صياد الطيور
22/04/2008, 18:38
بدا جارنا أبو أحمد سعيداً ومبتهجاً ظهر أمس، فقد استلم قسائم المازوت المدعوم، ولوح بها بيده أمام الجيران معلناً أنها مائة تنطح مائة، حتى تصل الى الألف ليتر، والى سعادته بدا أبو أحمد مرتاحاً، إذ لم تعد تشغله مسألة تحريك أسعار المازوت، ولسان حاله يقول: إن حقي من الحكومة قد وصلني في المازوت. وأنتظر ان يصلني في بقية المواد الاستهلاكية، بعد ان اشتط البعض في زيادة الأسعار، وتأجيج نيرانها التي لا ترحم الفقراء!
أما جارنا غير المقيم «بهجت بك» فهو يتخذ من شقة الطابق الأول الفني مقراً لشركته التجارية، وهو منزعج جداً لأنه يعيش في فيلا من طابقين في «يعفور» وتحتاج تدفئتها الى أربعة آلاف ليتر من المازوت أسبوعياً في الشتاء، بما في ذلك تدفئة مياه المسبح شتاء، وتشغيل مولد الكهرباء عند انقطاعها.
وإذا كان سعر ليتر المازوت عالمياً يصل الى أربعين ليرة في الحد الأدنى، فإن صاحبنا كان يأخذ من الحكومة أسبوعياً 128 ألف ليرة سورية، وفي الشهر نصف مليون ليرة، أي ما يعادل رواتب ستين موظفاً (!) حتى يصل ما يحصل عليه خلال فصل الشتاء الى مليونين ونصف المليون ليرة، وهذا المبلغ يفوق ما دفعه من الضرائب منذ ولدته أمه!
وبهجت بك مستاء أيضاً من أسعار الكهرباء، فقد ردعته الحكومة عن الاستهلاك الزائد، وفرضت عليه سعراً تصاعدياً. لذا فهو يفكر الآن كيف يشتري قسائم المازوت من الفقراء، وكيف يحتال على شركة الكهرباء، فيقسم الفيلا الى شقق «نظرياً» حتى تنخفض قيمة فاتورته؟! وهنا صاح أبو أحمد محتجاً: إذا باع الفقير قسائمه لبهجت بك، فماذا يحرق حتى يتدفأ؟ هل يجمع الحطب من الغوطة؟!
وأضاف: إن بعض أغنيائنا يريدون ان يدفعوا الواحد كي يأكلوا العشرة، وهم يريدون الضريبة بمقياس الفقراء، والربح بمقياس الأثرياء!
أنا شخصياً لا أحب أن أمتدح الحكومة، لكن واجبي يدفعني للتصفيق لها عندما تمنع «هدر» أموال الدولة ونهب جيوب المواطنين وتحقيق العدالة، كما فعلت في مسألة المازوت، وكما أتوقع ان تفعل في تقديم زيادة مجزية في الأجور للعاملين في الدولة ومن في حكمهم.
عمار أبو عابد / تشرين
أما جارنا غير المقيم «بهجت بك» فهو يتخذ من شقة الطابق الأول الفني مقراً لشركته التجارية، وهو منزعج جداً لأنه يعيش في فيلا من طابقين في «يعفور» وتحتاج تدفئتها الى أربعة آلاف ليتر من المازوت أسبوعياً في الشتاء، بما في ذلك تدفئة مياه المسبح شتاء، وتشغيل مولد الكهرباء عند انقطاعها.
وإذا كان سعر ليتر المازوت عالمياً يصل الى أربعين ليرة في الحد الأدنى، فإن صاحبنا كان يأخذ من الحكومة أسبوعياً 128 ألف ليرة سورية، وفي الشهر نصف مليون ليرة، أي ما يعادل رواتب ستين موظفاً (!) حتى يصل ما يحصل عليه خلال فصل الشتاء الى مليونين ونصف المليون ليرة، وهذا المبلغ يفوق ما دفعه من الضرائب منذ ولدته أمه!
وبهجت بك مستاء أيضاً من أسعار الكهرباء، فقد ردعته الحكومة عن الاستهلاك الزائد، وفرضت عليه سعراً تصاعدياً. لذا فهو يفكر الآن كيف يشتري قسائم المازوت من الفقراء، وكيف يحتال على شركة الكهرباء، فيقسم الفيلا الى شقق «نظرياً» حتى تنخفض قيمة فاتورته؟! وهنا صاح أبو أحمد محتجاً: إذا باع الفقير قسائمه لبهجت بك، فماذا يحرق حتى يتدفأ؟ هل يجمع الحطب من الغوطة؟!
وأضاف: إن بعض أغنيائنا يريدون ان يدفعوا الواحد كي يأكلوا العشرة، وهم يريدون الضريبة بمقياس الفقراء، والربح بمقياس الأثرياء!
أنا شخصياً لا أحب أن أمتدح الحكومة، لكن واجبي يدفعني للتصفيق لها عندما تمنع «هدر» أموال الدولة ونهب جيوب المواطنين وتحقيق العدالة، كما فعلت في مسألة المازوت، وكما أتوقع ان تفعل في تقديم زيادة مجزية في الأجور للعاملين في الدولة ومن في حكمهم.
عمار أبو عابد / تشرين