وهج البراءة
16/03/2008, 20:33
أهمس فى ضجر فى أذن جارى الناعس :
لماذا تأخر الجرس الغبى كل هذا؟! هل تراهم ضلوا طريقه أم أن مغاورى قدم استقالته وأخذه معه!!
يحبس جارى ضحكته بصعوبة ويحاول أن ينظر الناحية الأخرى حتى لا يضحك ..
مدرس التاريح ذو النبرة الرتيبة الممطوطة يركز بصره ناحيتنا ويتوقف عن الكلام لحظة حبسنا انفاسنا حتى عاود الكلام ثانية عن عصر الملك أمنمحات ورجع حديثه البطئ الممطوط يعبأ الهواء حولنا برائحة النوم !!
أخذت أسرح كعادتى فى كل شئ وفى لا شئ ليتنى كنت أعيش فى عصر الملك أمنمحات هذا بالتأكيد لم أكن اجد صعوبة فى حفظ أسماء هؤلاء الذين يملأون صفحات الكتاب ماذا يا ترى كان يكون اسمى هناك رع ؟!! لا لا اكيد رع هذا كان ينتشر فى الصعيد مثلا ..
بتاح ؟!! .. بتاح ايه ده بس تذكرت منة الله ابنة اختى التى تبدل دائما العين حاء .. فتقول حنب وتقصد عنب .. وحفريت وتقصد عفريت .. وبتاح بالتأكيد تقصد بها بتاع ..
رمسيس ؟!! أشعر بالخنقة بمجرد تذكر اسم رمسيس وأتذكر زحام وعشوائية هذا الميدان الشهير فى القاهرة والذى لا تدرى من يسير فيه وأين وكيف ولماذا ؟!
لا يهم الاسم لكن ترى لو كنت اعيش هناك كيف كنت ساقضى الليل بطوله ؟! لا تليفزيون ولا نت ولا موبيل ولا غيره وإذا مت كانوا سيضعون هرما بأكلمه فوق صدرى ياااه الحمد لله أننى هنا !!
دخل بى خيالى المشاغب بمناسبة ذكر الموت فى اتجاه آخر ماذا يحدث بصحيح إذا مات عم مغاورى هذا البواب الداهية الذى لا يجرؤ أحد أن يمس الجرس فى وجوده او غيابه هل سنظل ندرس ونتعذب إلى الأبد .. ارتعبت من الفكرة فدعوت الله ان يحفظ لنا مغاورى على سماجته ..
- ربنا يقطعك يا أمنمحات انت وامنحتب فى يوم واحد .. متى ننتهى من هذا الهم؟!
قالها الطالب الجالس أمامى فى ضجر ثم همس فى فرح : عم مغاورى !!
التفت بتلقائية ناحية النافذة لكن زاوية الرؤية لم تسمح لى سوى برؤية جزء بسيط من فناء المدرسة لم يكن به شئ وقتها !! وفجأة ظهر عم مغاورى على الساحة يسير كعادته متأنيا متمهلا كأنه طاووس وهو يتجه ناحية الجرس القديم البالى ..
أحد الطلاب يبتهل : ربنا يديك طولة العمر يا مغاورى لغاية ما تضرب الجرس !! ..
آاااامين يااارب !! طالب آخر يؤمن فى صدق ويردف يلا يا مغاورى شد حيلك وخلصنا بقى ..
كان الصف الذى بجوار النافذة كله يتابع حركات محرر الطلبة عم مغاورى العظيم .. بينما يتابع الطلاب الذين لا يجاورون النافذة فى قلق وترقب ردود الفعل على وجوههنا ليعلموا كيف تسير الأمور بالخارج ..
يوووووه قالها الطالب الذى أمامى فجأة ..
طالب بعيد يكاد يموت من القلق ما الذى يجرى؟
لم تساعدنى زاوية الرؤية على رؤية مغاورى فى تلك اللحظة .. سألت الجالس أمامى فيه ايه هو راح فين؟
يبدو انه رجع أنا لا أرى انا الآخر ومال على الطالب الذى أمامه : هو مغاورى راح فين؟!
لم اسمع الاجابة فقد أفزعنى نداء الأستاذ العالى .. نعم انت الجالس فى الصف الأخير أنادى على سعادتك للمرة الرابعة ..
انتبهت ووقفت مرتبكا لكننى ابتسمت لأننى استطيع ان أرى مساحة أكبر من الفناء رأيت مغاورى يقف مع حضرة الناظر ..
- أفندم يا أستاذ؟
- أجب على السؤال ؟!
- أى سؤال هذا الذى يعنى؟! ومتى سأله؟! ربنا ياخدك يا مغاورى انت وحضرة الناظر فى يوم واحد !!
أنتم السبب فى هذه الورطة اضرب الجرس ثم ارجع وتكلما كما شئتما ..
- آسف يا استاذ هل ممكن تعيد السؤال؟!
- وأين كنت ............... لم اسمع بقية الكلام فقد لمحت مغاورى يتجه ثانية ناحية الجرس .. يارب فلأتبع طريقة المنتخب المصرى الشهيرة فى اضاعة هذه اللحظات سأمرر الكرة إليه ثانية على طريقة بشير التابعى وعبد الظاهر السقا..
- نعم يا أستاذ سمعت السؤال لكن لم افهم ما المقصود به تحديدا ؟! حلوة دى الكرة الآن فى ملعب الأستاذ ثانية !!
الأستاذ يأخذ فى الكلام المنفعل ثانية معيدا السؤال ثانية ما هى أهم ملامح التوجهات الاقتصادية للملكة نفرومتاح ومآخذها على سياسة الملك إمنمحات الثالث ؟! ومغاورى يسير مشيته المعجبة ناحية طوق النجاة يا بختك يا مغاورى لا تحمل هم مفرومتاح ولا برسوبك ولا امنمحات ولا هم اى شئ آخر فى العالم .. أعطنى حريتى يا مغاورى اطلق يدى .. الله يستر عرضك يا شيخ اضرب بقى !!
مغاورى يمسك بالجرس لكنه لا يضربه .. يتركه ثانية ثم يرفع يده لينظر فى ساعته فى برود !!
بالتأكيد هو يعلم أن العيون والقلوب معلقة به الآن فليتفنن هو الآخر فى تعذيبنا على طريقته !!
- نعم يا أستاذ كنت أقصد أقصد أن مفرومتاح ....
- مفرومتاح؟! هى بقى اسمها مفرو ....
وفجأة يدوى صوت الجرس فانطلقت الآهات من الحناجر بل إننى سمعت بعض الفصول المجاورة تكبر بشكل هستيرى ..
جمع الأستاذ حاجاته وزغت انا فى الزحام ولا أكاد أصدق اننى نجوت وأن أول أيام الدراسة قد مضى أخيرا على خير !!
لماذا تأخر الجرس الغبى كل هذا؟! هل تراهم ضلوا طريقه أم أن مغاورى قدم استقالته وأخذه معه!!
يحبس جارى ضحكته بصعوبة ويحاول أن ينظر الناحية الأخرى حتى لا يضحك ..
مدرس التاريح ذو النبرة الرتيبة الممطوطة يركز بصره ناحيتنا ويتوقف عن الكلام لحظة حبسنا انفاسنا حتى عاود الكلام ثانية عن عصر الملك أمنمحات ورجع حديثه البطئ الممطوط يعبأ الهواء حولنا برائحة النوم !!
أخذت أسرح كعادتى فى كل شئ وفى لا شئ ليتنى كنت أعيش فى عصر الملك أمنمحات هذا بالتأكيد لم أكن اجد صعوبة فى حفظ أسماء هؤلاء الذين يملأون صفحات الكتاب ماذا يا ترى كان يكون اسمى هناك رع ؟!! لا لا اكيد رع هذا كان ينتشر فى الصعيد مثلا ..
بتاح ؟!! .. بتاح ايه ده بس تذكرت منة الله ابنة اختى التى تبدل دائما العين حاء .. فتقول حنب وتقصد عنب .. وحفريت وتقصد عفريت .. وبتاح بالتأكيد تقصد بها بتاع ..
رمسيس ؟!! أشعر بالخنقة بمجرد تذكر اسم رمسيس وأتذكر زحام وعشوائية هذا الميدان الشهير فى القاهرة والذى لا تدرى من يسير فيه وأين وكيف ولماذا ؟!
لا يهم الاسم لكن ترى لو كنت اعيش هناك كيف كنت ساقضى الليل بطوله ؟! لا تليفزيون ولا نت ولا موبيل ولا غيره وإذا مت كانوا سيضعون هرما بأكلمه فوق صدرى ياااه الحمد لله أننى هنا !!
دخل بى خيالى المشاغب بمناسبة ذكر الموت فى اتجاه آخر ماذا يحدث بصحيح إذا مات عم مغاورى هذا البواب الداهية الذى لا يجرؤ أحد أن يمس الجرس فى وجوده او غيابه هل سنظل ندرس ونتعذب إلى الأبد .. ارتعبت من الفكرة فدعوت الله ان يحفظ لنا مغاورى على سماجته ..
- ربنا يقطعك يا أمنمحات انت وامنحتب فى يوم واحد .. متى ننتهى من هذا الهم؟!
قالها الطالب الجالس أمامى فى ضجر ثم همس فى فرح : عم مغاورى !!
التفت بتلقائية ناحية النافذة لكن زاوية الرؤية لم تسمح لى سوى برؤية جزء بسيط من فناء المدرسة لم يكن به شئ وقتها !! وفجأة ظهر عم مغاورى على الساحة يسير كعادته متأنيا متمهلا كأنه طاووس وهو يتجه ناحية الجرس القديم البالى ..
أحد الطلاب يبتهل : ربنا يديك طولة العمر يا مغاورى لغاية ما تضرب الجرس !! ..
آاااامين يااارب !! طالب آخر يؤمن فى صدق ويردف يلا يا مغاورى شد حيلك وخلصنا بقى ..
كان الصف الذى بجوار النافذة كله يتابع حركات محرر الطلبة عم مغاورى العظيم .. بينما يتابع الطلاب الذين لا يجاورون النافذة فى قلق وترقب ردود الفعل على وجوههنا ليعلموا كيف تسير الأمور بالخارج ..
يوووووه قالها الطالب الذى أمامى فجأة ..
طالب بعيد يكاد يموت من القلق ما الذى يجرى؟
لم تساعدنى زاوية الرؤية على رؤية مغاورى فى تلك اللحظة .. سألت الجالس أمامى فيه ايه هو راح فين؟
يبدو انه رجع أنا لا أرى انا الآخر ومال على الطالب الذى أمامه : هو مغاورى راح فين؟!
لم اسمع الاجابة فقد أفزعنى نداء الأستاذ العالى .. نعم انت الجالس فى الصف الأخير أنادى على سعادتك للمرة الرابعة ..
انتبهت ووقفت مرتبكا لكننى ابتسمت لأننى استطيع ان أرى مساحة أكبر من الفناء رأيت مغاورى يقف مع حضرة الناظر ..
- أفندم يا أستاذ؟
- أجب على السؤال ؟!
- أى سؤال هذا الذى يعنى؟! ومتى سأله؟! ربنا ياخدك يا مغاورى انت وحضرة الناظر فى يوم واحد !!
أنتم السبب فى هذه الورطة اضرب الجرس ثم ارجع وتكلما كما شئتما ..
- آسف يا استاذ هل ممكن تعيد السؤال؟!
- وأين كنت ............... لم اسمع بقية الكلام فقد لمحت مغاورى يتجه ثانية ناحية الجرس .. يارب فلأتبع طريقة المنتخب المصرى الشهيرة فى اضاعة هذه اللحظات سأمرر الكرة إليه ثانية على طريقة بشير التابعى وعبد الظاهر السقا..
- نعم يا أستاذ سمعت السؤال لكن لم افهم ما المقصود به تحديدا ؟! حلوة دى الكرة الآن فى ملعب الأستاذ ثانية !!
الأستاذ يأخذ فى الكلام المنفعل ثانية معيدا السؤال ثانية ما هى أهم ملامح التوجهات الاقتصادية للملكة نفرومتاح ومآخذها على سياسة الملك إمنمحات الثالث ؟! ومغاورى يسير مشيته المعجبة ناحية طوق النجاة يا بختك يا مغاورى لا تحمل هم مفرومتاح ولا برسوبك ولا امنمحات ولا هم اى شئ آخر فى العالم .. أعطنى حريتى يا مغاورى اطلق يدى .. الله يستر عرضك يا شيخ اضرب بقى !!
مغاورى يمسك بالجرس لكنه لا يضربه .. يتركه ثانية ثم يرفع يده لينظر فى ساعته فى برود !!
بالتأكيد هو يعلم أن العيون والقلوب معلقة به الآن فليتفنن هو الآخر فى تعذيبنا على طريقته !!
- نعم يا أستاذ كنت أقصد أقصد أن مفرومتاح ....
- مفرومتاح؟! هى بقى اسمها مفرو ....
وفجأة يدوى صوت الجرس فانطلقت الآهات من الحناجر بل إننى سمعت بعض الفصول المجاورة تكبر بشكل هستيرى ..
جمع الأستاذ حاجاته وزغت انا فى الزحام ولا أكاد أصدق اننى نجوت وأن أول أيام الدراسة قد مضى أخيرا على خير !!