-
دخول

عرض كامل الموضوع : ماذا تريد الأمة من القمة ؟


was616im
29/03/2008, 10:25
مجرد انعقاد ( القمة العربية ) في دمشق, السبت المقبل 29/3/,2008 يعد في تقديرنا انتصاراً لسورية, منهجاً ودوراً إقليمياً, يرفض الخضوع للتنازلات, أو الضغوط الأمريكية المباشرة أو غير المباشرة.

ولكن الأمر تعدى مجرد الانعقاد, إلى جدول مقترح للمناقشات والقرارات, التي تتصل بقضايا الأمة الرئيسية وملفاتها المتفجرة وفي مقدمتها ملفات (العراق وفلسطين ولبنان ), والتي يتمنى كل عربي مخلص أن تكون على مستوى الحدث, وسخونة مايجري في تلك الملفات.

‏‏‏
(حول ماتريده الأمة, من القمة القادمة سنسجل مايلي من تأملات علها تفيد:

‏‏‏
أولاً: لعل مايجري في لبنان من توترات وصراعات يمثل أعقد الملفات التي تواجهها القمة, رغم أن البعض يحاول أن يدفن رأسه في الرمال متجاهلاً إياه, أو محاولاً تصويره وتقديمه للرأي العام على غير حقيقته, وهو مايقوم به وبجدارة يحسدون عليها, حلفاء واشنطن, حين يصورون الأمر باعتباره مجرد اختلاف بين ( أكثرية ) ومعارضة, وهو الأمر غير الحقيقي, حيث الصراع في لبنان كان وسيظل صراعاً بين مسارين, مسار يسعى إلى استقلال فعلي للبنان وحماية حقيقية له من خلال وضع أزماته الحالية في سياقها العربي والإسلامي, ومسار يريد أن يجعل من لبنان مجرد تابع لاستراتيجية واشنطن في المنطقة, وساحة لوجودها كل ذلك حماية لأمن إسرائيل بالأساس, الأمر الذي يتطلب نزعاً سريعاً وكاملاً لسلاح حزب الله دونما ضمانات لحماية أمن لبنان, وأن يتحول الفرقاء في لبنان إلى مايشبه حالة الحرب الأهلية بمعناها وأدائها القديم, مع الخلع التدريجي للبنان من عروبته وانتماءاته التي يحكمها التاريخ والجغرافيا.

إن ملف الرئاسة اللبنانية, وتشكيل الحكومة, ونظام الانتخابات, تمثل قضايا التفجير داخل الملف اللبناني, وهي ذاتها التي تتوقع الأمة أن يجد القادة العرب حلاً عربياً لايمالئ واشنطن, أو يخضع لابتزازها, كما هو حاصل اليوم للأسف. وما أسهل الحل العربي إن خلصت النوايا وابتعد العقلاء والحكماء عن الضغط الأمريكي, الذي لايرجى منه خيراً للمنطقة, إن الأمة ترنو بعين الرجاء أن تكون حماية سلاح المقاومة هي الهدف الأسمى لمؤتمر القمة العربية, لأن هذه المقاومة هي التي حمت لبنان, وأخرجت العدو الصهيوني مهزوماً, مرتين الأولى في أيار 2000 والثانية في تموز ,2006 وهي مقاومة ترفعت- ولاتزال-عن صغائر السياسة الداخلية اللبنانية وصراعاتها, ولم تضبط ولو لمرة واحدة وهي تستخدم هذا السلاح المقاوم في صراعات أو فتن داخلية, لقد كانت دائماً تنزه هذا السلاح وتعلو به فوق المحن والفتن, وهو الأمر الذي دفع واشنطن وتل أبيب إلى ترتيب المؤامرات منذ اغتيال الحريري عام 2005 وحتى اليوم ( 2008 ),وكانت آخر مؤامراتها المباشرة ومن خلال الحلفاء هي الحيلولة دون القبول اللبناني بالمبادرة العربية, ومحاولة تأويلها وفقاً للمصالح الأمريكية وليس المصالح العربية / اللبنانية.

على أية حال.. المطلوب عربياً من القمة هو تفعيل المبادرة العربية, والإعادة الصحيحة والكاملة لدور لبنان العربي, وإقصاء روح التعصب والطائفية والأمركة من المشهد اللبناني, وحماية المقاومة وسلاحها الذي تسعى واشنطن وتل أبيب لضربه ونزعه.

ثانياً: أما الملف الثاني وهو الأكثر سخونة, ودماً فهو الملف العراقي, ذلك الملف الذي زاده الاحتلال الأمريكي, ألماً ودماراً, وكلما سعى العرب إلى علاجه, تعمد الاحتلال إلى المزيد من عمليات تخريبه وتدميره, وإذا كانت واشنطن قد دفعت قرابة خمسة تريليون دولار من قوت الشعب الأمريكي من أجل المغامرات غير المحسوبة للرئيس بوش الابن في أفغانستان والعراق في السنوات الخمس الماضية فضلاً عن حوالي خمسة آلاف قتيل من ضباط وجنود الجيش الأمريكي, فإنه بالمقابل قد دفع الشعب العراقي (وقبله الأفغاني) مايزيد على مليون عراقي شهيد من جراء هذا الاحتلال والفتن التي خلقها داخل المجتمع العراقي الذي كان موحداً, ولقدتم تشريد 5 ملايين عراقي, وزرع 5 ملايين لغم واحترق الأخضر واليابس وتم تدمير الدولة العراقية.

إن هذا الملف الملغوم يمثل أحد أبرز الملفات أمام القمة العربية القادمة, وماينشده الإنسان العربي من قادة العرب في هذه القمة تجاه هذا الملف هو أن يخرجوا بقرارات تنفذ بشأن مأساة الاحتلال, إن العراقيين بعد القتل والتشريد ينظرون بأمل, رغم الإحباط الشديد الذي يعيشونه - إلى القمة القادمة, لأنها تنعقد في ( دمشق العروبة ), وهي دمشق التي تستضيف ما لايقل عن مليون ونصف المليون مهجر عراقي تعاملهم كالسوريين, وهذا ليس غريباً على دمشق قلب العروبة النابض, عن حق وصدق وليس عن ادعاء أو كذب.‏‏‏
إن هذا الملف يتطلب أيضاً فتحاً لحوار استراتيجي مع إيران الجار الأكبر والأبرز للعراق.

ثالثاً: أما الملف الثالث المهم الذي ترنو الأمة بعيونها إليه في القمة القادمة, فهو الملف الفلسطيني بصراعه المفتوح مع ا لاحتلال, وخلافاته المفتوحة بين الأشقاء, إن الأمة تتطلع إلى أن يقوم قادتها في هذه القمة بخطوات عملية لفك الحصار المفروض ( عربياً للأسف) وأميركياً إسرائيلياً على الفلسطينيين, وأن يتبنوا مبادرة عربية جادة وصادقة للمصالحة بين الأشقاء في فتح وحماس تعلي من خيار المقاومة وتخسف الأرض ( إن أمكن !) بخيار التسوية الذي أوصل القضية الفلسطينية إلى الدرك الأسفل من الاهتمام والفعل!! إن الأمة بإمكاناتها إن خلصت نية وإرادة قادتها, أن تقدم الكثير لهذه القضية ولشعبها المظلوم المقاوم, فقط نحتاج إلى إقصاء حقيقي للأجندة الأميركية التي تحملها كل حين كوندا ليزا رايس, وديك تشيني ولابأس من بوش الابن إلى المنطقة وبالمقابل تفعيل أكثر للدور والأجندة العربية المقاومة.

إن القمة القادمة, تستحق, من حيث توقيتها ومكانها أن يهتم بها العالم, وأن تأمل فيها شعوب المنطقة خيراً فالتطورات الدرامية للأحداث والسياسات والاستراتيجيات التي تجري حولنا تتطلب ذلك, وكون دمشق هي الراعية والمضيفة لهذه القمة, والتي تعقد فيها لأول مرة منذ عرفت الجمعية العربية مفهوم (القمة), أي منذ 1946 يعد أمراً هاماً يستحق أن تحلم بشأنه الأمة, وأن تتوقع قرارات وتوصيات, ومواقف تخرج من نطاق الأوراق المكتوبة عليه إلى الواقع المعاش, وهذا هو أمل الأمة في قمة دمشق وقادتها!!


المصدر... (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)