-
دخول

عرض كامل الموضوع : الصورة الحقيقة للإسلام في" آيات الحب"


roula badour
02/05/2008, 01:44
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////


"آيات الحب" هو فيلم اندونيسي تدفق إلى رؤيته الملايين من كافة أنحاء إندونيسيا للاستمتاع بلمساته الرومانسية ورسالته الدينية ويتوقع ان تفوق ايراداته فيلم تيتانيك

في عربة مزدحمة بقطار مترو الأنفاق المتجه إلى شبرا الخيمة (شمال القاهرة) ارتفع صوت ضجيج بين الركاب، في جدال واسع بعد أن قامت فتاة منتقبة من على مقعدها وأجلست سائحة أمريكية مسنّة محلها، مما أثار حفيظة راكب احتج على إكرام السائحة التي "تعيث حكومتها فسادًا وقتلا في العراق وأفغانستان".

ولم يهدأ الجدل إلا بكلمات هادئة لشخص ذي ملامح آسيوية: "ليس هكذا علمنا رسول الله الذي أوصانا بحسن معاملة زوارنا، ما دمنا قد سمحنا لهم بدخول بلادنا".

هكذا قال الشاب الإندونيسي فخري عبد الله شيديك في الفيلم الإندونيسي الجديد "آيات الحب" الذي تدفق إلى رؤيته الملايين من كافة أنحاء إندونيسيا للاستمتاع بلمساته الرومانسية ورسالته الدينية، فيما ينبؤ عن أنه سيتجاوز إيرادات الفيلم الأمريكي الشهير "تيتانيك" الذي حقق أعلى الإيرادات في تاريخ السينما الإندونيسية عند عرضه في عام 1997.

صورة الإسلام

ويهدف الفيلم وفق ما قاله مخرجه هاتنج بارامانيتو (32 عامًا) إلى تقديم الصورة الحقيقة للإسلام ومبادئه في التعامل مع المرأة وغير المسلمين والتي تم تشويهها بهجمات 11 ايلول، مما جعل البعض حتى في إندونيسيا "يربط بين الإسلام والعنف؛ ولذا أردت إظهار إيجابية الإسلام عبر صور من الحياة، فهو مبنيّ على الحب والصبر والتضحية".

ويدور الفيلم المعروض في دور السينما المحلية حاليًّا، حول قصة شاب إندونيسي فقير ومحب لإسلامه، يستطيع أن يسافر لدراسة القرآن في جامعة الأزهر الشريف بعد حصوله على منحة دراسية، وهناك يصطدم بعدة أزمات وابتلاءات غير متوقعة، غير أنه يخرج منها أشد تمسكًا بمبادئه وفخرًا بتدينه.

تبدأ أولى ابتلاءاته بعد أن يقطع شوطًا لا بأس به في دراسته، ثم يفكر في الزواج، وفجأة يجد فخري الذي لم يرتبط بسيدة في حياته بخلاف أمه وجدته، نفسه محاطًا بأربع فتيات جميلات من جيرانه وزميلاته، كلهن يأملن الارتباط به بعد أن جذب انتباههن بتدينه، وسلوكياته التي تنمّ عن أدب رفيع، بما فيهن المسيحية المصرية ماريا جرجس.

والفتيات الأربع هن: نيريل طالبة الأزهر وابنة أحد علماء الدين المعروفين، وعائشة فتاة مسلمة ألمانية من أصل تركي، وماريا جرجس الفتاة المصرية المسيحية الخجولة جارة فخري التي أقبلت على دراسة القرآن الكريم، ونورا الفتاة المصرية التي جاء على يديها الابتلاء الكبير لفخري فيما بعد.

رسالة "للمتشددين"

بيد أن فخري لم تجذبه من الأربع سوى عائشة بعد أن لفتت انتباهه بموقفها الذي لا ينساه حين كانا يستقل قطار مترو الأنفاق متجهًا إلى شبرا الخيمة، ففوجئ برجل مصري ينهرها؛ لأنها قامت وأجلست محلها سائحة أمريكية مسنّة، وصفها الرجل بالكافرة، وصرخ في عائشة: "كيف تكرمين من يقتلون إخوتنا في العراق وأفغانستان؟".

فدافع عنها فخري بأن "الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا بإكرام وتأمين الأجانب الذين يدخلون بلادنا برضانا وبأمان، فالإسلام دين تسامح وليس دين عنف".

وتأتي هذه العبارة رسالة إلى أصحاب الفكر "المتشدد" في إندونيسيا الذين نفذوا عددًا من الهجمات ضد أجانب في السنوات الأخيرة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إندونيسية.

ثم تحول الإعجاب بموقف عائشة إلى قرار بالزواج منها، وهو ما أثار كيد نورا التي دبرت له بعد زواجه من عائشة حادثة اتهمته فيها بالاعتداء عليها، مما عرضه للحبس وخطر مواجهة تهمة الإعدام شنقًا بتهمة الاغتصاب. وتنقلب حياة الشاب الأزهري رأسًا على عقب، والوحيدة التي تستطيع تبرئته هي ماريا.

وردًّا لجميلها، ولمعرفتها بمشاعر ماريا تجاه فخري، ترجو عائشة زوجها، في سلوك نادر بين النساء، أن يتخذ من ماريا زوجة ثانية له، ورغم عدم رغبته في ذلك فإن فخري ينفذ لعائشة رغبتها، ويسعى أن يكون عادلاً ومنصفًا بين الزوجتين، ليقدم في حياته معهما الصور الراقية لتعامل الإسلام مع المرأة.

ومن طريف ما قاله النقاد عن الفيلم، أنه جعل المشاهدين يتفاعلون معه لدرجة أنهم كانوا يشعرون خلال سريان الأحداث أنهم يواجهون نفس التهيب الذي طغى على مشاعر فخري وهو يتخذ أصعب قراراته، وخلال أزمته بعد تعرضه لاحتمال الإعدام شنقًا على تهمة لم يرتكبها، وكذلك شعورهم بالفخر وهو ينجو من كل أزمة أشد صلابة وفخرًا بدينه الذي جعله خياره الأول في الحياة.

وفيلم "آيات الحب" أو"Ayat-ayat Cinta" كما يسمّى بالإندونيسية مأخوذ عن رواية حبيب رحمن الشيرازي التي حققت أعلى المبيعات في إندونيسيا عام 2003 وتحمل نفس الاسم. واجتذب الفيلم نحو 3 ملايين مشاهد في الأسابيع الثلاثة الأولى لعرضه الذي لا يزال ساريًا.

أعجبني وعلمني

وتقول سودراجات -29 عامًا- محاسبة إندونيسية، بعد مشاهدتها للفيلم برفقة 5 من صديقاتها: "أرجو أن يساعد هذا الفيلم على معرفة المسلمين أكثر عن دينهم، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع النساء!".

وتوافقها في الرأي نينا تيريانا في حديثها مع وكالة أسوشيتدبرس، نشر على موقع ياهو الإخباري قائلة: "لقد أعجبني؛ فقد أظهر الإسلام دين السماحة والسلام الذي يعلمنا أن نساعد بعضنا البعض، بغض النظر عن دين كل شخص".

ويرجع مكروف جامهاري مدير مركز دراسات الإسلام والمجتمع بجامعة الدولة للإسلام، شعبية الفيلم إلى التحولات التي يشهدها المجتمع الإندونيسي، وتزايد الاتجاه إلى الدين بمشاعر يملؤها الفخر.

ورغم أن الفيلم لا يعرض إلا في إندونيسيا، فإن سارة سايكتي ناشطة في الحقل الاجتماعي التي تسافر كثيرًا إلى أوروبا تقول: "أتألم وأنا أرى المحجبات في المطارات يُؤخذن جانبًا، ويتم توجيه أسئلة كثيرة لهن، بينما لا يحدث معي ذلك لمجرد أنني لا أرتدي الحجاب". وعلى هذا تأمل سارة في أن "يساعد هذا الفيلم العالم على رؤية أن الإسلام دين تسامح واعتدال".

انقسام بين المسيحيين

غير أن الفيلم أحدث انقسامًا بين أبناء الأقلية المسيحية في إندونيسيا؛ بسبب إظهاره تحول ماريا إلى الإسلام، وهو ما دعا البعض إلى مقاطعة الفيلم، في حين أصرّ آخرون على تحمل التزاحم أمام دور السينما للحصول على تذاكر قائلين: إن الفيلم في النهاية هو قصة حب تحمل دعوة عالمية، وفق ما ذكرته "أسوشيدبرس".

واعتبر بعض النقاد أن الفيلم الذي اجتذب في الأسابيع الثلاثة الأولى لعرضه نحو 3 ملايين مشاهد، تعبير عن تعطش الإندونيسيين لمعرفة دينهم واستكشاف جمالياته وآدابه السامية.

كما يُعَدّ الفيلم هو الأول من نوعه في إندونيسيا الذي يقدم الدين ممزوجًا بالثقافة والعادات الشعبية، بعد عقود من التضييق على الحياة الدينية الذي فرضه الرئيس الراحل سوهارتو طوال سنوات حكمه الـ32 والتي انتهت بسقوطه في احتجاجات شعبية عارمة عام 1998.

يشار إلى أنه في الأعوام التي تلت هذا السقوط، شهد المجتمع الإندونيسي مظاهر صحوة دينية واضحة تمثلت في إقبال الشباب على الدراسات الإسلامية داخل البلاد وخارجها، وانتشار معارض الكتب الدينية، والتزام بعض المناطق بالشريعة الإسلامية في إدارة شئونها.