسح بيدها دمعة تنزلق في بطء على وجنتيها
وهنا تتمخط فيسارع الأحمق بتقديم منديله الأبيض لتدعك فيه أنفها بحرارة، مندفعا –بعد أن تصعب عليه- إلى مصارحتها بما لا يشعر به، تملي عليه الشهامة أن يتظاهر بحبها ما دامت البنية تفضله على المهراجا
يقدم لها عرض زواج فتتظاهر بالارتباك، وتطرق في خفر وكأنها لم تخطط –طيلة عام سابق– لاصطياده، بينما هو يفكر في طريقة لاستعادة المنديل الأبيض الذي راحت تعتصره بيدها، يمسك بيدها الباردة في هيام محاولا انتزاع منديله بلطف، لكنها تتشبث به، وسرعان ما تدسه في حقيبتها، فيعرف أنه قد فقده للأبد، وفي النهاية يجد نفسه فجأة على الكوشة يحاول إقناع نفسه أنه سعي د
*** *** **** *
مصيدة الهرمونات
وتبقى الهرمونات، تلك اللعبة الخطرة المزدوجة، الإناث طبعا يملكن قدرة أكبر على الصبر والتظاهر بالثبات؛ لأنهن يفهمن قواعد اللعبة بالفطرة: من يصرخ أولا يخسر كل شيء، ولو تجلد الرجل قليلا وأظهر بعض الثبات لوجد نفسه مطلوبا لا طالبا.. بيد أنه حمق الرجال
الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هي أن المرأة أكمل وأرقى من الرجل في سلم الخليقة، ما دامت تستطيع ترويضه بهذه السهولة
والمدهش أن الرجل حينما يبتاع سيارة فإنه يتروى كثيرا، ويسأل البائع ألف مرة عن سبب بيعها، ويدقق لدرجة اصطحاب خبير بالسيارات يفحصها ويرفعها بل ويرقد تحتها ليعاينها بدقة، لن تبلغ بي الحماسة طبعا أن أقترح عليك أن تفعل ذلك إذا ذهبت لخطبة فتاة، وإن كانت ماري منيب قد فعلت شيئا قريبا من ذلك مع لبنى عبد العزيز في فيلم عربي قديم
*** *** **** *
بابا جاء
الزواج قضية حيوية يترتب عليها أشياء جسيمة لا مفر منها طيلة العمر، تصور أن تستيقظ من النوم فتجد من تنام بجوارك مشعثة الشعر، تخيل أن تخطط للذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة رافعا عقيرتك بالغناء فتجده محتلا بغيرك، أو تصبو أن تخلو قليلا لتحاور نفسك باعتبارها صديقك الوحيد الموثوق فيه، والذي يفهمك بدقة.. فتتعذر عليك هذه المتعة البسيطة
سيجري تفتيش جيوبك، ويتم تفقد محتويات حافظتك، والتلصص على ضميرك، والتسمع لما تقوله وأنت نائم في ذلك الوضع الهش معدوم الحيلة
وهذا كوم وعيالك كوم آخر، ذلك الحبل الذي يجرك من عنقك في وضع الانقياد الدائم، كائنات هشة بريئة تهتف بابا جه، بابا جه.. فتلتفت باحثا عن بابا الذي جاء لتكتشف أنه أنت
ولأن الرجل يتحول بالزواج من شخص إلى مؤسسة، فلماذا لا يفعل كالمؤسسات المحترمة ويختار زوجته عن طريق المناقصة بدلا من الطرق العشوائية المرتجلة؟
والأمر منطقي، إننا حينما ننوي إقامة مبنى أو إنشاء مدرسة نأخذ الأمر بجدية وننشر في الصحف الرسمية إعلان مناقصة، ونحدد الشروط بدقة وموعد فتح المظاريف، معتمدين على لائحة صارمة، فهل يعقل أن نفعل ذلك مع طوب وأسمنت وزجاج، بينما نتعامل بخفة مع أمر حيوي يدوم العمر كله كالزواج؟
*** *** **** *
البطة قادمة
هناك كراسة شروط، وتأمين لا بد من دفعه مقدما قبل دخول المناقصة، وهذا يضمن لك مبلغا محترما في كل الأحوال، من حقك تحديد المواصفات التي ترغبها بدقة: طولها، ووزنها، ولون بشرتها، وحجم الأنف وبياض الأسنان، من حقك اشتراط كشف طبي مسبق، ومعرفة المطرب المفضل لها، ونوعية الأطعمة التي تجيد طهيها، وتلك التي لا تجيدها، أسلوب المعيشة القادم، وما ستطالبك به مستقبلا من نزهات وثياب وإكسسوارات
يجب أن تحتاط أيضا للمستقبل فترفق شرطا جزائيا لو أصابتها السمنة أو الترهل أو الهزال، كما يجب أن يكون هناك إمكانية رد المرأة إلى أهلها مع استرداد ما دفعته كاملا خلال مدة معينة
من المتوقع أن تحدث محاولة رشوة فاثبت ولا تقلق؛ لأنه سيصب في مصلحتك.. درجك يجب أن يكون مفتوحا باستمرار، وكبير الحجم يتسع للبط والفطير لو كانت العروس من الأرياف، كما يجب أن يكون نظيفا فربما أهدوك ربطة عنق فاخرة أو قارورة عطر وقلم باركر في حال إن كانت العروس: كلاس
وطبعا توضع العروض في مظاريف مغلقة، ويختار الرجل أفضل عرض مناس ب
*** *** **** *
مبروك يا إكسلانس
الأفضل من ذلك أن يتم الاختيار عن طريق الممارسة نظرا للمزايا التي تتفوق بها على المناقصة؛ لأنها تقضي بأن يتم تجميع كل المتقدمين بعروض في جلسة علنية
وليس مستبعدا –في مثل هذه الظروف- أن تحدث تنازلات خطيرة تحت وطأة المنافسة التي ستصب كلها في صالح الرجل؛ المهر يحصل عليه بدلا من أن يدفعه، تشتري لنفسها الفستان وله بذلة الفرح
لا تنس أن بعض المجتمعات تعطي الرجل مالا مقابل الزواج ويسمونه: الدوطة، وهناك من يعطونه مقابل وزنه ذهبا
المهم أن يؤمن الرجل أنه الطرف الأقوى في المعادلة، أن يملك من الشجاعة ما يكفي لإعلان آرائه بصراحة: كراهيته للمدرسة، ومقته للبامية، ولا يفقد منديله الأبيض من أجل فتاة لا يحبها، ولا تورطه حتى لو تزوجت فيل المهراجا وليس المهراجا نفسه
وآخر نصائحي -وأهمها- أن تكون اللجنة المشكلة.. سواء كانت مناقصة أو ممارسة.. برئاسة امرأة من ذوي قرابته؛ لأنها ستكون -حتما- الأكفأ والأقدر على فهم ذلك الكائن الجميل المحيّر الذي يسمونه: المر أة
منقوول
*** *** **** *
الخفة التي يتزوج بها الرجال تثير جنوني، لن أتحدث عن زيجات القطارات، ولا عن النت والشات، والمولات التي انتشرت –كالوباء- في أرجاء عواصمنا العربية، ولكني سأحكي فقط عما شاهدته بعيني
الموقف كما يلي (وهذه قصة حقيقية): أقود أنا السيارة وبجواري يجلس صديقي عابسا لائذا بالصمت، أحدثه عن ضرورة الزواج وأقترح عليه فتاة معينة، يرفض عابسا؛ لأنها قصيرة وبدينة، لكني أؤكد له أنها جيدة فيقول ببساطة: طيب
ولوهلة خيل إلي أني أخطأت السمع، فتوقفت بفرملة مفاجئة وسالته: قلت ماذا؟
طيب.. قالها صديقي في ضجر
سألته مرة أخرى: ماذا تقصد؟
سأتزوجها.. قالها في ملل
هل نذهب حالا لخطبتها؟..قلت منتهزا الفرصة
أجاب قائلاً: كما تحب
ولأنني أعلم أنها بالفعل جيدة، ذات خلق ودين يندر وجودهما في هذا الزمن، فقد أدرت مقود السيارة في صمت متجها إلى بيت العروس مأخوذا بالمفاجأة، خصوصا أني أعلم يقينا أن صديقي لا يمزح في مثل هذه الأمور
والمفاجأة وجدناها هناك؛ أبو العروس قد مات لتوه، وعوضا عن الزغاريد وكوب الشربات فقد جلسنا في مقاعد المعزين نستمع للبكاء المكتوم في الغرف المجاورة على خلفية من صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الشجي الذي يدفعك للبكاء لمجرد سماعه حتى بدون مأتم، بينما رحت أتبادل النظرات الصامتة مع صديقي المكتئب الذاهل، وهكذا فشلت الزيجة لهذا السبب القدري
*** *** **** *
ويبقى السؤال المهم: لماذا يتزوج الرجال بهذه السهولة؟
في اعتقادي أن ذلك يعود لأمور متضافرة: سرعة الملل، وسهولة الانقياد، وإلحاح الهرمونات القاسية
الرجل بطبعه سريع الملل، والدليل أنه إذا ذهب للتسوق فإنه يشتري من المحل الثالث على الأكثر، حرجا من البائع المتذمر، عكس المرأة التي لا تهتز لها شعرة إذا عاينت كل بضاعة المحل غير عابئة بالبائع المسكين الذي أنزل بضاعته كلها من الأرفف، ثم تترك المحل في شجاعة أسطورية دون أن تشتري شيئا، أو حتى تلتفت إلى الوراء لتشاهد البائع يعيد بضاعته إلى مكانها -وهو يلعنها- توطئة لإنزالها بعد دقائق على يد امرأة أخرى
نفس الشيء يحدث في الزواج، فإذا تعثرت للرجل خطبتان يتزوج في الثالثة حتى لو لم تعجبه؛ لأنه ببساطة: زهق
يتزوج الرجل بدافع الملل، ويتزوج لأن كل من حوله يطالبونه بذلك، ويتزوج لأنه لا يجد شيئا أفضل يفعله، أعرف صديقا أعزب كان يرد على تساؤلات سائليه بأنه لم يتزوج لأنه لم يستيقظ مبكرا بما يكفي!..وحينما تم المراد عرفنا كلنا أنه –أخيرا- قد فعلها واستيقظ مبكرا
*** *** **** *
كلنا حمادة
أما عن سهولة الانقياد فحدث ولا حرج؛ الرجل طفل أحمق يتصور أن اختياراته نابعة من ذاته، بينما هي –طيلة الوقت– اختيارات امرأة أخرى
تقول ماما: حمادة حبيبي يحب المدرسة، فيقول حمادة في هبل: صح يا ماما.. بحبها أوي، متناسيا العلقة التي يأخذها من المعلمة كل صباح توطئة لأن يقوم الأطفال الآخرون بإكمال المهمة في الفسحة
وتقول ماما: حمادة شاطر خالص، وبيحب البامية، هم يا جمل، فيفتح الجمل فمه رغم أنه يمقت البامية كالعمى
ويكبر حمادة ويروق في عين فتاة تريد أن تنجب منه حمادة آخر لتبدأ القصة المملة المكررة؛ عملية الصيد الآدمي بالنظرات الطويلة المشحونة بالمعاني، تتبعها الخطوات المتعثرة التي تتظاهر بالارتباك، ثم الهمسات الدافئة، بعدها توحي إليه -بطريقة عبقرية- أن هناك خاطبا يتعذر رفضه.. مهراجا هندي، يمتلك نهر الجانج نفسه، ومزارع شاسعة في كاليفورنيا، وشقة قانون إيجار جديد في شبرا، وعفش وارد دمياط.. هذا الرجل المعجزة رآها في حفل زفاف بنت أخت عم بنت خال صديقتها فجن جنونه، وأقسم برماد أمه المقدس الذي نثروه في نهر الجانج ليمهرنها بعشرة ملايين روبية، وسبت عاج أبيض، وفيل هندي، ولكني أحبك أنت يا أحمق! تقولها وهي تمسح بيدها دمعة تنزلق في بطء على وجنتيها
وهنا تتمخط فيسارع الأحمق بتقديم منديله الأبيض لتدعك فيه أنفها بحرارة، مندفعا –بعد أن تصعب عليه- إلى مصارحتها بما لا يشعر به، تملي عليه الشهامة أن يتظاهر بحبها ما دامت البنية تفضله على المهراجا
يقدم لها عرض زواج فتتظاهر بالارتباك، وتطرق في خفر وكأنها لم تخطط –طيلة عام سابق– لاصطياده، بينما هو يفكر في طريقة لاستعادة المنديل الأبيض الذي راحت تعتصره بيدها، يمسك بيدها الباردة في هيام محاولا انتزاع منديله بلطف، لكنها تتشبث به، وسرعان ما تدسه في حقيبتها، فيعرف أنه قد فقده للأبد، وفي النهاية يجد نفسه فجأة على الكوشة يحاول إقناع نفسه أنه سعي د
*** *** **** *
مصيدة الهرمونات
وتبقى الهرمونات، تلك اللعبة الخطرة المزدوجة، الإناث طبعا يملكن قدرة أكبر على الصبر والتظاهر بالثبات؛ لأنهن يفهمن قواعد اللعبة بالفطرة: من يصرخ أولا يخسر كل شيء، ولو تجلد الرجل قليلا وأظهر بعض الثبات لوجد نفسه مطلوبا لا طالبا.. بيد أنه حمق الرجال
الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هي أن المرأة أكمل وأرقى من الرجل في سلم الخليقة، ما دامت تستطيع ترويضه بهذه السهولة
والمدهش أن الرجل حينما يبتاع سيارة فإنه يتروى كثيرا، ويسأل البائع ألف مرة عن سبب بيعها، ويدقق لدرجة اصطحاب خبير بالسيارات يفحصها ويرفعها بل ويرقد تحتها ليعاينها بدقة، لن تبلغ بي الحماسة طبعا أن أقترح عليك أن تفعل ذلك إذا ذهبت لخطبة فتاة، وإن كانت ماري منيب قد فعلت شيئا قريبا من ذلك مع لبنى عبد العزيز في فيلم عربي قديم
*** *** **** *
بابا جاء
الزواج قضية حيوية يترتب عليها أشياء جسيمة لا مفر منها طيلة العمر، تصور أن تستيقظ من النوم فتجد من تنام بجوارك مشعثة الشعر، تخيل أن تخطط للذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة رافعا عقيرتك بالغناء فتجده محتلا بغيرك، أو تصبو أن تخلو قليلا لتحاور نفسك باعتبارها صديقك الوحيد الموثوق فيه، والذي يفهمك بدقة.. فتتعذر عليك هذه المتعة البسيطة
سيجري تفتيش جيوبك، ويتم تفقد محتويات حافظتك، والتلصص على ضميرك، والتسمع لما تقوله وأنت نائم في ذلك الوضع الهش معدوم الحيلة
وهذا كوم وعيالك كوم آخر، ذلك الحبل الذي يجرك من عنقك في وضع الانقياد الدائم، كائنات هشة بريئة تهتف بابا جه، بابا جه.. فتلتفت باحثا عن بابا الذي جاء لتكتشف أنه أنت
ولأن الرجل يتحول بالزواج من شخص إلى مؤسسة، فلماذا لا يفعل كالمؤسسات المحترمة ويختار زوجته عن طريق المناقصة بدلا من الطرق العشوائية المرتجلة؟
والأمر منطقي، إننا حينما ننوي إقامة مبنى أو إنشاء مدرسة نأخذ الأمر بجدية وننشر في الصحف الرسمية إعلان مناقصة، ونحدد الشروط بدقة وموعد فتح المظاريف، معتمدين على لائحة صارمة، فهل يعقل أن نفعل ذلك مع طوب وأسمنت وزجاج، بينما نتعامل بخفة مع أمر حيوي يدوم العمر كله كالزواج؟
*** *** **** *
البطة قادمة
هناك كراسة شروط، وتأمين لا بد من دفعه مقدما قبل دخول المناقصة، وهذا يضمن لك مبلغا محترما في كل الأحوال، من حقك تحديد المواصفات التي ترغبها بدقة: طولها، ووزنها، ولون بشرتها، وحجم الأنف وبياض الأسنان، من حقك اشتراط كشف طبي مسبق، ومعرفة المطرب المفضل لها، ونوعية الأطعمة التي تجيد طهيها، وتلك التي لا تجيدها، أسلوب المعيشة القادم، وما ستطالبك به مستقبلا من نزهات وثياب وإكسسوارات
يجب أن تحتاط أيضا للمستقبل فترفق شرطا جزائيا لو أصابتها السمنة أو الترهل أو الهزال، كما يجب أن يكون هناك إمكانية رد المرأة إلى أهلها مع استرداد ما دفعته كاملا خلال مدة معينة
من المتوقع أن تحدث محاولة رشوة فاثبت ولا تقلق؛ لأنه سيصب في مصلحتك.. درجك يجب أن يكون مفتوحا باستمرار، وكبير الحجم يتسع للبط والفطير لو كانت العروس من الأرياف، كما يجب أن يكون نظيفا فربما أهدوك ربطة عنق فاخرة أو قارورة عطر وقلم باركر في حال إن كانت العروس: كلاس
وطبعا توضع العروض في مظاريف مغلقة، ويختار الرجل أفضل عرض مناس ب
*** *** **** *
مبروك يا إكسلانس
الأفضل من ذلك أن يتم الاختيار عن طريق الممارسة نظرا للمزايا التي تتفوق بها على المناقصة؛ لأنها تقضي بأن يتم تجميع كل المتقدمين بعروض في جلسة علنية
وليس مستبعدا –في مثل هذه الظروف- أن تحدث تنازلات خطيرة تحت وطأة المنافسة التي ستصب كلها في صالح الرجل؛ المهر يحصل عليه بدلا من أن يدفعه، تشتري لنفسها الفستان وله بذلة الفرح
لا تنس أن بعض المجتمعات تعطي الرجل مالا مقابل الزواج ويسمونه: الدوطة، وهناك من يعطونه مقابل وزنه ذهبا
المهم أن يؤمن الرجل أنه الطرف الأقوى في المعادلة، أن يملك من الشجاعة ما يكفي لإعلان آرائه بصراحة: كراهيته للمدرسة، ومقته للبامية، ولا يفقد منديله الأبيض من أجل فتاة لا يحبها، ولا تورطه حتى لو تزوجت فيل المهراجا وليس المهراجا نفسه
وآخر نصائحي -وأهمها- أن تكون اللجنة المشكلة.. سواء كانت مناقصة أو ممارسة.. برئاسة امرأة من ذوي قرابته؛ لأنها ستكون -حتما- الأكفأ والأقدر على فهم ذلك الكائن الجميل المحيّر الذي يسمونه: المر أة
منقوول