أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02/12/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا amey
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ amey
amey is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
أبعد مما تظن...
مشاركات:
394

افتراضي مـــفاجــــأة




كانا يجلسان على الطاولة اليسرى من المطعم صامتين ...تعتلي وجه كل واحد منها ملامح مختلفة
فهو مبتسم بطريقة مربكه ....و هي فــوضوية الفكر .. و الخطاب لا أشياء تحدهما .
لملمت ما تبقى من حوار عن الطاولة و ما لاحظته من أغراضها المعروضة للعيان كما كانت أفكارها ...
غادرت...
بقي هو بذات الابتسامة المربكة ،يرقبها و هي ترحل
و يغلق الباب الزجاجي خلفها ،أصوات الناس من حوله كانت غائبة
برغم الضجة المحدثة منهم ، وضع قطعة نقدية على الطاولة ، و خرج
و كان متعمداً أن يسلك الطريق المغاير لطريقها
حتى لا يلتقيان ثانية ً
وكأنه متأكد بأن الأحداث الكثيرة التي كانت تحدث هي ضده بكل تأكيد مآمره شريرة ... من هذه الفتاة
أما هي بملامحها المشوشة كأفكارها ،
كانت تمسك بحقيبتها و تحتضنها و كأن بها كنز ثمين ،و تسير على الرصيف
و تعتلي رأسها مئات الأفكار ، و كلها لا سبيل لها
ذات طرقات متقاطعة و خطوط متشابكة و حدود محفوفة بالألم
تود البكاء
ولكنها تحاول الحفاظ على ما تبقى مما يسمى / كرامتها /



أخيراً ... باب البيت
فتحته مسرعة ، ألقت أغراضها كيفما اتفق
حقيبتها ... حذائها شالها الطويل سترتها المطرزة و فردات من جوربيها
كانت تسير و تلقي بها على الأرض ، وصلت المطبخ
عبئت الغلاية بالماء و شبكتها بالمقبض الكهربائي
جلست للطاولة الخشبية
و بدئت تداعب الزهور التي وضعتها أمها بالمزهرية قبل ذهابها
كانت تدمدم أغنية لا تتفق مع أفكارها الآن و لكنها كانت تدندن شيء ً على أية حال

" بديت ما بين الولدنه و الجد من قبل ما نار القلب تشتد و لئيت حالي بين يوم و يوم عنجد عم حبك أنا عنجد "

" بحس لما طل شي ليل عم ينزاح شي بدر عم بهل شي جرح عم يرتاح ..شي متل جزر و مد منين بجيبو حلا هالقد ؟؟هالقد ؟ "

أيقظها صوت الغلاية و هي تصفر من غفوتها الغنائية
أحضرها كأسها الأبيض و علبة النسكافية و المبيض و السكر

و حضرت كأس خاصة بها سريعة
واتجهت صوب غرفتها
أغلقت النوافذ و الستائر
و رغم أنهم مازالوا في وضح النهار
أشعلت شمعداناتها ، جلست و ظهرها مواجه للحائط
اتكأت إليه و أسندت رأسها و نظرها يتجه للبعيد
من ينظر لها يظن بأنها تنظر لبعد كوني آخر
وكأنها تخترقه ، لتصل السماء ، و ترى الملائكة
و بين لحظة و أخرى تحس بأن يداً تسحبها للأرض ثانية
فترتشف القليل من كأسها
و تكمل في أفكارها
و هو ما زال يسير في الشوارع ، بذات الابتسامة المربكة
مباغت ٌ هذا الرجل ، يربكك و يضعك في أبعد زاوية لغرفة الاعتراف خاصته
و يجبرك على البوح ، و كأنك مع رجل من مخابرات
بنظرته الثابتة ، و ابتسامته المربكة ...
قرر فجأة ً أن يتجه هو الآخر لبيتها

أشار لأحد السيارات الأجرة ، معطياً له العنوان
طلب منه إغلاق المذياع
بدأ المطر بالهطول ، و هو يراقب المارة
و الكل يسير في كل الاتجاهات بسرعة أكبر ، هرباً من المطر
و يقول بعقله " مجانين ... ألا يعرفون بأن المطر ينقينا من خطايانا " و يبتسم ذات الابتسامة المربكة
تمنى لو يوقف السائق و يكمل لبيتها سيراً على الأقدام و لكنه كان يريد الوصول بشكل لائق
ليعترف لها بالحقيقة ...

هي ... ما زالت تعيد تسجيل كلامه المحفور في عقلها و تريد البكاء
و تردد " إنــه مجنون .. بحق الرب مجنون "
و يتبادر لذهنها مقاطع من كلامه " سأذهب لها غداً لأقدم طلب الزواج منها ..إنها أول من أحببت ...أرجوكِ .. رنا .. ساعديني على الاقتراب منها "
و هي بذات الذهول
يا له من مجنون
كيف يطلب مني طلب كهذا
حاولت الهروب من أفكارها
و أخرجت مجموعة كبيرة من ألألوانِ المائية
و نزعت عن الجدران الصور الموجودة عليها ... و بدأت بالرسم
رسمت زنبقة .... و حددت حدودها باللون الأزرق
و تركتها لبياض الحائط
رسمت الكثير من الوجوه
و عند انتهائها ، جلست على الأرض
و بدأت تحدق بهم ، أصابتها نوبة هستيريه من لألم ،
انفجرت حواسها باكية
إنه مجنون
وأنا تلك البلهاء التي تعتمر الحزن سبيلاً إليه
يردني أن أخطب له
يا له من مجنون
هو ...وصلت به السيارة لباب بيتها و هو ما يزال متجمداً لمكانه ينظر للباب ... و يريد النزول و إخبارها الحقيقة

و لكنه توجه بالسائق بالكلام .. و قال له: أكمل لا أريد النزول هنا
اتجه لبيته دون النزول عند بابها

" غريبو الأطوار هؤلاء الرجال "
هي ..ما زالت في ذات الغرفة تغرق نفسها بدموع
و من كثرة ما بكت ، نامت في مكانها

هو ...وصل لبيته
أنقد السائق المال أعطاه أكثر مما يستحق
أغلق باب السيارة
و جلس على درجات بيته
بدء يحدق في السماء و هي تمطر
كان المطر يبلله ..
يبلله حد التعب ، و هو بذاته يقول هل من مزيد
كان يجلس على تلك الدرجات خالعاً ابتسامته يرتدي ملامحه بلا ملامح
مغمض العينين ، يفكر بماذا تفعل هي الآن ، أما زالت تبكي ؟؟
كل ما فعلته بأني أخبرتها باني أود الزواج ....و أني سأتقدم لخطبتها غداً
فأنا أحبها منذ زمن طويل .. أردت أن تساعدني لأتقرب منها ... كنت أود بصدق لو تساعدني
فهي أفضل من يمكنه ذلك
أخرج مفتاحه و دخل لبيته ، و تصرف بذات طريقتها الغريبة في التعبير عن الاعتراض ، و بدء بخلع حذائه كل فردة في مكان و معطفه المبلل ، و قبعته الأسكوتلندية ، و قبل دخوله ... خلع صوته أيضاً ، و ملامحه ، و ما تبقى من ذاكرته ، و ضعهم قرب الباب ، حتى لا يبتعدوا كثيراً ... خلع ملابسه المبللة و حضرَ كأس من النسكافيه الخالية من السكر و قرر أن ينام و هو يفكر لو أنها تركتني أكمل فقط .... و لم تحدجني بتلك النظرة التي تحمل من الكره الكثير
شرب ما تبقى من الكأس سريعاً ، و ضع الكأس جانباً، و غط في نوم عميق
.
.
.
في الصباح ، ارتدى أجمل ابتساماته ، وبدلته الطويلة الرسمية ، و سرح شعره بطريقة مغاير للعادة حتى بدا كتلميذ في يومه المدرسي الأول ، رتب ملامحه جيداً ، و خرج
أحس بأن الدنيا ترقص معه ، فقد قرر أن ينفذ مخططة و يطلب فتاته للخطبة... ً اشترى باقة زهور كبيرة بجميع الزهور التي كانت لدى بائعة الزهور.. تعبق بها رائحة الصباح و صوت المرأة الدافئ التي قامت بتغليفها له و هي تقول " يبدو بأنها لحبيبتك "
وكانت حدقتاه تتسع و هو يخبرها بالإيجاب .
حمل الباقة .. وقف بالباب .. و بدء بالطرق

بدء الباب بالانشقاق .. لتـخرج هي بملامحها الباكية و شعرها المتزاحم على وجهها و عيونها التي تكاد لا تظهر من كثرة البكاء
عند رؤيته اتسعت عيناها ... خرجت كلماتها متعثرة ... " أنـــت !!!! ؟ "
وهو يقدم لها الباقة .. و جدت نفسها تحضنها
و قال لها : " لقد أتيت كما أخبرتك البارحة للفتاة التي أحب لأطلب منها الزواج مني "

تراكمت كل علامات الاستفهام في عينيها ... قائلة : " أنـــــــــــــا ؟؟!!!"

أجابها : أجل .. أجل أنتِ

و هل تظنين بأني أحبُ سواك ِ

أغرقت وجهها بين يديه .. باكية

لتنتهي المفاجأة


amey
30/11/2008

لعلني سئمت مقلتيك
يا ظامئا إلى الأبد
لعلني أخاف من يديك
يا قاسيا إلى الأبد
لكنني بلا أحد
بلا أحد
فكيف نفترق


مدونتي

http://maybe-amey.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 02/12/2008   #2
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي


بشراسة أعتصر اللغة بحثاً عن مفردات جديدة ترتمي بين أحضان الصفحات البيضاء لتشكر فيض الحب الذي يرشح من قلمك العاري
مرة تانية بقلك أنو ما شفت غير هالتعليق لأوصف جمالها

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
قديم 02/12/2008   #3
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


سأكتفي بالتعبير عن جمال السرد, ونقاوة النهاية, وضوضاء الحلم, واتركك بسلام!!
  رد مع اقتباس
قديم 09/12/2008   #4
صبيّة و ست الصبايا amey
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ amey
amey is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
أبعد مما تظن...
مشاركات:
394

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : فسحة أمل عرض المشاركة
بشراسة أعتصر اللغة بحثاً عن مفردات جديدة ترتمي بين أحضان الصفحات البيضاء لتشكر فيض الحب الذي يرشح من قلمك العاري
مرة تانية بقلك أنو ما شفت غير هالتعليق لأوصف جمالها
فـسحة أمل

ربما من عري القلم يأتي الحـب

أو من أرواح معذبة هائمة في مكان آخر
تتلبسنا فنخرج/ حـب /

إنه مدلول لا نعرف كنهه


لقلبك كل الحـب

فـسحة أمل
  رد مع اقتباس
قديم 09/12/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا amey
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ amey
amey is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
أبعد مما تظن...
مشاركات:
394

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : achelious عرض المشاركة
سأكتفي بالتعبير عن جمال السرد, ونقاوة النهاية, وضوضاء الحلم, واتركك بسلام!!
سلامك كان داخلي ..

يعطي انطباعاً بالألفه


أشكر لك مرورك
  رد مع اقتباس
قديم 10/12/2008   #6
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


ضلو من زمان قسم القصة ينتظر مفاجأة
اهلا بوصولها
أحملك اعباء تنبؤاتى بأنك عتيدة القلم
amey

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 12/12/2008   #7
صبيّة و ست الصبايا amey
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ amey
amey is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
أبعد مما تظن...
مشاركات:
394

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
ضلو من زمان قسم القصة ينتظر مفاجأة
اهلا بوصولها
أحملك اعباء تنبؤاتى بأنك عتيدة القلم
amey
إسبيرانزا

مجرد أنكِ قرأتها .. هذا شرف كبير لي


أشكرك بقلبي كله


و أشكر لك نبوأتكِ ... و لكني أظن بأني ما زلت أحتاج الكثير

فهذه بعد محاولتي الثانية في كتابة قصة

ولكنها محاولات ...




كوني بخير دوماً
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06236 seconds with 11 queries