س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | بحبشة و نكوشة | مواضيع اليوم | أشرلي عالشغلات يلي قريانينها |
|
أدوات الموضوع |
10/10/2007 | #1 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
الجولان المحتل [1/3] "سنرجع يوماً"
تمثال سلطان باشا الأطرش يتوسّط مجدل شمس الجولان ــ فراس خطيب احتل الجولان خلال الأسابيع الماضية صدارة الأحداث بعد الغارة الإسرائيلية مطلع أيلول الماضي على الأراضي السورية. إلا أن حديث الحرب الذي راج في الأيام الماضي لم يعدّل طبيعة حياة أهالي الهضبة السورية المحتلة، الذين اعتادوا خلال سنوات على نوع كهذا من التوتّر رائحـــة حـــرب تنبعـــث من التـــراب... واستعـــدادات عسكريّـــة غيـــر مرئيّـــة بين مستوطنة كريات شمونة والجولان السوري المحتل، طريق مفروشة بالالتفافات الخطيرة، يخفّف حدتها هواء بارد يلفح الوجوه، وإطلالتها على سهول خضراء ومواقع تستأهل نظرات خاطفة إلى طرفي الطريق المتعرجة. لكنَّ هذا الجمال لا يكتمل، وغالباً ما تكون حقيقته أشدَّ من التأمل؛ فجمالها النادر لا يكفي لأن يكسر الجمود المشحون لتلك المنطقة الجبلية. ويبدو جلياً أن الحرب، سواء كانت مستقبلية أو ماضية، راسخة في ترابها، تظهر في مستوطنات لا تنتهي على جانبي الطريق ولافتات صفراء معلقة على أسلاك شوكية مهترئة كتب عليها «خطر... أمامك حقل ألغام». لا يمكن مشاهدة الفرق العسكرية الإسرائيلية تستعد لحربٍ مرتقبة؛ فحسب ما تشير إليه الصحف الإسرائيلية، يشهد الجولان المحتل حركة عسكرية واسعة، لكن لا أحد من الصحافيين يستطيع دخول «مناطق الاستعدادت». لا أحد يعرف مكان المناورات أصلاً. هي مناطق عسكرية مغلقة، وبطبيعة الحال، لا يلمح الزائر العادي مناورات عسكرية وما شابه. قد يكون الاستعداد موجوداً، لكنه في عداد المجهول لا يلاحظ من مرورٍ عابر. المنطقة، منذ عام 1967، محكومة لحرب اندلعت مرتين، وقد تأتي ثالثة ذات يوم، وكل ما يمكن قوله أن الجولان مساحة شاسعة تنتظر الحسم، لا يهم بأي طريقة. من يحدق في سماء المرتفعات الخلابة، قد يلمح نقاطاً عسكرية تشوّه المدى الأزرق. نقاط وقواعد ليست حديثة، باتت جزءاً من المشهد «الجولاني». تكسر صفاء المتأمّل وتعيده بسرعة إلى حقيقة أن «كل هذا الفضاء محتل». فبحسب مؤسسة الدراسات والإعلام في الجولان، نصبت إسرائيل ما لا يقلّ عن 60 نقطة عسكرية على امتداد المنطقة المحتلة، بعضها يقع أيضاً على مقربة من البيوت السكنية. حقل ألغام بمحاذاة أحد البيوت 33 مستوطنة الجولان السوري حال محتلة مألوفة في السجل الإسرائيلي. السياسة التي اتبعتها المؤسسة الإسرائيلية تاريخياً هي نفسها. أنقاض لقرى عربية لا تزال بعض حجارتها شاهدة. بنى عليها الإسرائيليون منذ احتلال الجولان المستوطنات اليهودية. حتى طريقة بناء المستوطنات مألوفة. أقل عدد من اليهود على أوسع مساحة، وهي عكس السياسة المتبعة مع العرب؛ أكثر عدد من العرب على أقلّ مساحة. ويسكن في الجولان اليوم، بحسب المعطيات الرسمية الإسرائيلية، 14 ألف مستوطن، بينهم من سُجل فقط على الورق بهدف الحصول على تعويضات، يقطنون 33 مستوطنة، كلها بنيت على أنقاض قرى سورية، وتستولي على خيرات الجولان المائية ومسطحات البناء الشاسعة وإمكانات الزراعة، في مقابل إهمال مدقع للسوريين الذين يسكنون هناك. في عام 1967، احتل الجيش الإسرائيلي مساحة 1250 كيلومتراً مربعاً، تضم 137 قرية سورية. واستعاد السوريون منها 50 كيلومتراً في عام 1973. أثناء الاحتلال، شرّدت إسرائيل أهالي القرى وهدمتها. لم يبق منها سوى حجارة. لم يبق إلا ستة آلاف سوري يسكنون في ست قرى: مجدل شمس وبقعاتا وعين قنية ومسعدة والغجر وسحيتا. في نهاية عام 1971، حوّلت السلطات الإسرائيلية قرية سحيتا إلى مركز عسكري، وأجبرت أهلها على المغادرة إلى قرية مسعدة المجاورة. عدد سكان الجولان اليوم يقارب 19 ألفاً، عشرة آلاف منهم يقطنون القرية المحتلة الأكبر، مجدل شمس. ألغام تحت شباك البيت مجدل شمس قرية جميلة، وناسها طيبون. «شماليون» بطلّتهم. بالنسبة إلى الفلسطينيين في الداخل والضفة، هم رائحة من أرض الشام الكبرى. هم التواصل مع شيء يصعب التواصل معه عنوة. سياسياً، يعيش الجولانيون والفلسطينيون حالاً من الاحتلال. لكل حال أبعادها. هناك، على تلك المرتفعات الشامخة، يأخذ الاحتلال شكلاً آخر، مغايراً، وتفاصيل أخرى لا تلغي مأساويته. الصيف في هذه القرية ينتهي قبل موعده، والصباح صافٍ. هدوء يكسره ضجيج بعض المركبات المتجولة. لا تختلف مجدل شمس بمبناها عن القرى العربية الأخرى في فلسطين التاريخية؛ بناء ليس منتظماً، اكتظاظ سكاني وحال تجارية تتكل في كثير من الأحيان على القادمين من خارجها. قد يلمح المار في شوارعها بعض التجمعات القليلة، إلى حين الوصول إلى مركزها. ساحة إسفلتية واسعة، يتوسطها نصب تذكاري لقائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي، سلطان باشا الأطرش. تمثال يعيد الوطنيين العرب إلى أمجاد من الماضي، وعلامة انتصار لا تزال ذات صلة في زمن البحث عن انتصارات. التمثال رمز اعتزاز للسكان. من حوله محال تجارية وتجمعات لقهوة صباحية. التمثال ثوري. يرفع فيه سلطان باشا الأطرش سيفه عالياً، ومن حوله مقاومون، يحفظون من ورائهم أطفالاً صغاراً، هم الجيل القادم من الجولانيين. قضايا الجولان كثيرة، يتجلى جزء منها في مجدل شمس. الاحتلال هو نفسه في الضفة الغربية وفلسطين التاريخية. الأساليب السلطوية تسعى إلى الهدف نفسه. وإذا كان جدار الفصل يحد من سير الفلسطينيين في الضفة المحتلة، فإن حقول الألغام تحد السوري القاطن على الأرض المحتلة من التوسع. ولا يخلو الأمر من بيوت صارت ساحتها حقول ألغام، تعيش تهديداً جاثماً في كل لحظة. «الألغام مزروعة تحت شباك البيت»، تقول ربة أحد البيوت المحاذية للشريط الشائك، مشيرة إلى تلك اللافتة الصفراء التي تنذر العابرين. إلى جانب السيدة وقفت طفلة صغيرة لا تفهم الحديث الدائر، إلا أنه بعد عام أو اثنين، سيكون حقل الألغام جزءاً من طفولتها. هذه الحقول نهج إسرائيلي متبع. وإذا كانت النبتة حياة تنغرس في الأرض وتكبر وتثمر خيراً، فإنَّ الألغام دمار ينغرس هو أيضاً ويكبر وينبت دماً. هي سياسة إسرائيلية متّبعة في كل مكان وطئت فيه قدم جيش الاحتلال؛ في الجليل والجولان والجنوب اللبناني. هي سياسة لتعزيز الهيمنة ووسيلة لا يتركها الإسرائيليون. فقد زرعت إسرائيل ما يقارب 76 حقل ألغام في الجولان السوري المحتل. عندما يأتي الشتاء، تنجرف بعض تلك الأجسام القابلة للانفجار إلى مقربة من البيوت. تشير المعطيات المأساوية إلى استشهاد أكثر من 20 شخصاً وجرح العشرات منذ حرب حزيران 1967. والحل لا يزال بعيداً بعد أربعين عاماً من الاحتلال. إسرائيل تريد حرباً الناس في مجدل شمس كرماء، يحبون القادم من البعيد أن يشاركهم الحديث. الحرب المتوقعة أو غير المتوقعة لا تقع في صلب الموضوع في تلك التجمعات الصباحية على مقربة من سلطان باشا الأطرش، لكنها في الأفق دائماً. كيف لا تكون في الأفق، وتلك المنطقة هي لب الصراع، هي المتنازع عليها. هناك من يتوقع حرباً، وهناك من لا يتوقعها. لكن الرأيين يتفقان على أن الصورة ليست واضحة، ضبابية إلى أبعد الحدود، مثل كل شيء يميز هذه القضية، وخصوصاً في ظل التطورات الأخيرة. سلمان فخر الدين، من سكان مجدل شمس، يعرف كل شيء عن الجولان. تراه يتجول في القرية والجولان كله، حافظاً كل شيءٍ عن ظهر قلب. لا يتلعثم برقم أو معطى. كل شيء في ذهنه. كتب الكثير عن الجولان وقضيته، وحين تفتح سيرة الحرب المرتقبة، يقول إنه «لا يتوقّع حرباً بين الطرفين (الإسرائيلي والسوري) ولا يراها في هذه الآونة تحديداً»، موضحاً أن «الطرفين ليسا معنيين بمثل هذه الحرب اليوم». الحديث عن الحرب المرتقبة يستقطب شاباً آخر يقول إنَّ إسرائيل «لن تسكت على الهزيمة التي منيت بها في حرب لبنان وتريد تعويض خسارتها هنا مع سوريا»، مشيراً إلى أنَّ الناس في الجولان «بانتظار الحرب المقبلة، حرب لا محالة منها». وشدّد على أن «من يعتقد أن إسرائيل ستسلّم الجولان باتفاق سلام فقد أخطأ». النقاش في الحرب لا يحتدم، لا يمكن النقاش في شيء مجهول. لكنه موضوع يستدعي التساؤل. وقد يبدو سؤال «هل تريد العودة إلى سوريا أم لا؟» سخيفًا في خضم هذه الحال الاحتلالية. قد يكون هناك نقاش في السؤال، تتداخل فيه سياسات هنا وهناك، لكن القضية بمجملها محسومة. «نحن سوريون، ونريد العودة إلى سوريا»، يقول صاحب محل تجاري لا يرغب بأن يفصح عن اسمه. وفي نهاية الحديث يقول مبتسماً: «سنرجع يوماً». أبو مجيد أدمنّا الصبر على مقربة من تمثال سلطان باشا الأطرش، يقف شيخ كهل من سكان قرية مجدل شمس. يعتمر حطة بيضاء على رأسه. تجاوز السبعين. كان يتحدّث عن الجولان مبتسماً، فهو «شاهد على العصر». عندما وصل في حديثه إلى حرب حزيران عام 1967، انهمرت من عينه دمعة لا إرادية. قال: «شعور صعب لا يمكن وصفه». لكنّ الدمعة فعلت. أبو مجيد، مثل الكثيرين من أهالي الجولان، يشددون دائماً على العودة إلى الديار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي: «نعيش في ظل احتلال، وحتماً سنعود. نحن سوريون نحب سوريا، هذا موضوع لا نقاش فيه». وحين تفتح موضوعات سياسية عن صعوبة الحل وأن القضية تحتاج إلى الكثير من الصبر والمعاناة، يقول أبو مجيد: «إنها ليست مشكلة، فنحن أدمنا الصبر». الحديث عن الماضي، في هذه الآونة تحديداً، يفتح جروحاً مزمنة. ما مرّ به الجولان من عمليات تهجير و«مسح للهوية»، ليس أمراً سهلاً. وحين تنهمر دمعة من شيخ كهل، ففي معناها غربة واستيلاء ووطن، وربما اشتياق لصديق أو شقيق تُرك وراء الحدود. دمعة تتجاوز كل الشعارات. من السهل تشبيه حال الفلسطينيين على شقي الخط الأخضر، بحال سكان الجولان المحتل، من حيث الممارسات الإسرائيلية الممنهجة ما بعد الاحتلال. المناهج التعليمية لدى فلسطينيي 48 وفي الجولان السوري المحتل، تتجاهل التاريخين السوري والفلسطيني إلى حين يتحوّل الحفاظ على الذاكرة مهمة صعبة تصل حد الشقاء. يقول أبو مجيد: «الذاكرة مهمة، ليس فقط لمجرد وجودها. على الأجيال أن تعرف ما حل هنا، عليهم أن يعرفوا ماضيهم، كي يسيروا إلى الأمام».
طـــاب المجوز دكلُو يا بو عبـــود.............ماحلا رقص الحجية وتهز نهـــود
..<< لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة >>.. "We ask the Syrian government to stop banning Akhawia" |
10/10/2007 | #2 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
لك اييييه الله يرحعك يابلد انا من هنيك أصلي لك ايييه ايه نشالله ترجع
The Best Or no Thing
====================== Its Hard To Defeat A King ====================== Feeling Doesn't Die ====================== Trust No One ====================== زبطولنا السيرفر ولو ... :) |
||||||
10/10/2007 | #3 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
الله كريم يا غالي بترجع معززة ومكرمة
والله ينصر اهلنا هناك
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
|
11/10/2007 | #4 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
الجولان المحتلّ [2/3] متمسّكون بالثوابت
الجولان المحرَّر من خلف سياج الاحتلال (الأخبار) الجولان ــ فراس خطيب الأنباء المتواردة، والرسائل الإعلامية المبطنة، والمصادر التي لا تكشف عن اسمها، والتي تبشر بـ«إمكان العــودة إلى المفاوضات»، لا تجد أهمية لدى سكان الجولان المحتل. فهم يؤمنون بأن المفاوضات في «الحال الإسرائيلية» صارت مثل قنابلهم، تنفجر حينما يشاؤون السكــان لا يهتمّــون بحديــث المفاوضــات: القضايــا تحلّهــا حــرب مقبلــة يقول رجل من سكان قرية مجدل شمس «تخيل أن النقاش حول العودة إلى المفاوضات استغرق سنوات. وإسرائيل تعرقل وتعرقل. تخيل الوضع حين ستفاوض اسرائيل على المستوطنات والمياه والحدود النهائية. سنموت ولن يتغير شيء». ويشير صاحب محل للمدفّئات الشتوية في مجدل شمس «إن اللبيب من الإشارة يفهم. القضايا لن تحلّها المفاوضات، ستحلها حرب مقبلة». من ينظر في عيون الجولانيين حين يخوضون غمار «الحل المرتقب»، يرَ شحوباً بلون الهمّ. فمن ينظر إلى حال الجولان اليوم والتعنت الإسرائيلي، من يرصد في ذهنه تاريخ المكان ويستمع إلى شعور الناس على اختلاف تفكيرهم، يدرك أن الحال معقدة أكثر بكثير من أخبار عن مناورات عسكرية هنا أو هناك. من يشاهد البوابة الكهربائية ورجال الأمن على مدخل موقع «قلعة النمرود» الأثري، الواقع في الطريق المؤدية إلى بلدات الجولان السوري المحتل، وتلك اللافتة الخضراء، المكتوب عليها تسعيرة الدخول بالعبرية، يدرك أن الهيمنة وصلت إلى حد التذويب. وطال الاحتلال كل شيءٍ إلى أن صار جزءاً من «المناطق السياحية». وصارت منتجعات الجولان المحتل الموجودة في مستوطناته «مكاناً للترفيه». حال معقدة، يتداخل فيها تاريخ ناس وحربان، تبدأ من تدمير القنيطرة وتمرّ عبر مصادرة مياه وثروات طبيعية وزراعية، وشرعنة الهيمنة والسيطرة. هناك من الإسرائيليين من لا يريد أن يصدق أن الجولان محتلّ بالفعل . ... والماء أيضاً بعد حرب حزيران، سعت السلطات الإسرائيلية إلى إعلان السيطرة على أراضي الجولان السوري المحتل. وأعلنت الأراضي المتروكة «أموال غائبين» بلغة الهيمنة الاسرائيلية، استولت السلطات عليها، وبدأت ممارساتها واستجلبت المستوطنين مباشرة، وبدأت العمل للاستيلاء على الثروات الطبيعية، واضعة نصب عينيها مصادر المياه. أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي أمراً في آذار 1968 يقضي بتعيين مسؤول له الصلاحيات المتعلقة بأعمال المياه، لضمان السيطرة على مصادرها الموجودة في الجولان. جاء في النص: «لا يجوز لأي شخص أن يقوم ولا أن يتسبب بالقيام بأعمال المياه، أو بأي منها، إلا بموجب ترخيص جدي صادر عن المسؤول ووفقاً لشروط الترخيص». واليوم، يستولي المستوطنون على 76 مليون كوب من الثروة المائية في الجولان، فيما يستفيد العرب من ثلاثة ملايين كوب فقط. موقع عسكري في مجدل شمس ولم تنته القضية هنا، ففي الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1981، اتخذت السلطات الإسرائيلية قرار «ضم الجولان». وسعت إلى فرض الجنسية الإسرائيلية على السكان السوريين. رفض الجولانيون هذا القرار وأعلنوا احتجاجهم إلى أن أعلنت السلطات الإسرائيلية في آذار من عام 1982 عن الجولان منطقة عسكرية مغلقة، وفرضت حظر التجول على قرى الجولان. كان منع التجول جائراً، ومنع سكان الجولان حتى من النظر خارجاً، وجال مستخدمو السلطة على البيوت وأجبروا المواطنين على تسلّم الهويات الإسرائيلية. بعد ثلاثة أيام، خرج المواطنون السوريون إلى ساحات قراهم وأحرقوا الهويات الإسرائيلية وأعلنوا الإضراب المفتوح. استمر الإضراب خمسة أشهر وستة أيام إلى أن تعهّدت السلطات الاسرائيلية كذباً بالتراجع عن فرض الجنسية، إلا أنها فرضت الهوية في ما بعد، ومنحت سكان الجولان وثائق سفر، إلى جانب «الجنسية». نقطة مهجورة الملامح العسكرية جزء من المشهد الجولاني. صحيح أن حشود الجيش والطائرات لا تُرى، لكن هناك علامات ثابتة ودائمة تشير في كل الأزمان إلى أن هذه المنطقة عسكرية. شمال قرية بقعاتا، وفي ما يسمى «سدر العروس» (يسمّيه اليهود تل الكروم)، وفي إحدى النقاط العسكرية الإسرائيلية الثلاث التي أخليت في عام 1974، لا تزال ملامح العسكرة قائمة: أكياس رمل للدفاع، ومنظار حديدي صدئ يطلّ شرقاً على امتداد سهل الزاوية وسهوب حوران ومزرعة بيت جن في منطقة الجولان السوري المحرر. درجات حديدية تؤدي إلى أنفاق تحت الأرض. منها ما يؤدي إلى لا مكان، ومنها ما يؤدي إلى طاقات تطل على الفضاء الواسع. الأنفاق اليوم معتمة وخالية من أي تقنيات، مجرد امتدادات باطنية قد تكون خطرة وأحياناً خانقة لمن يعاني ضيق التنفس. سكان الجولان القدماء، ومن يعرفون التاريخ، يدركون أن هذه الحجارة المنثورة في القاعدة العسكرية، يعود أصلها إلى مدينة «شهبا»، عاصمة روما الشرقية، وهي مدينة في حوران تمتاز بعمارة حجر البازلت، أتى بها الاحتلال من حطام القرى السورية التي هدمها بمدرعاته وطائراته، ونصبها في قواعده العسكرية على المرتفعات، لتكون وسيلة الدفاع عنه في وجه السوريين عند المواجهة. ولا أحد يعلم، ما إذا كانت هذه القاعدة العسكرية ستصبح منتجعاً، ربما لعاشقين يتمتعان بالمشهد الطبيعي، أم أنها ستظل قاعدة عسكرية، دائمة لا تزول. «طريق السلام» في نص فصل القوات الذي وقّع في جنيف، وبموجبه أخليت القواعد العسكرية الثلاث لتحل القوات الدولية مكان القوات السورية والإسرائيلية على جانبي الحدود، وردت ملاحظة نصّت على أن ما وُقّع ليس اتفاق سلام، بل «خطوة نحو سلام عادلٍ ودائمٍ استناداً إلى قرار مجلس الأمن الرقم 338 المؤرخ 22/10/ 1973». لكن الطريق نحو السلام العادل لا ترى. على الأقل في هذه الأيام. فقضية الجولان السوري المحتل، مثل كرة ثلج، تكبر من عام إلى آخر، وتتعقد تفاصيلها، وهو ما يطرد الأمل من بعض السكان السوريين الواقعين تحت الاحتلال، ويجعلهم لا يصدقون أي نية اسرائيلية لحفظ السلام أو البحث عنه. إلى مسعدة حقول التفاح تفصل الطريق إلى قرية مسعدة. والتفاح من رائحة الجولان، هو جزء من الطرقات التي تفصل القرى عن بعضها. يستطيع المار بين البلدات أن يوقف سيارته ويقطف تفاحة عن أمها. المشهد لا يزعج أصحاب الكروم، على العكس تماماً، فإذا خجل الضيف من نيل هدية تفاح يتلقى توصية من صاحب البيت: «وأنت خارج من القرية، سترى حقل تفاح على يدك اليسرى، أوقف سيارتك هناك واقطف ما تريد. فهذا الكرم لي، وتحت تصرفك». في وسط الطريق إلى مسعدة كان لا بد من الاستدلال. وصف شاب جولاني السبيل إلى هناك، تحدث عشر كلمات، أربع منها بالعبرية. لكن، حين تحدثه عن السياسة تشعر بأنه ملتزم بالثوابت. واكتسابه اللغة قد يكون أمراً عادياً بـ «فعل الاحتلال». يقول أحد الجولانيين من قرية مسعدة إن قضية اللغة وتأثير الإسرائيليين «هو أمر طبيعي لكل شعب يقع تحت الاحتلال. وليس بهذه الأمور ممكن الحكم على القضية، هناك قضايا أوسع. عند ساعة المحنة. نحن سوريون بكل ما تعنيه الكلمة. نحن متمسكون بكل الثوابت الوطنية». في عطلة يوم السبت اليهودية، يهرب الإسرائيليون من «ضجيج المدن» إلى مناطق الشمال «بحثاً عن الهدوء». لكنهم ليسوا هادئين. تراهم يملأون بعض المطاعم في الجولان، على وجوههم ابتسامة الجائع المستلذّ بالطعام، يأكلون «الأطباق الدرزية»، حسب تعريفهم، ويبحثون عن المميز. وحين يسافرون خارجاً يتحدثون عن الحمّص والفلافل على أنهما «مأكولات اسرائيلية»، على الرغم من أنها موجودة في المنطقة قبل أن يفكر هرتسل بدولة إسرائيل. «وجودنا مقاومة» الحال الاحتلالية أنتجت حركة أسيرة في الجولان. سجن أكثر 700 سوري على مدار سنوات مضت. واليوم هناك أكثر من 20 أسيراً في السجون الإسرائيلية، غالبيتهم يقضون أحكاماً تترواح بين عشرين وثلاثين وأربعين عاماً بتهم مقاومة الاحتلال والتعاون مع سوريا. سلمان فخر الدين، يتحدث عن السجن باعتزاز، عن «مقاومة على خط النار». تجاوز الخمسين بقليل لكنه لا يزال يتذكر أياماً مضت. حين كان عمره 18 عاماً، كان عضواً في «لجنة المطالبة بالتعليم في سوريا». وسجن مرات عدة في بداية سبعينيات القرن الماضي بعد مشاركته في الكثير من التظاهرات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي. وعن سبب سجنه، يقول فخر الدين «شاهدت حشوداً عسكرية إسرائيلية ومناورات عسكرية، واخترقت الحدود لتحذير الاستطلاع السوري من هجوم إسرائيلي محتمل على سوريا أو لبنان». وأضاف «كنا في تنظيم ترأسه امرأة تدعى كاميليا أبو جبل. هي اليوم دكتورة في التاريخ بجامعة دمشق». ويروي فخر الدين أنه أطلع «الاستطلاع السوري» على هذه المعلومات، وكان حينها شاباً في السادسة عشرة من عمره. ويقول «لم أكن أعرف أنواع الأسلحة بتاتاً. أطلعني السوريون عن أنواع من الأسلحة لأراها في الصور وأروي لهم ما شاهدت». سجن في عام 1974 وتحرر في عام 1979. بالنسبة له كانت فترة السجن غنية من حيث التثقيف السياسي والتعلم. ويطل فخر الدين على واقعه اليوم بنظرة لا يمكن احتسابها تقليدية. هو صاحب رؤية خاصة وثاقبة إلى الواقع. لا يقلقه ما يسمّيه البعض «الاندماج» في المجتمع الإسرائيلي، ولا يقبل أصلاً تعريف «الأسرلة». من ناحيته إسرائيل «دولة ترفض الآخر ولن تعمل هي أصلاً على أسرلة الآخر، لذا فالتعبير ليس صحيحاً». لا يبدو قلقاً أيضاً من الهدوء الذي يسود الجولان: «أنا أؤيد حالة اللاعنف الموجودة في الجولان حالياً. فالمقاومة لا تأتي فقط عن طريق البندقية لأن البندقية إذا فقدت برنامجها السياسي تصبح بندقية لصوص. وهذا ما جرى مع إخوتنا الفلسطينيين». وينهي حديث قائلاً «أنا أرى وجودنا مقاومة». |
11/10/2007 | #5 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
ولله يا صاحبي ابدعة بهل موضوع
الجولان راجع بأذن الله طول ماهل شي ببالنا راجع لا محاله ... اهم شي انو ما ننسى و هل شي بتوقع كتير صعب علينا كسورين .... يسلمو على ابداعك يا غالي
卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون |
11/10/2007 | #6 | |||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
اقتباس:
قلك ليش اذا رجع الجولان شو تملنا حجة ضد إسرائيل بدنا نتخلى عن القضية الفلسطينية وعن حزب الله وهي الئصص وهيك مابيتملنا حجة ولا اي شوكة نكز فيا اسرائيل لانو اذا سوريا بدها شي بتنكش اسرائيل بحزب الله وبعدين اذا رجع الجولان الشعب رح يتوجه انظارو للداخل اما هيك بيقولو خليها معهون منو بنتم نتحركش بإسرائيل ومنو منحاربها بس مو على أرضنا ومنو الشعب ساكت ومنو بيتم يجينا عليها مساعدات وصلت الفكرة يعني ماراجع ماراجع |
|||||||
11/10/2007 | #7 |
مشرف متقاعد
|
لك اييييييييييييه ... راجعة راجعة..وحياتكن الجولان راجعة..وما حدا يناقشني
يا خسارة...عيب والله عيب
One thing you can be sure of I'll never ask for more than your love Shine your light on this heart of mine |
12/10/2007 | #8 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
الجولان المحتلّ [3/3] "قصّة شتات"
عروس تودّع أهلها قبل المغادرة إلى الأراضي السورية المحرّرة (بافل ولبرغ ــ إي بي آي) الجولان ــ فراس خطيب يعيش الجولانيون حال انفصال شبه تام عن البلد الأم سوريا، في ظل شروط جائرة تحصر التواصل بحالات نادرة. 40 عاماً من الاحتلال أوجدت مئات قصص الشتات والحنين إلى الأهل والأرض، التي تترقّب فرصة لقاء لا تزال بعيدة أساليـــب مبتكـــرة للتواصـــل... وجيـــل عالـــق بيـــن حنيـــن واحتـــلال طفلة جولانية صغيرة حملت شعاراً حجمه كبير، كتب عليه: «أنا طفلة، لا أعرف جدي ولا جدتي». وإلى جانبها وقفت امرأة جولانية تخطّت الستين تغطي رأسها ووجهها بخمارٍ أبيض، في عينيها صبرٌ يكاد ينكسر، عبّرت عنه بشعار تحمله: «40 عاماً لم ألتق أهلي». جيل يمضي وآخر يأتي، والمعاناة في عيني العجوز والطفلة سيّان، معاناة إحداهما في بداياتها، والأخرى في مراحلها المتقدمة، ونهايتها بالنسبة إلى الاثنتين ليست واضحة. هكذا يبدو طرف التظاهرة المتواضعة لنساء الجولان أمام الصليب الأحمر في القدس المحتلة. كانت التظاهرة الأسبوع الماضي، والنساء طالبن بـ«وقف معاناة الأربعين عاماً» والسماح لهنّ بزيارة ذويهن في الوطن الأم. حتى هذه الساعة، التظاهرات لم تثمر، والمطالب لم تهدأ. والنساء لا يزلن ممنوعات، والشبان أيضاً، إذ إن الإسرائيليين يسمحون بمرور طلاب الجامعات ورجال الدين فقط. معاناة بلغت الأربعين من عمرها، حملت خلالها بآلاف القصص عن الشتات السوري. صارت مسلسلاً حياتياً لم ينته بعد. ليس فقط عند النساء في الجولان، بل عند كل الفئات. من تريد أن تتزوج سورياً، تستطيع مغادرة الجولان شريطة التوقيع على وثيقة إسرائيلية تتنازل فيها عن حقها في العودة الى المناطق المحتلة. رحلة أبدية في اتجاه واحد. في حالات «إنسانية»، عند وفاة أحد الأقارب، من الدرجة الأولى، تقبل السلطات الإسرائيلية عبور النساء للمشاركة في المراسيم الجنائزية للتواصل مع الأموات فقط. التواصل الإنساني بين أفراد البيت الواحد، ممن تفرقوا عنوةً، إجباري حسب كل معايير حقوق الإنسان العالمية، لكن هذا المعيار لا يسري في الجولان المحتلة. أوجدت الوضعية الميؤوس منها حاجة وأساليب للتواصل، منها ما هو مبتكر بمجمله ومأساوي بمضمونه، تتجلّى في وادي الصيحات، الذي يطلق عليه الجولانيون أيضاً اسم «شريط الآلام»، الواقع عند آخر بيت في مجدل شمس. الصوت المنبثق من الوادي يخترق السلك المهترئ والأجهزة الإلكترونية وصولاً إلى الشق الآخر، إلى الجولان المحرر، حيث يقف سوريون آخرون، يستمعون إلى أصوات إخوانهم. وادي الصيحات أمر لا يمكن تجاهله في الجولان. كُتب عنه الكثير في غالبية التقارير التي تحدثت عن الجولان. أناس يقفون على تلّتين، يفصلهم شريط حديد ووادٍ، يتواصلون عبر مكبر صوت. من يقف على مقربة منهم قد لا يفهم ضجيج الأحاديث الصادرة عن مكبرات الصوت، إلا أنهم يفهمون بعضهم بعضاً جيداً. من يقترب من هناك، يسمع من الناس قصة مشهورة جداً، صارت تميز وادي الصيحات. قصة امرأة لم تر ابنها أكثر من ثلاثين عاماً، وعندما سمعت صوته ماتت عند الشريط. اليوم، الناس لا يأتون كثيراً إلى وادي الصيحات مقارنة مع الماضي، بفضل بعض التطورات التكنولوجية، لكن المكان لا يزال حياً، وسيحكي قصص عائلات لم تلتق منذ عشرات السنين. فالجولانيون المتجولون عند تلة الصيحات لا يعيرون التلّة اهتماماً كالغريب الذي يراها للمرة الأولى. بالنسبة إليهم المشهد مألوف ويتكرّر. وتقول امرأة جولانية «حتى لو صار السلام لن يكون هذا مجرد مكان، سيظل شاهداً على الاحتلال وسيظل اسمه وادي الصيحات». جولانيّة وابنتها خلال تظاهرة أمام مقر الصليب الأحمر في القدس المحتلة الأمهات الطالبات الزقاق المؤدّي الى بيت عائلة خاطر في مجدل شمس يذكّر بأزقة المسلسلات السورية. أطفال جولانيون جزء من الزقاق، وفتاة تفتح شباك البيت للتو، تنظر بخجل نحو «الغرباء في الشارع» وصوت فيروز يملأ الأفق. بيت عائلة خاطر يبدو هو أيضاً سورياً جولانياً نموذجياً. ساحة مزينة بأحجار ومقاعد ممتدة على جانبيها يتوسطها درج يصعد نحو الأعلى. في وسط الساحة طاولة عريضة، مثقلة بالضيافات، والتفاح بألوانه الثلاثة. البيت سوري معمارياً واجتماعياً. رب العائلة مزارع والأبناء يدرسون في جامعات دمشق. سبب الزيارة هو الأم، إلهام خاطر، التي تمثل حالة حديثة في الجولان السوري المحتل يمكن تسميتها «الأمهات الطالبات». فقد انتسبت إلى الجامعة للّحاق بأبنائها وتخرّجت من كلية لحاضنات الأطفال. تقول الأم إن الحلم راودها كثيراً، وانتظرت تحقيقه واللحظة المناسبة، الى أن شجعتها امرأة جولانية أخرى، خاضت التجربة قبلها، وحثتها على الالتحاق. وتبدو سعيدة للغاية لـ«تحقيق ذلك الحلم». قالت ان حلمها كان مقتصراً على أن يحمل أبناؤها شهادات جامعية، لكن مع الوقت «اكتشفت أن لي حلماً أنا أيضاً كي أحمل شهادة جامعية. كان حلمي صعباً، فمجتمعنا ليس داعماً لمثل هذه الخطوات، ما أوجد في ذاتي تحدياً في خوض التجربة، وخضتها. في البداية كانت صعبةً لكني نجحت». رب العائلة، خالد خاطر، يعمل في مجال زراعة التفاح، من العائلات القليلة التي لا تزال تعتاش على الزراعة وحدها. ويقول «لقد ولّت تلك الأيام يا عزيزي حين كانت الزراعة وحدها تكفي»، مستعيداً مصاعب الزراعة وقلة مصادر المياه التي يستولي عليها المستوطنون «وصاروا يبيعوننا إياها نحن أصحاب المياه». الى جانب والديه، يجلس الابن نزار. تجاوز العشرين ويدرس الطب في جامعة دمشق. نزار يعشق دمشق، ويعشق قريته أيضاً. عندما تحدثه تشعر أنه لم يبلور موقفاً حازماً وواضحاً من الحال الواقعية. لا يبدو مثل والديه حازماً. ينتمي نزار الى فئة الشباب الذين ولدوا بعد الحرب، ممن عايشوا الاحتلال لكنهم لم يعرفوا سوريا قبله. في قلبه شوق لسوريا لكنه شوق لا يكتمل. فالحنين الى شيء يأتي بعد معايشته. والعيش في سوريا، بالنسبة إلى هؤلاء الشبان، جاء متأخراً. هم جيل عالق بين الحنين الى ماضٍ لم يعشه، وبين احتلال ولد فيه. السوريون يسهّلون الطريق لسكان الجولان. يمنحونهم امتيازاً بفعل أوضاعهم. يستطيع السوري في الجولان المحتل أن يدرس في الجامعة التي يريد مجاناً. هناك نسبة عالية من الخريجين في الجولان، ولكن جزءاً كبيراً منهم من دون عمل، ما يدفعهم نحو التفكير في الهجرة. عندما غادر الأخرس الشمس تلقي بظلالها على الجولان. وتختفي من وراء كروم التفاح. لكن يعز على الزائر تركها. يريد المزيد. فالجولان منطقة شهية، لا شبع منها. ما يميز المآسي في الجولان أنها مخلوطة بالأمل. ثمة دائماً ما يعزي. فلا توجد شعوب ولا حضارات اختفت بفعل الاحتلال. حتى لو غاب الهنود الحمر، لكن اسمهم لا يزال راسخاً، مهما حاول الأميركيون محو ذكرهم. الشعوب الواقعة تحت الاحتلال منتصرة. يصمم الجولانيون قبل النهاية أن يتحدثوا عن عاصمة الجولان السوري قبل الاحتلال. من الممكن مشاهدتها عن بعد من منطقة تدعى تل الندى على بعد 20 كيلومتراً من قرى الجولان المحتل. تقع في المنطقة المحررة عام 1974. القنيطرة شيء راسخ في ذهون الجولانيين، كبار السن، يعتبرونها «فسيفساء ثقافية لا يمكن نسيانها». كانت مدينة ناشطة ونابضة. فيها مستشفيان وثلاث مدارس ثانوية ومدرستان إعداديتان وسوق للخضر والسمك. كانت عاصمة المرتفعات. سقطت في عام 1967 وصار الاحتلال يستعملها ميدان مناورات. كانت مرتعاً للانفجارات. صار عدد سكانها بعد التهجير سبعة آلاف نسمة، وكانت مصدر رعب للسكان بهدف تهجيرهم. ووقع من بقي من السكان على وثائق هجرة طوعية. لم يبق أحد في القنيطرة سوى شخص أخرس. لم ترعبه أصوات الانفجارات والرصاص لأنه لا يسمع. غير أن الاحتلال لم يترك وسيلة إلا اتبعها لطرده، وفي النهاية غادر القنيطرة. في عام 1974، وقبل الخروج منها فجّرها الاحتلال وهدم ما بقي من مبان. لم يُعد السوريون بناء المدينة. تركوها شاهدة على جرائم الاحتلال، وبنوا مدينة القنيطرة الحديثة على بعد ثلاثة كيلومترات منها. مشهد من مسرحية تاجر البندقية للفرقة الجولانية شكسبير تحت الاحتلال! في وسط مدينة مجدل شمس تقع مؤسسة «الجولان للتنمية». عمارة حديثة فيها مركز طبي كبير يقدم الخدمات لأهل المرتفعات المحتلّة، ومجهّز بأحدث المعدات. هذا المكان هو ثمرة جهود انطلقت منذ سنوات، الى أن صار مؤسسة تتلقى دعماً من الاتحاد الأوروبي. في الطابق الأول مسرح متواضع، كراسيه حمراء وسقفه منخفض. كان هناك فريق عمل منشغلاً في تجهيز القاعة وإعدادها لمسرحية الليلة. بدأت فكرة بناء مسرح في الجولان قبل سنوات عديدة، و«كانت مجرد فكرة غير مبرمجة»، هكذا يقول الكاتب معتز أبو صالح، صاحب الفكرة. تحولت هذه الفكرة إلى مشروع ناجح ومسرح ينتج أعمالاً آخرها «تاجر البندقية» لوليم شكسبير. ما يميز مسرح «عيون» الجولاني أن أعضاءه من طلاب المدارس وأجيال الطفولة. خاضوا التجربة قبل سنوات، وبدأوا بورشة في بيت الفن، ومن بعدها تطورت الفرقة، وهم كبروا. اتخذ المسرح خطاً مهنياً منذ البداية، فكان مسرحاً ملتزماً يبتعد عن السطحية. أُطلق عليه في ما بعد «مسرح عيون». ويقول أبو صالح «الناس في الجولان صاروا يحبون المسرح، يأتون قبل العرض بساعة». قبل أيام سارت حافلة الممثلين الصغار في اتجاه مدينة رام الله المحتلة، وعرضت «تاجر البندقية» هناك وعادت بعد أسبوع الى مدينة حيفا. كان العرض رائعاً، وقف الجمهور دقائق يصفق بعد نهايته. كان مشهد الأطفال حين مثلوا شكسبير يبعث الأمل في قلوب الحضور. الأميرة واليهودي شايلوك وأنطونيو ونجاته من انتقام اليهودي. ساعة من اللحظات السعيدة، خرج الجمهور بعدها منبهراً بلقاء الأميرة. قصة حب على مسرح جولاني. وتمثل تربية الأطفال على المسرح أيضاً مقاومة، وإذا كان الاحتلال يتّبع ثقافة القوة، ففي الجولان يتّبعون قوة الثقافة، وحتى الآن نجحوا. |
أدوات الموضوع | |
|
|