mnhoos
04/05/2008, 04:03
4أيّار في مصر و7 أيّار في لبنان: الصعود الجديد لصراع الطبقات ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) 03/05/2008
كميل داغر *
يتضافر الرابع من أيار/ مايو المقبل، موعد الإضراب العام الجديد للعمال المصريين، مع السابع من الشهر عينه، موعد الإضراب العام للعمال اللبنانيين لأجل إعطاء صورة عن حقبة جديدة في تاريخ الصراعات الطبقية في المنطقة العربية، التي يفترض أن تعطي إشارة واضحة إلى مسألتين اثنتين أساسيتين:
1ــ هذا الصعود لا بد من أن يشكل رداً جوهرياً، لا فقط على مسيرة الإفقار وإشاعة أقصى درجات البؤس، وانتزاع المكاسب التاريخية التي حصلت عليها الطبقات الكادحة في القرن الأخير، بل أيضاً على توجه المحافظين الجدد الأميركيين لتفتيت المجتمعات والدول العربية، تسهيلاً لتأبيد نهبهم لمصادر الثروة فيها، ولتكريس وجود الدولة الصهيونية ولتعميق هيمنتها، بما هي رأس حربة للهيمنة الإمبريالية.
2ــ سيعيد الاعتبار، بمقدار ما يتنامى ويحقق انتصارات لاحقة، لمفاهيم وأهداف وتطلعات بات ينظر إليها الكثيرون، خطأً، على أنها أوهام وأحلام، عفا عليها الزمن، من مثل مطلب تصفية الهيمنة الإمبريالية على المنطقة العربية؛ وتمكين الشعب الفلسطيني من الممارسة العملية لحقّه في تقرير مصيره، بما في ذلك عودته الكاملة إلى أرضه التاريخية في فلسطين؛ والوحدة العربية؛ وبناء الاشتراكية.
ولقد جاءت أحداث المحلة الكبرى، في 6 و7 نيسان/ ابريل الماضي، في سياق الإضراب العام، لتؤكد مدى عمق أزمة النظام المصري، ومدى هشاشته الضمنية، وما يوحي به من عجز عن احتواء نقمة شعب سوف تُظهرالمرحلة القادمة، على الأرجح، أنه تغير كثيراً، في السنوات السابقة، التي شهد العام الأخير وحده، من بينها، أكثر من مئتي إضراب، منها بوجه أخص ذلك الذي حصل في المحلة الكبرى.
لماذا المحلة الكبرى؟ في ديوان الحلم في السجن للشاعر المصري، زين العابدين فؤاد، الصادر عام 1978، قصيدة مهداة إلى عمال المحلة، يقول فيها الشاعر:
«تطلع جيوش الفقرا، مع شمس الصباح ترفع رايتها كل يوم ف مدينه تفتح كتاب النيل وتركب سفينه النّص غَلَّه والنص مغنى وسلاح يحلا غنا حلوان في شمس المحلَّه وتغني شبرا غنوه من كمشيش ويهز صوت الشعر جدران السجون وترج أصوات التلامذه محاكم التفتيش
تطلع جيوش الفقرا مع شمس الصباح ترفع رايتها كل يوم ف مدينه تعلى الرايات ترسم خريطة مصر».
فهذه المدينة العمّالية، التي يزيد سكانها على مليون ونصف مليون معظمهم من الفقراء والمعدمين، ويشتغل في مصنع النسيج والغزل وحده، فيها، أكثر من 24 ألف عامل ـــــ وتُعد بالتالي المركز الأول، من حيث الأهمية، والأقدم، لصناعة النسيج في مصر ـــــ كانت قد شهدت على مدى تاريخها انتفاضات كبرى، إحداها تلك التي اندلعت عام 1975، وشكلت «بعنفها وشمولها وعفويتها» إحدى مقدمات الانتفاضة الشعبية المشهورة، في 18 و19 كانون الثاني/ يناير 1977!
وإذا عدنا أكثر إلى الوراء، وبالتحديد إلى عام 1946، تنكشف لنا صورة أكثر بلاغة لعمال النسيج في هذه المدينة، ولدورهم المؤثر جداً في إحدى انتفاضات الشعب المصري على الاحتلال البريطاني، من جهة، ومن جهة أخرى، لأجل القضية الاجتماعية ومستوى معيشة كادحي مصر.
وسوف نترك الكلام لكاتب فرنسي، في وصف تلك المحطة الرائعة من نضال الشعب المصري، التي تصدرتها لأول مرة منذ عام 1919، قيادةٌ لم تكن لحزب الوفد. للمرة الأولى، كانت القيادة لشيوعيين، في المنظمات العديدة، الجنينية، بمعظمها، باستثناء الحركة المصرية للتحرر الوطني (ح م ت و)، التي كانت تضم المئات، في كل حال، ليس أكثر!
يقول جيل بيرو في كتابه، Henri Curiel, Un homme à part: «في 9 شباط/ فبراير 1946، خرج الطلاب بكثافة من جامعة القاهرة وهم يهتفون بشعارات معادية للبريطانيين. واتفقوا عند كوبري عباس، مقابل الجامعة، على التوجه إلى البرلمان، وكان الجسر متحركاً في ذلك الحين. فحشد قائد الشرطة، سليم زكي، رجاله فوق جزيرة الروضة، في الطرف الأخير من الجسر. وكان جنرال إنكليزي يشرف على العمليات. حين وصل الطلاب إلى الجسر، أعطى زكي الأوامر بإطلاق النار، وأمر في الوقت نفسه بفتح الجسر المتحرك تحت أقدام المتظاهرين. فسقط عشرات الطلاب في النيل، وبحسب الرواية الرسمية كان عدد الغرقى عشرين»، فيما قدَّر قادة التحرك الضحايا «بضعف العدد المشار إليه»، عدا الجرحى وكانوا أكثر من مئة.
ويضيف بيرو Perrault: «غداة المقتلة، انتخب الطلاب، بحضور أساتذتهم، لجنة تنفيذية من 115 عضواً كُلّفت بتنظيم النضال. تأسست لجان قاعدية تلقائياً في المدارس الثانوية والفنية. وتحركت ضاحية شبرا الخيمة، بمصانعها الصغيرة للنسيج وكانت تعد بالمئات، والتي تمثل أقوى تركز عمالي في البلد والأكثر قتالية، جارّةً في إثرها المركز الصناعي في المحلة الكبرى. ولدى الطلاب كما لدى العمال كان الشيوعيون في الطليعة، وقد امتزجت كل المنظمات لشدة ما كانت الحماسة متوقدة، وكانوا روح اللجنة الوطنية للطلاب والعمال التي تأسست لتجمع مئات اللجان القاعدية وتمثلها، وإن كان فيها نقابيون تقدميون، ووفديون يساريون وإخوان مسلمون (علماً بأن هؤلاء الأخيرين سرعان ما غادروها)».
وقد نقلنا هذا المقطع من كتاب جيل بيرو عن أحداث شباط/ فبراير 1946، لأكثر من سبب: أولاً، لأنها تكشف دور عمال المحلة الكبرى في أحداث مفصلية في تاريخ مصر (وإن لم يكن أحد من العمال الحاليين موجوداً بينهم في تلك الحقبة، وفقط لأن ثمة تراثاً، ودوراً لا يرتبطان بالضرورة بهذا الفرد أو ذاك، بل بالظروف التي لم تتغير تقريباً، منذ ذاك التاريخ، من حيث الجوهر). وثانياً، لكشف أن التاريخ قد يكرر نفسه، وليس بالضرورة على الطريقة التي وصفها ماركس في كتابه 18 برومير، لويس بونابرت! وثالثاً، لتأكيد الحاجة القصوى للقيادة المناسبة، لأجل الاستفادة من ظروف موضوعية مؤاتية، لأجل المضي بسيرورة ثورية، في حال وجودها، إلى النصر.
ومثلما برز عمال المحلة الكبرى في شتى المحطات القديمة نسبياً للصراع الطبقي (والوطني أيضاً)، منذ أحداث شباط/ فبراير 1946، فقد كان لهم دورهم الريادي في الصعود الجديد لهذا الصراع، في السنوات الماضية. وكان إضرابا السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2006 وأيلول/ سبتمبر 2007، اللذان تميّز بهما بوجه أخص عمال شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة، مَعْلمين بارزين في سياق أكثر من مئتي إضراب عمالي آخر شهدتها المصانع المصرية في السنة الأخيرة وجاءت لتكشف مدى عمق أزمة الرأسمالية المصرية والنظام الذي يتربع في قمته الرئيس مبارك، وبجانبه ابنه جمال، المرشَّح ضمناً لخلافته، في سياق ما بات معروفاً بتوريث السلطة. وقد جاء الإضراب الأخير، في السادس من نيسان/ ابريل، ليتميّز عن التحركات الإضرابية الكثيفة التي سبقته بطابعه العام. هذا وقد أدّى دوراً أساسياً في التمهيد له وإنضاجه عمال المحلة الكبرى المنوّه بهم أعلاه، وسكانها بوجه إجمالي، وإن كانت قد شاركت في الدعوة له والتعبئة لأجله المنظمات المنضوية في حركة «كفاية»، من جهة، وتلك الحركة العفوية غير المسبوقة لمن باتوا يعرفون بشبيبة «الفيس بوك» والهاتف النقّال ومدوني الإنترنت، الذين ساهموا بصورة حاسمة في نشر الدعوة للتحرك في صفوف أوسع الجماهير المصرية.
إنّ هذه الجماهير التي تحملت شظف العيش بصمت، على امتداد الحقبة الناصرية، بسبب إنجازات فعلية تحققت آنذاك، في مجالات شتى، ولا سيما على المستوى الوطني العام، في مواجهة الاحتلال البريطاني وضد السيطرة الأجنبية على قناة السويس، وفي موضوع التأميمات وتوزيع الأرض، وعادت فانتظرت عبثاً تحقق وعود الرئيس السادات بالازدهار والرفاه بنتيجة الصلح مع إسرائيل، هذه الجماهير أعادت النظر بعمق، في السنوات الأخيرة، في علاقتها بالسلطة القائمة، ولا سيما بعدما تكشَّف مدى زيف تلك الوعود وحقيقة النتائج الكارثية لسياسة العودة إلى علاقات السوق واعتماد الإصلاحات النيوليبرالية، وخصخصة أجزاء حاسمة من القطاع العام.
فعدا البطالة التي تطول نسبة عالية جداً من اليد العاملة، ولا سيما في أوساط الشبيبة، تتحدث التقارير الدولية عن كون أكثر من 48 في المئة من السكان هم في مستوى الفقر، فيما يذكر تقرير البنك الدولي عن التنمية البشرية لعام 2007 أن عدد الذين هم دون خط الفقر بلغ أربعة عشر مليوناً، بينهم أربعة ملايين لا يحصلون على قوتهم اليومي. وكل ذلك إنما يشكل مقدمات واضحة وصارخة لانفجار اجتماعي يتوقعه الكثيرون، ومعهم السلطة القائمة بالذات، التي أرعبتها فكرة الإضراب العام الذي كان يجري الإعداد له قبل السادس من نيسان/ ابريل، وحاولت الحيلولة دونه، قبل وقوعه، بشتى الوسائل: من الاعتقالات في صفوف الداعين إليه، إلى تصريحات المسؤولين الأمنيين وتهديداتهم، إلى استخدام النقابات الصفراء (وبوجه أخص اتحاد العمال التابع للسلطة، الذي ضغط رئيسه على القادة العماليين في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى لاستيعاب النقمة العمالية ومنع المشاركة في الإضراب)، إلى نشر أعداد هائلة من رجال الأمن في كل الأماكن الحساسة داخل المدن الكبرى، ولا سيما في العاصمة، كما في المراكز الصناعية المختلفة...
وهي بعدما بدأت تظهر علامات نجاح، ولو نسبياً، للدعوة إلى الإضراب، عمدت لاستخدام شتى وسائل القمع في مواجهة التظاهرات التي رافقت التوقف عن العمل، من الغاز المسيل للدموع، إلى الهراوات، إلى الرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحيّ، بحيث أدّى ذلك إلى سقوط العديد من القتلى وأكثر من 150 جريحاً، عدا عن الاعتقالات التي طالت المئات ممن لا يزالون إلى الآن يقبعون في نظارات الأمن ومعتقلاته.
ويمكن أن نخرج من الصورة العامة لما حدث في الإضراب الأخير، بخلاصات أساسية بين أهمها:
أ ـــ الاستيعاب الشعبي للقمع السلطوي بشتى أشكاله، وسقوط أحد أهم العوائق المحتملة أمام تصاعد النضال الطبقي، المتمثل بحاجز الخوف. وقد بلغ ذلك حد التعبير الصريح عن الموقف العدائي حيال رأس السلطة، بحيث وصل إلى الهتاف بسقوطه، وتحطيم صوره، واستخدام تعابير تكشف مدى رفضه ورفض خليفته المحتمل، كما في اللازمة التي كان يكررها المتظاهرون، والتي تقول: يا جمال قول لابوك المحلة بيكرهوك!
ب ــ بروز المسألة الطبقية بصراحة، في الشعارات التي رافقت تحرك 6 ابريل، وطبيعة الصراع في مواجهة الطبقة السائدة. ومرة أخرى، وفي السياق التاريخي نفسه الذي أدى منذ الأربعينيات من القرن الماضي إلى ظهور اللجان المشتركة للطلاب والعمال، ارتفعت شعارات معبِّرة من مثل: «إحنا الطلبة والعمال ضد حكومة رأس المال».
ولعلَّ الغلبة الواضحة للمسألة الطبقية هي التي أدت إلى ظهور فرز مكشوف، على صعيد القوى السياسية التي أيدت التحرك وتلك التي وقفت ضده. وهو ما ظهر في موقف الإخوان المسلمين الذين امتنعوا عن المشاركة فيه. وهو أمر يمكن فهمه إذا أخذنا بالاعتبار، لا فقط الإيديولوجيا التي تحكم مواقف الإخوان وخياراتهم، بل كذلك كون شريحة مؤثرة من أعضاء الحركة ينتمون للطبقة المسيطرة وكبار المتمولين، عدا الجهات غير المنظمة التي تقدم للإخوان الدعم المالي.
ج ــ إنّ تحرك 6 نيسان يندرج في سيرورة من المرجح أن تتصاعد في مرحلة لاحقة. وبين مؤشرات ذلك إضراب التحدي الذي تمت الدعوة إليه بحيث يتم في 4 أيار/ مايو، اليوم بالذات الذي يحتفل فيه مبارك بذكرى مولده. وهذا الموعد بالذات الذي يصادف الأحد المقبل هو الذي اختارته الهيئة المنخرطة مكوناتها في اللقاء اليساري التشاوري، للتعبير عن تضامن الشعب اللبناني وقواه الكادحة مع كفاح الشعب المصري لأجل قوته وكرامته الإنسانية، بحيث تجري خلاله تظاهرة أمام السفارة المصرية لهذه الغاية.
في مطلع هذه المقالة، أشرنا إلى واقع أن ثلاثة أيام فقط تفصل بين موعدي الإضراب المصري العام الوشيك، والإضراب الداعي إليه، في لبنان، الاتحاد العمالي العام، في السابع من أيار والذي تدعمه هذه المرة قوى اليسار المحلي، متمثلة بالحزب الشيوعي بالذات واللقاء اليساري التشاوري، المنخرط الآن في سيرورة وحدوية، بين احتمالاتها قيام حزب موحّد لليسار اللبناني.
وإذا كان إضراب السابع من أيار يرفع مطلباً أساسياً واحداً هو المتعلق بتصحيح الأجور، بما يتفق مع ارتفاع الأسعار منذ آخر تصدٍّ لهذه المسألة من جانب السلطة القائمة، عام 1996، فإن السلطة الحالية برئاسة السنيورة، وبتواطؤ كامل مع أرباب العمل، لا تزال عند رفضها المطلب المشار إليه. ويجري الحديث عن زيادة للحد الأدنى للأجور لا تتجاوز في حدها الأقصى 50 في المئة من الحد الأدنى الحالي، وعن زيادة مقطوعة ضئيلة بخصوص باقي الأجور لا تدخل في صلب الراتب.
ومن الواضح أن طبيعة الاتحاد العمالي العام، في واقعه الراهن، وبعد الضربات التي كالتها له الوزارات الحريرية المتلاحقة خلال حقبة الوصاية السورية، وبتواطؤ مكشوف مع سلطة الوصاية المذكورة، لا تتيح له أن يخوض صداماً طبقياً حقيقياً مع حكومة السنيورة وأرباب العمل، وأن هذا الصدام هو ما يفترض أن يضطلع بالإعداد له والانتصار فيه اللقاء اليساري التشاوري. وهو أمر يصبح ممكناً بقدر ما ينجح هذا الأخير في بلورة برنامج طبقي متقدم، ومستوى راقٍ من الوحدة النضالية، في أدنى الحدود، والتنظيمية الكاملة، في الحد الأقصى، على أساس البرنامج المشار إليه.
ثمة حراك جماهيري، وعمالي، مؤثر وواعد جداً في مصر الحالية، وهو ما يمكن السعي لكي يحصل بالفعل، كذلك، في لبنان بدءاً من أيار/ مايو الحالي. وفي الحالتين، فإن مسألة القيادة، والبرنامج أيضاً، تنطرح بشدَّة. وهي قيادة لا بد من أن يكون الشيوعيون ــــ ببرنامجهم الأكثر تقدماً، وبالعلاقات الديموقراطية التنظيمية التي يجب أن تسود العلاقة، ليس فقط داخلهم بل كذلك بينهم وبين حركة الجماهير ــــ في القلب منها. وبمقدار ما يمكن أن يحصل ذلك، يمكن الأمل بألا تكون هناك بعد الآن فُرَصٌ ضائعة، وبأن المستقبل سيكون هذه المرة، لما يعد به الصراع الوحيد الواعد والمنسجم تماماً مع مصالح أوسع الجماهير، عنينا صراع الطبقات بأشكاله المختلفة، وأحدها بلا ريب هو الصراع الوطني في مواجهة الإمبريالية العالمية وإسرائيل.
/////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
كميل داغر *
يتضافر الرابع من أيار/ مايو المقبل، موعد الإضراب العام الجديد للعمال المصريين، مع السابع من الشهر عينه، موعد الإضراب العام للعمال اللبنانيين لأجل إعطاء صورة عن حقبة جديدة في تاريخ الصراعات الطبقية في المنطقة العربية، التي يفترض أن تعطي إشارة واضحة إلى مسألتين اثنتين أساسيتين:
1ــ هذا الصعود لا بد من أن يشكل رداً جوهرياً، لا فقط على مسيرة الإفقار وإشاعة أقصى درجات البؤس، وانتزاع المكاسب التاريخية التي حصلت عليها الطبقات الكادحة في القرن الأخير، بل أيضاً على توجه المحافظين الجدد الأميركيين لتفتيت المجتمعات والدول العربية، تسهيلاً لتأبيد نهبهم لمصادر الثروة فيها، ولتكريس وجود الدولة الصهيونية ولتعميق هيمنتها، بما هي رأس حربة للهيمنة الإمبريالية.
2ــ سيعيد الاعتبار، بمقدار ما يتنامى ويحقق انتصارات لاحقة، لمفاهيم وأهداف وتطلعات بات ينظر إليها الكثيرون، خطأً، على أنها أوهام وأحلام، عفا عليها الزمن، من مثل مطلب تصفية الهيمنة الإمبريالية على المنطقة العربية؛ وتمكين الشعب الفلسطيني من الممارسة العملية لحقّه في تقرير مصيره، بما في ذلك عودته الكاملة إلى أرضه التاريخية في فلسطين؛ والوحدة العربية؛ وبناء الاشتراكية.
ولقد جاءت أحداث المحلة الكبرى، في 6 و7 نيسان/ ابريل الماضي، في سياق الإضراب العام، لتؤكد مدى عمق أزمة النظام المصري، ومدى هشاشته الضمنية، وما يوحي به من عجز عن احتواء نقمة شعب سوف تُظهرالمرحلة القادمة، على الأرجح، أنه تغير كثيراً، في السنوات السابقة، التي شهد العام الأخير وحده، من بينها، أكثر من مئتي إضراب، منها بوجه أخص ذلك الذي حصل في المحلة الكبرى.
لماذا المحلة الكبرى؟ في ديوان الحلم في السجن للشاعر المصري، زين العابدين فؤاد، الصادر عام 1978، قصيدة مهداة إلى عمال المحلة، يقول فيها الشاعر:
«تطلع جيوش الفقرا، مع شمس الصباح ترفع رايتها كل يوم ف مدينه تفتح كتاب النيل وتركب سفينه النّص غَلَّه والنص مغنى وسلاح يحلا غنا حلوان في شمس المحلَّه وتغني شبرا غنوه من كمشيش ويهز صوت الشعر جدران السجون وترج أصوات التلامذه محاكم التفتيش
تطلع جيوش الفقرا مع شمس الصباح ترفع رايتها كل يوم ف مدينه تعلى الرايات ترسم خريطة مصر».
فهذه المدينة العمّالية، التي يزيد سكانها على مليون ونصف مليون معظمهم من الفقراء والمعدمين، ويشتغل في مصنع النسيج والغزل وحده، فيها، أكثر من 24 ألف عامل ـــــ وتُعد بالتالي المركز الأول، من حيث الأهمية، والأقدم، لصناعة النسيج في مصر ـــــ كانت قد شهدت على مدى تاريخها انتفاضات كبرى، إحداها تلك التي اندلعت عام 1975، وشكلت «بعنفها وشمولها وعفويتها» إحدى مقدمات الانتفاضة الشعبية المشهورة، في 18 و19 كانون الثاني/ يناير 1977!
وإذا عدنا أكثر إلى الوراء، وبالتحديد إلى عام 1946، تنكشف لنا صورة أكثر بلاغة لعمال النسيج في هذه المدينة، ولدورهم المؤثر جداً في إحدى انتفاضات الشعب المصري على الاحتلال البريطاني، من جهة، ومن جهة أخرى، لأجل القضية الاجتماعية ومستوى معيشة كادحي مصر.
وسوف نترك الكلام لكاتب فرنسي، في وصف تلك المحطة الرائعة من نضال الشعب المصري، التي تصدرتها لأول مرة منذ عام 1919، قيادةٌ لم تكن لحزب الوفد. للمرة الأولى، كانت القيادة لشيوعيين، في المنظمات العديدة، الجنينية، بمعظمها، باستثناء الحركة المصرية للتحرر الوطني (ح م ت و)، التي كانت تضم المئات، في كل حال، ليس أكثر!
يقول جيل بيرو في كتابه، Henri Curiel, Un homme à part: «في 9 شباط/ فبراير 1946، خرج الطلاب بكثافة من جامعة القاهرة وهم يهتفون بشعارات معادية للبريطانيين. واتفقوا عند كوبري عباس، مقابل الجامعة، على التوجه إلى البرلمان، وكان الجسر متحركاً في ذلك الحين. فحشد قائد الشرطة، سليم زكي، رجاله فوق جزيرة الروضة، في الطرف الأخير من الجسر. وكان جنرال إنكليزي يشرف على العمليات. حين وصل الطلاب إلى الجسر، أعطى زكي الأوامر بإطلاق النار، وأمر في الوقت نفسه بفتح الجسر المتحرك تحت أقدام المتظاهرين. فسقط عشرات الطلاب في النيل، وبحسب الرواية الرسمية كان عدد الغرقى عشرين»، فيما قدَّر قادة التحرك الضحايا «بضعف العدد المشار إليه»، عدا الجرحى وكانوا أكثر من مئة.
ويضيف بيرو Perrault: «غداة المقتلة، انتخب الطلاب، بحضور أساتذتهم، لجنة تنفيذية من 115 عضواً كُلّفت بتنظيم النضال. تأسست لجان قاعدية تلقائياً في المدارس الثانوية والفنية. وتحركت ضاحية شبرا الخيمة، بمصانعها الصغيرة للنسيج وكانت تعد بالمئات، والتي تمثل أقوى تركز عمالي في البلد والأكثر قتالية، جارّةً في إثرها المركز الصناعي في المحلة الكبرى. ولدى الطلاب كما لدى العمال كان الشيوعيون في الطليعة، وقد امتزجت كل المنظمات لشدة ما كانت الحماسة متوقدة، وكانوا روح اللجنة الوطنية للطلاب والعمال التي تأسست لتجمع مئات اللجان القاعدية وتمثلها، وإن كان فيها نقابيون تقدميون، ووفديون يساريون وإخوان مسلمون (علماً بأن هؤلاء الأخيرين سرعان ما غادروها)».
وقد نقلنا هذا المقطع من كتاب جيل بيرو عن أحداث شباط/ فبراير 1946، لأكثر من سبب: أولاً، لأنها تكشف دور عمال المحلة الكبرى في أحداث مفصلية في تاريخ مصر (وإن لم يكن أحد من العمال الحاليين موجوداً بينهم في تلك الحقبة، وفقط لأن ثمة تراثاً، ودوراً لا يرتبطان بالضرورة بهذا الفرد أو ذاك، بل بالظروف التي لم تتغير تقريباً، منذ ذاك التاريخ، من حيث الجوهر). وثانياً، لكشف أن التاريخ قد يكرر نفسه، وليس بالضرورة على الطريقة التي وصفها ماركس في كتابه 18 برومير، لويس بونابرت! وثالثاً، لتأكيد الحاجة القصوى للقيادة المناسبة، لأجل الاستفادة من ظروف موضوعية مؤاتية، لأجل المضي بسيرورة ثورية، في حال وجودها، إلى النصر.
ومثلما برز عمال المحلة الكبرى في شتى المحطات القديمة نسبياً للصراع الطبقي (والوطني أيضاً)، منذ أحداث شباط/ فبراير 1946، فقد كان لهم دورهم الريادي في الصعود الجديد لهذا الصراع، في السنوات الماضية. وكان إضرابا السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2006 وأيلول/ سبتمبر 2007، اللذان تميّز بهما بوجه أخص عمال شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة، مَعْلمين بارزين في سياق أكثر من مئتي إضراب عمالي آخر شهدتها المصانع المصرية في السنة الأخيرة وجاءت لتكشف مدى عمق أزمة الرأسمالية المصرية والنظام الذي يتربع في قمته الرئيس مبارك، وبجانبه ابنه جمال، المرشَّح ضمناً لخلافته، في سياق ما بات معروفاً بتوريث السلطة. وقد جاء الإضراب الأخير، في السادس من نيسان/ ابريل، ليتميّز عن التحركات الإضرابية الكثيفة التي سبقته بطابعه العام. هذا وقد أدّى دوراً أساسياً في التمهيد له وإنضاجه عمال المحلة الكبرى المنوّه بهم أعلاه، وسكانها بوجه إجمالي، وإن كانت قد شاركت في الدعوة له والتعبئة لأجله المنظمات المنضوية في حركة «كفاية»، من جهة، وتلك الحركة العفوية غير المسبوقة لمن باتوا يعرفون بشبيبة «الفيس بوك» والهاتف النقّال ومدوني الإنترنت، الذين ساهموا بصورة حاسمة في نشر الدعوة للتحرك في صفوف أوسع الجماهير المصرية.
إنّ هذه الجماهير التي تحملت شظف العيش بصمت، على امتداد الحقبة الناصرية، بسبب إنجازات فعلية تحققت آنذاك، في مجالات شتى، ولا سيما على المستوى الوطني العام، في مواجهة الاحتلال البريطاني وضد السيطرة الأجنبية على قناة السويس، وفي موضوع التأميمات وتوزيع الأرض، وعادت فانتظرت عبثاً تحقق وعود الرئيس السادات بالازدهار والرفاه بنتيجة الصلح مع إسرائيل، هذه الجماهير أعادت النظر بعمق، في السنوات الأخيرة، في علاقتها بالسلطة القائمة، ولا سيما بعدما تكشَّف مدى زيف تلك الوعود وحقيقة النتائج الكارثية لسياسة العودة إلى علاقات السوق واعتماد الإصلاحات النيوليبرالية، وخصخصة أجزاء حاسمة من القطاع العام.
فعدا البطالة التي تطول نسبة عالية جداً من اليد العاملة، ولا سيما في أوساط الشبيبة، تتحدث التقارير الدولية عن كون أكثر من 48 في المئة من السكان هم في مستوى الفقر، فيما يذكر تقرير البنك الدولي عن التنمية البشرية لعام 2007 أن عدد الذين هم دون خط الفقر بلغ أربعة عشر مليوناً، بينهم أربعة ملايين لا يحصلون على قوتهم اليومي. وكل ذلك إنما يشكل مقدمات واضحة وصارخة لانفجار اجتماعي يتوقعه الكثيرون، ومعهم السلطة القائمة بالذات، التي أرعبتها فكرة الإضراب العام الذي كان يجري الإعداد له قبل السادس من نيسان/ ابريل، وحاولت الحيلولة دونه، قبل وقوعه، بشتى الوسائل: من الاعتقالات في صفوف الداعين إليه، إلى تصريحات المسؤولين الأمنيين وتهديداتهم، إلى استخدام النقابات الصفراء (وبوجه أخص اتحاد العمال التابع للسلطة، الذي ضغط رئيسه على القادة العماليين في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى لاستيعاب النقمة العمالية ومنع المشاركة في الإضراب)، إلى نشر أعداد هائلة من رجال الأمن في كل الأماكن الحساسة داخل المدن الكبرى، ولا سيما في العاصمة، كما في المراكز الصناعية المختلفة...
وهي بعدما بدأت تظهر علامات نجاح، ولو نسبياً، للدعوة إلى الإضراب، عمدت لاستخدام شتى وسائل القمع في مواجهة التظاهرات التي رافقت التوقف عن العمل، من الغاز المسيل للدموع، إلى الهراوات، إلى الرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحيّ، بحيث أدّى ذلك إلى سقوط العديد من القتلى وأكثر من 150 جريحاً، عدا عن الاعتقالات التي طالت المئات ممن لا يزالون إلى الآن يقبعون في نظارات الأمن ومعتقلاته.
ويمكن أن نخرج من الصورة العامة لما حدث في الإضراب الأخير، بخلاصات أساسية بين أهمها:
أ ـــ الاستيعاب الشعبي للقمع السلطوي بشتى أشكاله، وسقوط أحد أهم العوائق المحتملة أمام تصاعد النضال الطبقي، المتمثل بحاجز الخوف. وقد بلغ ذلك حد التعبير الصريح عن الموقف العدائي حيال رأس السلطة، بحيث وصل إلى الهتاف بسقوطه، وتحطيم صوره، واستخدام تعابير تكشف مدى رفضه ورفض خليفته المحتمل، كما في اللازمة التي كان يكررها المتظاهرون، والتي تقول: يا جمال قول لابوك المحلة بيكرهوك!
ب ــ بروز المسألة الطبقية بصراحة، في الشعارات التي رافقت تحرك 6 ابريل، وطبيعة الصراع في مواجهة الطبقة السائدة. ومرة أخرى، وفي السياق التاريخي نفسه الذي أدى منذ الأربعينيات من القرن الماضي إلى ظهور اللجان المشتركة للطلاب والعمال، ارتفعت شعارات معبِّرة من مثل: «إحنا الطلبة والعمال ضد حكومة رأس المال».
ولعلَّ الغلبة الواضحة للمسألة الطبقية هي التي أدت إلى ظهور فرز مكشوف، على صعيد القوى السياسية التي أيدت التحرك وتلك التي وقفت ضده. وهو ما ظهر في موقف الإخوان المسلمين الذين امتنعوا عن المشاركة فيه. وهو أمر يمكن فهمه إذا أخذنا بالاعتبار، لا فقط الإيديولوجيا التي تحكم مواقف الإخوان وخياراتهم، بل كذلك كون شريحة مؤثرة من أعضاء الحركة ينتمون للطبقة المسيطرة وكبار المتمولين، عدا الجهات غير المنظمة التي تقدم للإخوان الدعم المالي.
ج ــ إنّ تحرك 6 نيسان يندرج في سيرورة من المرجح أن تتصاعد في مرحلة لاحقة. وبين مؤشرات ذلك إضراب التحدي الذي تمت الدعوة إليه بحيث يتم في 4 أيار/ مايو، اليوم بالذات الذي يحتفل فيه مبارك بذكرى مولده. وهذا الموعد بالذات الذي يصادف الأحد المقبل هو الذي اختارته الهيئة المنخرطة مكوناتها في اللقاء اليساري التشاوري، للتعبير عن تضامن الشعب اللبناني وقواه الكادحة مع كفاح الشعب المصري لأجل قوته وكرامته الإنسانية، بحيث تجري خلاله تظاهرة أمام السفارة المصرية لهذه الغاية.
في مطلع هذه المقالة، أشرنا إلى واقع أن ثلاثة أيام فقط تفصل بين موعدي الإضراب المصري العام الوشيك، والإضراب الداعي إليه، في لبنان، الاتحاد العمالي العام، في السابع من أيار والذي تدعمه هذه المرة قوى اليسار المحلي، متمثلة بالحزب الشيوعي بالذات واللقاء اليساري التشاوري، المنخرط الآن في سيرورة وحدوية، بين احتمالاتها قيام حزب موحّد لليسار اللبناني.
وإذا كان إضراب السابع من أيار يرفع مطلباً أساسياً واحداً هو المتعلق بتصحيح الأجور، بما يتفق مع ارتفاع الأسعار منذ آخر تصدٍّ لهذه المسألة من جانب السلطة القائمة، عام 1996، فإن السلطة الحالية برئاسة السنيورة، وبتواطؤ كامل مع أرباب العمل، لا تزال عند رفضها المطلب المشار إليه. ويجري الحديث عن زيادة للحد الأدنى للأجور لا تتجاوز في حدها الأقصى 50 في المئة من الحد الأدنى الحالي، وعن زيادة مقطوعة ضئيلة بخصوص باقي الأجور لا تدخل في صلب الراتب.
ومن الواضح أن طبيعة الاتحاد العمالي العام، في واقعه الراهن، وبعد الضربات التي كالتها له الوزارات الحريرية المتلاحقة خلال حقبة الوصاية السورية، وبتواطؤ مكشوف مع سلطة الوصاية المذكورة، لا تتيح له أن يخوض صداماً طبقياً حقيقياً مع حكومة السنيورة وأرباب العمل، وأن هذا الصدام هو ما يفترض أن يضطلع بالإعداد له والانتصار فيه اللقاء اليساري التشاوري. وهو أمر يصبح ممكناً بقدر ما ينجح هذا الأخير في بلورة برنامج طبقي متقدم، ومستوى راقٍ من الوحدة النضالية، في أدنى الحدود، والتنظيمية الكاملة، في الحد الأقصى، على أساس البرنامج المشار إليه.
ثمة حراك جماهيري، وعمالي، مؤثر وواعد جداً في مصر الحالية، وهو ما يمكن السعي لكي يحصل بالفعل، كذلك، في لبنان بدءاً من أيار/ مايو الحالي. وفي الحالتين، فإن مسألة القيادة، والبرنامج أيضاً، تنطرح بشدَّة. وهي قيادة لا بد من أن يكون الشيوعيون ــــ ببرنامجهم الأكثر تقدماً، وبالعلاقات الديموقراطية التنظيمية التي يجب أن تسود العلاقة، ليس فقط داخلهم بل كذلك بينهم وبين حركة الجماهير ــــ في القلب منها. وبمقدار ما يمكن أن يحصل ذلك، يمكن الأمل بألا تكون هناك بعد الآن فُرَصٌ ضائعة، وبأن المستقبل سيكون هذه المرة، لما يعد به الصراع الوحيد الواعد والمنسجم تماماً مع مصالح أوسع الجماهير، عنينا صراع الطبقات بأشكاله المختلفة، وأحدها بلا ريب هو الصراع الوطني في مواجهة الإمبريالية العالمية وإسرائيل.
/////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////