س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
16/11/2008 | #1 |
عضو
-- أخ لهلوب --
|
رجموا حبيبتي بالحجارة-محمد طمليه
رجموا حبيبتي بالحجارة
زوريني ثانية. بالمناسبة, اصلحت »السيفون«. وقام احد القمّاشين المهرة بتركيب ستارة سميكة على نافذة الغرفة التي جلسنا فيها اخر مرة: ثقي, لن يرانا جارنا الفظ »أبو العبد«, مع انني ما زلت واثقاً ان الرجل لم يكن يتلصص - كل ما في الأمر انه حيوان, وقد أفسد الامور مراراً منذ اقامتي هنا: وبّخته على أي حال, هكذا: ذهبت الى دكان قريب لشراء »سائل للجلي«, وقابلت »ابو العبد« في الطريق. قلت له: »لا يجوز لاطفالك ان يرشقوا ضيفتي بالحجارة لدى خروجها من منزلي«. وبدا »ابو العبد« متفهماً, أه تذكرت: اشتريت مبيداً للحشرات الطائرة للقضاء على الذبابة الكبيرة التي طنّت في الغرفة طوال مكوثنا فيها. و»شوكولاته« رخيصة وزّعتها على اولاد الحارة, وظني انهم سيلزمون الحياد اعتباراً من هذه اللحظة. انا لست مسرفاً, ولكني تصرفت على هذا الاساس من باب الاحتراز, ولكي تكوني في مأمن. اعرف, كان غداؤنا رديئاً, حتى أنك لم تأكلي, مما ابطل شهيتي ايضا. ولكني اعد ان اقلي »بطاطا« في الزيارة المقبلة, و»لحم عجل رأس عصفور«, و»شرائح بندورة«: كل هذا مع »مخلل«, وشاي. أعد ان يكون لقاؤنا ناجحاً بكل المقاييس. هل تحبين الموسيقى? استعرت مسجلاً من صديق كتوم, وشريطاً راقصاً, ورائحة طيبة في بخاخ... زوريني... الزيت و الزعتر الملاحظ ان الايام تمر بسرعة: اليوم الاربعاء, والبارحة أربعاء, وغدا أربعاء ايضا... اتذكر انني امضيت الاسبوع المقبل منطويا في منزلي: زارني اصدقاء حميمون لا اعرفهم, واتفقنا ان نذهب امس لزيارة صديق مشترك لم نلتق به من قبل... الايام تمر بسرعة.... دوام رسمي يبدأ في الثامنة ظهرا, وليل يهبط في العاشرة صباحا, وكرة ثلج تكبر وتكبر ثم تذوب في النهاية. انا اتكلم عن الوقت: لا يوجد رسوخ في النهارات - اغماضة عين تفصلنا عن نهاية القرن الحالي: »حبيبتي, القاك غدا«. ويجيىء غدا قبل قليل. زمان... كان اليوم حقيقيا وجوهريا. وكنا نفعل كل هذا: نصحو صباحا, ونخرج صباحا, ونرجع صباحا, وننام صباحا/كان لساعة الحائط هيبة ووقار/كانت تمشي على مهل, وتقول امي ان هذه الساعة لم تؤخذ يوما الى »ورشة« لاصلاح الساعات: اعتبرناها من قبيل الامتنان اخا ثامنا, واختا خامسة, بل ان امي سمحت لها ان تأكل معنا »زيتا وزعترا«... ثم جاء لهاث مفاجىء, وكل الخطوات التي تذرفها الارجل على الارصفة يأخذها التيار الى موعد لا نحبه. الايام تمر بسرعة, ولم يعد هناك وقت للوقت. القاص والكاتب الأردني محمد طمليه
وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ
أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي |
|
|