أبو النسيم
28/07/2005, 21:31
لست متشائماً .. انا فقط متسائل .. ؟؟
واسأل عن الذي تغير .. اللهم سوى استبدال الوحدة العربية بالوحدات الخلوية ، وهو سؤال مشروع وجوابه لازمٌ لينقلنا الى التفاؤل .. فالوطنية لا تساوي في المعنى على الاطلاق السذاجة ، والسذاجة هنا بان نؤمن بان عملية الاصلاح ستأتي ثمار اليوم بينما فشلت قبل سنوات ، واذا كانت الحكومة تحاول ان تسوق لنا هذا السيناريو ، فمن حقنا ان نسأل ما الذي تغير ..
كل التغيرات سلبية ، ولن اسردها هنا لاننا حفظناها عن ظهر قلب .. والنتيجة عقوبات من الولايات المتحدة تجبرنا على اغلاق حدودنا الشرقية ، وعقوبات نفرضها على لبنان فنغلق حدودنا الجنوبية الغربية ، وننظر بعين الشك الى الحدود الجنوبية خوفا من هبة ارهابية .. وبتنا عوضا عن فيروز نسمع في صباح كل يوم نغمة التهديدات الاميركية وانضمت فرنسا بعد موت الحريري الى الجوقة .. وركب العرب ( كالعادة ) الموجة ، وشكلوا فرقة دبكة يرقصون على انغام طبول الحرب في طقوس احتفالية ..
بينما نصاب بالحكة اذا لم يزخّنا " سترو " او مسؤول اوربي سواه ( مرة كل شهر على الاقل ) بحمام من التهديدات المبطنة بتأجيل توقيعه اتفاق الشراكة الاوربية ..
ستقولون لي مصارف ، واسواق مالية ، وتشريعات ضريبية .. وآلاف المراسيم والقرارات ، وتخفيض رسوم السيارات ، والسكن الشبابي ، وزيادة الرواتب والعطلة يومين .. وساحة الامويين والعباسين ودوار البيطرة .. وانهزام خدام وخروج مشارقة وغياب ميرو ..
انجازات تصلح قصصاً تروى قبل النوم للاطفال ( انتبهوا قد تجلب لهم الكوابيس )، اما في الواقع على صعيد الفرد الواحد منا لم يتغير شيء .. من ناحيتي .. اخذت صورة امام كل فرع لمصرف من المصارف الخاصة .. اضفتها الى صور العائلة ( ومنها صورنا بجانب عربات الموز في لبنان في الثمانينيات ) ، وحفظت لائحة اسعار السيارات التي اصدرتها المالية ورحت استذكرها امام الوكلاء في كل يوم وارسب في الامتحان واعود من حرستا مشيا على الاقدام .. وزيادة الراتب استفاد منها " ابو العبد " ( بقال الحارة ) وجارنا " الخضرجي " .. وابو عبدو اللحام .. واشترى الاخير سيارة حديثة واتى بضرة على زوجته ام عياله ..
وبينما نسبة النمو عندنا بحاجة الى ( فياغرا ) فان نسبة البطالة بحاجة الى الزاوج وتفريخ فرص عمل تضم " بس هل كم " مليون عاطل عن العمل ، والذين يتكاثرون بسرعات خيالية وشكلوا أسراب تغزو أسوار السفارات من الولايات المتحدة الى موزنبيق .. حتى باتوا يشكلون آفة محلية بحاجة إلى " مكافحة " ..
وما زالت وبعد ثلاث سنوات الشاحنات تعمل في ساحة الامويين ، حتى بدأت اشك بانهم يبنون مفاعلنا النووي هناك .. وفي ساحة العباسيين ازدادت نسبة التلوث الى درجات ادخلت الساحة في كتاب غينس للارقام القياسية , وعدت الدراسات القاطنين في تلك المناطق من النماذج البشرية الخارقة التي تستطيع العيش بدون اوكسجين واستعانت بهم كثير من مراكز الابحاث البحرية ، حيث تشاهدونهم اليوم يطوفون اسرابا مع الدلافين والحيتان في البحار والتماسيح في المسطحات المائية ..
سنوات طويلة وكل الذي حصلنا عليه كلام وأوراق وكتابات ووعود وعهود .. " ويا قلبي آه ايه اللي جرى " ( الله يرحم امك يا كلثوم ) .. ، لم يجري شيء وبالفصحى ، ولم نتقدم قيد أنملة .. طيلة تلك السنين ..
فما الذي امتلكناه اليوم زائدا على الذي كان لكي نكون متفائلين في المرحلة القادمة .. وكل الذي حصلنا عليه توصيات .. وبعد الانتظار ستتغير وزارة .. ويأتي وزراء .. ونشغل انفسنا بفلان وعلتان .. واصل هذا وفصل ذاك .. ويدخلون الوزراء الجدد الى الوزارات ويختفون هناك هم وانجازاتهم .. ليخرجوا الى منازلهم او الى لجان التفتيش ، بينما تضيع الانجازات في الاروقة وتختفي بين الأدراج ..
وقد يرمون لنا في الصحف ، مواكبة لصيحة الديموقراطية ، برامجهم الاصلاحية لنعلكها ( خالية من السكر ) ونحافظ على التراث الشعبي ونغني ثروتنا الأثرية .. بتاريخ متخم بالخطب والبيانات والدراسات والاقتراحات والخطط والقرارات والتعليمات والاستراتيجيات .. ، مخزون ضخم ، يوازي النقص الحاصل في مخزوننا النفطي .. ولا احد يعرف ، ربما .. استبدلنا صادراتنا النفطية المتناقصة في المستقبل بصادرات فكرية ، تشكل احتياطي استراتيجي للعالم اجمع يزودهم بنظريات كثيرة تدعم برامجهم التنموية ..
لقد كنا في مرحلة نحتاج فيها للوقت لانجاز الإصلاح ، اليوم أصبحنا بحاجة للإصلاح لتوفير الوقت .. والفرق كبير بين الحالتين ، وهنا لا يستقيم ان يكون العلاج واحد ..
هذا ليس تشاؤماً وإنما هو تساؤل يحتاج الى إجابة ..
واسأل عن الذي تغير .. اللهم سوى استبدال الوحدة العربية بالوحدات الخلوية ، وهو سؤال مشروع وجوابه لازمٌ لينقلنا الى التفاؤل .. فالوطنية لا تساوي في المعنى على الاطلاق السذاجة ، والسذاجة هنا بان نؤمن بان عملية الاصلاح ستأتي ثمار اليوم بينما فشلت قبل سنوات ، واذا كانت الحكومة تحاول ان تسوق لنا هذا السيناريو ، فمن حقنا ان نسأل ما الذي تغير ..
كل التغيرات سلبية ، ولن اسردها هنا لاننا حفظناها عن ظهر قلب .. والنتيجة عقوبات من الولايات المتحدة تجبرنا على اغلاق حدودنا الشرقية ، وعقوبات نفرضها على لبنان فنغلق حدودنا الجنوبية الغربية ، وننظر بعين الشك الى الحدود الجنوبية خوفا من هبة ارهابية .. وبتنا عوضا عن فيروز نسمع في صباح كل يوم نغمة التهديدات الاميركية وانضمت فرنسا بعد موت الحريري الى الجوقة .. وركب العرب ( كالعادة ) الموجة ، وشكلوا فرقة دبكة يرقصون على انغام طبول الحرب في طقوس احتفالية ..
بينما نصاب بالحكة اذا لم يزخّنا " سترو " او مسؤول اوربي سواه ( مرة كل شهر على الاقل ) بحمام من التهديدات المبطنة بتأجيل توقيعه اتفاق الشراكة الاوربية ..
ستقولون لي مصارف ، واسواق مالية ، وتشريعات ضريبية .. وآلاف المراسيم والقرارات ، وتخفيض رسوم السيارات ، والسكن الشبابي ، وزيادة الرواتب والعطلة يومين .. وساحة الامويين والعباسين ودوار البيطرة .. وانهزام خدام وخروج مشارقة وغياب ميرو ..
انجازات تصلح قصصاً تروى قبل النوم للاطفال ( انتبهوا قد تجلب لهم الكوابيس )، اما في الواقع على صعيد الفرد الواحد منا لم يتغير شيء .. من ناحيتي .. اخذت صورة امام كل فرع لمصرف من المصارف الخاصة .. اضفتها الى صور العائلة ( ومنها صورنا بجانب عربات الموز في لبنان في الثمانينيات ) ، وحفظت لائحة اسعار السيارات التي اصدرتها المالية ورحت استذكرها امام الوكلاء في كل يوم وارسب في الامتحان واعود من حرستا مشيا على الاقدام .. وزيادة الراتب استفاد منها " ابو العبد " ( بقال الحارة ) وجارنا " الخضرجي " .. وابو عبدو اللحام .. واشترى الاخير سيارة حديثة واتى بضرة على زوجته ام عياله ..
وبينما نسبة النمو عندنا بحاجة الى ( فياغرا ) فان نسبة البطالة بحاجة الى الزاوج وتفريخ فرص عمل تضم " بس هل كم " مليون عاطل عن العمل ، والذين يتكاثرون بسرعات خيالية وشكلوا أسراب تغزو أسوار السفارات من الولايات المتحدة الى موزنبيق .. حتى باتوا يشكلون آفة محلية بحاجة إلى " مكافحة " ..
وما زالت وبعد ثلاث سنوات الشاحنات تعمل في ساحة الامويين ، حتى بدأت اشك بانهم يبنون مفاعلنا النووي هناك .. وفي ساحة العباسيين ازدادت نسبة التلوث الى درجات ادخلت الساحة في كتاب غينس للارقام القياسية , وعدت الدراسات القاطنين في تلك المناطق من النماذج البشرية الخارقة التي تستطيع العيش بدون اوكسجين واستعانت بهم كثير من مراكز الابحاث البحرية ، حيث تشاهدونهم اليوم يطوفون اسرابا مع الدلافين والحيتان في البحار والتماسيح في المسطحات المائية ..
سنوات طويلة وكل الذي حصلنا عليه كلام وأوراق وكتابات ووعود وعهود .. " ويا قلبي آه ايه اللي جرى " ( الله يرحم امك يا كلثوم ) .. ، لم يجري شيء وبالفصحى ، ولم نتقدم قيد أنملة .. طيلة تلك السنين ..
فما الذي امتلكناه اليوم زائدا على الذي كان لكي نكون متفائلين في المرحلة القادمة .. وكل الذي حصلنا عليه توصيات .. وبعد الانتظار ستتغير وزارة .. ويأتي وزراء .. ونشغل انفسنا بفلان وعلتان .. واصل هذا وفصل ذاك .. ويدخلون الوزراء الجدد الى الوزارات ويختفون هناك هم وانجازاتهم .. ليخرجوا الى منازلهم او الى لجان التفتيش ، بينما تضيع الانجازات في الاروقة وتختفي بين الأدراج ..
وقد يرمون لنا في الصحف ، مواكبة لصيحة الديموقراطية ، برامجهم الاصلاحية لنعلكها ( خالية من السكر ) ونحافظ على التراث الشعبي ونغني ثروتنا الأثرية .. بتاريخ متخم بالخطب والبيانات والدراسات والاقتراحات والخطط والقرارات والتعليمات والاستراتيجيات .. ، مخزون ضخم ، يوازي النقص الحاصل في مخزوننا النفطي .. ولا احد يعرف ، ربما .. استبدلنا صادراتنا النفطية المتناقصة في المستقبل بصادرات فكرية ، تشكل احتياطي استراتيجي للعالم اجمع يزودهم بنظريات كثيرة تدعم برامجهم التنموية ..
لقد كنا في مرحلة نحتاج فيها للوقت لانجاز الإصلاح ، اليوم أصبحنا بحاجة للإصلاح لتوفير الوقت .. والفرق كبير بين الحالتين ، وهنا لا يستقيم ان يكون العلاج واحد ..
هذا ليس تشاؤماً وإنما هو تساؤل يحتاج الى إجابة ..