س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
25/12/2008 | #1 | ||||||
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
|
أزمة الذّات
بقلم : self directive
لا يخفى على عاقل الأزمة التي تعاني منها شعوب منطقة الشرق, بالأخص ما كان الإسلام دينها و العروبة قوميّتها. هذه الأزمة بجوانبها المتعددة "سياسية , اقتصادية , اجتماعية , فكرية , أخلاقية , دينية" إنّما تعبّر عن أزمةً للذّات… الذات غير القادرة على الإمساك بزمام مصيرها و الوعي بأهمّيتها لتمضي قدماً في تجسيد إمكاناتها خيراً يعمّ أفرادها المعاصرين , و أملاً لأبنائها المقبلين , كما تمثّل عرفاناً لأسلافها المناضلين.إنّ الذات الضعيفة تبقى ميّالة دائماً إلى التشكيك بنفسها من جهة , و خائفة على نفسها من جهة ثانية. فهي تتردّد بين نفي نفسها للتماهي مع الحضارة و المشاركة الوهميّة فيها (وهذا هو أصل التحديثيّة العدميّة) و بين رفض حضارة العصر للتماهي مع ماضيها و مع التراث (و هو أصل الأصوليّة النامية) من هنا نلخص إلى مفهوميّ الذّاتيّة و المعاصرة , المفهوم الأوّل "الذّاتيّة" ينبغي أن نعيه بمعنى تطوير الذات بما يبقيها على صلة مستمرّة مع الماضي و التراث , و يجعل لها جذوراً عميقة و قويّة في التاريخ , و يفترض تحويل كل ما يدخل فيها إلى جزء منها لتحفظ وحدتها و توازنها. و يعني المفهوم الثاني "المعاصرة" استيعاب الحضارة و معطيات العصر بما يتطلبه ذلك من تبادل و أخذ عن الآخر و تلقّف للإبداعات و الإكتشافات البشريّة, الماديّة منها و الفكريّة. إلى هنا يتبيّن لنا أهمّيّة الوعي بالذات كخطوة أولى لتحقيق النهضة التي تعني استمرار الذات و استملاك الحضارة في الوقت نفسه. يفترض مفهوم النهضة عدم تعارض مطلب الهويّة الذاتيّة و المعاصرة العالميّة, و لكنّها لا تتحقّق إلاّ باستمرار وجودهما معاً كقطبيّ جذب دائمين. فالنهضة إذاً هي مشروع تحقيق الذات بما هي هويّة حضاريّة و حضارة ذاتيّة. هذا يعني أنّ حركتي البحث عن الهويّة و اكتشافها , و الإندفاع وراء الحضارة و تأهليلها , هما حركتان أصيلتان تكمّل واحدتهما الأخرى. و أنّ استمرار تعارضهما نفسه هو مظهر من مظاهر عجز كلّ منهما وحده عن تحقيق المدنيّة و تأكيد الذات. فمبدأ الحضارة و التعلّق بها يصون الجماعة من خطر التحوّل إلى ركام قديم, لا صلة لها و لمؤسساتها بالتاريخ و بالحركة الإبداعيّة العالميّة. و مبدأ الهويّة يصون الجماعة من الإنحلال و الإندماج في الآخر , و من ثمّ الإندثار كجماعة مميّزة و مستقلّة. و في صراعهما و منه تنبع إمكانيّات تحوّل الحضارة إلى مدنيّة , أي يتحقق تأسيسها في الثقافة الذاتيّة , و يتحوّل التراث إلى هويّة ديناميكيّة حيّة و متجدّدة , و بالتالي إلى ذات فاعلة إيجابيّة. يتّضح هنا ضرورة الدعوة إلى إحياء التراث و الإنغراز أكثر ما يمكن في العمق التاريخي من جهة , و إلى استيعاب الحضارة و الإرتماء أكثر ما يمكن في حركة التاريخ الكونيّة العامّة من جهة ثانية. نأخذ من الحضارة و لا نُؤخذ بها و نحيي التراث و لا نحيا به فالمدنيّة المنشودة هي ثمرة الجهد الخلاّق الذي يوحد بين التراث و الحضارة و يتجاوزهما في الوقت نفسه. و لكن الحداثة أو تأهيل الحضارة ليست حلّاً جاهزاً , و لا مسألة محسومة , بل هي مشكلة بحد ذاتها. فهي تحتاج إلى بحث و تدقيق و نقد و تفكيك و إعادة تركيب. وكذلك الهويّة ليست حلّاً معطى قابعاً في التراث , إذا أحييناه حصلنا على هويّة شخصيّة, و إنّما هي الأخرى مشكلة معقّدة تستدعي تجديد التراث و إعادة تركيبه و صياغته في ضوء مشكلات العصر , دون أن يعني ذلك نفيه أو تشويهه, فالتراث ليس أفكاراً و قيماً شكليّة يعاد تأويلها أو تفسيرها أو إلباسها فتصبح شيئاً آخر. إنّ حلّ مسألة الهويّة غير موجود في التراث ذاته , و إنّما في علاقتنا مع التراث و مع العالم أيضاً. فلا ينبغي أن نوظّف كلّ مسألة الهويّة في التراث أو في الدّين فهذه رؤية انهزاميّة انطوائيّة تعبّر عن حالة نكوصيّة. الهويّة غير ذلك و أوسع من ذلك. إنها إعادة تنظيم الحياة الشعورية و العقليّة و الأخلاقيّة معاً على ضوء معطيات العصر , و إلاّ تحوّلت إلى استلاب من نوع آخر. الذاتيّة تستدعي تطوير التراث , لا الإنحباس فيه , فالتراث يجب أن يكون أداة لتحرير الذات و إطلاق إمكاناتها. و مسألة الحداثة ليست مشروعاً اجتماعيّاً , إنّما هي تحدٍّ. إذ يجب علينا أوّلاً أن نبيّن ماذا نريد من الحداثة , و لماذا و كيف نستطيع أن نحقق ذلك. فلا يمكن أن يكون مشروعنا هو استيعاب كل تراث الغرب منذ عشرة قرون, تراث العلوم و الآداب و الفنون. بل يجب أن يقوم المشروع على اساس تحديد المشاكل و الأهداف و الغايات و الوسائل. و بقدر ما ننجح في تطوير ثقافتنا و إغنائها و تفجير قيمها الإنسانيّة , نزيد الثقة بها و نعمّق الشعور بالهويّة , و هذا هو السبيل الوحيد للنجاح في تنظيم الدافع إلى مجاراة الحضارة, و منعه من التحوّل إلى مسايرة كلّيّة و انقياد , أي تنكّر للذات. و يتطلّب هذا التضحية بأمور و قيم شكليّة و جزئيّة لصالح تأكيد القيم الأساسيّة , و تمييز الأساسيّات من الثانويّات. و هذه وجهة كل إصلاح دينيّ أو أخلاقيّ يهدف إلى صيانة الإعتقاد من خطر الإقتلاع مع العاصفة. حريٌ بناأن نعلم أنّ التوفيق بين القيم و الأفكار القديمة و الحديثة لا يحلّ المشكلة, بل يطمسها , لأنّه يُلغي الشعور بضرورة الإبداع و التجديد. فالإزدواجيّة في الثقافة (العربيّة كمثال) ليست مرضاً يجب التخلّص منه, بل هي محرّك هذه الثقافة , و مصدر ديناميّتها. فلو كانت الحلول التي نحتاجها موجودة في التراث أو في الحداثة كما هما , لكانت المشكلة قد حُسمت منذ وقت طويل , و لو كانت الحلول موجودة في إلغاء التراث أو إلغاء الحداثة لما بقينا صرعى التناقض و الصراع فيما بينهما. و لو كانت الحلول موجودة في إمكانيّة التوفيق بينهما لما انتظر هذا التوفيق طويلاً حتّى يتحقق أو يفرض نفسه. إذاً فالحلول ليست كائنة هنا أو هناك , و إنّما علينا نحن أن نستخلصها بعقلنا. إذاً, موقفنا هو القبول بهذا التناقض , و من هذا التناقض المُثري, أو الإثراء المتناقض, سوف تنبُع حلول حقيقيّة , أعني بها حركات و قوى و مذاهب عقليّة , تختلف كلّيّاً عن الحلول اللفظيّة و الإيديولوجيّة الفقيرة التي تقدّمها لنا أي تركيبة توفيقيّة يائسة. و من نقد الأصولية المفقرة و التحديثيّة المدمّرة يخرج موقف نقدي يشكّل مرحليّاً قاعدة اتّزان. إذ ليس التوازن من الأمور الثابتة , إنّما هو استقرار مؤقّت يميّز علاقة محدّدة بين عناصر متناقضة. و كلّما تغيّرت قوة العناصر و موقعها, اقتضى الحفاظ على التوازن تبدّلاً في الموقف من هذا و ذاك. بهذا نحوّل انقسامنا الفكري إلى مصدر لتطوير ذاتيتنا , أي توازننا الإجتماعيّ و التاريخيّ , و لإغناء ثقافتنا , بدل أن يكون مصدراً للإستلاب و القطيعة. و أخيراً أقول : إنّ غاية التغيير الثقافي لا يمكن أن تكون إقصاء العلم أو إقصاء التراث , و إنّما تحرير العقل , و إطلاقه من كلّ قيد , و توسيع دائرة النقاش و الحوار العقليّ. و أيّ سياسة ثقافيّة تقوم على فرض إيديولوجيّة على العقل , حداثيّة كانت أو تراثيّة , تقتل الحوار , و تُفضي بالضرورة إلى إلغاء الوعي و اغتيال العقل و إلغاء الثقافة كنبع فلإبداعات و التجديدات الذاتيّة , و تُغلق بالتالي أفق أي تغيير فعليّ. إنّ السياسة الوحيدة المنتجة في الثقافة لا يمكن أن تكون إلاّ حريّة الثقافة.... حريّة العقل. *** المراجع "اغتيال العقل" - برهان غليون "الأصالة و المعاصرة" - محمد عابد الجابري "المرض بالغرب - التحليل النفسيّ لعصاب جماعيّ عربيّ" - جورج طرابيشيّ
أحسن خمس شغلات بهلدنيا, هي تلات شغلات, الحب و الحرب!... و بعضهم يفضّلون مجبرين, الأكل و النوم.. بقى إنتيه و حظّ الدي إن إيه اللي اسلقّيتو عن اللي خلّفك
آخر تعديل sandra يوم 27/12/2008 في 18:54. |
||||||
27/12/2008 | #2 | ||||
مشرف
|
عدلنا الخط لتسهيل القراءة
// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
|
||||
27/12/2008 | #3 | ||||
مشرف
|
بهنيك أنك تكتب هيك موضوع بنفسك
برأيك الازدواجية والتناقضات بالمواقف الشخصية يلي عم نشوفها بمجتمعنا هي انعكاس لأزمة الذات ؟ ولا بتشوف العلاقة بينهم غير هيك |
||||
27/12/2008 | #4 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
اول مره بحس انك كاتب شي منيح دون مسبات او تحشيش
0 الباب يللي بيجيك منو الريح،
0 بيكون شي نجار فهمان مركبلك ياه 0 ســــــــــــــــMan ــــــــــــــــــا تـــــــــو |
28/12/2008 | #5 | ||||||
عضو
-- مستشــــــــــار --
|
الرغبة الناشِئة عن طبيعة " الإنسان " الرغبة التي يَتولد عَنها الوعي بـِ الذات وَ واقع الإنسان هيَ في أصلها تعبير عن الرغبة في نيل ِ الإعتراف وَ التقدير وَ ما المَخاطرة بـِ الحياة التي يَبزغ بها واقع الإنسان إلى النور إلا مُخاطرة من أجل إشباع تلكَ الرغبة وَ بـِ التالي فإنَ أي حَديث عن مَصدر الوعي بـِ الذات هوَ بـِ الضرورة حديث عن معركة حياة أو موت من أجل ِ الإعتراف وَ التقدير ,. فهل نالَ الإنسان العَربي ذلكَ الإعتراف الذي تنشدهُ ذاته مُنذ ُ الأزل ؟ وَ هل ِ العقلُ حُرا ً في إستيعابهُ للأفكار وَ بناء استنتاجاته التي يُسقطها عَليهِ واقعه ؟ تحياتي لكَ ,.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
|
||||||
25/01/2009 | #6 | ||||||
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
|
ساندرا و ساتومان . . . عدو عائلين حبيباتي
شكر و ملامة . . . إنّو شو بدكون بشخصيتي ؟ من الآخر : أنا حمار . . . أوكّيه ؟ بس إيدي بزنّاركون و تحت . . . احترموا النصّ الموضوعيّ و كونوا موضوعيّين بالردّ على أفكار النصّ . . مو على الحمار صاحب هذا النصّ . . . صه |
||||||
|
|