س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
27/08/2006 | #1 | ||||||
مشرف متقاعد
|
المحبَّة: ترياق العنف الأوحد
الصراع لا يُلطَّف بالكراهية؛ الصراع يتوقف بالمحبة – هذا قانون أزلي.
البوذا غوتاما هل يُعقَل أن يكون في محبةٍ ولطفٍ نبديهما حيال آخر شفاؤه من جراح العنف والقسوة فيه، لا بل إغناءٌ لنا وله على حدٍّ سواء؟ إذا كان الأمر كذلك، لِمَ نُشرَط ونُربَّى ونربي أبناءنا على الردِّ "عينًا بعين وسنًّا بسن"؟ نحن نقسو ونعنِّف حين يستبد بنا الجزعُ أو الكراهية؛ ونحن نجزع أو نكره لأسباب متنوعة. غير أن هناك اعتقادًا مغلوطًا سائدًا مُفاده أن علة الجزع أو الكراهية موجودة خارجنا. نحن كثيرًا ما نحيا في ظروف لا نستحبها وليس في ميسورنا تغييرها. من هنا فإننا، إذ نجزع، نحمِّل "الآخر" مسؤولية مأزقنا: ننحو باللائمة على النظام، على السياسيين، على دين بعينه، على "العدو"؛ لا بل قد نحمِّل الشمسَ مسؤوليةَ السطوع سطوعًا شديدًا والعصافيرَ مسؤوليةَ الزقزقة زقزقةً صاخبة! وفي هذه الحالات جميعًا، لا نعترف بأن ما يتسبب في جزعنا هي الكراهية المعتملة في نفوسنا نحن. إنما نفوسنا متاهة من المفاهيم والمأمولات و"المثل العليا" التي نتعلمها وننشأ عليها. وهذه المفاهيم والمأمولات والمُثُل تتصف جميعًا بخطأ الخبرة المتناهية ومحدوديتها. نحن في الحياة نلاقي المجهول ملاقاةً مستمرة: في كلِّ لحظة، تتفتح في الحياة، من حيث لا نحتسب، سبلٌ متنوعة لا يمكن لنا أن نتوقع معظمَها سلفًا. وفي هذه اللقاء اليومي مع المجهول، نواجه مقاومةَ المفاهيم الجامدة التي نشأنا عليها. خبرات الحياة لامتناهية، لكن الأداة التي تمكِّننا من الاختبار متناهية. الأمر أشبه ما يكون بمصباح 60 واط يسري فيه تيارٌ ذو استطاعة 200 واط – نحن في بساطة لا نطيقه! والنتيجة الحتمية هي الغضب والجزع والكراهية. وبهذا، فإننا في لحظات الغضب والجزع والكراهية نخرج عن طورنا. في تلك اللحظات نكون، من حيث لا نعي، رُكَّعًا نستغيث؛ ننتزع شعورنا من فرط ما نشعر به من ألم وإحباط. وهذا الإحساس الهائل بالإحباط والعجز كثيرًا ما يكون في الأصل من قسوتنا وكراهيتنا. لقد أُشرِطْنا على "الفعل"، على أن نكون "شجعانًا" في الظروف كافة. قوة الضغط المجتمعي تحملنا على الامتثال، على الظهور بمظهر الأبطال الصناديد، بمظهر مَن "يكتب التاريخ"! وفي هرج الخطابة البطولية التي من شأنها أن تستهلك شعوبًا بأسرها، يكون التعقل والرأي الحر أول الضحايا قطعًا: قد يُتهم المفكرُ المستقل، غير المأخوذ بحمَّى الهستيريا الجماعية، بـ"عدم الوطنية"، في أحسن الأحوال، وفي أسوئها، بـ"الخيانة"! ذلكم هو شأن الضغط الهائل للإشراط المجتمعي وتيارات القوى العمياء غير الملجومة. وبحسب هذا السيناريو، كثيرًا ما يؤخذ القومُ على حين غرة، فيُرغَمون على التصرف وفقًا لنماذج ذهنية مدمِّرة. فكما أن الفراشة تنساق صوب اللهب لتدمِّر نفسها لا محالة، كذلك ننساق إلى الغضب والكراهية والقسوة والعنف؛ وفي هذا، نزرع بذور دمارنا في المآل، ونحفر قبورنا بأظافرنا. كثيرًا ما تنطوي الحياة على تناقضات ظاهرية، وسخريةُ الأقدار تصفع في بعض الأحيان صفعًا. نتمنى أن نكون "مختلفين"، لكننا في النهاية نسير على الدروب المطروقة إياها. في تعطشنا إلى قبول المجتمع وموافقته، نتصرف متسرعين، تلتبس علينا الأمورُ والمفاهيم، يستبد بنا الجزعُ والكراهية، وننصاع للهستيريا الجماهيرية. نتصرف من غير تأنٍّ ولا تدبُّر تجنبًا للسخرية وتهربًا من مواجهة لحظة إذلال أمام إجماع الناس؛ وبهذا فإن فكرنا وفعلنا يكرسان النموذج الذهني الذي أوجدهما، – وهذا أشبه ما يكون بالذئب المفترس في لبوس حَمَل؛ – وبالتالي، لا ننجح إلا في ترسيخ المزيد فالمزيد من الكراهية في نفوسنا ونفوس الآخرين، وفي سعينا إلى تصويب "الحمقى" نتحامق نحن أيضًا. كما أن النار لا تنطفئ بصبِّ الزيت عليها، كذلك لا يكون التغلبُ على القسوة والعنف بصبِّ المزيد من الكراهية عليهما. وسواء أسأنا أو أسيء إلينا، وحدهما اللطف والمحبة يقدران أن يلأما جراح الغضب والكراهية والقسوة والعنف ويزيلا ندوبَها من نفوسنا المتألمة. لا يهم كثيرًا إن كنتُ المعتدي أو المعتدى عليه: ففي كلتا الحالين، أنا ضحية الجزع والكراهية والقسوة والعنف. وبصفتي الضحية، وحدها المحبة ترياق فعال للألم المضني الذي ينهشني من الداخل، وحدها المحبة تحررني منه. نحن كثيرًا ما نُشرَط على الردِّ "عينًا بعين"، فنستميت في سبيل الحفاظ على صورتنا عن أنفسنا. فهل صورتي عن نفسي حقيقية؟ ما الذي يجبرني على الاستماتة في الدفاع عن مجرد مفهوم ذهنيٍّ محدود؟ هل نحن ضحايا أوهامنا؟ هل نحن أسرى شِراكٍ مِن صُنعنا نحن؟ هل نمعن في إحكام فخِّ الكراهية الذي نحاول الفكاك منه؟ كالرجل الذي يغرق في الوعثاء، أليس تخبطي نفسه هو الذي يُغرِقني فيها أسرع؟ تلكم هي الأسئلة التي لا مناص لنا من طرحها ومن الإجابة عنها في صراحة مطلقة – ليس في الغرف الواسعة وقاعات المؤتمرات، بل عميقًا في سرائر نفوسنا. هل تحولت قسوتنا باستقبال الكراهية والسماح لها بالتغلغل في نفوسنا؟ أم أننا صرنا أقسى، أمكر، وأشد وحشية في قسوتنا؟ كيف لنا، إذن، أن نأمل في تحويل الآخر بالكراهية والقسوة؟ وهل في مقدورنا أن نحوِّل الآخر رغمًا عن أنفه؟ نحن أسرى مفاهيمنا المتضخمة عن أهميتنا، سجناء جمود مفاهيمنا الميتة التي نئن مثقلين بها. ما نحن إلا أشقياء نتخبط في شبكة من القسوة ونُستهلَك في لهيب كراهيتنا. المخرج الأوحد من هذا المأزق هو الشعور بألمنا شعورًا كاملاً. الوسيلة الوحيدة للاستشفاء من ألمنا المزمن هي المحبة – محبة متعاظمة لأنفسنا ولبعضنا بعضًا هي وحدها الترياق لسموم الكراهية والعنف المستشرية فينا وفي الآخرين. في محبة متأججة في القلب، تتغاضى عن الفوارق كلِّها، تندمل جراحُ آلامنا وتتحول. وفي هذا التحول عينه، يتخلَّلنا نورُ الوعي الخالص والنصر الأبدي. وهيب نور الله
في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....
في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم ..... في البدء كان الكلمة ..... مملكتي ليست من هذا العالم ..... |
||||||
28/01/2009 | #2 | ||||
مشرف
|
الموضوع قديم .... بعرف
بس حاسة حالي بحاجة لقراءة هالمقال مرة و مرتين و تلاتة العنف مش بس بيكون تجاه الآخرين وإنما تجاه الذات كمان حاسة إني عم افتقد شعور المحبة كيف بيقدر الواحد يحب نفسه بالأول ؟ كيف يقدر يحب نفسه من خلال نفسه هو وليس من خلال الآخرين!!!
// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
|
||||
29/01/2009 | #3 | ||||
عضو
-- زعيـــــــم --
|
لمّا بيشوف أنّو كلّ البشر غير كاملين، ومحدا طوباوي... ولمّا يعترف بالإيجابيّات اللي بيمتلكا وما بيتخطّاها عند أقل ضعف ومشكلة! ولمّا السلبيّات يتقبّلا لأنّا موجودة أصلاً بس كمان يحاول يلاقي حلول للتخلّص منا. لما بيوثق بحالو وبقدراتو وهالشي بيجي مع ممارسة طويلة وصبر معيّن...
لمّا يوقّف كل مرّة بدّو يحاسب ويحاكم ذاتو فيا ويقول لنفسو شوي شوي على حالك يا ولد، اعتبر نفسك شخص بتحبّو كتير وراعيه بحلمك ولطفك وحنانك، وبظن هاي من الخطوات الهامّة اللي بتساعدنا على أنّو نتخطّى الأحكام القاسية يلي بنوجهها لذواتنا، ونتعامل معها على أنّها بشر قابلة للخطأ والضعف والوقوع! بدون محبّة الذات والثقة فيها صعب على الإنسان يقول إني بحب الآخر وبوثق فيه. هالشي ما بيمنع لحظات الضعف اللي رح نمر فيها.
Mors ultima ratio
. www.tuesillevir.blogspot.com آخر تعديل sandra يوم 29/01/2009 في 18:02. |
||||
29/01/2009 | #4 | ||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
حيث يوجد الحب لا محال للكراهية والعكس صحيح حيث توجد الكراهية لا مجال للحب ,ونتوهم أننا نتصرف بحب أو بكراهية حسب ما تقتضيه المواقف والحالات .والحب والكراهية لا توجد في ذات الفرد على خط متدرج . والإشكالية هنا هي الصراع بين كينونة الفرد و الاشراط الاجتماعي الذي ياخذ اليات واشكال عميقة ومتنوعة ( التنشئة الاجتماعية, ومؤسسات الاسرة والمدرسة والعائلة والتقاليد والإعلام ...) لا تترك للفرد اي خيار سوى الانصياع لمعايير المجتمع ومتطلباته التي يعتبرها ضرورية للحفاظ على نسقه واستمراريته وصد محاولات الفرد بالتمرد عليه.ونتفق ان الحب هو الترياق ضد العنف والكراهية من حيث النتيجة ,ولكن السؤال : كيف يصل الانسان لهذا السمو والترفُّع ؟ وهل يمكن ان يكون مسيحا أو بوذا او غاندي او أوشو؟ إن البنية النفسية للإنسان في المجتمعات التي تتصف بالتخلف ,محكومة بالتوتر والعصابية والقهر والاضطراب الوجودي ,يشعر نتيجة التعسف بكل اشكاله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بخلل يصيب ابسط حاجاته الأساسية للحياة,وبنفس الوقت يشرطه المجتمع للإنضباط الصارم والاستكانة وإلا يواجه بمزيد من العقاب. لم يترك له خيار سوى العدوانية الكامنة التي يفرغ شحناتها بكراهية الآخر وأحيانا الانتقام من الذات نفسها,ولا يستطيع الحب لأنه لم يُحَب. لكن التغيير يبدأ من الذات ,لا نستطيع الانتظار طويلا للتغيير الاجتماعي الذي يأخذ زمنا طويلا.حتى لا نستطيع تغيير ما حولنا الا اذا غيرنا أنفسنا, وهنا تبرز الدعوة للجميع للتامل و مزيد من التأمل للإرتقاء بفرديتنا والتجاوز لكل اشكال العدوانية والكراهية السائدة ,ونبحث عن ذواتنا الحقيقية المفطورة على الخيروالحب,في ظل ما يملى علينا قسرا كل يوم ,ولنجرب ان نقابل الكراهية بالحب والضجة بالصمت والظلم بالعدل ,والاحتقار بالاحترام ,وهذه المحاولات لن تضيع سدى,لأن الاستجابة التي نريدها من الآخر تتوقف على سلوكنا ( المرسل له).وقد يصيب السلوك المحب الآخرين بالعدوى ,كنموذج قابل للتعميم.
اذا لم أحترق أنا !
وتحترق أنت ! فمن سينير هذه الظلمات ؟ |
||||
29/01/2009 | #5 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
يا ابو فخر اسمحلي عارضك
بالحياة ما فيه شي مطلق حتى الحب والكراهية وليصل الانسان لدرجة الرقي التي تقول عنها ليس بحاجة ليكون عيسى ابن مريم ولا محمد بن عبدالله ولا حتى غاندي وبالاصل لن يرقى اي انسان لدرجتهم (( الانبياء )) وامثال غاندي وبوذا لا تتكرر إلا فيما ندر المهم ان يشغل الانسان عقله وقلبه لتجده يتوجه لهذا الترياق المهم ان يبادر بالمحبة وانا معك في هذا |
29/01/2009 | #6 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
يا ابو فخر اسمحلي عارضك شوي صغيرة
بالحياة ما فيه شي مطلق حتى الحب والكراهية وليصل الانسان لدرجة الرقي التي تقول عنها ليس بحاجة ليكون عيسى ابن مريم ولا محمد بن عبدالله ولا حتى غاندي وبالاصل لن يرقى اي انسان لدرجتهم (( الانبياء )) وامثال غاندي وبوذا لا تتكرر إلا فيما ندر المهم ان يشغل الانسان عقله وقلبه لتجده يتوجه لهذا الترياق المهم ان يبادر بالمحبة وانا معك في هذا |
29/01/2009 | #7 | |||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
اقتباس:
من السهل أن نعرف الترياق ولكن من الصعب أن نتقن استعماله أردت القول ليس من السهل أن نحب في زمن ,القسوة تحيط بنا من نعومة أظافرنا المحاولة ممكنة وممكنة لكنها ليست كل الحكاية. شكرا لمعارضتك لي فحين تعارضني أرى أخطائي. |
|||||
29/01/2009 | #8 | |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
اقتباس:
لو ملكنا الارادة لملكنا الدنيا ان نحن عرفنا اخطائنا وعرفنا كيف نصلحها ولكن لم نعمل بهذه المعرفة فما هي الفائدة ؟؟؟؟ وانا اقول عندها يكون ذنبنا اعظم وان كانت محاولاتنا بهدف المحاولة فقط فلا جدوى منها ان لم تحكمها ارادة قوية بالتغيير للافضل الحكاية ليست حكاية محاولة بقدر ما هي ترفع وسمو عن خطأ نرتكبه بحق انفسنا وحق غيرنا انت تقول ان انا لم احترق وانت لم تحترق فمن يضيء الدروب ؟ وانا اقول لا تحترق في سبيل أضاءة درب غيرك ولكن انر طريقك انت وغيرك يستنير بهذا النور حتى لو لم تكن تقصد ان تنيره اريد القول اخيرا يجب على كل منا ان يبدأ بنفسه و يزيح عن كتفه حمل الماضي الثقيل |
|
|
|