س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
21/02/2008 | #1 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
الظاهرة الأصولية وإشكالاتها - محمد أركون
يلفت نظري "وبشكل دائم" عبارة ترد في منبر اخوية الحر وغيره من الأقسام مثل :
حذف الموضوع لأنه يثير جدل ديني ! سيغلق الموضوع إذا تحول إلى نقاش ديني ! أو يتم حذف الموضوع ومعاقبة العضو !! بحذف بعض الزعلات!!! "النقاط" ارجوا أن لا يكون مصير هذا الموضوع كغيره . طبعاً عند طرح موضوع ديني مسف في شكله ومضمونه "أي لا يقدم فائدة" ليحذف لا بأس مع أني ضد حذف أي موضوع كان طالما يراعي في طرحه احترام الأخر. يقول هيغل كلمة جدلية تعني صراع, والصراع أساس الحركة والوجود. ونحن مجتمع ديني بالدرجة الأولى فلا الاختباء خلف الأصبع مفيد ولا تجاهل هذا الموضوع مفيد بل إن تجاهله هو تجاهل للطرح الجدّي لأي موضوع. الأن سوف أضع بين يديكم مقابلة من الدكتور محمد أركون أجراها معه هاشم صالح الذي قام بنقل أغلب أعماله من الفرنسية إلى العربية . هدفي من طرحها ليس فقط النقاش الجاد والهادف لظاهرة من الظواهر التي تعاني منها مجتمعاتنا بل وبالدرجة الأولى محاولة لتقديم قراءة علمية توضح هذه الظاهرة بغية الوصول إلى فهم أوضح لها . هذه المقابلة منشورة في كتاب نقد العقل الديني إصدار دار الطليعة ترجمة هاشم صالح . محمد أركون : باحث ومؤرخ ومفكر جزائري، ولد عام
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
ين محمد اركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 1968 بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 و 1987. يشغل ومنذ العام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن. مؤلفاته : يكتب محمد أركون كتبه باللغة الفرنسية أو بالإنكليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنكليزية والإندونيسية ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية: 1.الفكر العربي 2.الإسلام: أصالة وممارسة 3.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
4.الفكر الإسلامي: قراءة علمية 5.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
6.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
7.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
8.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
9.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
10.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
11.نزعة الأنسنة في الفكر العربي 12.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
13.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
14.معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية. 15.من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني. 16.
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
17.القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني 18.تاريخ الجماعات السرية الجوائز التي حصل عليها: من الجوائز التي حصل علي
الظاهرة الأصولية وإشكالاتها. هاشم : أصبحت الأصولية الشغل الشاغل للعالم العربي طيلة هذه السنوات الأخيرة. كيف تفهم هذه الظاهرة, وكيف تحلّل أسبابها؟ أركون : لا يُمكننا أن نفهم الأصولية داخل الإسلام إلا إذا قارناها بالأصوليات داخل الأديان الأخرى. ولا يمكن تحليلها بشكل صحيح إلا إذا طبقنا عليها المناهج التاريخية التي طُبّقت في الغرب على الأصولية المسيحية مثلاَ. لقد آن الأوان لأن يبدأ الفكر العربي أو الإسلامي بدراسة ما يحصل خارجه, وبخاصة في مجالات الدراسات الحديثة المتركّزة على الأديان بشكل عام. أقصد الدراسات المتعلقة بمعنى الظاهرة الدينية والوظيفية التي تؤديها في المجتمع. أدعو المسلمين هنا لأن يهتموا أكثر فأكثر بما يعلّمنا إياه التاريخ, وبما تعلّمنا إياه العلوم الإجتماعية عن الظاهرة الدينية. وبالتالي فلكي نفهم الظاهرة الأصولية فإننا مضطرون لأن نمر من خلال العلوم الإجتماعية. أقصد ينبغي أن نطبّق العلوم الاجتماعية (أو العلوم الإنسانية) على التراث الإسلامي مثلما طُبّق على التراث المسيحي في أوروبا منذ زمن طويل. بالطبع فإن المسلمين المحافظين والأصوليين يردون علينا قائلين بأن العلوم الاجتماعية لا تنطبق على التراث الإسلامي, وأنها نتاج الغرب, وبالتالي فلا علاقة للمسلمين بها !.... هذا الموقف السلبي من العلوم الإنسانية والاجتماعية ليس فقط حكراً على الأصوليين, وإنما هو موقف جمهرة المثقفين العرب والمسلمين حتى الآن. بالطبع هناك استثناءات. ولحسن الحظ أن هناك استثناءات. وهكذا يظل المسلمون منغلقين داخل الدائرة التراثية المغلقة على ذاتها. إنهم لا يريدون توسيع المناقشة وفتح الأبواب على مصراعيها لكي يهبّ عليهم هواء جديد. إنهم لا يريدون تطبيق العلوم الاجتماعية على تراثنا من أجل تجديده وإعادة تأويل الإسلام بصفته ظاهرة دينية كبرى من جملة ظواهر أخرى. إنهم لا يفهمون أن منهجية المقارنة مع الآخرين مفيدة جداً لفهم الذات. فهناك أديان أخرى في العالم غير الإسلام. هناك المسيحية, واليهودية, والبوذية, والهندوسية ... إلخ . فالإسلام, كظاهرة دينية, لا يختلف بشكل مطلق عن بقية الظواهر الأخرى المتعلّقة بالأديان التي عددناها. بالطبع فإن الموقف الذي نتخذه هنا هو موقف علمي. وهو يتعارض حرفياً مع الموقف الإيماني العقائدي أو التسليمي العاطفي الموروث أباً عن جد منذ مئات السنين. والمسلم التقليدي, أو الأصولي, لا يختلف موقفه في شيء عن موقف المسيحي التقليدي أو اليهودي التقليدي. فكل واحد منهم منغلق داخل تراثه ويعتبره وكأنه مطلق ولا يوجد أي شيء آخر غيره, أو قُل إن غيره خاطئ وضالّ. أقصد بالموقف التسليمي العاطفي أولئك الذين يريدون التحدّث عن الإسلام فقط من خلال إيمان تقليدي يرفض كل مسار تحليلي, عقلاني, علمي. وما دام هذا الرفض سائداً فمن المستحيل أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. وبالتالي فإن النقد التاريخي المحرّر ينبغي أن يطبّق على الأصوليين وغر الأصوليين, أي على الفكر التقليدي بشكل عام . هاشم : بعضهم يقول بأن الأصوليين يتبعون تياراً واحداً من تيارات الإسلام, ويهملون التيار الآخر العقلاني والإنساني, أي تيار المعتزلة والفلاسفة. ما رأيك بهذا الكلام ؟ يتبع .
We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites
القمر بيضوّي عالناس والناس بيتقاتلوا . |
||||||
24/02/2008 | #2 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
أركون : بالطبع. ولكن هذا التيار الأصولي (أو السلفي) ابتدأ يترسّخ وينتصر منذ القرن الثالث عشر, وهو ليس من اختراع اليوم. الأصوليون الحاليون لهم جذور في الماضي, بل وفي الماضي البعيد كما ترى. إنهم يشتغلون, أو قل يترعرعون, داخل أرضية مؤاتية ومناسبة, أرضية تمّ التمهيد لها منذ زمن طويل. من هنا سرّ قوتهم وانتشارهم السريع. فالمدارس الفقهية انتشرت في مختلف البلدان الاسلامية, وكل بلد حبّذ أحد المذاهب على ما عداه: ففي تركيا حبّذوا المذهب الحنفي, وفي السعودية الحنبلي, وفي مصر الشافعي, وفي المغرب الكبير المالكي, وفي ايران الجعفري الشيعي ... الخ. وهذا التخصّص الضيق يُعتبر تراجعاً عن التعددية العقائدية والفكرية التي كانت سائدة في العصر الكلاسيكي أو العصر الذهبي من عمر الحضارة العربية- الإسلامية. كانت التعدّدية ممكنة قبل الدخول في عصر التكرار والتقليد والاجترار ( أي عصر الانحطاط وإقفال باب الاجتهاد). ولذا فلا يكفي القول بأن الأصولية شذوذ عن الإسلام, أو لا علاقة لها بالإسلام.... فهذا لا يحل المشكل. المشكل أعمق من ذلك ويشمل الأصوليين وغير الأصوليين. والأصوليون أشخاص يعرفون ليس كل نصوص الفكر الإسلامي بالطبع, وإنما الاتجاه الذي انتصر عبر التاريخ, أي المذاهب السنّية من جهة / والمذاهب الشيعية من جهة أخرى. ولكن المذهبين السنّي والشيعي تعرّضا لجمود خطير أو لتقلّص فكري خطير بدءاً من القرن الثالث عشر. واستمر ذلك حتى القرن العشرين, أي حتى يومنا هذا. وهذا الانغلاق التاريخي لم يُدرس حتى الآن بشكل علمي من قِبَل المسلمين. ولو أنه دُرس لفهموا أن الوضع الراهن الذي نعاني منه يعود إلى تلك القرون المظلمة التي دخلنا فيها ولم نخرج منها حتى الآن.
هذا يعني أننا ورثة هذه القرون الخالية من المضمون أو الغنى الفكري والعقائدي, ولسنا ورثة إسلام العصر الكلاسيكي المجيد ( الإسلام الكلاسيكي يشمل القرون الهجرية الستة الأولى, أي بالتقريب حتى وفاة ابن رشد). هذه حقيقة تاريخية لا مجال للشك فيها. وبالتالي فينبغي أن ننظر إلى الأمور نظرة تاريخية لكي نفهم لماذا تزدهر الأصولية وتنتشر في كل مكان. هذه أشياء لا يمكن فهمها إذا ما نظرنا إلى الأمور ضمن شريحة زمنية قصيرة, أي من خلال العشرين سنة الماضية ( لنقل منذ اندلاع ثورة الخميني عام 1978 ). ينبغي أن نموضع الأمور ضمن منظور المدة الطويلة للتاريخ كما يقول المؤرّخ الشهير فرنان بروديل لكي نفهم سرّ هذه الظاهرة المنتشرة حالياً في شتى أنحاء العالم الإسلامي. لكي نفهم جذور الظاهرة الحالية ينبغي أن نعود ثمانية قرون إلى الوراء. هكذا تجد علم التاريخ يضيء لنا الأمور بشكل لم يسبق له مثيل من قبل إذا ما عرفنا كيف نستخدم منهجيته أو كيف نطبّقها على تراثنا الإسلامي العريق. فهو يجدد الفكر النقدي داخل الإسلام, ونحن أحوج ما نكون إليه الآن. وهو بالإضافة إلى ذلك يفتح الفكر الإسلامي على منهجيات العلوم الإنسانية ومصطلاحاتها ومكتسباتها المعرفية التي يستحيل علينا بعد اليوم أن نتجاهلها. هكذا تجد أن تطبيق المناهج الحداثية على دراسة التراث الإسلامي شيء ليس فقط مستحباً, وإنما ملحُ وعاجلُ لكي نحرّر الفكر الإسلامي من عطالة الزمن ورتابة القرون. هاشم: ولكن عندما ابتدأوا يطبّقون المنهج التاريخي على المسيحية في القرن التاسع عشر حصل رد فعل هائج وعنيف من قِبَل الأصوليين المسيحين. واتهموا المجدّدين بالتخريب والخروج على الإيمان وتدمير التراث ... الخ. أركون : نعم نعم . هذا صحيح. ولكن ماذا تريدنا أن نفعل؟ إما أن نتحرك ونحرّك الأمور, وإما أن نستسلم للأقدار. ينبغي أن نفعل شيئاً تجاه الحالة الراهنة. لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري. إن تجربة المسيحية في القرن التاسع عشر مع الحداثة تدّلنا على أننا نقف أمام سيكولوجيا دينية مشتركة لدى الأصوليين المسلمين كما لدى الأصوليين المسيحين. وهذا أكبر دليل على أن المناهج نفسها تنطبق على جميع التراثات الدينية. وأعتقد أن العلوم الإنسانية والاجتماعية سوف تغتني وتنال مصداقية أكبر إذا ما طُبّقت على التراث الإسلامي. وذلك لأنها حتى الآن لم تُطبّق إلا على التراث المسيحي الأوروبي. وهذا لا يكفي لترسيخ مصداقيتها. ينبغي أن نطبّقها على تراث ديني آخر طويل عريض كالتراث الإسلامي لكي نمتحن مدى مصداقيتها ومصداقية منهجها ومصطلحاتها أكثر فأكثر. في الواقع إن هذا ما كان المستشرقون الكبار قد يفعلونه منذ القرن التاسع عشر. وقد أثارت أبحاثهم ردود فعل هائجة في أوساط المحافظين الإسلاميين, مثلما أثارت أبحاث زملائهم ردود فعل الأوساط المسيحية المحافظة عندما طبّقت المناهج ذاتها على التراث المسيحي. هكذا تجد أن المقارنة تضيء لنا الأمور حقاً, ولا ينبغي أن نظل مسجونين أو منغلقين داخل جدران بيتنا أو تراثنا. وإنما ينبغي أن ننفتح على التراثات الأخرى لكي نرى ماذا يحصل فيها؟ ماذا أقصد بالنفسية الدينية المشتركة لدى المسلمين كما لدى المسيحيين؟ أقصد أنه ما إن تتشكل العقلية الجماعية طيلة عدة قرون من خلال التعليم المدرساني ( أو السكولاستيكي) حتى يصبح من الصعب جداً تحرير العقول من هذه العقلية التفليدية المكرورة أباً عن جد. ما إن تنجبل هذه العقلية الجماعية كالاسمنت المسلح من خلال أداء الفرائض والشعائر اليومية والأعياد الدينية حتى يصبح من الصعب جداً تحرير الناس من العقلية الشعائرية. ولكن الفرق بين الجهة المسيحية الأوروبية / والجهة العربية الإسلامية هو أن الجهة الإسلامية لم تتعرّض للدراسة العلمية حتى الآن. وكنا نتوقع أن يحصل ذلك بعد نيل الاستقلال. ولكن معظم الأنظمة السياسية راحت تفصل بين تعليم الدين من جهة / وبين تدريس العلوم الإنسانية والفلسفية من جهة أخرى. بل ونلاحظ أن العلوم الإنسانية لم تدخل في برامجنا التعليمية بشكل كافٍ حتى الآن, هذا إذا ما دخلت. كيف يُمكن للأمور أن تتطوّر أو أن تتزحزح عن مواقعها التقليدية في مثل هذه الظروف؟ ولماذا تستغرب انتصار تيار الإسلام الأصولي الضيّق والمتزمت على تيار الإسلام العقلاني والمنفتح والمتسامح؟ لا يحق لنا إطلاقاً أن ندهش لما يحصل اليوم. إن ما يحصل تحت أعيننا اليوم في الجزائر أو مصر أو أفغانستان أو باكستان ... إلخ, شيء طبيعي جداً ومفهوم ولا ينبغي أن يثير أي استغراب. يوجد إذن تأخر مريع في التدريس الجامعي العربي – الإسلامي. وتعكس ذلك مقالات كل الصحف والمجلات والكتب. ويكفي أن نفتحها لكي نتأكد من ذلك. وتعكسه أيضاً كل المناقشات التكرارية والاجترارية الجارية في العالم العربي حالياً. إنها تكرّر الكلام نفسه وتقول : لا لا. لا تخلطوا بين جميع المسلمين وبين الأصوليين. فالأصولية شيء والإسلام شيء آخر. ولكن هذا كلام امتثالي كسول لا يصمد أمام الامتحان. إنه غير مقبول إذا ما نظرنا إلى الأمور من الناحية التاريخية. وذلك لأنه يوجد في النسخة الأصولية للإسلام شيء من الفكر الإسلامي. وهذا الشيء هو الفكر الأصولي المعتمد على أصول الدين وأصول الفقه. وهذه الأصولية التي تُشكّل المرجعية الكبرى للمسلمين اليوم لم تتعرّض حتى الآن لمراجعة نقدية جادّة على ضوء علم التاريخ الحديث, وعلم الألسنيات الحديثة, وعلم الاجتماع, وعلم النفس التاريخي وبقية العلوم الإنسانية والاجتماعية. لا تزال أصول الفقه وأصول الدين تُدرّس حتى اليوم في كلّيات الشريعه والمعاهد التقليدية كما كانت تٌدرّس في القرون الوسطى! فكيف تريد إذن أن ينهض جيل عربي أو إسلامي جديد, جيل منفتح ومتحرر من عقلية القرون الغابرة؟ بل إن هذه الأصول كانت تُدرّس في العصور الوسطى الأولى بشكل أفضل مما هي عليه الحال اليوم. لماذا؟ لأنه كانت تحصل آنذاك مناظرات بين المذهب الشافعي والحنفي والمالكي, بل وحتى بين المذهبين السنّي والشيعي. ظلّت المناظرات تحصل بشكل سلمي بين الشيعة والسنّة حتى القرن العاشر الميلادي, أي أثناء الفترة التعددية المبدعة من عمر الحضارة العربية – الإسلامية. ثم انقطعت بعدئذ وأصبح هذان المذهبان معزولين عن بعضهما البعض, بل ومتخاصمين كلياً وكأنما يفصل بينهما سور الصين! ... أصبحا و كأنهما لا ينتميان إلى الدين نفسه, أو القرآن نفسه, أو النبي نفسه .... لقد اختفى الحوار السنّي – الشيعي عكلياً من الساحة بعد القرن الحادي عشر الميلادي وانتصار السلجوقيين. السلجوقيين الأتراك هم الذين دشنوا العزلة التاريخية بين المذاهب الإسلامية, وهم الذين أقفلوا باب الاجتهاد وقضوا على التعدّدية العقائدية في أرض الإسلام. ولذلك يٌؤرَّخ الانحطاط ببداية عهدهم. |
||||||
24/02/2008 | #3 | ||||||
عضو
-- أخ لهلوب --
|
هاشم : أنت تضع مشروعك الفكري كله تحت العنوان العريض التالي : نقد العقل الإسلامي. ماذا تقصد بذلك؟
أركون : هذا المشروع ولد لأول مرة أثناء اشتغالي على أطروحتي لدكتوراه الدولة عن مسكويه (الإنسانية العربية في القرن الرابع الهجري : مسكويه فيلسوفاً ومؤرّخاً). وابن خلدون يستشهد عن طيبة خاطر بمسكويه, مما يدّل على أهميته. لقد فتح لي هذا المفكّر آفاقاً واسعة لأني وجدت لديه حريّة مدهشه في التفكير قياساً إلى دوغمائية العقل الديني السائد. ووجدت أنه يستخدم العقل على طريقة فلاسفة اليونان. لقد هضم فعلاً الفكر الإغريقي الذي كانت نصوصه قد تُرجمت سابقاً إلى العربية قبل أن يولد مسكويه ويترعرع في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. وتبنّى هذا المفكّر المسلم العقل النقدي الفلسفي بكل أبعاده. ثم التقيت بعدئذ بمفكّرين آخرين من عصر مسكويه وفي طليعتهم أبو حيّان التوحيدي. ومن المعلوم أنهما ألّفا عن طريق المراسلة, أو الأسئلة والأجوبة, كتاباً مشتركاً هو : الهوامل والشوامل. ولا أجد له مثيلاً في اللغات الأخرى. إنه أحد كنوز التراث العربي – الإسلامي. نعم لقد حرّرتني قراءة مسكويه والتوحيدي من العقلية الدوغمائية الضيّقة, هذه العقلية لا تزال مسيطرة علينا للأسف حتى اليوم. هاشم : لماذا شهد الغرب عصر النهضة أو القطيعة مع العصور الوسطى ولم نشهدها نحن؟ أركون : نحن شهدنا محاولتين للنهضة ولكنهما أُجهضتا. الأولى حصلت في العصر الكلاسيكي, والثانية حصلت في القرن التاسع عشر. ولو أتيح للنهضة الأولى أن تستمر لكنا استلمنا زمام الحركة التاريخية ولكنا صدّرنا التنوير الفكري إلى أوروبا, أو على الأقل كنا سبقناها إلى هذا التنوير. والواقع أننا كنا السباقين في مجال العلوم والآداب والفلسفة طيلة القرنين التاسع والعاشر اليلاديين / أي الثالث والرابع للهجرة, وقد أخذت عنا أوروبا الكثير بدءاً من القرن الثاني عشر. ولكن هذه النهضة الفكرية الرائعة لم تعش طويلاً للأسف. ولم تحظ بدعم طبقة اجتماعية منفتحة كطبقة البرجوازية في أوروبا. ومعلوم أنه لولا تشكّل هذه الطبقة وانفتاحها على الأفكار الحديثة ودعمها لفلاسفة التنوير في القرن الثامن عشر لما نجحت أوروبا في صنع الحضارة التي نشهدها أمام أعيننا اليوم. فالطبقة البرجوازية هي التي كسرت الحواجز والحدود الإقطاعية داخل المجتمع, وهي التي أزاحت طبقة النبلاء القديمة عن موقعها, وهي التي ساهمت في تشكيل الحداثة. ولكن طبقة البرجوازية التجارية التي ازدهرت عندنا أيام المأمون والتي دعمت الفكر التنويري للمعتزلة والفلاسفة سرعان ما ذبلت وماتت بسبب تحوّل الخطوط التجارية عن العالم العربي – الإسلامي. وأما نهضتنا في القرن التاسع عشر والتي استمرت حتى مشارف الخمسينات من هذا القرن فقد أُجهضت أيضاً لعدة عوامل من داخلية وخارجية. ولا نزال ننتظر حصول النهضة من جديد. فحتى لو فشلنا في النهوض ألف مرة, ينبغي أن نحاول مرة أخرى, أي المرة الواحدة بعد الألف ... كل ما نفعله الآن هو التمهيد لعصر نهضة عربي وإسلامي مقبل. ولكن لن يتم إلاّ عن طريق فكر جديد. |
||||||
|
|