SIMON
24/07/2005, 16:21
نقلا عن" تشرين ": طفل يدخل المشفى ضاحكاً لعلاج كسر في يده ويخرج جثة هامدة ..
هل هو استهتار أطباء متمرنين؟.. أم استرخاص لحياة البشر؟
أشد الآلام وقعاً على الإنسان، ليس ألم الجسد..بل ألم الروح.. وأصعب آلام الروح، هو فقدان غال عزيز.. وأشدها وقعاً.. فقدان ابن أو حفيد..
وفي حالات الفقدان بسبب مرض عضال، يسلّم المرء أمره لله.. ويستسلم لمشيئة القدر.. ويعزيه ـ رغم جرح الروح النازف ـ أن الموت كان رحمة للمريض. أما أن يكون لك طفل، ابن، أو حفيد، وتلعب معه.. تمازحه، وتضحك من أعماق قلبك لكلماته البريئة.. ولضجيج الحياة داخله، ثم تفقده فجأة.. فتلك هي المأساة. وما أكثر ما يتعرض الأطفال، بسبب نشاطهم الحركي المفرط، الى حوادث؛ تبدأ من رعف في الأنف، وقد تنتهي بكسر ما في الساق أو الساعد..
لا ينفع معه، توجعك لوجعه.. ولادموعك لتخفيف أنهار دموعه.. وعند ذلك، لابدّ من إسعاف الطفل الى مشفى،ووضعه بين أيد، يفترض أنها رحيمة، ومختصة، مهمتها رأب الخلل، وإعادة الأمور الى نصابها.
وقد تعثّر الولد، وعمره خمس سنوات، ووقع على الأرض أثناء لعبه.. وأصيب بكسر في الساعد الأيمن.. وأسعف الى المشفى، وأحيل الى قسم العظمية من أجل إجراء عمل جراحي بسيط.. وقال الأطباء: إنه عمل جراحي بسيط.. بسيط للغاية.. كل ما في الأمرهو أن كسراًحدث في لقمة العضد الوحشية اليمنى.
ولست بصدد كشف تفاصيل الحادث.. فهذا منوط بروايته عبر شهادة الأهل.. وعبر رواية الأهل قالوا: إن الطفل كان متشبثاً بالحياة، ومضى نحو غرفة العمليات، وهو يضحك، رغم آلامه، وراح يلوّح بذراعيه، لوالده وأمه وجده عند بوابة غرفة العمليات.. وقد حدث داخل الغرفة خطأ بسيط جداً.. بسيط للغاية.. هو باختصار حقن الطفل بكمية من المخدر زائدة عن الحدّ المفترض أن يكون.
خطأ طبي!.. والأخطاء الطبية معترف بها في كل أنحاء العالم.. وبنسب محددة.. ولكن ضمن حدود مقوننة، وفي العمليات المعقدة، كعمليات القلب المفتوح أثناء إجرائها مع أشخاص بلغوا من العمر عتياً..
وستكتشفون عبر متابعة القضية التي سيرويها لكم الأهل بعد قليل، أن الأمر لم يكن خطأ طبياً يندرج ضمن قوائم (المقبول به).. بل ضمن قوائم الجهل بأبسط قواعد التخدير.. مارسه طالب طب، أراد أن يتعلم (البيطرة) في حمير (النّوَرْ).. مع احترامي لـ(النَّوَرْ).. فلي من بينهم أصدقاء (من سورية) يعالجون أسنان وأضراس الفرنسيين على أرصفة باريس، بخبرة، وأسرار، تفوق كل معارف الطب الحديث.
وعود على بدء.. فبعض الأخطاء مفترضة ومحمولة.. ويمكن تصحيحها بشكل أو بآخر.. وبعض الأخطاء لايمكن تصحيحه، لأنه سيكون الأول والأخير.. وهذا ما تعلمته حين كنت ضابطاً مجنداً في العسكرية. وقد قال لنا مدرّب رمي القنابل اليدوية: انتبهوا بدقة الى طريقة نزع المسمار من القنبلة.. ثم طريقة احتفاظكم بعتلة التفجير محكمة ضمن أعصاب باردة لكنها متينة في الكف..
وتابع: إن أي خطأ في مثل هذه العملية سيكون الخطأ الأول بالنسبة لكم.. لكنه سيكون، الخطأ الأخير!!.
والحياة هي الأثمن دائماً.. وضمن أرقام ونسب كثيرة تطالعنا بها الحياة.. ومن ضمنها إعصار (تسونامي) الذي حصد آلاف آلاف الضحايا، يمكن الاستسلام لمشيئة غضب الطبيعة.. ولكننا، حتى ضمن كارثة الطبيعة هذه، علينا محاولة إنقاذ طفل لايزال يتنفس تحت الأنقاض.
وأذكر الفنان العالمي الكبير، الراحل، بيكاسو، وأحد كبار أعلام القرن العشرين، حين طرح عليه سؤال: «إذا شب حريق في مرسمك.. وكانت لديك في المرسم هرّة.. فهل تفضّل إنقاذ لوحاتك، أم إنقاذ الهرّة؟!.
قال بيكاسو: أفضّل إنقاذ الهرة، لأنها حياة.. وأما لوحاتي فهي من جماد..
وإليكم الآن حكاية الطفل «عبادة» كما سيرويها والده المفجوع الأكبر.. وجدّه.. وأهله..
وليد معماري
تفاصيل الحادثة
دخل الطفل عبادة الى مشفى المجتهد في دمشق مساء يوم السبت 2/7/2005 بسبب رض في يده اليمنى إثر وقوعه على الأرض أثناء اللعب في البيت، عمره خمس سنوات رقم سجل الإسعاف 351 ـ الاضبارة 28082 ـ الضبط 1579 تاريخ 2/7/2005 قسم القدم... بعد التشخيص وتصوير يد الطفل تبين وجود كسر في مرفق اليد اليمنى.
ثم أدخل الى الشعبة العظمية، وكان الطفل في صحة تامة ماعدا الكسر الحاصل في يده، وكان يلوّح لنا بيده والابتسامة على وجهه بحضور طبيب العظمية الذي طلب من والدته خلع ملابس الطفل.
أثناء ذلك دخل عدد من الأطباء الى الغرفة الموجود فيها الطفل، وأغلق الباب، سمعنا صراخ الطفل بشدّة،ونحن ننتظر عند باب الغرفة.. بعد دقائق فتح الباب وخرج ممرض ليقول لأهله: أجرينا العمل اللازم وتم تجبير يده المكسورة.. فرح أهل الطفل وشكروه على هذا العمل الإنساني وأعطوه مبلغ مئة ليرة سورية (حلواناً).. فتح الباب مرة ثانية وخرج منه طبيب عابس الوجه، وسمعنا ملاسنة كلامية بين الأطباء الموجودين في غرفة الطفل.. ثم فوجئنا بنقل الطفل الى غرفة الإنعاش، ومن خلال استمرار المقاذفات الكلامية بين الأطباء وأخذ الطفل الى غرفة الإنعاش، عرفنا أن الطفل قد فارق الحياة حيث سمعنا من الكادر الطبي أن الطفل أعطي جرعة زائدة من البنج.
وقد تبيّن فيما بعد أنه تم إدخال أنبوب في فم الطفل الى معدته لإخراج المخدر.لكن هذا الأنبوب لم يدخل في مكانه الصحيح ما أدى الى حدوث النزف الداخلي للطفل، وظهرت الدماء من فمه نتيجة إدخال هذا الأنبوب بطريقة خاطئة، تعبّر عن عشوائية العلم الطبي وعدم الخبرة بالمواضيع الطبية، وهذا يدل على أن معظم هؤلاء الأطباء لم يكونوا متخرجين وممارسين للعمل الطبي.. حيث كان تعاملهم مع الطفل بطريقة عمل الجلاد.. كانوا يحركون يده ويشدونها بطريقة لاتمت بصلة للعمل الطبي.
وتبين أيضاً أنه لم يجر للطفل أي عمل في يده، وحتى يضلّلون ذويه، وضعوا قطعة شاش على يد الطفل المكسورة.
..ماذا نرجو من أطباء مازالوا طلاباً، وقد دخلوا كلية الطب، إما بالواسطة أو بطرق غير شرعية، حتى يظهروا للمجتمع أنهم أطباء..
..في مشرحة المشفى، وفي غرفة التحقيق طُلب من الأب مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية!! قال لهم: لماذا هذا المبلغ إذا كان الطفل قد مات؟ وقال لهم: نحن لانريد أن نشتكي على أحد.. عوضنا على الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..
وأكدوا لي وأمام الحضور المعروفة أسماؤهم ومكان عملهم أن جثة الطفل لن تشرّح، ووفاته معروفة، وسنفحص الطفل بفحوصات نووية دون تشريح نهائياً.. وبعد دفع المبلغ طلب منّا هذا المسؤول الانتظار خارج المبنى، وقال: حتى نختم الضبط وتستلموا جثة الطفل..
بعد نصف ساعة تقريباً فوجئنا بأن جثة الطفل مشرّحة (كالذبيحة) وسط بركةمن دمه بشكل ليس له مثيل، ولايقبله عقل..
فالطفل في وسط بركة من الدم مشرّح من أعلى رأسه الى أسفل بطنه وبشكل طولي، والأغرب والأعجب من ذلك أنه تمت خياطة القسم المشرح بشكل عشوائي وسريع (للفلفة) هذا العمل الوحشي الذي إن دلّ على شيء فهو يدلّ على فشل هؤلاء الأطباء، وعدم معرفتهم بالأمور الطبية..
وهذه الخيوط أشبه بخيوط أكياس الخيش التي يُباع فيها (التبن)؟؟ والأغرب عندما نظرت الى رأسه ولاسيما الجبهة العلوية من قمة الرأس وجدتها مشرّحة بشكل دائري، ومركّبة (تركيباً)، ومخيطة على شكل تلقيط من جهتين؟؟
ومن الملاحظ، وقبل استلامنا جثة الطفل، هرب الكادر الطبي بمن فيهم المسؤولون من مكان عملهم..
وأتساءل: إذا كان الطفل قد توفي نتيجة الجرعة الزائدة من المخدر، ولم يكن هناك أي شكوى من أهل الطفل على الأطباء الفاشلين.. لماذا تشويه الطفل وتشريحه بهذه الطريقة العشوائية؟؟!.
هل هي تتمة لتعليم الطلاب على تشريح الجثث؟؟.. هل كان هناك هدف لأخذ أجزاء من جسم الطفل الفقير؟؟ والصور شاهد على جريمتهم.. نحن نعلم أن الجثة أريد تشريحها من قبل الأطباء.. فكان المفروض أخذ موافقة أهل المتوفى، حيث لايوجد أي شكوى من أهل الطفل قبل تشريح الجثة.
الطفل عبادة.. شهيد الخطأ الطبي.. ومرضه ليس عضالاً، وليس مرضاً في القلب، إنما كسر بسيط في يده.. عولج بقتله.. وتشريحه..
ممرضة قالت لنا: الكثير من المرضى يأتون الى هذا المشفى سيراً على أقدامهم، ويعودون الى أهلهم مكفنين؟؟ بعض الأطباء من الجيل الجديد مستهترون في عملهم، ويعانون من الفساد وقلّة الضمير..
بعض الأطباء المتعاقدين مع بعض المشافي الخاصة يصحبون معهم ممرضين من تلك المشافي الخاصة ليكسبوا خبرة بأرواح الناس، وإدارة المشفى تعلم بذلك.. ولو كان ذوو الطفل أصحاب جاه ومال وسلطة، لاختلفت الأمور، وتحرّك المعنيون بهذا الأمر بإجراء التحقيق السريع حول أسباب وفاة الطفل..
راجعنا.. قالوا: نحن نحقق في هذا الموضوع.. كانوا يرددون كلامهم بثقة منقطعة النظير.. سيحاسب المخطئ.
وطرقنا أبواب غيرهم.. كانوا يطلقون في وجوهنا كبسولات صدئة مثل وجوههم (هذا نصيبه)؟؟
قسم شرطة القدم يشكرون على عملهم.. أرسلوا كتاباً الى إدارة مشفى دمشق يطلب أسماء الأطباء أثناء حادث الطفل.. وجاء الرد، ولكن غاب من القائمة اسم الفاعل بالذات؟؟ بتواطؤ مفضوح.. رقم الكتاب 2318/ص تاريخ 13/7/2
كلنا نؤمن أن الموت حقّ وهو قضاء وقدر.. نستسلم فيه للمشيئة الإلهية.. ولكن المؤلم في هذه القضية الصعبة هو شعورك بأنك رخيص، وحياتك وحياة أطفالك بلا ثمن؟؟
وأن بعض المسؤولين وبعض الأطباء يعدّون أطفال الفقراء.. والفقراء.. عبارة عن رقم لا معنى له.. ولا يقدّم ولا يؤخّر؟؟
تحقيق وتصوير: أحمد محمد عوض البلحوسي
عن تشرين
شو فيكون تعلّقو :cry: :jakoush:
هل هو استهتار أطباء متمرنين؟.. أم استرخاص لحياة البشر؟
أشد الآلام وقعاً على الإنسان، ليس ألم الجسد..بل ألم الروح.. وأصعب آلام الروح، هو فقدان غال عزيز.. وأشدها وقعاً.. فقدان ابن أو حفيد..
وفي حالات الفقدان بسبب مرض عضال، يسلّم المرء أمره لله.. ويستسلم لمشيئة القدر.. ويعزيه ـ رغم جرح الروح النازف ـ أن الموت كان رحمة للمريض. أما أن يكون لك طفل، ابن، أو حفيد، وتلعب معه.. تمازحه، وتضحك من أعماق قلبك لكلماته البريئة.. ولضجيج الحياة داخله، ثم تفقده فجأة.. فتلك هي المأساة. وما أكثر ما يتعرض الأطفال، بسبب نشاطهم الحركي المفرط، الى حوادث؛ تبدأ من رعف في الأنف، وقد تنتهي بكسر ما في الساق أو الساعد..
لا ينفع معه، توجعك لوجعه.. ولادموعك لتخفيف أنهار دموعه.. وعند ذلك، لابدّ من إسعاف الطفل الى مشفى،ووضعه بين أيد، يفترض أنها رحيمة، ومختصة، مهمتها رأب الخلل، وإعادة الأمور الى نصابها.
وقد تعثّر الولد، وعمره خمس سنوات، ووقع على الأرض أثناء لعبه.. وأصيب بكسر في الساعد الأيمن.. وأسعف الى المشفى، وأحيل الى قسم العظمية من أجل إجراء عمل جراحي بسيط.. وقال الأطباء: إنه عمل جراحي بسيط.. بسيط للغاية.. كل ما في الأمرهو أن كسراًحدث في لقمة العضد الوحشية اليمنى.
ولست بصدد كشف تفاصيل الحادث.. فهذا منوط بروايته عبر شهادة الأهل.. وعبر رواية الأهل قالوا: إن الطفل كان متشبثاً بالحياة، ومضى نحو غرفة العمليات، وهو يضحك، رغم آلامه، وراح يلوّح بذراعيه، لوالده وأمه وجده عند بوابة غرفة العمليات.. وقد حدث داخل الغرفة خطأ بسيط جداً.. بسيط للغاية.. هو باختصار حقن الطفل بكمية من المخدر زائدة عن الحدّ المفترض أن يكون.
خطأ طبي!.. والأخطاء الطبية معترف بها في كل أنحاء العالم.. وبنسب محددة.. ولكن ضمن حدود مقوننة، وفي العمليات المعقدة، كعمليات القلب المفتوح أثناء إجرائها مع أشخاص بلغوا من العمر عتياً..
وستكتشفون عبر متابعة القضية التي سيرويها لكم الأهل بعد قليل، أن الأمر لم يكن خطأ طبياً يندرج ضمن قوائم (المقبول به).. بل ضمن قوائم الجهل بأبسط قواعد التخدير.. مارسه طالب طب، أراد أن يتعلم (البيطرة) في حمير (النّوَرْ).. مع احترامي لـ(النَّوَرْ).. فلي من بينهم أصدقاء (من سورية) يعالجون أسنان وأضراس الفرنسيين على أرصفة باريس، بخبرة، وأسرار، تفوق كل معارف الطب الحديث.
وعود على بدء.. فبعض الأخطاء مفترضة ومحمولة.. ويمكن تصحيحها بشكل أو بآخر.. وبعض الأخطاء لايمكن تصحيحه، لأنه سيكون الأول والأخير.. وهذا ما تعلمته حين كنت ضابطاً مجنداً في العسكرية. وقد قال لنا مدرّب رمي القنابل اليدوية: انتبهوا بدقة الى طريقة نزع المسمار من القنبلة.. ثم طريقة احتفاظكم بعتلة التفجير محكمة ضمن أعصاب باردة لكنها متينة في الكف..
وتابع: إن أي خطأ في مثل هذه العملية سيكون الخطأ الأول بالنسبة لكم.. لكنه سيكون، الخطأ الأخير!!.
والحياة هي الأثمن دائماً.. وضمن أرقام ونسب كثيرة تطالعنا بها الحياة.. ومن ضمنها إعصار (تسونامي) الذي حصد آلاف آلاف الضحايا، يمكن الاستسلام لمشيئة غضب الطبيعة.. ولكننا، حتى ضمن كارثة الطبيعة هذه، علينا محاولة إنقاذ طفل لايزال يتنفس تحت الأنقاض.
وأذكر الفنان العالمي الكبير، الراحل، بيكاسو، وأحد كبار أعلام القرن العشرين، حين طرح عليه سؤال: «إذا شب حريق في مرسمك.. وكانت لديك في المرسم هرّة.. فهل تفضّل إنقاذ لوحاتك، أم إنقاذ الهرّة؟!.
قال بيكاسو: أفضّل إنقاذ الهرة، لأنها حياة.. وأما لوحاتي فهي من جماد..
وإليكم الآن حكاية الطفل «عبادة» كما سيرويها والده المفجوع الأكبر.. وجدّه.. وأهله..
وليد معماري
تفاصيل الحادثة
دخل الطفل عبادة الى مشفى المجتهد في دمشق مساء يوم السبت 2/7/2005 بسبب رض في يده اليمنى إثر وقوعه على الأرض أثناء اللعب في البيت، عمره خمس سنوات رقم سجل الإسعاف 351 ـ الاضبارة 28082 ـ الضبط 1579 تاريخ 2/7/2005 قسم القدم... بعد التشخيص وتصوير يد الطفل تبين وجود كسر في مرفق اليد اليمنى.
ثم أدخل الى الشعبة العظمية، وكان الطفل في صحة تامة ماعدا الكسر الحاصل في يده، وكان يلوّح لنا بيده والابتسامة على وجهه بحضور طبيب العظمية الذي طلب من والدته خلع ملابس الطفل.
أثناء ذلك دخل عدد من الأطباء الى الغرفة الموجود فيها الطفل، وأغلق الباب، سمعنا صراخ الطفل بشدّة،ونحن ننتظر عند باب الغرفة.. بعد دقائق فتح الباب وخرج ممرض ليقول لأهله: أجرينا العمل اللازم وتم تجبير يده المكسورة.. فرح أهل الطفل وشكروه على هذا العمل الإنساني وأعطوه مبلغ مئة ليرة سورية (حلواناً).. فتح الباب مرة ثانية وخرج منه طبيب عابس الوجه، وسمعنا ملاسنة كلامية بين الأطباء الموجودين في غرفة الطفل.. ثم فوجئنا بنقل الطفل الى غرفة الإنعاش، ومن خلال استمرار المقاذفات الكلامية بين الأطباء وأخذ الطفل الى غرفة الإنعاش، عرفنا أن الطفل قد فارق الحياة حيث سمعنا من الكادر الطبي أن الطفل أعطي جرعة زائدة من البنج.
وقد تبيّن فيما بعد أنه تم إدخال أنبوب في فم الطفل الى معدته لإخراج المخدر.لكن هذا الأنبوب لم يدخل في مكانه الصحيح ما أدى الى حدوث النزف الداخلي للطفل، وظهرت الدماء من فمه نتيجة إدخال هذا الأنبوب بطريقة خاطئة، تعبّر عن عشوائية العلم الطبي وعدم الخبرة بالمواضيع الطبية، وهذا يدل على أن معظم هؤلاء الأطباء لم يكونوا متخرجين وممارسين للعمل الطبي.. حيث كان تعاملهم مع الطفل بطريقة عمل الجلاد.. كانوا يحركون يده ويشدونها بطريقة لاتمت بصلة للعمل الطبي.
وتبين أيضاً أنه لم يجر للطفل أي عمل في يده، وحتى يضلّلون ذويه، وضعوا قطعة شاش على يد الطفل المكسورة.
..ماذا نرجو من أطباء مازالوا طلاباً، وقد دخلوا كلية الطب، إما بالواسطة أو بطرق غير شرعية، حتى يظهروا للمجتمع أنهم أطباء..
..في مشرحة المشفى، وفي غرفة التحقيق طُلب من الأب مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية!! قال لهم: لماذا هذا المبلغ إذا كان الطفل قد مات؟ وقال لهم: نحن لانريد أن نشتكي على أحد.. عوضنا على الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..
وأكدوا لي وأمام الحضور المعروفة أسماؤهم ومكان عملهم أن جثة الطفل لن تشرّح، ووفاته معروفة، وسنفحص الطفل بفحوصات نووية دون تشريح نهائياً.. وبعد دفع المبلغ طلب منّا هذا المسؤول الانتظار خارج المبنى، وقال: حتى نختم الضبط وتستلموا جثة الطفل..
بعد نصف ساعة تقريباً فوجئنا بأن جثة الطفل مشرّحة (كالذبيحة) وسط بركةمن دمه بشكل ليس له مثيل، ولايقبله عقل..
فالطفل في وسط بركة من الدم مشرّح من أعلى رأسه الى أسفل بطنه وبشكل طولي، والأغرب والأعجب من ذلك أنه تمت خياطة القسم المشرح بشكل عشوائي وسريع (للفلفة) هذا العمل الوحشي الذي إن دلّ على شيء فهو يدلّ على فشل هؤلاء الأطباء، وعدم معرفتهم بالأمور الطبية..
وهذه الخيوط أشبه بخيوط أكياس الخيش التي يُباع فيها (التبن)؟؟ والأغرب عندما نظرت الى رأسه ولاسيما الجبهة العلوية من قمة الرأس وجدتها مشرّحة بشكل دائري، ومركّبة (تركيباً)، ومخيطة على شكل تلقيط من جهتين؟؟
ومن الملاحظ، وقبل استلامنا جثة الطفل، هرب الكادر الطبي بمن فيهم المسؤولون من مكان عملهم..
وأتساءل: إذا كان الطفل قد توفي نتيجة الجرعة الزائدة من المخدر، ولم يكن هناك أي شكوى من أهل الطفل على الأطباء الفاشلين.. لماذا تشويه الطفل وتشريحه بهذه الطريقة العشوائية؟؟!.
هل هي تتمة لتعليم الطلاب على تشريح الجثث؟؟.. هل كان هناك هدف لأخذ أجزاء من جسم الطفل الفقير؟؟ والصور شاهد على جريمتهم.. نحن نعلم أن الجثة أريد تشريحها من قبل الأطباء.. فكان المفروض أخذ موافقة أهل المتوفى، حيث لايوجد أي شكوى من أهل الطفل قبل تشريح الجثة.
الطفل عبادة.. شهيد الخطأ الطبي.. ومرضه ليس عضالاً، وليس مرضاً في القلب، إنما كسر بسيط في يده.. عولج بقتله.. وتشريحه..
ممرضة قالت لنا: الكثير من المرضى يأتون الى هذا المشفى سيراً على أقدامهم، ويعودون الى أهلهم مكفنين؟؟ بعض الأطباء من الجيل الجديد مستهترون في عملهم، ويعانون من الفساد وقلّة الضمير..
بعض الأطباء المتعاقدين مع بعض المشافي الخاصة يصحبون معهم ممرضين من تلك المشافي الخاصة ليكسبوا خبرة بأرواح الناس، وإدارة المشفى تعلم بذلك.. ولو كان ذوو الطفل أصحاب جاه ومال وسلطة، لاختلفت الأمور، وتحرّك المعنيون بهذا الأمر بإجراء التحقيق السريع حول أسباب وفاة الطفل..
راجعنا.. قالوا: نحن نحقق في هذا الموضوع.. كانوا يرددون كلامهم بثقة منقطعة النظير.. سيحاسب المخطئ.
وطرقنا أبواب غيرهم.. كانوا يطلقون في وجوهنا كبسولات صدئة مثل وجوههم (هذا نصيبه)؟؟
قسم شرطة القدم يشكرون على عملهم.. أرسلوا كتاباً الى إدارة مشفى دمشق يطلب أسماء الأطباء أثناء حادث الطفل.. وجاء الرد، ولكن غاب من القائمة اسم الفاعل بالذات؟؟ بتواطؤ مفضوح.. رقم الكتاب 2318/ص تاريخ 13/7/2
كلنا نؤمن أن الموت حقّ وهو قضاء وقدر.. نستسلم فيه للمشيئة الإلهية.. ولكن المؤلم في هذه القضية الصعبة هو شعورك بأنك رخيص، وحياتك وحياة أطفالك بلا ثمن؟؟
وأن بعض المسؤولين وبعض الأطباء يعدّون أطفال الفقراء.. والفقراء.. عبارة عن رقم لا معنى له.. ولا يقدّم ولا يؤخّر؟؟
تحقيق وتصوير: أحمد محمد عوض البلحوسي
عن تشرين
شو فيكون تعلّقو :cry: :jakoush: