س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
26/10/2008 | #1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
التخلف الاجتماعي -2-
استكمالا للطرح الذي بدأته في مداخلة سابقة عن وجهة نظري البسيطة حول مشكلة التخلّف الاجتماعي, هذا المرض الذي ينخر صحة مجتمعنا و يعيق تقدّمه و يشوّه صورته في مرآة المستقبل. أكمل اليوم بعض النقاط التي أعتقد أنها أسباب لهذا المرض الذي أرفض أن ينعت بالوراثي أو الجيني. إنما هو مرض ناتج عن عوامل مرضية يمكن الشفاء منه بزوال هذه العوامل و بالعلاج الملائم.
أحد العوامل الهامة جدا للتخلف الاجتماعي برأيي هو انقلاب وجهة السير الطبيعية لأي مجتمع يمشي في طريق التطوّر, إن كان في المجتمع بشكل عام, أم على مستوى أفراد. و بشكل خاص أود أن أركّز على أحد أهم مفاهيم تاريخ الفكر الإنساني على مر العصور, ألا و هو مفهوم الثواب و العقاب. منذ بدايات تاريخ الفكر و الفلسفة الإنسانية, كان هناك اهتمام بالغ حول وصف الخير و الشر, الجيد و السيئ, الصالح و الطالح, و تقسيم هذه الأمور بشكل عام إلى ايجابي و سلبي, و إن فعل الإيجابي من الأشياء يستحق الثواب و المكافأة, و فعل السلبي منها يستوجب العقاب. حتى بعد ظهور الفكر الديني, لم تتغيّر هذه الفكرة كثيرا بل تم وضعها في قالب فكري خاص لإنجاح تعايشها مع فكرة الإله و الحياة الآخرة. لكن الفكرة الأساسية واحدة. إن فكرة الثواب و العقاب, على بساطتها للوهلة الأولى, تحمل تلخيصا شاملا بل و خريطة واضحة لسير الأفراد و المجتمعات. و قد لا يكون الأمر متعلقا فقط بفكرة المكافأة أو العقاب بمفهومهما السطحي, إنما هي فكرة يمكن إسقاطها على كل نواحي الحياة. فمثلا, العمل و الجهد و التصميم و الإرادة لتحقيق هدف مشروع هو شيء ايجابي يستحق ثوابه و هو النجاح في تحقيق هذا الهدف المشروع. الثراء هدف مشروع, و لذلك فإن الاجتهاد في العمل الخيّر للوصول إليه هو فعل ايجابي لتحقيق هذا الهدف المشروع, و كما الثراء نستطيع أن نتكلّم أيضا عن المكانة الاجتماعية التي يمكن الوصول إليها بالارتقاء علميا أو أدبيا أو عن طريق العمل الاجتماعي المفيد أو أي طريقة أخرى "ايجابية", و هذه المكانة أيضا هي بشكل ما "مكافأة" على الجهد الايجابي المبذول. المذكور أعلاه هو الطريق الطبيعي في مجتمع سليم, أن يكون الثواب نتيجة للعمل الجاد الخيّر, و العقاب (أو الفشل) نتيجة كل ما هو عكس ذلك. بعد هذا الكلام, أدعو لنظرة سريعة لما يحدث في مجتمعنا: الثري –بشكل عام- هو الفاسد, المرتشي, اللص, و كلما ازداد فساده كلما ازداد ثرائه دون حسيب أو رقيب, و بسهولة بالغة جدا. بينما العمل و الجهد لم يعودا ينفعان إلا للقمة الخبز الصغيرة.. بأحسن الأحوال. صاحب المكانة الاجتماعية العالية, في مجتمعنا, هو الثري الفاسد المذكور أعلاه, بالإضافة إلى بعض الذين يصلون لأسباب واهية مثل الزعامة العشائرية و الطائفية, أو حتى زعماء عصابات قطاع طرق (قد لا يكونون قطّاع طرق بالمعنى الكلاسيكي للكلمة, لكن التشبيه ينطبق عليهم تماما). و أين العالم و الأديب و المثقف و الفنان من هذه المكانة الاجتماعية؟ ليسوا أحدا في مجتمعنا ! علينا ألا ننسى كذلك أن كل من يحقق أحدى الطموحات التي يمكن أن يحلم بها أي إنسان, يتحوّل إلى قدوة, أو إلى مثال حي عن كيفية الوصول إلى هذا الطموح. فلذلك, يصبح الفاسد اللص قدوة لكل من يحلم بالثراء, و يقتدي بما يفعله - إن استطاع- ليحقق هذا الحلم بالثراء لأنه لا يعرف طريقة أخرى للوصول, و من لم يستطع, فإنه يسكت على مضض و ترى حسرته على أنه لا يملك الفرصة لكي يكون فاسدا أكثر من حسرته على أنه ليس هذا هو الطريق الصحيح للوصول. فلذلك, ترى الطريق السليم غير مطروق و قد نبتت فيه الحشائس, لأنه لا يوجد من يراه سبيلا. و نفس المقياس الذي طبّقناه على الثراء يمكننا استخدامه على جميع الطموحات الأخرى و سنجد نفس الحالة. و نصل لنفس النتيجة: الطريق السليم للنجاح في مجتمعنا غير موجود. هذا الأمر يشكّل مشكلة تربوية حقيقية, فمن الصعب أن تقنع ابن النزيه أن أباه يستحق النجاح عندما يرى ابن اللص يملك ألعابا و يأكل حلويات و يلهو بأشياء لا يستطيع هو أن يحلم بها. فكيف سيقتدي هذا الطفل بوالده؟ و بالتالي فإن هذا الطفل سيكبر في أسوء الأحوال و هو يحاول أن يكون فاسدا, كونه يرى أن "الفاسد يربح" و في أحسن الأحوال لن يحاول أن يكون فاسدا لكنه لن يطرق الطريق الآخر, بل سيستكين و يقبل بعدم التطوّر, بل و حتى يمكن أن يتولّد لديه شعور بالرفض أو الكراهية لهذا المجتمع, و يصعب لشخص أن يعمل إيجابا لأجل شيء يكرهه, أو يرى أنه لا يعطيه ما يستحق. تشوّه مفهوم الثواب و العقاب في مجتمع ما هو خطر كبير, و خصوصا إذا امتد على مدى السنوات و تربّت عليه أجيال كثيرة. و لعلها هي المشكلة الكبرى, صاحبة الحل الأصعب. فلا يمكن التفكير في حل دون إصلاح قانوني و سياسي جذري يضع الفاسد في محله, و يفتح الطريق للجهد المشروع بشكل واضح و مع دعم حقيقي من جميع النواحي. و بعد ذلك الانكباب على حل المشكلة التربوية بحل تربوي, تتكفل به الطليعة الحقيقية التي تحدثت عنها في المداخلة السابقة, بعد تحريرها و تخليصها من قيودها. و للحديث بقية.. للأسف Yass
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
26/10/2008 | #2 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
[quote=yass;1144243]
الثري –بشكل عام- هو الفاسد, المرتشي, اللص, و كلما ازداد فساده كلما ازداد ثرائه دون حسيب أو رقيب, و بسهولة بالغة جدا. بينما العمل و الجهد لم يعودا ينفعان إلا للقمة الخبز الصغيرة.. بأحسن الأحوال. هاد الشي ملموس كتير للاسف عنا بالبلد صاحب المكانة الاجتماعية العالية, في مجتمعنا, هو الثري الفاسد المذكور أعلاه, بالإضافة إلى بعض الذين يصلون لأسباب واهية مثل الزعامة العشائرية و الطائفية, أو حتى زعماء عصابات قطاع طرق (قد لا يكونون قطّاع طرق بالمعنى الكلاسيكي للكلمة, لكن التشبيه ينطبق عليهم تماما). و أين العالم و الأديب و المثقف و الفنان من هذه المكانة الاجتماعية؟ ليسوا أحدا في مجتمعنا ! فعلا ماحدا شايفهم و للحديث بقية.. للأسف فعلا للاسف لان هالشي كل مانو عم يكتر موضوع كتيررائع ومتل ماحكيت للاسف هاد شي عم نشوفو بالواقع اللي عايشين فيه وبعض الناس صارت عم تاخد الفاسد بالمجتمع قدوه لتصير متلو يعني صار الواحد ماهمو غير جمع المصاري وبجميع الطرق مشكور عالموضوع وتحياتي الك
0 الباب يللي بيجيك منو الريح،
0 بيكون شي نجار فهمان مركبلك ياه 0 ســــــــــــــــMan ــــــــــــــــــا تـــــــــو |
26/10/2008 | #3 | ||||||
مشرف متقاعد
|
تحليل " الثواب والعقاب " مبسط وجوهري و من قلب المشكلة
تحليل رائع, بانتظار البقية
عندي ثقـــــــة فيـــــــك ...
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|
||||||
26/10/2008 | #4 | ||||||||
مشرف متقاعد
|
[quote=satoman;1144261]
اقتباس:
تحياتي صديقي اقتباس:
الثواب و العقاب بعتقد مبدأ مهم جدا في حياة اي انسان أو مجموعة ناس, و باختلال هالميزان يختل كل شي برأيي. لذلك خصصتلو فصل كامل من هالخربشة البسيطة شكرا لمتابعتك |
||||||||
26/10/2008 | #5 | ||||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
كلام حلو كتير..
برايي القانون هو الطريق الاسهل والاكثر تاثيرا في تغيير المجتمع.. مجتمعاتنا تتقبل التغييرات القانونية القادمة عن طريق الحكومة بطريقة رائعة لانها مجتمعات مدجنة بطبيعتها وتنتظر من الاخر ان يتخذ القرار بدلا عنها.. ولاسهل فهم فكرتي هناك امثلة .. تركيا.. بلد شبيه الى حد بعيد ببلداننا العربية من حيث التركيبة الاجتماعية الاقتصادية والثقافية والتجربة التاريخية.. لكن الحكومة العلمانية في تركيا اثرت الى حد بعيد بالناس على الرغم من وجود تخلف في تركيا لكن .. ما في نسبة بين عنا وعندون.. تحياتي لياسين.. بانتظار البقية
طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار |
||||||
28/10/2008 | #6 | |||||||
مشرف متقاعد
|
اقتباس:
أي مجتمع يتقّبل التغييرات القانونية, و ليس فقط المدجّنة منها... طبعا تختلف درجات السهولة و الصعوبة بحسب الثقافة الموروثة و هيك أمور.. لكن بالنهاية اذا في نية لتطبيق القانون, و القانون رح يمشي القانون شي أساسي لحتى مجتمع يمشي صح, و لذلك, بدون اصلاح سياسي و قانوني, و بوجود فساد و انفلات... فمن المستحيل يصير اصلاح على أي صعيد كان تحياتي |
|||||||
|
|