س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
20/09/2009 | #1 | ||||||
مشرف
|
الوردة والعندليب - اوسكار وايلد
صاح الطالب الشاب قائلا:
" لقد وعدتني بمراقصتي إن أحضرت لها وردة حمراء ولكن لاتوجد في كل حديقتي وردة حمراء" فسمعه العندليب من عشه في شجرة السنديان ونظر إليه في تعجب من خلال أوراق الشجر وأردف الطالب قائلا: وقد ترقرقت الدموع في عينيه الجميلتين" لاتوجد في كل حديقتي وردة حمراء" قال العندليب: هنا أخيرا العاشق المخلص.. لقد غردت له ليلة بعد ليلة ..من دون أن اعرفه.. وليلة تلو ليلة ..أنشدت قصة حبه إلى النجوم.. وأخيرا تم لي أن أراه.. إن شعره كزهرة السوسن.. وشفتيه بلون الوردة المشتهاه.. ولكن! الغضب جعل وجهه مصفرا كالعاج.. والحزن ترك أثره على جبينه.. وغمغم الطالب قائلا: سيقيم الأمير حفلة راقصه مساء غد.. وستكون محبوبتي من ضمن المدعوين.. فإذا أحضرت لها وردة حمراء .. فإني سآخذها بين ذراعي.. أما هي فسوف تسند رأسها إلى كتفي ويدها في يدي.. ولكن!! لاتوجد في حديقتي وردة حمراء.. ولهذا فإني سأجلس وحيدا.. فتمر بالقرب مني حبيبتي دون أن تكترث بي.. سوف يجلس الموسيقيون في القاعة الكبيرة.. فيعزفون على آلاتهم الوتريه.. وسوف ترقص محبوبتي على نغمات الكمان والقيثارة.. وسوف ترقص بخفة ورشاقة.. حتى إن قدميها لن تلمسا الأرض.. وسيجتمع حولها أفراد حاشية الأمير بثايبهم الزاهية.. ولكنها! سوف لاترقص معي.. لأنني لا أملك وردة حمراء أقدمها لها.. وألقى بنفسه على العشب الأخضر.. وغطى وجهه بيديه.. وأخذ في النشيج والبكاء.. فتساءلت السحلية الخضراء الصغيره ..حينما مرت به رافعة ذنبها في الهواء.. عن سبب بكائه! فقالت الفراشة: التي كانت ترفرف في أشعة الشمس ماذا يبكيه؟ فهمست اقحوانة إلى جارتها في صوت ناعم حنون: ماذا يبكيه؟ فأجاب العندليب: انه يبكي من أجل وردة حمراء.. فصاحوا قائلين من أجل وردة حمرااء؟؟ انه لشيء مضحك .. وضحكت السحلية الخضراء.. بتهكم.. ولكن العندليب أدرك سر حزنه.. فجلس صامتا في شجرة السنديان .. وجعل يفكر في خفايا الحب وأسراره.. وفجأة نشر جناحيه.. وتأهب للطيران وحلق في الهواء ..وعبر البستان.. كالطيف.. وفي وسط حوض العشب الأخضر.. تقوم شجرة ورد.. فما رآها العندليب حتى حط على غصن من أغصانها وصاح قائلا: أعطني وردة حمراء؛فأغني لك أعذب أغاني ولكن! الشجرة هزت رأسها وأجابت: إن ورودي كلها بيضاء كزبد البحر.. وأكثر بياضا من الثلج ..الذي يكسو قمم الجبال.. ولكن! اذهب الى أختي التي تنمو في الحديقة.. لربما أعطتك ماتطلب .. وطار العندليب الى شجرة الورد.. وصاح قائلا : أعطني وردة حمراء؛فأغني لك أشجى الأغاني لكن! الشجرة هزت رأسها وأجابت: ان ورودي صفراء كشعر الحورية ..التي تجلس على عرش من العنبر.. وأشد صفرة من النرجس الذي يزهو في المرجة قبل ان يجيء الحاصد بمنجله.. ولكن! اذهب إلى شجرة أختي التي تنمو قرب نافذة الطالب لربما أعطتك ماتريد.. وطار العندليب إلى شجرة الورد .. وصاح بها قائلا: أعطني وردة حمراء؛ فأغني لك اجمل الأغاني ولكن! الشجرة هزت رأسها وأجابت: إن ورودي حمراء كقدمي اليمامه.. وأشد احمرارا من مراوح المرجان العظيمه.. التي تتماوج في كهف المحيط.. ولكن! الشتاء جمد عروقي.. والصقيع لفح براعمي.. والعاصفة كسرت أغصاني .. وسوف أحرم من الورود طوال هذا العام.. فصاح العندليب قائلا: ان كل ماأطلبه وردة حمراء.. وردة حمراء فقط.. ألا توجد طريقة أخرى أستطيع معها الحصول عليها؟ فأجابت الشجرة: توجد طريقة ولكنها محفوفة بالمخاطر.. حتى إني لا أستطيع أن أرشدك إليها .. فقال العندليب: أخبريني فإنني لا أخاف.. فقالت الشجرة: اذا كنت ترغب في الحصول على وردة حمراء... فعليك أن تغني في ضوء القمر.. وتصبغها بدماء قلبك.. عليك أن تغني لي وصدرك مسند إلى الشوكة.. تنشد طوال الليل والشوكة تنفذ إلى قلبك.. وينسكب دم حياتك في داخلي.. فيجري في عروقي ويصبح لي.. فصاح العندليب قائلا: إن الموت لثمن باهظ لشراء وردة حمراء.. والحياة غالية على كل شخص.. إنه جميل أن أجلس في الغابة الخضراء ..أشاهد الشمس وهي تتهادى في موكبها الذهبي.. والقمر يسبح في الفضاء في مركبه اللؤلؤي.. ماأزكى رائحة الزعرور البري.. ماأجمل الأزهار ذات الأجراس الزرقاء.. التي تختبئ في الوادي.. وأزهار الخليج التي تنمو على التلال ولكن! الحب مع هذا أفضل من الحياة.. ماقيمة قلب الطائر اذا قورن بقلب الرجل؟ ونشر العندليب أجنحته للطيران.. وارتفع في الفضاء .. واجتاز البستان كالطيف ثم جلس فيه.. وكان الطالب لايزال مضطجعا على العشب في المكان الذي سبق أن تركه العندليب فيه.. والدموع لم تجف من عينيه الجميلتين.. فصاح العندليب: افرح ..فسوف تحصل على وردتك الحمراء نظير أغاني التي سوف أغردها في ضوء القمر.. والدماء التي سأصبغ بها تلك الوردة .. وكل ما أطلبه منك مقابل ذلك هو أن تكون محبا صادقا.. لأن الحب أكثر حكمة من الفلسفه.. مع أنه عاقل وأشد صلابة من القوة.. مع أنه شديد السطوة.. ان اجنحته بلون اللهب.. وجسده كشعلة نار.. وشفتيه الساحرتين كالشهد.. وأما أنفاسه فتضوع برائحة العنبر.. وتطلع الطالب حوله منصتا ولكنه! لم يدرك مافاه به العندليب.. لأنه لم يكن يفهم الأشياء التي كتبت على صفحات الكتب.. ولكن! شجرة السنديان فهمت ماأعيق فهمه على الطالب.. وشعرت بالحزن العميق؛ لأنها كانت تحب العندليب الصغير الذي بنى عشه على أغصانها.. فهمست إليه طالبة منه أن يغنيها أغنيته الأخيره لأنها سوف تشعر بالفراغ الذي سيخلفه عندما يرحل.. فأنشدها العندليب وكان صوته كصوت الماء المتدفق من وعاء فضي.. وعندما انتهى من تغريده.. نهض الطالب.. وتناول من جيبه قلما ودفترا للمذكرات.. وخاطب نفسه وهو يسير في اتجاه البستان قائلا: "اما للعندليب ألحان جميلة فهذا لاسبيل إلى انكاره .. ولكن تنقصها الحرارة والشعور.. وكل شخص يعلم أن للفنون أنانية ولكن! لانستطيع الا أن نقر بأن في صوته نبرات حلوة عذبه.. ولكنها من المؤسف أنها عديمة الفائده" ودلف الطالب إلى غرفته.. وتهالك على سريره.. وأخذ في التفكير بمحبوبته.. وبعد لحظة.. استسلم لنوم عميق.. ولما بزغ القمر في السماء.. طار العندليب إلى شجرة الورد وأسند جسمه إلى شوكة وغرد طوال الليل والقمر ينصت إليه .. غرد طوال الليل والشوكة تنفذ في صدره فتنزف قطرات الدماء من جسده .. وغنى العندليب أولا أنشودة غرام بين فتاة وفتى .. وفي أعلى الشجرة برزت وردة جميلة تزداد ورقة ورقة مع تتابع أغاني الغرام كانت الوردة أول الأمر شاحبة اللون كالضباب المنتشر فوق مياه النهر أو كأقدام الصباح وفضية كأجنحة الفجر وكطيف وردة في مرآه فضية كطيف وردة منعكسه على سطح البحيره ولكن الشجرة صاحت بالعندليب طالبة منه أن يلتصق أكثر بالشوكة: اقترب من الشوكة أكثر أيها العندليب الصغير إلى أن يطلع الفجر قبل اكتمال الوردة فالتصق العندليب بالشوكة أكثر فأكثر وعلا غناؤه لأنه كان ينشد مولد حب ترعرع بين قلبين شابين فاكتست الوردة بلون أحمر كاحمرار وجنة العروس عندما يقبلها عريسها ولكن الشوكة لم تكن بعد قد نفذت الى قلبه فبقي قلب الوردة أبيض لأن لا شيء يجعل قلبها أحمر غير دماء قلب العندليب صاحت الشجرة بالعندليب التصق بالشوكة أكثر فأكثر أيها العندليب والا لن تكتمل الوردة فاشتد ضغط العندليب على الشوكة حتى نفذت إلى قلبه فاجتاحته موجة صارخة من الألم كان يزداد شدة كلما كانت ألحانه تعلو أكثر فأكثر وكانت تدور حول الحب الذي يكمله الموت فيوسده القبر دون أن يموت واصطبغت الوردة الرائعة بلون أحمر كأحمرار ورود السماء الشرقية وقد شملت الحمرة جميع أجزائها حتى قلبها وأخذ صوت العندليب يخفت شيئا فشيئا وكانت أجنحته تختلج وغطت غشاوة عينيه وأخذت ألحانه تتضاءل رويدا رويدا وشعر بغصة في حنجرته ثم اندفع يغني آخر مقطع من أنشودته فلما سمعه القمر تباطأ في سيره في السماء فنسي بزوغ الفجر وسمعته الوردة الحمراء فاهتزت غبطة وفرحا وتفتحت أوراقها لتصافح نسيم الصباح وحمل الصدى الصوت إلى الكهف القائم على التلال وأيقظ الرعاة من أحلامهم ثم طاف الصوت عبر القصب المنتشر على ضفتي النهر الذي حمله بدوره الى البحر فصاحت الشجرة أنظر.. أنظر.. لقد اكتملت الوردة ولكن العندليب لم يجب لأنه كان جثة هامدة ملقاة على العشب الأخضر وقد اخترقت الشوكة قلبه, وعند الظهيره فتح الطالب نافذة غرفته وأطل على البستان فرأى وردة حمراء فصاح ياله من حظ جميل... فهنا أرى وردة حمراء لم أشاهد أجمل منها في حياتي ولا أروع إن جمالها يوحي بأن لها اسما لاتينيا طويلا فانحنى عليها وقطفها وتناول قبعته وانطلق راكضا الى منزل استاذه وفي يده الوردة كانت ابنة الاستاذ جالسة على عتبة المنزل تلف حريرا على البكرة وقد قبع كلبها الصغير عند قدميها وصاح الطالب قائلا: لقد وعدت بمراقصتي إن أحضرت لك وردة حمراء فهذه الوردة أشد احمرارا من جميع ورود العالم فعليك أن تثبتيها فوق قلبك وحينما نرقص معا ستحدثك عن قدر هيامي بك.. عبست الفتاة وقالت لاأظن أنها تتماشى مع لون ثيابي وعلاوة على ذلك فقد بعث لي ابن أخ امين المال هدية من الجواهر الثمينة وكل يعلم أنها أغلى قيمة من الورود فصاح الطالب غاضبا إنك فتاة ناكرة الجميل وألقى بالوردة على الطريق فمرت فوقها عجلة المركبة فسحقتها فقالت الفتاة:" ناكرة الجميل" سوف أقوك لك رأيي فيك.. إنك فظ ومع ذلك من تكون أنت؟ ماأنت الا طالب فقط ولا أظن أنك تملك أبازيم فضية لحذائك كابن اخ أمين المال ثم نهضت واقفة ودخلت المنزل فقال الطالب وهو ينصرف: ماأسخف الحب ليس منه فائدة لأنه لايمكن أن يبرهن عن أشياء حقيقية وأبدا يوحي لنا بأشياء لاتتحقق ويجعل المرء يعتقد في أشياء لانصيب لها من الصحة أنه غير واقعي في حين أن عصرنا الحاضر يتطلب الواقعية في كل شيء سأرجع إلى كتاب الفلسفة وأدرس علم النظر الجدلي... فدخل غرفته وتناول من مكتبته كتابا علاه الغبار وراح يتصفحه باهتمام... أوسكار وايلد
لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد .. اللحظةُ عندي توقيعٌ .. إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات |
||||||
22/09/2009 | #2 | ||||
مشرف
|
هالقصة أول ما عرفتها كان عن طريق فيلم كرتون اسمه "حكايات عالمية" بس ما كانو ذاكرين اسم الكاتب
فظيعة جداً .. لازالت عيني بتدمع كلما بشوف الحلقة قصة تستحق التأمل ميرسي وائل عالهامش مدري ليش بحس هالقصة بتصلح لمناسبة عيد الحب
// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
|
||||
23/09/2009 | #3 | |||||||
مشرف
|
اقتباس:
ومشان الهامش لأنو المناسبة مثائبة بيوم عادي وياهلا |
|||||||
12/10/2009 | #4 |
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
عن جد مابعرف كيف بدي اشكرك لانه الظاهر بهالايام الجفة بدنا شي من القلب يطلع لحتى يخلي ورودنا بلون دمنا وينعش روحنا بعشق حياتنا حتى لو كل العالم بدها غير هي
شكرا |
13/10/2009 | #5 | ||||||
مشرف
|
|
||||||
13/10/2009 | #6 | ||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
تضحية لوحدة ما تستاهل
مرسي
جـزائـر يـال حـكــايـة حـبي ..ويا من حـملـتي السلام لقـلـبي
ويامن سكبت الجمال بروحي ..ويا من أشعت الضياء بدربي لحظة شروق الشمس.. لحظة غروب اليأس.. ننسى دموع الأمس.. بين الامل نطويها.. |
||||||
13/10/2009 | #7 | ||||
مشرف
|
|
||||
14/10/2009 | #8 | |
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
اقتباس:
اذا شفنا عنوان القصة(الوردة والعندليب) فينا نقول انه هي هي القضية الحقيقية: عندليب بيعرف شو هو الجمال والحب وانه احساسنا باآخر بيساوي وجودنا تماما.... والوردة هي جمال ومعنى لكن ما بياخد وجوده الا بالحقيقة وهي هون الحياة من قلب بيعرف يحب والباقي نحنا كيف بناخدهن معنا او بنتركهن على الطريق يعني لا شب ولا بنت هي نحنا بحياتنا وكيف ماكنا مابيغير شي |
|
14/10/2009 | #9 |
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
رائعة القصة .. وانا كمان شايفها بـ " حكايات عالمية " متل ما قالت ساندرا وبتبكي الله وكيلكن
بس انو كمان ما بعرف لمين القصة .. كانو يقولوا تراث انكليزي وتراث ما بعرف شو .. هي من انو تراث بالله؟ بس جد بتبكي ولو ميرسي كثيراً
الكلُّ سفّاح و ابنُ سفّـاح
. القومُ أبناء القومِ يا صــاح . عندهم الدّينُ زهقُ أرواح . والذّبحُ للنّاس نهجُ إصْلاح |
14/10/2009 | #10 | |||||
مشرف
|
اقتباس:
بس بعتقد أنو في تفاصيل ورموز انكتبت ما كانت عن عبث ولمجرد الثرثرة من قبل الكاتب الانتباه للتفاصيل كمان بينفع القارئ تحياتي |
|||||
14/10/2009 | #11 | |
مسجّل
-- اخ حرٍك --
|
اقتباس:
اول شي مشكورة على الاهتمام وانا من المعجبين كتييير بالكاتب وغالبية ادبه شفت بالتعليقات قبلي شي حسيت انه غريب عن القصة شوي والملامة مانها على البنت لأنها طلبت واعلنت رغبتها بداية ولا على الشب لأنه حاول بكل ضعفه يلبيها..... وهي التفاصيل: مانها بشكلها التمييزي بين الجنسين لأنهن واحد بالانفعال وهذا اللي بيّن بنتيجة "القرار الختامي" لكل واحد منهن اكيد لولا اختلافنا ماعرفنا مين نحنا وهي سمة واضحة واساسية ومشيت بعروق القصة ... بس كان التعقيب على ان القصة مش شب وصبية... |
|
14/10/2009 | #12 | |||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
اقتباس:
بس يمكن لانو ما عرف بتضحية العندليب لهيك ما حس بقيمة الوردة ورماها بس البنت كمان ما تعرف القصة وبزيادة على كل هاد ليش لتطلب وردة من اساسو ادا مافي شعور صادق بعد ما سمعت هالقصة عرفت سبب اضافي يخليني اقبل الورد من مين ما كان حتى مرة اخدت وردة عطاني ياها واحد مجنون بالطريق خوفني بس كتر خيرو هيك ما بيزعل العندليب مني ابدا |
|||||||
15/10/2009 | #13 | |||||||
مشرف
|
التضحية عملة الحب, والبخيل بعيش فقير وبموت غني!!
شكرا لمرورك اقتباس:
عالهامش اوسكار وايلد انكليزي ويا هلا |
|||||||
|
|