س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
23/02/2006 | #1 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
تمرين في التربية الشمولية : ياسين الحاج صالح .. منقول من السفير
هل يمكن الكلام على تربية شمولية، أو على تكوين شمولي لقطاعات من الفاعلين العامين في سوريا؟ بكل تأكيد، رغم أن صورة الفاعلين العامين متحركة اليوم، ونماذجهم أكثر تنوعا. يسعنا اليوم الكلام على تكوينات شمولية بلا شمولية، أعني صيغا شمولية لتنظيم العمل والتفكير، لكن دون عقائد شمولية ودون مشروعات شمولية. إن قوة العناصرالشمولية في وعينا وسياستنا وأخلاقنا لا تزال قوية، والعناصر المدنية والديموقراطية، بالمقابل، ضعيفة. هذا يقلل من مردود النشاط العام، ويحكم عليه أحيانا بالتهافت. تحاول هذه المقالة تقديم نموذج تقريبي عن الشمولي. وغرضها عملي، أي مناهضة نموذج من التربية والتفكير والسلوك والأخلاقية، وحفز الاهتمام بالتكوين الذاتي للفاعلين العامين ودوره في سداد نشاطهم أو خرابه. نفترض أنه لو كان تكوين الفاعلين العامين في سوريا، من مثقفين وناشطين ومناضلين حزبيين، أكثر مدنية وأقل شمولية، لكان وضع الطيف المعارض والحالة السورية العامة أفضل. وقد يناسب أن ننطلق من مبدأ يقضي بأن معركتنا هي ضد العناصر الشمولية في تكويننا ووعينا كما لو أن النظام الشمولي غير موجود، وهي ضد النظام الشمولي كما لو أننا متحررون تماما من الشمولية. بعبارة أخرى، من الملحّ أن نضع مواجهة الشمولية في النظام في سياق محاربة الشمولية في ثقافتنا وتنظيماتنا السياسية وطرق تفكيرنا وأنماط سلوكنا. نكون قد فزنا بمعركة الديموقراطية من حيث المبدأ إذا استطعنا أن نحقق تقدما مطردا ضد نوازع الشمولية فينا. ملامح التربية الشمولية � الافتقار إلى التواضع: هنا تتداخل عيوب التربية العربية والفردانية العربية التي تغرس في الفرد شعوراً بأنه أفضل من غيره، تتداخل مع القيم الشمولية: نحن، حزبنا، فكرنا، إلخ... الأفضل. وتربي الشمولية الناس على مديح ذاتهم وعلى الشعور الفئوي أو <<الطائفي>>: نحن أحسن أو أرقى أو أكثر انفتاحا أو أعدل أو أكثر ثورية أو علمية أو إيمانا... التواضع ليس فضيلة على الإطلاق عند الشموليات، الحديثة منها والقديمة. والمفارقة أن الغرور يتناسب طردا، بدل أن يتناقض، مع عنصر الوكالة في كل تكوين شمولي. هذا لأنه ليس للشمولي ذات خاصة به، إن ذاته وكيلة لذات كلية هي التاريخ أو الأمة أو الرسالة... وعظمته هما انعكاس لعظمة الذات الكلية هذه. � الازدواجية الأخلاقية: هناك اخلاق لنا وأخلاق لغيرنا. ما ليس مباحاً في دائرتنا نحن يباح لنا في التعامل مع الغير. دائرة المسؤولية الأخلاقية محصورة في جماعتنا الدينية أو الطائفية أو الحزبية. يمكن التعامل مع الغير بوصفهم أدوات، حياتهم وحرياتهم تتضاءل إلى ما لا نهاية بقدر ما تتسامى العقيدة إلى ما لا نهاية. وبقدر ما تكتسب العقيدة قدسية وسمواً وإطلاقاً، تتجرد حياة الإنسان من القيمة وتغدو قابلة للتطويع والتشكيل والقص والحذف... � الافتقار لحس الدعابة (مع حس نام بالدعاية): هذا لأن الشمولي صاحب رسالة، ويشعر بأنه منتدب للقيام بواجب سام أو مقدس، ويخضع كل منظماته النفسية (العقل والقلب والجسد والضمير والمخيلة) لسلطة واحدة مطلقة تنكر أي تمايز بينها. ولا يستطيع الشمولي الانفصال عن نفسه وموضعتها، وهو شرط السخرية والدعابة. إنه لاصق بنفسه، ونفسه هي واجبه، وواجبه هو عقيدته، وعقيدته هي الحق، والحق هو ذاته. من أين تتسرب الدعابة والسخرية؟ وهو منشغل بالدعاية والتبشير لأنه وكيل لشيء أعظم منه، حياته تكتسب معناها وقيمتها من ترويج هذا الشيء و<<بيعه>>. إنه عبد دعاية، لا يفوت فرصة من أجل التنويه ببضاعته. � المراوغة: الشمولي يستخدم القيم أداة واللغة خطابياً. وهو لا يستطيع التلاعب بوعي الناس من حوله إلا إذا تلاعب بالقيم واللغة. وهو لا يتلاعب بهما إلا إذا آمن تماماً بأنه لا يتلاعب. بل إلا إذا آمن بأن لا لاعب إلا <<القضية>> أو <<الرسالة>>. � التعصب: عقيدة الشمولي تحتكر الحق والعلم. النزعة العقيدية موقف معرفي مفرط الغرور وخال من التواضع: ما نقوله هو العلم وهو الحق. الشمولي يملك الإجابات الصحيحة دوما. العالم غير إشكالي بالنسبة له. لذلك الثقافة تموت بقدر ما تنجح الشمولية في تحقيق رهانها: قتل الشك وفرض المجانسة التامة وطرد <<الخارج الداخلي>>، أي فسح الاختلاف الاجتماعية والثقافية والسياسية، إلى الخارج المطلق. � الانتهازية: ليست الانتهازية شيئا مضاداً للعقيدية. إنها ابنتها الشرعية وإغراؤها الدائم. تنبع الانتهازية من التعارض بين جمود العقيدي وبين مطالب الواقع الحي، بين تصلب الفكرة وسيولة الحياة. السياسة مستحيلة هنا، لأن الفكرة والعقيدة متصلبتان؛ لكنها ضرورية لأنه لا يمكن تجاهل الواقع. لذلك الشمولي يتذبذب كل لحظة بين ثبات العقيدة وحركية الواقع. التذبذب أو الانتهازية هو السياسة المستحيلة. والانتهازي هو ذاته <<المبدئي>>. يتلوث من أجل أن تبقى الفكرة نقية. يخون عقيدته من اجل أن يحافظ عليها دون مساس ودون تغيير. لو مس بها وعدلها وأصلحها لكفّ عن كونه شموليا، لكن لكفّ أيضا عن كونه انتهازيا في الوقت ذاته. إن الشمولي يقدس مبادئه لا لكي يلتزم بها بحذافيرها بل لكي يتمكن من الالتفاف عليها دون أن يضيع. <<المبادئ>> لا توجه سلوكه بل تضمن تماسك كيانه هو، ليست قواعد أخلاقه بل ركائز هويته. السيادة لها وليست له، لذلك لا يمكنه مراجعتها فيما تستطيع هي <<مراجعته>> و<<تطهيره>>. � البرانية والاستعراض: يفتقر الشمولي، حامل العقيدة، إلى الذاتية والحرية الداخلية. إنه بحاجة دائمة إلى الإشادة العلنية بعقيدته، من هنا علو نبرته، ومن هنا حس الدعاية القوي لديه. إن حيازته للعلم الصحيح تمحو الفرق بين الدعاية والحقيقة. سلوكه استعراضي، تدينه استعراضي. وهو سطحي الإيمان، رغم انه قد يكون شديد التدين. الشمولي ليس مؤمناً فسيح الروح، إنه وكيل بلا روح لعقيدة تضائله إلى ما لا نهاية. � نفسية العبد ونهش الغير والنميمة: الشمولي ذئب، لا يبني اعتباره لنفسه دون النيل من الغير والتقليل من شأنهم. وأصل ذلك أن الشمولي وكيل عن معنى أو رسالة أو قيمة أسمى منه بكثير. وبما هو وكيل فإنه لا يملك ضميرا شخصيا مستقلا. إنه عبد المذهب أو الدين أو الحزب أو السلطة، لذلك كل شيء مباح ضد الآخرين، فهم مارقون أو كفار أو رجعيون أو شيوعيون أو ليبراليون أو ما شئت. ويميل العبيد إلى الارتياب ببعضهم والكيد لبعضهم وإيذاء بعضهم...، بدل التعاون من أجل تحرر مشترك. إن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في اعتبار الذات ينجذبون اكثر من غيرهم للشموليات لأنها تنقذهم من الشعور بالتفاهة عن طريق طرده إلى الخارج وإحلال شعور بالرسالة والعظمة مكانه. التافهون هم الآخرون وليس نحن؛ الآخرون الذين لا يشاركوننا المذهب أو الحزب أو العقيدة. � الماكيافللية: أي الغاية تبرر الوسيلة. الغاية سامية ومطلقة إلى درجة أن الوسائل تغرق كليا في النسبية وتكون متساوية في خدمة الغاية (لا يبدو الفرق بينها فادحا إلا إذا نزعنا الإطلاق عن الغايات). التكوين الزرقاوي، إن جاز التعبير، مرتبط بإطلاق الغايات والتسوية بين الوسائل والنسبنة المطلقة للحياة الإنسانية. ويصعب القول إن عقائديين آخرين ليسوا ضمن العالم الأخلاقي هذا نفسه. لم يمض وقت طويل منذ أن كان شيوعيون يتكلمون عن الحقد المقدس والعنف الثوري. ارتباط الماكيافللية بكل من التعصب والانتهازية والازدواجية الأخلاقية أكيد وثابت. � <<الكفر>>: الكفر هو الحل الشمولي للشمولية. ينسلخ الشمولي من عقيدته ليغدو مريرا، سينيكيا، قاسي القلب، لا يؤمن بشيء؛ أو يجد ميثاقا شموليا نقيضا يبذل له ولاءا قلقا. إن ما تحدثه الشمولية من فراغ روحي وأخلاقي في قلب وكلائها يتركهم في حالة نقص عاطفي لا يقبل الترميم. لا يفلح المرء في أن يؤمن في حياة واحدة إيمانين مختلفين بالحماسة ذاتها. مقاومة الشمولية التربية الشمولية عائق دون قيام ذاتية ديمقراطية حية. الديمقراطي هو نقيض الشمولي في كل ما ذكرنا. إنه متواضع، مستقيم، ساخر، مستقل الضمير، حر. إن قوة العنصر الشمولي في ثقافتنا وتياراتنا الفكرية وعقائدنا الدينية وأنظمة حكمنا تعني أننا جميعا متأثرون بالتربية الشمولية. الشمولية عنصر قابل للتضخم في كل وعي وسياسة، وتحجيمه عملية مقاومة وليس امتيازا أصليا لأفكار أو تنظيمات أو ثقافات. ليس هناك أنظمة فكرية وسياسية شمولية نقية وأخرى طاهرة منها، وبالمثل ليس هناك وكلاء أو عبيد للشمولية وآخرون أحرار منها الحرية كلها. ويتلقى العنصر الشمولي الكامن في كل نشاط عام وكل وعي عام دفعة مقوية من زيادة الطلب على التماسك والمجانسة والهويات الجزئية في ظل أزمة الوطنيات القائمة وأزمة الفكرة العربية. والعلاقة بين الشموليات هي علاقة تناف وإلغاء، أو ببساطة حرب أهلية. على أن مقاومة التربية الشمولية أمر ممكن. هناك فسحتان يسهل الانفتاح عليهما نسبيا. الأولى فسحة التعدد (الديني والمذهبي والحزبي والإيديولوجي...) داخل مجتمعاتنا، وهي موجودة رغم أن احتلالها هو رهان الشمولية ونزوعها الطبيعي. يساعد الانفتاح هذا على إضفاء النسبية على انتماءاتنا، والحد من أسر ولاءاتنا الموروثة أو المكتسبة، والتدرب على تقمص الآخرين المختلفين عنا. فليس أفضل من التعرف على الشموليات المتناقضة تمرينا لإقامة الحد عليها والتحرر منها جميعا. والثانية فسحة القيم الإنسانية العامة من مساواة وحرية وتسامح وعدالة واعتدال واحترام متبادل. الارتكاز عليهما معاً هو الترياق الذي يمكن أن يعالج البثور الشمولية التي تشوه حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية عن السفير
مدري عووووووووو,,,, مدري نيوووووووووووو.
يا طالب الدبس من طيز النمس ... كفاك الله شر العسل مافي الله لتروح اسرائيل. |
أدوات الموضوع | |
|
|